<%@ Language=JavaScript %>  جمال محمد تقي مملكة الآغا ليست بحاجة للاعلان عن نفسها !

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مملكة الآغا

 

 ليست بحاجة للاعلان عن نفسها !

 

 

جمال محمد تقي

 

 

هل يملك رؤساء الدول او ملوكها اكثر مما يملك رئيس اقليم كردستان ؟ لا اعني هنا الثروات فقط ، وانما السلطات والصلاحيات الفعلية والقدرة على تركيزها امنيا وعرفيا وقانونيا ودستوريا ، بيده وبأيادي افراد اسرته وعشيرته ، وهل يملك غيره من الرؤساء مثلما يملك هو من حراسات وحسابات واتصالات سرية ومساحات وفراغات وارشادات وخرافات تمنحه فرص سانحة للمطاولة بلعبة المخاتلات وجمع المتناقضات والرقص على ايقاع الشياطين في نفس الوقت الذي يذرف فيه الدموع على ارواح الملائكة شهداء الحرية من اكراد العراق ؟

 الاغا لا يريد ان يصدق بانه لا يملك الارض وما عليها ، حتى لو كان اجداده الاغوات قد جعلوها وقفا لهم بطريقة وضع اليد !

يركب رأس الاغا المنفوخ عفريتان لا يبارحانه الاول يوسوس له بالعظمة والمريسة والتجبر واللئم الاصفر المائل لزرقة دم العنكبوت والثاني يرافقه كظله واحيانا يتجسد له ، كبدي كارد ، او مستشار برتبة فاعل ليحميه من وساوس العفريت الاول ، وغالبا ما ينقاد له الاغا حتى تظهر حقيقة محله من الاعراب كنائب للفاعل ليس الا ، العفريت الثاني يوقض بالاغا احساسه الدفين بالتقزم والتلعثم وانعدام المواهب والتجبجب الذي يشي باختلال بين نسب الاوزان في وزنه المادي والمعنوي  ، فيدفع به للمؤخرة كي يحميه من المواجهات التي يصنعها الكبار لينتهز الاغا سقطاتهم وكبواتهم فيغتنم من بقايا الخاسرين منهم ما يسقط من متاعهم ليهرع به الى اقرانه موهما اياهم بصولة لم يصلها ومعركة لم يخضها ، وبين جر وعر العفريتين الذين يركبانه يبقى الاغا اسيرا لمناوشاتهما التي تدفع به احيانا لقمة الانفلات والتغطرس واحيانا اخرى لقمة التراجع والتخاتل والانكماش ، حتى ان القمة الثانية تشكوه لحضيضها متوسلة اياها استيعابه ، فالقمم حتى لوكانت سفلية لا تحتمل احمالا لا تبارح الانحدار !

مملكة البرزاني لا ينقصها شيء وهي ليست بحاجة للاعلان عن نفسها لان هذا الاعلان يضرها اكثر مما ينفعها فهي تستطيع بوضعها غير المعلن هذا الحصول على مكاسب غير متوقعة ومنها كركوك النفطية واراضي جديدة تصل تخومها الى بغداد وبما يوفر عمقا استراتيجيا للملكة وعاصمتها اربيل ، ولا نغالي اذا قلنا بان ضم جميع الاراضي المتنازع عليها للاقليم المملوك للبرزاني سيجعل من بغداد مدينة تقع تحت رحمة مدافع الملك الرئيس ، فضم كركوك واجزاء من صلاح الدين وديالي والموصل مثل خانقين ومندلي ومخمور وكل نواحي سهل نينوى الى المملكة المحجبة سيجعل من المملكة مالك جديد ومتحكم  اضافي بشرايين الماء الصابة فيما تبقى من العراق ، مملكة البرزاني بوضعها الحالي تمارس حكما ملكيا مطلقا ومزدوجا فيما يخص حكم الاقليم وحكم العراق ككل ، وهذا ما يجعل البرزانيين مستثمرين محتكرين حصريين لحاضر ومصير الاقليم ولا يشاركهم في غنائمه غير الطالباني بحصة قابلة للانقراض بعد انقراضه ، وهم بذات الوقت مستثمرين فاعلين في موارد العراق بكليته !

لا ينقص المملكة شيء سوى الامعان بتحويل العراق الى كيانات اثنية وطائفية قابلة في اي لحظة موقوتة  للانفصال الكلي ، وعلى هذا الخط يخطط البرزاني ومماليكه لجعل قلب العراق اضعف من اطرافه ، ولجعله قبلة للمحتلين والمتدخلين والفاسدين ، وبؤرة للتأزم والفتن !

البرزاني يعترض على تسليح الجيش العراقي بطائرات اف 16 ، وهو نفسه يطالب الامريكان وعلنا باقامة قواعد عسكرية ثابتة لهم في اراضي الاقليم بمعزل عن موافقة او رفض حكومة بغداد ، البرزاني يقيم علاقات وثيقة مع دولة اسرائيل ولم يعد يتستر عليها على اعتبار ان هناك سفارات ومكاتب اسرائيلية في العديد من العواصم العربية ، البرزاني يعتبر دخول الجيش العراقي لاراضي الاقليم خط احمر ، البرزاني هدد اكثر من مرة العراقيين باعلان الانفصال الكامل عنهم اذا لم يستجيبوا لمطالباته بضم المناطق المتنازع عليها للاقليم ، واذا لم يذعنوا للاعتراف بعقوده النفطية التي عقدها مع شركات السوق النفطية السوداء ، البرزاني يستقطب الجماعات الكردية من سوريا وايران وتركيا ويحاول استخدامها كادوات ومصدات وكاوراق ضغط عندما يتطلب الامر ذلك ، وهو لا يتوانى عن تغيير الطابع السكاني لمناطق بعينها في كركوك ونينوى باستقدام اكراد رحل من ايران وتركيا وسوريا ، فسياسة البرزنة التكريدية تصب بمصلحة التوسع المنشود لمملكته التي تتخذ من العصبية القومية وسيلة للمضي بترسيخ سطوته الى ماشاء الله !

تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا وباستغراب غير مبرر ما اعلنه ادهم البرزاني ، وهو احد الاقرباء المقربين لمسعود البرزاني ، من انه ليس بعراقي ولا يعترف بعراقية كردستان ، وان استقرار وقوة الوضع العراقي هو اضعاف للتطلعات الكردية ، وكأن الامر غريب على البرزانيين ، فالبرزاني الاب والابن قد قالا الكثير في هذا المضمار ، بل قالا ما هو اشد خطورة من تصريحات السيد ادهم ، حينما قالا بان كردستان كيان محتل من قبل حكومات بغداد ، وعلى هذا الاساس اعتبرا حق تقرير المصير لكردستان هو امر مفروغ منه !

انسجاما مع كل ما تقدم كانت نتائج المؤتمر 13 لحزب الاغا  قد تداولت توقيتات اعلان حق تقرير المصير لكردستان العراق ، تماهيا مع ما جرى في جنوب السودان ، وايضا التهيئة للاستفتاء على دستور كردستان الذي يؤسس لقيام دولة متوجة بقناع الفدرالية الزائفة .

لقد استعار الاغا من القاموس العبري كل المفردات المغالطة لخطابه العصبوي والانعزالي والاستعلائي والعنصري الذي يغذي روح العداء والاستحواذ والافتتان والغدر وتشويه الحقائق ، وقلبها راسا على عقب ، ولا يستغرب بعد كل هذا من اكتشاف حقائق جديدة عن دوره المخزي والمبكر بكل الذي جرى ويجري في العراق من قتل وتدمير وفساد منذ حرب الخليج الثانية وحتى الان !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا