|
لا للأحتلال |
|
---|
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|
المبشرون بالقفص !
جمال محمد تقي
لو كانت هناك امكانية حقيقية لفتح ملفات اغلب الحكام العرب من محيطهم الى خليجهم ، لما فلت احدهم من دخول القفص الحديدي ، ولو تمكن المحتجون والمستائون والناقمون والمكتومون والمتعايشون على مضض مع احوالهم ، اقول لو تمكنوا في بلدانهم الموبوءة بكل ما يبعث على التعاسة ، لوضعوهم جميعا ومن دون استثناء بقفص حديدي واحد ، ينقلونه من عاصمة لاخرى ، لتقام لهم في كل واحدة منها ، زفة حية ، الى محاكمات شفافة وعادلة تجعلهم فرجة للعالمين .
ليس كل من دخل قفصا صار فرجة ، فهناك من دخل القفص الذهبي عن طيب خاطر ، وهناك من دخل القفص الحديدي مروضا للاسود والنمور ، وهناك من دخل قفص الاتهام مرفوع الرأس واثق الخطى ، يمشي ملكا بروحه التي تحاكم من يحاكموه ، فالقضية ليست اسيرة لوظيفة القفص ، وانما هي مرتبطة بوظيفة وماهية المقفص !
حجز لمبارك مكانا براحا في قفص الحكام الحديدي ، ليتسع له وسريره الذي يناور به المسارالمتنقل على قاطرة الثورة التي تمهل ولا تهمل ، وخصص لزميله بالخلع بن علي مكانا غيابيا الى جانبه ، كما حددت وبالتساوي اماكن اخرى في القفص بعدد ماتبقى من حكام التيه والانحطاط ، فهنا مثلا مكان للعقيد وهناك مكان لعلي صالح ، وفي الطرف مكان لجلال الطالباني " الذي ربما لسماكة جلده وبالتالي لضعف استشعاره يعترض على انخراطه بصفوف المقفصين من الحكام العرب لاعتبارات اصوله غير العربية ، لكنه يفطن بالنتيجة الى قانون القفص الذي لا يميز الحكام على قاعدة النسب ، وانما على قاعدة الذنب المرتكب في حكم قطر من اقطار العرب " والى جانبه مكان يتسع للمتبقين من الاقران ، رؤساءا وملوك لان الجريمة واحدة ملكية كانت ام جمهورية .
كتب مظفر النواب تماهيا مع نبض الشارع العربي حينها "وهذا قبل ان يضعف ويخسر رمزيته عندما وقف بباب احد الحكام القتلة ، وهو يتكسب على حساب ما احترمه الناس فيه " : النملة حتى النملة تحفظ ثقب الارض ، واما انتم فأن حضيرة . . . ، ثم اكد على شمولهم جميعا بهذا المستوى من "الطهارة" عندما قال : لا استثني منهم احدا !
هذا الحكم ليس لمظفر انه حكم الناس الذي استعاره منهم وردده ، ليكون مقربا من نبضهم ، وتراجعه عنه لا يعني بطلانه ، او انه هو من يملك حق مسحه ، ذلك لانه حكم الملايين الذي يتجاوز حالة شاعر حاول الانغماس في تلافيف احاسيس الناس .
كما الارض التي تتكلم عربي لانها تشبعت بطقس ودماء ما عليها من ابناء ، فان الضمير والعقل والوجدان على هذه الارض ، يحكم بالعربي ايضا ، على حكام لا يستحقون غير الادانة والعزل ، حكام من العلم والايمان تجريدهم من كل ما ملكت ايمانهم وما شفطت جيوبهم ، وان يحاسبوا على كل جرائمهم التي ارتكبوها بحق ابناء جلدتهم ، لقد قتلوا واغتصبوا وسجنوا وعذبوا ونهبوا وسرقوا وافسدوا وخانوا واذلوا ما عزه الله ، انهم يستحقون على اقل تقدير محاكمات ، حقة ، شفافة ، تعريهم امام العالمين ليكونوا عبرة لمن يعتبر .
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل أيّة مسؤوليّة عن المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم .
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي