<%@ Language=JavaScript %> حمزة اللامي أحلامي اللعينة

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

أحلامي اللعينة

 

 

قصة قصيرة / حمزة اللامي

 

  إن الأمر الغريب الذي انتبهت له هذه الأيام، هو إني ـ والحمد لله ـ كثير الأحلام، واقصد بالأحلام الرؤيا التي ننعم بها في المنام،، فكل ليلة لي موعد مع حلم جديد، وهو من تأليفي وإخراجي ولا اعلم من هي الجهة المنتجة او الراعية للحلم ..

والذي أريد أن أقوله من خلال هذه السطور، هو إن أحلامي وكل أحلامي تنتهي نهاية غير سعيدة وغير سارة، لذلك فهي تعكر عليَّ نهاري وتجعلني متحمسا لعودة المساء لإكمال الحلم عسى أن افلح بختامه ختاما يكون آخره مسك .. ومالي أرهق نفسي لك مثال ..

قبل بضعة أيام .. كنت أسير في حلمي مرتاح البال أتنزه في إحدى الحدائق وقد انتعلت نعلا إسفنجيا ناعما وأطلقت لمخيلتي العنان لابتكر طرقا جديدة للإيقاع بذوات الوجوه الصبوحة، بينما انا هكذا انغرست بقدمي الجميلة شوكة نبات لعين!

ياويلي ..

هذا آخر ما أتمنى ..

لمَ قصدتني يا شوكة؟

وجلست على دكه أحاول إخراجها فانكسرت بيدي وتوغل رأسها الخبيث أكثر بقدمي

آه .. ما العمل الآن؟

ورحت ابحث عن ملقط لالتقاطها ..

سائلا المارة والسابلة والمحلات والمطاعم والفنادق والدوائر .. وقسما بجدك وأبيك عزيزي القارئ أنفقت جلَّ وقت الحلم على مسألة البحث .. وهناك سمعت صبيا جوالا ينادي ملاقط ملاقط

يا الله .. ما أسعدني بهذا النبأ

وركضت نحوه .. ركضة عرجاء

وأنا التقط أنفاسي طلبت منه إعطائي ملقط، وبالفعل مده يده بالملقط ومددت يدي لأخذه، فإذا بخليلتي توقظني وتقول هيا قم للصلاة!

يا امرأة! .. ألا كان بمقدورك انتظاري ثلاثين ثانية .. أفٍ منك

وتعكر نهاري كالعادة ورحت انظر لعقارب الساعة منتظرا قدوم المساء

وقدِمَ المساء ..

يا اهلا ً به .. ونمت ..

واستمر الحلم، ولكن ما الفائدة فقد ذهب الصبي! فهو جوال كما تعلمون .. وبعد جهد جهيد أخرجت الشوكة اللعينة .. وكانت هنالك عصابة تراقبني

وخطفوني على عجلة من أمرهم!

خطفوني كما لو كنت سياسيا مشهورا أو مليارديرا معروفا

الحمد لله ياربي اني وصلت الى هذه المرتبة بحيث تتقاتل الناس على خطفي

كم أنت كريم يارب ..

وأخذوني معهم وقيدوا وثاقي، وذهبوا إلا واحدا بقي بقربي وبيده سكين وجلس يلهو بتقشير جوزة كبيرة .. وهناك رن جرس الهاتف في الغرفة المجاورة، فنهض صاحبنا وترك السكينة محلها .. فقلت بسري لانتهز الفرصة واسحب السكينة لأحلَّ وثاقي .. وبدأت ازحف نحو السكينة لالتقطها بأسرع ما يمكن قبل عودة المجرم وانا أمد يدي المباركة للسكينة وإذا بهاتف يهتف ،، قم معي للحمام  فأنا أخشى الصراصير – أنها زوجتي-

تباً لك من امراة .. ألا ترين اني نائم وغارق بوثاقي!

ونهضت معها .. وانا اسب اجدادها

وعدت سريعا لأكمل الحلم .. ولكني رأيت الرجل قد  أنهى مكالمته وعاد وجلس مكانه

وا أسفي !!

بعدها دخلت الشرطة وخلصتني من براثن العصابة الشريرة، ومن بين الشرطة الذين خلصوني من العصابة شرطية جميلة، أخذت تنظر لي بشغف واضح على محياها .. فغمزتها غمزة سريعة .. مما دعاها للتبسم

يا الله كم انا محظوظ .. رغم الصعاب ومازال القدر يبتسم لي

حمداً لله على هذه النعمة

فوعدتني في بيتها، لاحتساء فنجان شاي او قهوة لا اذكر بالضبط

وذهبت لدارها ..

وفتحت لي الباب ولا أقول لكم ما كانت ترتدي!

فقط بوسعي ان أقول انه وردي يفتح النفس والسرائر، فجلست على طاولة مزينة بالورود وسكبت لي بعض القهوة ورفعت بيدها البيضاء الفنجان وقربته مني وأغمضتُ عينيَّ لاحتسائه .. وإذا بصراخ يصدر من رفيقة دربي هيا قم الشمس بلغت كبد السماء

يا الهي!! انت من جديد

أمجنونة انتِ ام ماذا؟

كم مرةٍ اطلب منك ان تسأليني قبل ان توقظيني؟ ،، لتري إذا ما كنت في وضع يسمح لي بقطع الحلم او لا؟

ورحت احولق واهلل .. ونهضت

وبقيت طيلة النهار على جمرة الغضا انتظر حلول المساء،، لأعود للحسناء

وجاء المساء .. ونمت على سريري الوثير

وكانت بالقرب من السرير إحدى دمى ابنتي، فقربتها مني حتى إذا جاءت زوجتي وسولت لها نفسها بإيقاظي ارميها بها

توكلت على الله ونمت، منتظراً قطار حلمي

وربك كريم .. استأنفتُ الحلم

وشرعت به على بركة الله .. وبعد احتسائنا القهوة فتحت الفاتنة موسيقى عذبة ما دعانا للرقص تحت تلك الأنغام وتحت تلك الأضواء الملونة الخلابة

يا الله أمعقولة .. هذا انا بهذه النعمة!!

ورحنا نرقص ونرقص الى ان صرنا تحت تأثير الغرام ونشوة الانسجام .. بعدها اصطحبتني تلك الشرطية الفاتنة لغرفة نومها، واذا بغرفة رائعة تفيض رومانسية ونشوة .. وراحت تنزع عني القميص وسارت لنزعه تسهيلا للمهمة ونزعت أيضا الفانيلا كي لا تعيقني واقتربت منها الى ان صرنا على مقربة من سريرها الكبير وإذا بها تدفعني وأوقعتني على السرير وإذا هي فوقي! اسمع أنفاسها واشعر بدقات قلبها ،، ورحت الثم وجهها وشفتيها، واعتصرها بين أضلعي .. وإذا بضربة قوية على راسي من زوجتي وهي تردد وتقول ألا تستحي على نفسك وأنت مابرحت تحتضن وتقبل دمية ابنتك وأنت عارٍ عن القميص والفانيلا

ففزعت مذعوراً وانا اردد وأقول الشرطية الشرطية

فقالت: تبا لك يا رجل انا من سيشكوك إلى الشرطة ؟؟!!

 

حمزة اللامي

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

 

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال