<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

قصة قصيرة / حمزة علي اللامي

 

أبو البلاوي

 

شاعت في الآونة الأخيرة مسألة اختراق المواقع وتحطيم السيرفرات والشبكات من قبل مايسمى بالـ "هاكر او الكراكر" او قراصنة الانترنت، وكنت كلما دلفت الى أخي الصغير رأيته مشغولا باختراق هذا الموقع اليهودي او تدمير ذاك المنتدى الصهيوني، أو أعرج على بعض الأصدقاء أيضا أراهم منهمكين بنفس العمل، والمشكل في الأمر أنهم عندما يتحدثون بينهم لا أفقه من كلامهم شيئا!

فتارة يتحدثون عن " الشيل" ومره عن الثغرة وأخرى عن أوامر "اللينكس" وأبقى انا في حيرة من أمري تأكلني الحسرات .. وكنت أفكر بطريقة لاخترق عقولهم لأعرف كيف يفكرون ويرتبون هذه المعلومات وكيف اسلب منهم هذه النعمة .. نعمة العلم

فقررت أن أبحر في هذا البحر الهائج المتلاطم

فكنت احضر بين صفوفهم وادس انفي بينهم وعينيَّ نحو شاشاتهم، وفي نهاية كل مطاف لا اخرج منهم الا وعيناي دامعتان "متزغللة" من كثرة تحديقي بشاشاتهم اللعينة

واتخذت قراري الحاسم بان اتعلم فن الهاكرز!

فشمرت عن ساعديَّ واعلنت للجميع عن عزمي بان اكون "هاكر"

وتوكلت على الله .. ودنوت بفمي المبارك من اذن احدهم وكان يدعى (جبار) واعتقد ان وزنه يعادل ثلاثة او أربعة رجال من النوع المتوسط! وحدثته برغبتي فوافق على تعليمي بعد وعدي إياه أن اعلمه كيف يكون شاعرا لا يشق له غبار؟؟!!

فحمدت الله وركضت نحو اقرب مكتبة ابتعت منها العديد من الدفاتر والسجلات والأقلام وبعض المساطر والمماحي .. وصممت ان أكون مخترقا كبيرا او عالما عظيما!

وواصلت الحضور لتلك الدروس وفق المنهج الذي اعده لي ذلك الصديق او الكراكر .. وكان مراوغا في التزامه معي إلى ان كاد يصيبني بالجنون، فهو حقا جبار!

وواصلت الحضور

وتطورت مهاراتي بشكل سريع .. وأتقنت اللعبة؟

وغدوت "هاكر"

وتغيرت آنذاك مشيتي ونظراتي،، وأخذت اربت على كرشي وافتل بشاربي أينما حللت وغدوت .. وصرت لا أتحدث إلا بالسيرفرات والروابط والايبيات والماكات والكثير من المفردات الانجليزية التي لا افهم جلها!

واذكر إن أستاذي السمين علمني شيئا .. إن ضربت موقعا فينبغي أن تضربه بقوة لان صاحب الموقع غفل عن تحصينه كما ينبغي، وعليه أن يدفع ثمن غفلته لتكون له عبرة في المرات القادمة.

ورحت ابحث في الشبكة العنكبوتية عن موقع أضع فيه كل خبرتي التي اكسبني إياها ذلك الفيل اقصد الصديق، وبعد بحث متواصل عثرت على موقع اسمه (الجبابرة) ولم انتبه لمن او عن ماذا يتحدث لكن استفزني اسمه، وقررت اختراقه واعتبرته هدفا!

فعقدت النية على تحطيمه عن بكرة أبيه

وفركت راحتي بالأخرى مع ابتسامة زائفة .. ورحت أغلق الأبواب والشبابيك والهواتف كما أسدلت ستائري وكومت بقرب حاسوبي بضعة قنان ٍ من المشروبات الروحية والغازية وبعض علب الكرزات والحلويات والسكاكر ولا أنسى إني جلبت عدة أنواع من السجائر مع العلم إني لا أطيق الدخان فقط أحضرتها للطوارئ إن اعصوصب الأمر فهي عمليتي الأولى ولا أريد أن اخسرها!

وافتتحت عملي بتلاوة بعض الآيات المجيدة المساعدة في إتمام المهام .. وتوكلت على الذي لا يموت وباشرت عملي وفقا للقواعد والأصول التي تعلمتها على مدى شهر كامل، وبذلت كل ما تعلمته في ذلك الموقع ورغم كل ذلك ظل صامدا ً بوجهي!

وبدأت دمائي تغلي في أم راسي .. وأخيرا ً وقبل ان يتقد فتيلي اتصلت بصاحبنا (جبار) وطلبت منه بعض المساعدة لاختراق الموقع المذكور آنفا وطلبت منه إعطائي بعض الرموز وبعض الخطوات لتكسير التشفير .. فأعطاني ما أريد، واذكر إني اتصلت به حوالي أربع عشرة مرة! حتى اتمكن من دحر الموقع .. واذكر في آخر اتصال قلت له ماذا علي ان أضع من دلالة على واجهة الموقع بعد اختراقه،، فأفادني ان أضع عليه اسما ً مزيفا ً وبريدا ً الكترونيا ً،، فهززت رأسي بالموافقة مع همهمة.

وواصلت نضالي وأنا بين محتس ٍ وآكل وشارب وضاحك وعابس

وبعد سبع ساعات استطعت أن اخترق الموقع وأعطله وافكك أوصاله ونقشت عليه اسمي المزيف (ابو البلاوي) بخط يسترعي الانتباه ووضعت بريدي الالكتروني ليعرف أصحاب الموقع من أكون انا ،، وما هو شأني ووزني في عالم الهاكرز!

وما هي إلا ثوانٍ حتى رن هاتفي؟

وإذا به صاحبنا السمين،، فحييته .. فلم يجب وقال :

ماذا صنعت ايها المجنون؟ ومن يكون هذا أبو البلاوي؟

فقلت له على رسلك ايها البدين المحبوب .. فقد زرعت كل الذي علمتني إياه  في هذه العملية فهي عمليتي الاولى كما تعلم .. هل أعجبك صنعي؟

وكنت متعجبا فكيف علم باختراقي بهذه السرعة؟

فقال بغضب .. انت دمرت موقعي المسمى الجبابرة!

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا