البحث عن جلعاد في شوارع العراق " الهروب من الحقيقة وتحويل التجسس الى عمل خيري" حمزة الحسن

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

               

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

البحث عن جلعاد في شوارع العراق

" الهروب من الحقيقة وتحويل التجسس الى عمل خيري"

 

حمزة الحسن

حين نشرت وكالة رويتر اعلان الموساد حول البحث عن الجندي جلعاد شاليط ومجموعة من المختفين في سنوات سابقة، احتجت المنظمات الفلسطينية والاعلامية العربية والدولية على هذا الاعلان الذي أعتبر انحيازا لمؤسسة الموساد المخابراتية وجهاز الشاباك لذلك قامت وكالة رويتر بسحبه مع الاعتذار.

لكن موقع "صوت العراق" وبعد نشرنا للخبر الموثق ولأنه يعرف جيدا حقيقة الأمر دفن رأسه واستخرج من داخل حاويته وهي تحتوي على أرانب كثيرة ومهرجين ونسانيس وطبالين ورداحين وقردة ومبوقين ومستعدين للردح في كل مكان وزمان حتى بلا علم ولا فهم ولا فحص ولا تدقيق لأن القضية بالنسبة لهم لا علاقة لها بالعلم والاعلام والحقائق وشاليط ورويتر وشروط نشر الاعلانات والملاحقة القانونية الصارمة في حال نشر اعلان دعائي استخباراتي بلا موافقة الموقع والاتفاق معه، القضية عندهم هي معارة صبيانية على طريقة شجارات حانات ومقاهي الحثالات والشوارع الخلفية، يوم كانت هناك حانات في الأقل وكهاوي وشوارع خلفية آمنة، حتى ان صاحب الموقع قذف من الحاوية أحد قروده وجعله يغرد بسيناريو جنسي زقاقي  يخطاب فيه قراء الموقع المصدمين من جريمتين:

الأولى: نشر اعلان اجرامي.

الثانية: تحويل القضية الى مشاجرة شخصية تافهة للتسخيف بين طرفين وقد يكون هذا الموقع ولأول مرة في تاريخ الاعلام العراقي قد أدخل السرير في نظريات تفسير التاريخ  وتصرف للهروب من الفضيحة على طريقة: إن أفضل طريقة لتحرير العراق هي ضرب الفاتيكان بالصواريخ، وأراد بذلك أن يلعب لعبة دنيئة وسمجة ومفضوحة حين نشر مقالا دفاعيا( وأكثر) عن الموقع ضدنا وبلغة توقعناها سلفا في مقالنا( فضيحة أيتام فوكوياما) بالنص، لأحد هؤلاء  كان مفرطا في القذارة والصفاقة، إنما أراد تقديم هذا النموذج ككبش فداء لفضيحة الموقع والقول: (هذا منطق شاعر يقول انه حصل على جائزة عالمية في الشعر وعضو ثلاثة اتحادات ادبية عراقية وعربية ونرويجية ومؤلف عدة كتب ـ كلها وهمية وتحت الطبع منذ 15 سنة ـ وظهرت موهبة جديدة يقول عنها بنفسه إنه الذكر الوحيد في أوروبا وحمار مسافدة نادر ولا غيره ونارهم تاكل حطبهم وما علاقتي بالأمر؟ المسألة خلاف شخصي والموقع يدفع الثمن وليس شاليط ولا الموساد ولا غوغل وكل ذلك من خيال مريض وكبت جنسي على حافة القطب الشمالي ولا حقيقة أخرى غير ما يخرج من الحاوية، حاوية لا عب السيرك ومنين أجيب إزرار للزيجة هدل). ويخرج هو من المأزق مثل العقرب من الحذاء في سيناريو هزيل كان الأسوأ من الفعل. ألم يردد سواق العراق دائما قولهم الشهير: السفالة علم؟

 هذا التدهور من علامات انحطاط المرحلة حين يكون هذا الصنف من الناس مسؤولا عن نقل الحقيقة لأن نقل الحقيقة شرف والكذب على القراء انعدام للشرف وأسوأ من كل أنواع الانحرافات وهي بحد ذاتها جريمة اعلامية وقانونية واخلاقية واحتيال  اضافي على الناس وفتح باب طوارئ للهروب والتنصل من القضية الاصلية والهروب كالكلب وذيله بين قدميه.

هذا الاعلان عرض على مواقع ومنابر عراقية كثيرة ورفضته كلها لطبيعته الاجرامية والغرض منه ليس البحث عن شاليط في العراق أبدا بل تحويل الخيانة الى عمل خيري وتطبيع التجسس كمارسة اخلاقية وتحويل الوشاية بين الناس الى شفقة ورحمة ولكن الأجر ليس على الله بل على الموساد: هذا الاعلان كما عرض على المواقع سعره سعر الذهب كما يقال ـ سنت لكل كبسة زر. ما أرخصنا وما أغلى الدعاية؟

بوقاحة نادرة لم يجد صاحب الموقع غير نسناسين معروفي السيرة والسلوك يعانيان مشكلة واحدة مشتركة وجدا في هذا فرصة جديدة( للهروب من الموضوع الأصلي والوثائق الدامغة) كما قلنا في مقالات سابقة على صوت اليسار، الموقع الذي وصفه أرذل هؤلاء  أمس في ترهة  احتيالية  لا أول لها ولا آخر وغير مترابطة ومفككة بان هذا من المواقع الدنيئة. بالطبع هي شهادة ناقص مشهور ومقاله دليل صارخ لكل الذين يتفقون أو لا معنا في الرأي لكن الاجماع على هذه الصفاقة الاستثنائية واضح وعارم تماما لأن القضية نفسها واضحة.

الاعلان الدعائي هذا تم نشره بعد الاتفاق على النشر وشروطه ومساحة وحجم ونوع الموقع والخ وكل شروط نشر هذا الاعلان موجودة على غوغل، أما الاعلانات المجانية التي تظهر على بعض المواقع الشخصية مثلا أو غيرها فهي تتم أيضا بالاتفاق بين صاحب الموقع وجهة الاعلان لاعطاء مساحة مجانية مقابل نشر اعلانات يتفق عليها مسبقا، وفي حال وضع اعلان بلا موافقة تتم الملاحقة القانونية.

هذه امور بسيطة يعرفها الكثير من المشتغلين في الانترنت ومن بسطاء الناس واما تحويل القضية الاصلية وهي قضية نشر اعلان دعائي موسادي تجسسي بسعر الذهب ووضعه على دار كتب على بابها دار الوطن والرأي والرأي الآخر في حين في الداخل تمارس كل أنواع البيع والشراء والدعارة وأقذرها الدعارة السياسية( بشهادة الردود) وبيع الأوطان، هذا التحويل هو الآخر سلوك وقح  يدل على احتقار شنيع وصارخ وغبي لقراء الموقع وللناس وللحقيقة، وتزوير وعي الناس والحقائق وتقديم معلومات ملفقة لهم وهو شكل خطير من أشكال الارهاب والاهانة، ولا يمكن الدفاع عنه ولو باخراج قرد من تحت الأبط لكي يتعرى علنا نهارا جهارا بصخب وعجاج وغبار لخلق قضية بديلة  مختلقة عن قضية اعلان تجسسي قضيته معروف وجرى حوله نقاش طويل في كل انحاء العالم.

لكن اليس من الصحيح ان من حق من قضى حياته( وهو أمي ولا خبرة سوى الحاسوب) يتاجر بوطن ويقبض الثمن من الدم والجثث والعذاب والخداع وادامة الحرب الاهلية وتعميق الجروح ومن يحمل عقلية مطرقة  أن يتخيل ان رؤوس الناس صارت مساميراً؟

 

هامش: لطفا العودة الى غوغل ووضع بعض الكلمات مثل ( رويتر... شاليط ... اعلان الخ) لمعرفة الحقائق المروعة التي حاول جلوازي موقع صوت العراق الهروب منها عن طريق فتح باب طوارئ وللسخرية من الناس .

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا