<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن سردشت يقتل مرتين: من شهريار الى مسروريار

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

سردشت يقتل مرتين: من شهريار الى مسروريار

 

 

 

 حمزة الحسن

 

بعد جريمة عصابة مسعور البرزاني في قتل الشاب الكاتب سردشت تحاول العصابة في تحقيق كشكولي هزلي ساخر من عقول الناس لأنها تفترض ان جميع العقول على شاكلتها، قتله مرة ثانية حين اكتشفت هذه العصابة ان الشاب الشهيد كان ارهابيا: كان هذا متوقعا بل كنا قد قلنا ان هذه العصابة المتسلطة على رقاب الشعب الكردي خاصة والعراقي عامة وسارقة عرقه ونضاله وتضحياته باسم القبيلة، وفي أكثر من مناسبة، ستلجأ الى قتل سردشت ثانية، واذا اقتضى الحال، ثالثة ورابعة، عبر محاولة تلويث سمعته الناصعة والنقية من قبل جلاوزة ومأجورين ومرتزقة مستعدين في كل لحظة للقيام بهذه الأدوار الدنيئة.

 

قرار العصابة المخزي والغبي هذا ليس موجها  الى الداخل أبدا لأن هؤلاء بلغت بهم القباحة والصفاقة الى درجة احتقار الشعب كله، ولكنه قرار موجه الى الخارج، الى المنظمات الانسانية والحقوقية والاعلامية التي أدانت الجريمة مستغلة الرنين المدوي لكل "ارهاب" في محاولة مفضوحة لتحويل الاغتيال الشنيع الى حالة دفاع عن النفس ـ لا عن جرائم عصابة سياسية متسلطة.

 

قبل اغتيال سردشت للمرة الثانية من خلال لجنة تحقيق مزورة يكون القاتل فيها هو القاضي والشاهد والشهود والقرار والقانون، تابعت عصابات المسعور كل من وقف وآزر وساند وفضح جريمة اغتيال سردشت في حملة كلبية مسعورة علنية تدل على مستوى الرعب من الجريمة العلنية وعلى انحطاط مستوى الوعي السياسي والاخلاقي والعائلي الوضيع  الذي وصلت اليه خاصة في لحظات الحرج حين يسقط المستور والمصبوغ والمطلي والمزيف.

 

هناك من يتذكر جيدا نوعية المأحورين والمرتزقة الذين تم اختيارهم في وسائل الاعلام لاغتيال كل من وقف الى جانب الشهيد سردشت وفضحَ عصابات القتل، ويتذكر أيضا نوعية أدوات وأهداف الاغتيال السفيه الذي كلفوا به نفراً ساقطاً بكل أنواع السقوط الاخلاقي والثقافي والرجولي واللغوي لأنهم لم يجدوا من بين كل النخبة الوطنية العراقية المثقفة غير سقط المتاع من انتهازيين وفاشلين وأميين وأدعياء لردع ولجم وارعاب كل من رفع ويرفع صوته عاليا ضد جرائم هذه العصابة التي لا تحصر في سردشت بل طالت مثقفين وعلماء وضباطا واطباءً وكتابا في العراق كله بالتعاون مع المخابرات الاجنبية: ولكون العصابة لم تجد غير سقط المتاع والحثالات والمتروكين في كل الساحات، فإن هذا يدل على عزلتها الخانقة عن اي وسط ثقافي واعلامي وفكري نظيف وحصارها الخانق على الجبهة الثقافية رغم محاولتها فك العزلة والخناق عبر الرشوة والاحتفالات والدعوات والمهرجانات والمكافآة والخ وهلم جرا.

 

كان لجوء هذه العصابة الاجرامية التي تفتقر لاخلاق العصابة التقليدية الى التحقيق الشكلي الملفق وتجريم الضحية وتحويله الى ارهابي، لا يختلف لا في النوع ولا في الهدف ولا في النماذج والادوات عن محاولة تجريم كل من فضح تلك الجريمة وغيرها. لكن المثير في الأمر ان تلك العصابة لم تجد في الحالتين من تنتخي به كمدافع عن جرائمها سوى ذيولها ومن هم على صورتها سواء في الماضي وفي السلوك وفي الانتهازية والوعي والاخلاق وفي المصير أيضا.

 

مرة أخرى وليست أخيرة ان معركة سردشت ليست معركة التحقيق ولا معركة الأمس أو اليوم بل هي واحدة من صور المواجهة الوطنية الجارية والمستمرة بين النخبة الوطنية العراقية عامة وبين هذه النخب السياسية الفاسدة التي تتعامل مع الكتاب والصحفيين والاقلام الشريفة ومع الشعب كما يتعامل جزار مع خراف المسلخ بدافع الشبع والارتواء والملكية والحيازة والتشفي والانتقام مع ان مسلخ هذه العصابة لم يبدأ من سردشت ولن ينتهي به بكل تأكيد: المعركة مستمرة بين الرقبة والسيف منذ زمن شهريار الى زمن مسروريار.

 

 

الشهيد سردشت عثمان

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

مقالات الكاتب والروائي

حمزة الحسن

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال