<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن مستعمرة القتلة

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

مستعمرة القتلة

 

حمزة الحسن 

كما كان متوقعا وحسب تطور منطق الحوادث وصلنا الى المرحلة الاخيرة من التيه والهذيان وفقدان التعريفات الأولية للأشياء ونشوء المحاكم المرتجلة ودخلنا زمن الانقراض النهائي: زمن على كل واحد منا ذكرا كان أم أنثى أن يدافع عن العفة بكل المعاني وعن عتبة الدار والكلمة والنية والرغبة ويقاوم نزعة متنامية مكتسحة في اثبات براءة حقيقية أو متوهمة من ذنب حقيقي أو متوهم، فليس مهماً حقيقية الأشياء والحوادث بل الأهم طُرق التفسير والتأويل، وحين تغيب المعايير العامة للتفسير والتأويل يصبح الفأر قطاً، والقطار سكة، والحديقة معتقلا، والتفكير مؤامرة، وتنقلب البداهات وتضيع التعريفات الأصلية وكما قال المثل العراقي: لا يمكن التفريق بين ذاك... واللحاف.

 

المشكلة ليست في اللحاف بل طرق النظر، في غياب تعريف دقيق للمفاهيم حتى في شكلها البدائي الأولي الأصلي: ما هو الوطن؟ ما هي الحرية؟ ما معنى السيادة؟ القانون؟ الخصوصية؟ التجاوز؟ الفردية؟ الأمل؟ العدوان؟ الحق؟ الشرف؟ الجص؟ الدين؟ السلطة؟ العازل؟ المرتزق؟ الكذب؟ النقد ؟ المناضل؟ الأغلبية؟ صندوق الاقتراع؟ العدالة؟ الماخور؟ الحقيقة؟ الخ.

 

العراقي لا يحتاج الى الانكفاء والاستغراق في الشعور بالذنب حتى بلا ذنب حقيقي لأنه المخلوق المجهز والمستعد لتحمل كل أخطاء التاريخ عبر ثقافة التأثيم المزمنة، وهو مدموغ بكل أنواع الخطايا من الحروب الى الفيضانات ومن الأوبئة بسبب الذنوب الى شحة الماء بسبب خطيئة ما لأن أحداً ما في زمن ما قال في لحظة تاريخية استثنائية عن مجموعة بشرية محددة وفي ظرف محدد( اللهم أحبس عنهم قطر السماء) واذا لم يكن العراقي مسؤولا عن الجفاف فهو مسؤول عن أزمة المرور وأزمة البيض وأزمة الأمن والديمقراطية والاحتلال والارهاب والنقد الادبي وحفر الطريق والكبت الجنسي وسقوط النيازك واللون الغسقي الأحمر الدامي في المساء الذي كان يفسر لنا نحن الصغار على انه طفح الذنوب وعلامة موت الضمير ـ والطغيان فعلا بتعبير جيفرسون لا يحتاج أكثر من أن يصمت أصحاب الضمائر الحية. لكي يتفرعن طاغية لا يقتضي الأمر أكثر من الخرس العام بكل ما يعني ذلك من شمول وسعة وخطورة، وكما يقول الروائي البيروي ماريا فارغاس يوسا:" الدكتاتور لا يأتي الا اذا استدعيناه".

 

حين تتم هندسة مجتمع مذنبين حقيقيين أو متوهمين بسبب أخطاء التاريخ أو الحاضر، ينفسح المجال واسعا للسيطرة، وتلغى الحواجز بين الحرية والقانون ويصبح الأخير حرية الطبقة المتسلطة التي تحكم المجتمع المذنب وهو أكثر المجتمعات إنقياداً واستسلاماً طوعياً أو مجتمع الاستقالة العقلية ويتحول نصفه الى مخروط أو قمع نفط للاملاء من النصف الآخر، لأنه مثقل بمشاعر ذنب حصلت بالتراكم عبر أجيال وصارت كل وازرة تحمل وزر أخرى عكس ما هو معروف ومتوقع، ويصبح الجميع قتلةً وشهوداً وضحايا وابرياء ومسؤولين عن كل جرائم التاريخ وانفجارات الطبيعة والكوارث والأوبئة: بهذه الطريقة تقاد الشعوب الى المراعي وقد أُفرغت من الآدمية والهوية والذاكرة وحُشيت بالذنب والخطيئة والعقاب.

 

من ليس مذنباً بخطايا الحاضر، سيقول له الجالس، صدفة، على الكرسي المجاور في المقهى العابر(ألسنا من قتل الحسين؟ فيصل الثاني؟ عبد الكريم قاسم؟ محمد باقر ـ صادق الصدر؟ فهد؟ سلام عادل؟ الخ) من دون ادراك أو توقع ان الجالس قد يكون مسيحيا أو كرديا أو صابئيا أو شيوعيا لأن ثقافة وعقلية توزيع الذنوب على الجميع مسيطرة منذ قرون بسبب تغذية مستمرة للسلط الحاكمة في دفع الناس الى الداخل والانزواء في الأعماق وحشرهم في المساحة المتبقية من أعماقهم التي يمكن أن تكون مصدرا مزعجا لأسئلة السلطة والقوة والحرية: في غياب تعريف دقيق للإصول والتعريفات الأولية يمكن أن يُحشر الجميع، كل الأجيال، في معتقلات ذنب سريعة على طريقة الوجبات السريعة وهذه صارت من التقاليد اليومية التي تمارس حتى في لحظات الانتظار في المحطات والمطاعم وطوابير السينما والحدائق: دفع المجتمع نحو الذنب يعني الاستسلام النهائي والخنوع ونزع الارادة في غياب شبه كلي لثقافة وقائية محصنة ومانعة تحقق في المسؤولية الفردية وترفع من شأن الاختيار وتموضع الأخطاء في أزمنتها من دون تعميم.

 

حين يدخل أي مجتمع في مرحلة ضياع التعريفات الأصلية للبداهات لا شيء بعد ذلك سوى التيه والفجيعة والانقراض ، والانقراض لا يعني التلاشي بل ضياع معنى الوطن والمواطن ومعنى الانسان والدخول في مستعمرة الضباع، لذلك يجب اعادة التعريف بالأولي والبدائي والبسيط والمنسي والمضمحل والمغطى والمهمل وأولها معنى الوطن لكي يتم تصحيح صورة الأشياء والتعريفات والأمكنة والحقوق والواجبات في هذا التداخل والالتباس والتشابه وهو ليس تشابه البقر لأن هذا ممكن التمييز من العلامات بل هو فقدان المعنى الأولي لكل المفاهيم ومنها مفهوم الوطن.

 

ما هو الوطن؟ الوطن هو حافلة تركبها في الصباح والمساء متى تشاء لا أن تركبك هي متى تشاء أو تنفجر فيك متى تشاء، هو شرطي طريق تستنجد به من خطر لا أن يستنجد بك هو متى يشاء أو يدخل غرفة نومك في الليل ويحاسبك على النعاس وعلى غيره، هو رئيس دولة تستوقفه في الطريق وتصافحه مصافحة صديق لصديق وتعاتبه أيضا وتحاسبه أيضا وتعود الى المنزل وأنت بكامل ثيابك وجسدك ويتعرف عليك أهلك حالا من دون أن تُقلّص الى أصغر وحدة عضوية في قبو أو حراس الرئيس وتعود الى المنزل، اذا عدت، مسرورا ومطمئنا لتروي حكاية جميلة لا أن تتحول الى منفضة سجائر في سرداب أو قميص مبقع بالدم ووجه ناقع بالعذاب والذل.

 

الوطن هو مصابيح الشوارع تمشي تحت نورها متوهجا من الداخل من القناعة والضمان والأمن لا مصابيح شارع تنفث عليك رعبا وسما وتوقعا بحيث يكون الظلام أرحم لأنه ستر وغطاء، الوطن هو صحيفة تكتب فيها بناء على سلطة الضمير كما تحب لا أن تكتب شيئاً وهناك خلفك من يكتب شيئاً مختلفاً واذا اعترضت تجد نفسك في ضيافة بحيرة تماسيح أو قفص كلاب مسعورة أو لقاء مع مروحة هوائية في السقف تحلق بك عاليا لكي ترى الغزالة والتاريخ والماضي والحاضر والمستقبل وعربة البرت انشتاين المنطلقة بسرعة الضوء.

 

الوطن كما يقول الشاعر كافافي هو كأس حليب تشربه في الصباح بكل هناءة، موعد تصله في الوقت المحدد لا أن تجد نفسك عاريا كقرد داروين في زنزانة من دون معرفة السبب، الوطن هو صديق تعرفه جيدا ويعرفك جيدا وتدخل معه في علاقة مودة وخصومة من دون أن تتزعزع الأسس، هو حبة دواء تجدها متى تريد، هو حذاء جديد تشتريه في الوقت المناسب من دون أن تجد نفسك تطلق أو تحتضر أمام واجهة المحل وتجري حسابا طويلا عن الباقي والمتوفر من دخل العائلة، الوطن هو قاضي محكمة تشتكي عنده منه وتجلس معه في مقهى أو حديقة عامة أو مقعد عابر كأصدقاء، هو سرير تنام عليه بوداعة الفراشة، هو بائع صحف تشتري منه جريدة وتمضي، آمناً، في الطريق من دون أن تعثر على وجهك في المرآة ـ اذا عثرت عليه ـ وقد صار حساء شلغم أو عصيدة مجهولة الهوية، الوطن هو غرفة في فندق آمن تبيت فيك ليلتك بكل أمان من دون أن يوقظك منتصف الليل عامل التنظيف ليجري لك رياضة سحل في الممرات بعد مكالمة عاجلة من دائرة أمن بوجود مشتبه ما في الفندق.

 

الوطن هو شاي تشربه بكل تلذذ قبل الدخول الى السينما وتتلألأ في أعماقه قطعة سكر لا حبة ثاليوم، الوطن هو رئيس وزراء تطرق عليه الباب أو الهاتف وتحتج عليه أو تشكره أو تبارك له لكي تشعر أن هذا الوطن حقيقي وليس مغارة وحوش، الوطن هو ناقد أدبي يقرأ نصوصك بكل تجرد ومعرفة وذوق من دون أن يكون منشغلا بحجم رقبتك وحزامك وفرشاة أسنانك وزوجتك وعدد المرات التي تستحم فيها أو نوع الأحذية التي تلبسها في هروب ذليل من النص الى الشخص كتعويض عن يأس معرفي ونقدي واخلاقي صارخ، الوطن هو سيارة أجرة تستوقفها في الطريق وتقودك الى المنزل أو الموعد وليس الى معتقل سري تحت الأرض بسبب السحنة والاسم والشكل العام أو الكلام أو النظرة، الوطن هو حديقة تستلقي فيها في الصيف وتنام حتى الفجر على النسيم من دون أن تعثر على نفسك ـ اذا عثرت ـ في زنزانة جرب وفئران وجرذان ويلحس وجهك كلب بشري آسن ، الوطن هو حلم ليلي لا تداهمك فيه نقاط التفتيش، الكوابيس، الأمراض، الأشباح، المخاوف، زوار الفجر، العوز، الفقر، المرض، الجوع، الحرمان، العطش، الفيروسات، التلوث، الأحزاب، صناديق الاقتراع على صورة تنينات.

 

الوطن هو صندوق اقتراع تضع فيه صوتك لا أن يضيع فيه صوتك، الوطن هو أغنية المهد ترددها في ساعات الخلوة في المكان نفسه وتشم الرائحة نفسها من دون أن يكون الوطن نفسه منفى، هو ذاكرة تتذكر وترى في الوقت نفسه لأن الذاكرة المفرغة من المحتوى والذكريات تلتهم الجسد كعقرب محاصر بالنار، الوطن باب تقفله بيدك وتفتحه بيدك وليس بابا تفتحه بمفتاح ويُفتح بمفتاح آخر، الوطن هو سياج دار آمن وليس ملعب جمباز لرجال الأجهزة السرية، هو علامة مرور تدلك على الطريق وليس علامة زجر، هو رصيف تمشي عليه وليس رصيفا يمشي عليك وعلى جسدك وكرامتك لأنك دخلت منطقة خاصة أو محظورة.

 

الوطن هو كلب تصادفه في الطريق وتلاطفه كما تحب وليس كلبا تصادفه في مخبأ أو قبو أو سرادب سري ويزمجر في وجهك كسكرتير عام لحزب مهزوم، الوطن نهر تسبح فيه وليس حوض تيزاب، أغنية تسمعها متى تشاء، امراة تتزوجها كما تحب ولا يتزوجها معك الأهل والجيران والعشيرة والمختار والمسؤول الحزبي والأمني والديني، وتفترق معها متى قررتما من دون بلاغات حربية وحملات ردح وتحويل الأمر الى جريمة أمن قومي أو فضيحة تاريخية كما في أخلاق الحثالات، الوطن هو حنفية ماء تشربه منتشياً كعصفور من بركة وليس سماً ملوثاً، الوطن هو كتاب تقرأه كما تحب وتختاره كما تريد وليس كتاباً تجده على طاولتك مع السعر ومدة القراءة ونوع الاسئلة بعد القراءة، الوطن هو كأس نبيذ تشربه لكي يُفرِح القلب لا كأس نفط تشربه للنسيان، الوطن هو عطور لحفل وشيك وليس طيناً على الرأس من قدوم الجنازات.

 

الوطن ميت تشيعه الى المقبرة وانت واثق من العودة وليس ميتاً يشيع الأحياء ويظل التابوت مرميا على الأرض المفروشة بالمشيعيين من الانفجار، الوطن هو حمار تركبه الى الحقل في مواسم الحصاد وليس حمارا سياسيا يركبك متى يشاء في مواسم الانتخابات للوصول الى السلطة، الوطن غيمة تمطر دفئاً وشعراً واملاً وجمالاً وليس غيمة تمطر سخاماً وتلوثاً وعذاباً، الوطن غرفة نوم تدخل فيها للمسرة والحلم والنعاس كما يدخل طفل في الوسن وانت مطمئن على أنك ستجد نفسك في الغرفة نفسها في الصباح التالي وليس في حلقة دراويش حملوك لها في الليل يرقصون حول سجين ميت، الوطن هو صباح جديد تعثر عليه في النافذة وتهتف، فرحاً، مثل الشاعر ايلوار:(خبر سعيد هذا النهار: صباح جديد) الوطن خطأ تمارسه بكل عفوية ويضمنك القانون كالحق في الخطأ، الحق في الشك، الحق في البحث، الحق في الفردية، الحق في النسيان، في البدء من جديد، في التجاوز، في العبور، في النمو، في التصحيح، في العافية، في السهو، في الاشتباه، في الضحك، في السخرية، في الندم والأمل، في المغفرة والرحمة والعدالة والشفقة والرأفة واللاقصاص، الوطن ليس عقلية أو ذهنية أو خزانة معلومات أو أرشيف تُحبس فيه الى الأبد وتُفتح الخزانة وتُغلق بلا حقك في النسيان أو التغيير على طريقة المعتقلات النفسية اليوم حيث الكل يعتقل الكل، والجميع سجون عقلية وآيديولوجية متنقلة في الداخل والخارج في نوع فريد من معتقلات العصر.

 

الوطن مركز أبحاث يعمل فيه الخبراء على طريقتهم ويخرجون من البحث آمنين، الوطن جار تعرفه جيدا ويعرفك جيدا وليس رقيبا يحسب أنفاسك، الوطن سيارة نفايات تأتي في الوقت المناسب، طائرة أو سيارة اسعاف تأتي متى تشاء لا طائرة تحوّل العائلة الى مسحوق بسبب معلومات خاطئة أو اشتباه، الوطن ثعالب البساتين المجاورة تعوي في المساء لتعطي الليل نكهة الطبيعة الحية والحكايات العذرية، الوطن عرس تكون فيه العروس سيدة لا اسيرة ويكون العريس سيداً وليس مأجوراً أو مرغماً، الوطن صيدلية مفتوحة ليلا ونهارا وليس سجنا مفتوحا طوال اليوم، الوطن سجن حين تدخله، تدخله بقانون حقيقي وليس بقانون عصابات، وحين تخرج تخرج بقانون حقيقي وليس من فوق السياج كلص أو برشوة، الوطن مرحاض نظيف وليس زريبة خنازير، الوطن خروف عيد تقدمه قربانا لوجه الله وليس خروفا سياسيا يقدمك قرباناً لوجه السلطة أو الجماعة أو الحزب أو الفكرة أو العصابة.

 

الوطن سكين مطبخ وليس للذبح العلني أمام العدسات أو السري في طقوس اذلال، الوطن ضحكة الأطفال في الطريق الى المدرسة، الصبايا في الطريق الى المهرجان أو الحقل، صخب العصافير تحت المطر في محطات القطار، صخب النهود في العشب الحار في الصيف العراقي المهلك، صخب الاجساد الفتية في مواسم النضوج، صخب عطور الأزهار في المساء عبر المنازل، آذان الفجر وهو يعلن السلام والمحبة والوئام وليس لعنة أو قيامة فجرية قبل الأوان على رؤوس الجميع، الوطن قبر صديق أو حبيب تزوره متى تشاء لا أن تجده تحول الى مطعم كباب، الوطن مقبرة مفتوحة للجميع للمسلم والمسيحي والصابئي والغريب والمتسول والغني والفقير وليس مقبرة أبارتيد أو للعزل الطائفي والعرقي والديني.

 

هذا هو الوطن الحقيقي الذي يستحق الاحترام والذي ضاع اليوم بين وطن هذه الجماعة أو تلك حتى ضاع المعنى الحقيقي للوطن كما عرفه الأجداد في كل العصور: عكس ذلك، اي حين لا يكون الوطن على هذه الصورة، فلا يستحق أن يكون وطناً لبشر، بل مغارة خفافيش أو مذئبة تمارس فيها مخلوقات غريبة نزعة الانتحار الجماعي والانقراض والعض والنهش والتآكل والسعار بإسم انبل القيم وانظف الشعارات والرموز والصور والعناوين: هذه مصيدة أو فخ أو معتقل أو معسكر أسرى أو مستعمرة نمل وليس وطنا للعيش ولا أحد ينجو غير القتلة ، غير... القتلة.

hamzaalhassan@hotmail.no

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتب والروائي

حمزة الحسن

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال