<%@ Language=JavaScript %> هكذا عرفتهم  عن الشهيد (عبد المهدي عبد الحسين مهدي الفتلاوي)  شهادة حميد الحريزي – احد سجناء الانتفاضة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

هكذا عرفتهم

 

 عن الشهيد (عبد المهدي عبد الحسين مهدي الفتلاوي)

 

 

 

 شهادة حميد الحريزي

 

 احد سجناء الانتفاضة

تولد 1953 .

أديب وكاتب وصحافي

 

 في مثل هذا اليوم  قبل  عشرين عاما أي في يوم 12نيسان 1991 كان  مساء ربيعيا مزكوما برائحة البارود ومشاهد الحرائق على خلفية انتفاضة آذار المجيدة، حينما عدت للدار من عملي بعد تسريحي من جيش ((أم المعارك)) المتخمة بالهزائم والمهالك، رتل طويل من سيارات السلطة وهي تحمل أدوات الموت ، مر هذا القطيع الآلي يجاور سيارة الأجرة التي كنت استقلها كأنها ذئاب مسعورة جائعة تسابق الريح للانقضاض على فريسة لا تعلم ماذا يخبئ لها ليل الفاشية القاتم، توجهت الى داري في حي الأنصار في مدينة النجف شاهدت ما أصبح معتادا آنذاك بعشرات السيارات وذئاب الزيتوني يضيق بهم الشارع  المحموم بالخوف والقلق والترقب تحت أقدام  ذئاب السلطة  المتعطشة  للولوغ في دماء ضحايا أبناء الشعب الفقراء، بنادقهم تنذر بالنار  والدمار موجهة لأبواب الناس الأبرياء اللذين روعهم حشد  جلاوزة الفاشية... انه نذير شؤم  ولاشك....

هل أنت  حميد؟؟؟

نعم

السيد المدير يريدك!!!!

كان ضخما ضاقت بدلته الزيتونية بجثته، ممسكا بيده هراوة مكورة الرأس..

-         أنا ..فلان ... تسرحت من الجيش من مستشفى الرشيد اليوم  12-4-1991 صباحا.

-         خذوه.. أمروني بالصعود في سيارة حمل مكشوفة ((تيوتا)) رأيت ثلاثة رجال معصوبي العيون في السيارة...

-         أغلق عينيك... أغلق عينيك وإلا ، مصوبا  بندقيته نحو راسي...

-         سارت السيارة نحو مكان مجهول... سار الموكب كموكب قطيعا من ذئاب ضفرت بفريسة دسمة.

-         خلفت ورائي أطفالي يصرخون...... وزوجة تردد من على سطح الدار قرب التنور ...اللهم  روحه بلا رجعه أولاد الكلب فرهدوا أرغفة الخبز... وهي لا تعلم ان زوجها سوف لم يأكل من خبزها الحار فقد اختطفته الذئاب واقتادته نحو المجهول......

-         لا أريد ان استمر في سرد ما حدث لي آنذاك ولكني أردت في هذه المقدمة ان تكون مدخلا للحديث عن الشهيد البطل ((عبد المهدي عبد الحسين مهدي صالح )) أبو قاسم .. حيث كان واحدا من ثلاثة في السيارة وهم الشهيد ((هادي عبد الكريم )) أبو وسن شقيق زوجة الشهيد ((عبد المهدي)) أبو قاسم ورجل آخر يرتدي الكوفية العربية قيل لي انه احد أبناء شيخ معروف في النجف.....

-         أصابتني الدهشة حين رأيت تهم ((عبد المهدي وهادي)) – فهم من أقاربي – في الغرفة ((الفرن)) الذي القونا فيها في دائرة الاستخبارات العسكرية في حي أبو خالد – وهذا ما عرفته بعد ان خرجت من  السجن-  متسائلا ما الذي أتى بهم الى داري مع أزلام السلطة ... هل هم من وشى ني أو دل علي....؟؟.

-         فهمت منهم إنهم لا يعلمون شيئا بل اقتادوهم من دارهم بمرافقة دليل ملثم يبدو انه يعرف  أدق الأمور عنهم  ، من الحي العسكري وقد أثار استغرابهم وجودي معهم... وهذا ما تأكد لي أثناء التحقيق معي حيث لم يتلفظوا بأي كلمة عني أمام القتلة المحققين....

-         الشهيد عبد المهدي .. شاب مربوع وسيم يفيض صحة وبهاء ورجولة وأدب ، عيونه الزرقاء..  ترسل ألحب والود الى نفس  وروح من يراه أو يلتقي به من  النظرة الأولى....

-         عسكري مطوع ... من عائلة متدينة تربى على يد أب صالح طيب وقور هاديء كان اسما على مسمى من حيث الطيبة والورع والحكمة... رغم كبر سنه كان يدير مقهى صغيرة في  شارع ((حنون)) الشهير في النجف كي تعيش عائلته بكرامة، سمعنا انه تعرض للاعتقال أكثر من مرة بسبب من رفضه للظلم والتعسف للسلطة الديكتاتورية آنذاك ، وفق ميوله الدينية ، حيث  يرى ان جوهر الدين هو رفض الظلم  والاستبداد ، ونشر العدل والسلام والرفاهية والمحبة بين الناس.

-         لم يكن الاعتقال أمرا غريبا آنذاك  سواء للقوى ذات الميول اليسارية  والديمقراطية أو للقوى المتدينة بمختلف مشاربها أو للناس البسطاء ممن لا يوالون البعث ولم يتعاونوا مع أجهزته الأمنية والمخابراتيه، لم تسلم أية أسرة من الأسر العراقية  من ظلم الطاغية ونظامه إلا وفقدت واحدا أو أكثر كضحايا حروب الطاغية أو ضحية لأجهزته الأمنية الفاشية حتى وان كان على الشبهات.. فلا معنى  للأدلة والإثباتات في عرف   أجهزة ((النظام)) الأمنية آنذاك........

-         كان وقت اعتقالنا مساءا في آخر  أيام رمضان الكريم، وكان عبد المهدي صائما وقد رفض ان يفطر قبل الأذان رغم مصيبته وما ينتظره من مصير مرعب... كان قويا متماسكا... افطر على بعض حبات من التمر وقطعة من الخبز  قدمها له احد السجناء في الموقف الذي كان لاكتضاضه بالموقوفين  فرنا  أطفأ ت نيرانه قبل قليل....

-         في الساعة العاشرة ليلا .. بدا التحقيق معنا ((الضحايا الجدد)).. نودي أولا على عبد المهدي  أبو قاسم اقتيد الى حيث لا نعلم بعد ان عصبت عيونه بعصبة سوداء.. وبعد ما يقارب الساعة نودي بشقيق زوجته هادي عبد الكريم ((أبو وسن)) واقتيد بنفس طريقة  أبو قاسم........

-         في الساعة الثانية عشرة ليلا فتح باب الموقف ودفع بجسديهما المدماة داخل الموقف وسط  المحتجزين المرعوبين... لا يصدر منهما غير أنين مكلوم  تتفطر له القلوب... الكدمات واضحة على وجوههم المدماة........

-         نودي على اسمي.. حدث لي ما حدث لهم من التعذيب  والجلد وأنا معصوب العينين.. أيقنت ان لا علاقة لقضيتي بقضيتهم فلم اسأل عنهم أية سؤال .. وعلمت أنهم لا يعرفون عني الكثير حتى انتمائي الى اليسار العراقي المحظور آنذاك فقررت ان لااتفوه بأية كلمة مهما حصل... أمضينا الليلة   نتلوى ألما وأنينا  وعطشا شديدا وسط ظلام دامس حيث اطفؤا الكهرباء...علينا فور بداية التحقيق......

-          كان هذا آخر عهدي  بالشهيدين ((عبد المهدي)) و((هادي)) حيث أطلق سراحي في صبيحة اليوم الثاني وكان يوم عيد الفطر المبارك.....  لم نعرف  عنهم شيئا إلا بعد انهيار ((النظام)) حيث وجدت أسمائهم  في المقابر الجماعية لضحيا انتفاضة آذار المجيدة....

-         بهذا اليسير المختصر اقفل شهادتي بحق الشهيد  ((عبد المهدي)) وشقيق زوجته الشهيد ((هادي عبد الكريم)) ((ابووسن)) وهو نائب ضابط مضمد  مثال الخلق الرفيع والأناقة والوسامة التي تبهر الناظرين .....

انتقل الآن الى  تسجيل وتوثيق شهادات أصدقاء ورفاق ومعارف  الشهيد ((عبد المهدي)) كما حرروها بأقلامهم:-

                                         *

      الشهيد البطل ((عبد المهدي عبد الحسين مهدي الفتلاوي))

                                        من شهداء انتفاضة آذار المجيدة

نموذج للجرأة والصدق والتضحية من اجل العدالة والسلام والمحبة

 

 

·        تولد 1962 كربلاء _  طوريج _ قرية ألعيفار

·        تحصيله ألدراسي \ ألمتوسطة

·        سبب ألاستشهاد اشتراك بألإنتفاضة ألشعبانية 1991

·        أعتقل (1984_1986) بسجن أبو غريب\ ألخاصة لانتمائه لحزب ألدعوة ألإسلامية

·        تاريخ وعنوان ألاعتقال : ألنجف ألأشراف _ حي ألمكرمة(ألسكن ألحالي) 12\4\1991

·        أنتقل إلى ألنجف _ حنون _ 1976

·        عسكري في قيادة جحفل ألدفاع ألوطني _ كركوك \ قادر كرم

·        متزوج وله ولدان هما ألمهندس قاسم ومنتظر وله أربعة بنات.ى مقر جمعية السجناء

·        استشهد بتاريخ 16-4-1991 حسب الوثائق التي عثرنا عليها في الشعبة الخامسة كما وردت الأحرار في النجف.

                               *

 

شهادة الصديق  محمد مجيد شبيب

                 ((أبو حيدر))

 

أن والدك من مواليد الستينات ، كنا كأخوين ،صديقين و جارين تربطنا أخوة ، حيث كان يسكن كل منا في داراً مشيد من الطين وسعف النخيل .
دخلنا المدرسة الابتدائية (( أبي غرق )), وكان رحمه الله في المدرسة و خارجها صاحب نكتة ,ساخراً ,حركاً لا يعرف السكون ومشاكساً أحيانا أخرى .
موقف : في الصف الخامس و بعد انتهاء الدوام في المدرسة عدنا بعد ساعة لنقطف ورد جوري من حديقتها فتسورنا السياج لنجد احد المعلمين ( أستاذ ناصر بانتظارنا و ليمسك بنا ...و الباقي معلوم( ....
كنت اشعر انه يحمل هماً كونه الأخ الوحيد لأخواته حيث كان والده عسكرياً
دخل الجيش نهاية السبعينيات حيث تحول سكن والده الى مدينة النجف الأشرف .
خدمته العسكرية في شمال الوطن .
كان كثير السؤال عن الأصدقاء و أحوال منطقته بالمراسلة .
كان متذمراً من نظام البعث و الأوضاع المعاشية منذ صغره لا يخفي امتعاضه حتى أودع السجن بداية الثمانينات ليمضي زهرة الشباب في سجن البعث .
كنا نذهب سوية الى زيارة الأربعين حيث كنا أطفالا.
بعد خروجه من السجن و في التسعينيات وعند حدوث الانتفاضة ألشعبانية لم يتأخر للاشتراك حيث كان احد قادتها و رموزها في النجف الأشرف ولكن بعد إخمادها حيث ترك النجف ولكن عند عودته وجد جذور البعث بالانتظار , ليودع السجن ثم كإخوانه في المقابر الجماعية

( رحمه الله ) ولكن من خلف لم يمت .

 

 

       *

شهادة  الأخ جاهل عبطان شعشاع العامري

           ((أبو ميثم))

-         ذاكرة وآهات ألصديق وألجار ألشيخ جاهل عبطان شعشاع ألعامري أبو ميثم

-         سكنة حي ألمكرمة

-         حي يرزق

 

نبذه عن ألشهيد عبد ألمهدي عبد ألحسين ألفتلاوي (رحمه ألله)

-                 من أهالي ألهندية ولد وترعرع هناك من عائلة فلاحيه ومن أصول عربية إسلامية كريمة وملتزمة بنهج أهل ألبيت "ع" هاجرت عائلته من محافظة كربلاء مدينة ألهندية قضاء طويريج قرية ألعيفار للحالة ألمعيشية ألسيئة وضغط أزلام صدام على ألعوائل ألدينية في بداية 1972 وخاصة ألطلبة آنذاك ولوجود أكثر لحزب ألدعوة ألإسلامية .

-         علما إن عائلتي أيضا هاجرت من ذلك ألقضاء في تلك ألفترة أيضا وبعد ألسكن في مدينة ألنجف ألأشراف ولعدم وجود عمل للمهاجرين من ألريف إلى ألمدينة.

-         ألتحق ألشهيد (رحمه ألله) في شرطة ألمرور لغرض ألتخفي من ألرفاق وإعالة عائلته ماديا حيث كان والد ألشهيد رجل كبير ألسن وعائلته كبيرة ألعدد هذا من جهة .

-         وقررت أنا صديقه أن أتطوع على قوات ألحدود وحتى أبعد عن أعين ألرفاق وشاءت إرادة ألله أن يتم توزيع أراضي ألسكن للعسكريين في حي ألمكرمة وتخصص لمن ليس بعثياً لإبعاده عن ألمحافظة حيث أصبحنا جيران في حي ألمكرمة وهناك التقينا وتعارفنا بالقارئ ألحسيني ألسيد مجيد حسين ألياسري وهو بدوره مهجر أيضا من ألناصرية / سوق ألشيوخ هاربا من حزب ألبعث في منطقته والتي تم إعدام أولاد عمومته ونسيبه ألسيد جعفر ألموسوي في عام      1982 لانتمائه لحزب ألدعوة ألإسلاميه آنذاك .

              تحركاتنا ضد حزب ألبعث ألكافر

-                    في عام 1988 وبعد انتهاء ألحرب ألعراقية ألإيرانية أخذنا نتجمع في دار ألسيد مجيد ألياسري وفي دار ألسيد عباس ألعوادي وفي دار ألسيد جابر أبو غنيم(رحمهم ألله جميعا) لنتباحث في حل مشاكل ألناس الذين يحضرون مجالسنا ألدينية وتثقيفهم فكريا ودينيا وبيان رأينا في ذلك ألوقت في تصرفات ألبعث .

-         ومن ألحضور آنذاك ألقاضي محمد ناصر أبو علاء والمدعي ألعام أبوقاسم ألإبراهيمي وشخصيات دينية وعشائرية رحيم علي شيخ ألغزالات .

-         وحين اندلاع ألانتفاضة ألشعبانية 1991 كانت منطقتنا ألأخيرة لحي ألمكرمة تمتاز لكونها واجهة ألنجف وبدايته من جهة كربلاء حيث أخذنا على عاتقنا هذه ألمسؤولية وكونا حلقة دفاعية سميناها (قوة ألصد) وجررنا 40 مدفعا مقاوم للطائرات57 و120 رشاشة ثقيلة ودو شكة رباعية1 وثنائية 1 وأحادية1 .

-                    وفي بداية اندلاع ألانتفاضة ألمباركة قمنا بالذهاب لمعسكر جيش ألحرس ألجمهوري ألمقابل لمنطقتنا والمحاذي لشارع نجف _كربلاء حيث أدعينا إننا مفاوضين من أللجنة ألعليا لقيادة ألانتفاضة والتقينا مع آمر ألفوج آنذاك وأجبرناهم بالتسليم أو ألانسحاب من ألمنطقة فأجابنا من يضمن سلامة ألجنود والمراتب فأجابه ألشهيد (رحمه ألله) : أنا مسئول وأضمن سلامتهم ولكم ألمهلة ثلاثة أيام بالتسليم أو ألانسحاب فأشترك قسم وأنسحب ألباقي لمحافظاتهم . وبعدها تم نصب سيطرة في شارع نجف _ كربلاء ألمحاذي لمنطقتنا مقابل (جامع عبد صلوات) بعدما قمنا بحفظ ألمدارس من ألنهب والتخريب وحافظنا على ألمستودع للمطحنة وتوزيع ألطحين على ألعوائل آنذاك . ألاتصال في أللجان ألتي كانت في صافي صفا وفي صحن ألإمام علي "ع" وتم تجهيز ألأعتدة في ألملعب كما قمنا بإسقاط ألفرق ألحزبية في ألمحافظة وفي دور ألهندية وفي حي ألنفط وفرقة ألحسن وشعبة ألكرار وشاركنا في إسقاط مديرية ألأمن وتم مسك قسم من ضباط ألأمن آنذاك وتسليمهم إلى ألى أللجان في ألصحن ألشريف ومن بينهم أذكر شخص إسمه ملازم أول مهند وآخر إسمه هاني ثم توجهنا للدفاع عن ألمحافظة من جهة ألمطحنة وهناك قاتلنا جيش صدام 14 يوما اعترف بها ألعدو والصديق وعرفت باسم (معركة ألمطحنة) وتم إسقاط طائرتين عمودتين بنيران مدافعنا ألمنصوبة في ساحتنا ألشاهدة ليومنا هذا حيث كنت ألرامي ألأول للمدفع57 وأما ألشهيد     (رحمه ألله) رامي على ألدوشكة ألأحادية .

-         وبعد ألسيطرة من قبل نظام صدام واسترجاع ألمحافظة من ألثوار هرب كل واحد منا إلى جهة ليختفي بها .

-         فألتحق ألشهيد (رحمه ألله) إلى وحدته في قادر كرم بكركوك وأما أنا هربت إلى ألرزازة وهرب ألسيد مجيد ألياسري إلى ألناصرية/ سوق ألشيوخ .

-         وكانت عيون ألنظام آنذاك كثيرة لمتابعة كل من يقع في أيديهم فمن نال ألشهادة دفاعا عن ألدين والوطن وشاءت ألأقدار أن أبقى على قيد ألحياة بعدهم لأنقل آهات صبرنا والمآسي ألتي جرت علينا وما جزاؤنا إلا على ألله والحمد لله رب ألعالمين .

 

    بمن كنتم تتصلون ؟؟

-         كانت لي وللشهيد (رحمه ألله) علاقة وطيدة مع أولاد ألسيد والمرجع ألديني أبو ألقاسم ألخوئي (قدس ألله سره) ولنا صور معهم فوتوغرافية وفيديوية . وجاءنا ألسيد عبد ألمجيد ألخوئي (رحمه ألله) لأكثر من مرتين وأجتمع بنا قرب ألقوة ألضاربة لمنطقتنا في حي ألمكرمة وأخذ لنا صورآ مع أسلحتنا وتحدث معي ومع ألشهيد (رحمه ألله)  وترك لنا مساعد لتنظيم ألقوة رجل برتبة نقيب إسمه محمد من أهل ألبصرة له معرفة بتال ألمليشيات .

 

 

            *

قصة ألصديق والأخ ألعقيد حيدر سوادي عبسي ألزيدي

بغداد _ ألشعب

في سنة 1988 كنت ضابطا في ألجيش ألعراقي وحينها التقيت بالمرحوم ألشهيد عبد ألمهدي عبد ألحسين مهدي ألفتلاوي"رح" .

وفي بداية ألأمر ولم أكن أعرف ما هي خصوصياته ولكن بعد فترة ولكونه يمتاز بروح ألفكاهة والدعابة وسرعة ألبديهية تم ألتقارب بيننا وسألته عن حياته ألشخصية وأخبرني بأنه وبأمر من ألجهات ألأمنية ولكونه كان معتقلا سابقا تم نقل خدماته من وزارة ألداخلية إلى وزارة ألدفاع على أن يبقى تحت ألمراقبة لكونه كان منتميا إلى حزب ألدعوة وبالنظر إلى كون ألأمور كانت شديدة ألحساسية وصعبة كنا حذرين جدا بالتعامل وفي ألتصرفات ولكن ذلك لم يمنع من أن نلتقي في داخل ألمعسكر ويعبر كل منا بخواطره من ألأفكار وإبداء آراءنا ألخاصة مع ألعلم أن ذلك كان مجرد ألتفكير بأفكار معارضة للنظام ألسابق كانت نتيجتها ألاعتقال إن لم يكن ألإعدام ولكن ذلك لم يمنع من أن نمارس حياتنا ألخاصة ونتبادل ألأفكار لأننا كنا متقاربين في وجهات ألنظر وقد كنت ملازما له بكل خطواته لأنه كان لي بمثابة ألأخ والصديق وقد تطورت علاقتنا إلى خارج نطاق ألعمل ألعسكري وامتدت إلى مستوى ألعائلة وارتبطنا بعلاقة تعدت مرحلة ألعلاقة ألسطحية وقد تعرف على والدي "رح" وأخي ألأكبر"رح" وباقي أخوتي وأولاد عمومتي وقد زرته في بيته أكثر من مره أنا ووالدي وعائلتي وبعض من أصدقائي وقد أعطاني في حينها كتبا دينية لو وجد إحداها لدى أحدنا لأدى ذلك أم لاعتقاله أو لإعدامه . وأعطاني أيضا كاسيتات للدكتور أحمد ألوائلي " رح" وقد كان لي "رح" معلما بالأمور ألدينية ألتي كانت تنقصني في ذلك ألوقت لعدم وجود من يقوم بذلك ألدور لأن ذلك لا يرضي ألنظام ألسابق وقد كان "رح" يمتاز بالروح ألثائرة والتي لا ترضى بالظلم وقد أخبرني في أحد ألأيام بأنه إذا توفرت أي فرصة للإطاحة بنظام صدام فسوف يكون من أول ألمشاركين وقد كنت أهدأ من انفعالاته ألداخلية ألتي كنت أراها في ألوقت ستؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه وقد التقيت به وكان أللقاء ألأخير بعد أحداث ألانتفاضة ألشعبانية وقد أخبرني بأنه أشترك في تلك ألأحداث وقد كان فخورا كونه وقف بوجه من يمثل أعطى نظام فاسد وهو صدام ألمجرم وقد كنت خائفا عليه وفي نفس ألأحداث تم اعتقال أحد أصدقاءنا بالعمل هو (صادق أموري رسول) من أهالي طوريج وهو حي يرزق لهذا أليوم ..... وللحديث بقية . . . . .

       *

 

ذاكرة ألصديق صادق أموري رسول

                             سكنة طويريج

سجين بالخاصة من 94 _ 2002 على أثر ألانتفاضة

مصاب بإصابات بليغة بساعديه إثر ألمقاومة  بألإنتفاضة

ومصاب بكسر بساقه إثر ألتعذيب بالمعتقل

 

                      بعد أن وضعت ألحرب أوزارها في 8\8\1988 كنت في فوج 86 دفاع وطني وبعد تفليش ألفوج انتقلت إلى فوج 286 دفاع وطني وكان مقره ألدائم في كفري حيث كان تشكيل جديد وكان واجبه في منطقة قادر كرم وهنالك التقيت ألشهيد (عبد ألمهدي عبد ألحسين مهدي ألفتلاوي/أبو قاسم) وكان آمر ألفوج ألضابط (حيدر سوادي عيسى) وكذلك كان من أصدقاءنا ألأخ صلاح والأخ أكرم وجبار وآخرون . حيث كان ألشهيد رحمه ألله شعلة من ألحماس والتفاؤل والتفاني من أجل ألآخرين وكان صادقا وفيا أمينا رائعا في كل شئ وكان ذو طلعة بهية ووجه مبتشر وبشوش وعلى خلق عظيم يقتدي بأهل ألبيت "ع" فكان لنا مدرسة ألرجل غيرت فينا ألكثير وما اشتراكي في ألانتفاضة ألشعبانية 1991 إلا من بركات هذا ألرجل ألعظيم وكنا نلتمس فيه ألقيادة لحنكته ودرايته بالأمور وكان يرى ما لا نراه بسبب عدم التزامنا في ذلك ألوقت .

لقد عمل ألشهيد على زرع ألإيمان في نفوسنا بعد أن بذر ألبذور في كلامه ألطيب ألبسيط حيث كان يخاطب على قدر عقولهم حيث كان يأتي بالكتب ألدينية والتي كانت تخص

·        ألشيعة أصلها وأصولها

·        ألجزيرة ألخضراء وغيرها

فكان (رحمه ألله) لا يعمل بالتقية حيث كان يحدث ويثير ألكلام ألناس على نظام ألبعثي لصدام وعن أجهزته ألقمعيه والديكتاتورية وكذلك يحدثنا ويحدث ألآخرين عن ألجبارين وعن ألطغاة عبر ألتأريخ .

فكان لما يتأخر بإجازته يرفع إسمه المغرضون للعقيد ألمجرم محمد فيوصي على حضوره بأن يأتيه فعلمنا إنه سيعاقبه وربما يسجنه في أقل تقدير . فعندما يذهب ألشهيد(رحمه ألله) للعقيد فيبدأ يكلم ألعقيد ويخرج مبتسما ومعه ألأخ ألملازم آنذاك (حيدر سوادي) سالما وغانما . سالما لأنه لم يعاقب وغانما لأنه حصل على إجازة جديدة ورضي من ألعقيد وهكذا مواقف كانت تحدث معه كثيرة وكان ينتصر في كل مرة لأنه كان مع ألله فكان ألله معه .

 

              مواقف متـــــفرقة

·        عند زيارتنا لبيته 1988 ألحالية بحي ألمكرمة عند بداية دخولنا نلاحظ ألمراسيم والأجواء ألحسينية من صور وملصقات .

·        كان لا يتاثر بالمواقف ألصعبة جميل ألهيئة أنيقا

·        ركبنا تكسي وتوجهنا الى الشمال وكان سائق ألتاكسي كرديا حيث سأله ألشهيد (رحمه الله) عن نظام صدام

 فأجابه ألكردي :- جيد

فرد عليه أبو قاسم (رحمه ألله) :- شلون جيد وقد قام بضربكم بألكيمياوي وهجر وقصف قراكم و و و و . . . . .

فسكت ألكردي خائفا.

·         وإذا أراد أن يتحدث مع إشكالية مع صديق من أبناء ألعامة أو بموضوع ما فإنه يتفق معه بسؤال ( هذا ألموضوع يتطلب ساعتين بيك تسمع ؟؟؟)

هذا يدل على موسوعية ألشهيد (رحمه ألله) ألكبيرة .

·        وذات مرة التقى بصديق كسكزاني وأخبره إن عروضكم في ألتكيات خرافات وخادع للبصر وهي من عمل ألشيطان وأتحداهم لو استعرضوا أمامي ونجحوا لقراءتي من ألسور ألقرآنية ألكفيلة بدفع ألخداع للبصر . فذهب هذا ألكسكزاني لرؤساء ألتكيات وأخبرهم بما يقول هذا ألنجفي وانتفضوا من طرح ألشهيد وإستعدا للمشاجرة وجاء ليخبر ألشهيد (رحمه ألله) فأجابه قائلا : أنا أخبرتك لأرفع عن بصيرتك ألخداع مو تروح تخبرهم !

·        فكلما حضر أسم هارون وغيرهم من أعداء أهل ألبيت "ع" يتبعها بكلمة (لعنه ألله) أمام مجتمع عام حيث كان يتعارض مع فكر ألبعث .

·        وأخبرنا مرة عن حضوره لمكان لعب ولده قاسم حيث كان مفتخر آبه قائلا قاسم من يلعب طوبة وما يدري بيه أباوعله يلعب عاديا فلما يحس بحضوري يتحمس ويلعب بمهارة .

·        سبب عدم هروب ألشهيد (رحمه ألله) كان يمارس ألتحريض والتثقيف ضد فكر ألبعث وينورنا فقهيا أفضل من أن يهرب . وإنه من عائلة معدمة ألدخل مضطرا من ألإلتحاق .

·        كان إداريا ناجحا وحيويا جدا حيث حصل على علاقات متميزة مع قادة ألأكراد مثل عاصي وطالب وإسماعيل زنكنه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا