<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

مع من يلعب الشعب في الملعـب؟

 

 

   حميد الحريـزي

 

كلما اقتربت نهاية أل((100)) يوما  لوعد الحكومة لأبناء الشعب بان تقدم له انجازاتها على مختلف المستويات وخصوصا الخدمات الأساسية ، ومحاسبة المفسدين ، وكلما  اتسعت رائحة العفن والفساد وأخره  فضيحة الزيت الفاسد بمليارات الدنانير العراقية ،  لم يلمس المواطن العراقي أي تطور  في الخدمات الأساسية كالكهرباء والتربية والتعليم والسكن والصحة  لا بل هناك تراجعا في بعض هذه الخدمات وفي أحسن الأحوال بقائها  على حالها......

وبدل ان تتلافى السلطات تعثرها ان لم نقل فشلها وفي مقدمته  كونها لم تزل حكومة ((ناقصة)) بكل المعاني .. أخذت تبتدع أساليب مختلفة من اجل تكميم أفواه العراقي المنتفض على واقعه البائس ومعاناته المزمنة والمطالب بالتغيير الشامل والجذري لمشاكله وهمومه، وعوزه وضنكه، يتأجج غضبه يوما بعد آخر وهوى يرى اللامبالاة وعدم الاستجابة لمطالبه المشروعة... كما يرى ان أمواله تنهب وتسرق جهارا نهارا ، يرى  تلاعبا خطيرا ومميتا  بقوته اليومي ومستقبله ومستقبل أطفاله.....  وآخر هذه البدع  توجب على المتظاهرين حصر تظاهراتهم ومسيراتهم الاحتجاجية في الملاعب  الرياضية العامة ....

 يبدو إنها أحست ان الشعب العراقي  أصبح متخوما ومترهل الجسم  مبتلى ب((بكروش))  البدانة ،  لمجرد  شمه رائحة الزيت  ا لذي استوردته له وزارة التجارة التي  تسهر على صحته وسلامته وتضخم كرشه.... فارتأت حكومتنا الموقرة ان تدخل أبناء الشعب  في الملاعب العامة ليمارسوا رياضة الترشيق رافعين رايات ولافتات الشكر للحكومة  الموقرة وحرصها الكبير على صحتهم؟؟؟!!!!! . كذلك اكتسابه اللياقة البدنية الكافي لاستقبال وفود العرب القادمة لعراق ((الزيت)) المميز  لتتذوق طعمه وهي تتلقف أل((450)) مليون دولار المخصصة  لحلالي المشاكل العرب، والاستفادة من تجاربهم في  رعاية وإسعاد  شعوبهم، التي خرجت عليهم بصورة غير متحضرة في ميادين التحرير والتغيير، فعليهم ان يتعلموا من تجربة حكومتنا  في جعل التظاهر في الملاعب حصراً!!!!

يبدو ان حكومتنا قد  أفلست من تصديق الناس لاتهامها المتظاهرين بأنهم  من البعثيين والارهابين والقاعديين  وانها  تشم فيهم رائحة الشيوعيين   ((الملحدين)) ،  ضاق صدرها ولم تعد تحتمل  الأيادي التي تريد ان تلعب بالدهن هذه المرة!!!

فاخذت  أيديها تلعب بالنار وهي تخرق أهم فقرات الدستور التي  تضمن حرية التعبير والتظاهر للمواطن العراقي حيث يشاء وأين يشاء  ،  يجب ان تدرك الحكومة ان إجراءاتها هذه  خرق فاضح للدستور الذي تتكئ عليه وقت ما تشاء وترميه جانبا حين يهدد مواقعها  وكراسي أنصارها من الفاسدين والمفسدين......

أيها الحكام ان الشعب لا يلعب ، ان الشعب  يطالب بحقوقه التي تعاقد معكم على تحقيقها في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، فإما أن تفون بالوعود والعهود وإما ان تعلنون عن عجزكم  وإفساح المجال لغيركم في إدارة شؤون البلاد والعباد. وان لعب الشعب معكم في الملعب فالحكم  هم انتم من كتبتموه وصوت عليه الشعب ،  وهو الدستور العراقي الدائم ((المادة” 36 “:
تكفل الدولة وبما لايخل بالنظام العام والآداب:
أولا حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل.
ثانياً ـ حرية الصحافة والطباعة والإعلان والإعلام والنشر.
ثالثاً ـ حرية الاجتماع والتظاهر السلمي وتنظم بقانون.)).

ضمن ما  ورد أعلاه فان الحكم بالتأكيد سيرفع بوجه السلطة الكارت الأحمر والطرد من ساحة الملعب وإعلان فوز الفريق المنافس.

أيها الحكام ان الشعب لا يكل ولا يتعب  وهو يناضل من اجل  حماية آمنه وثروته وكرامته، يجب عليكم ان تعيدوا قراءة تاريخ أبناء العراق جيدا ، وعليكم ان تقرؤوا ما يجري حولكم لرؤوس قطفت ورؤوس أخرى حان قطافها ، وقد ارتدت هراواتها  عليها  عارا وشنارا  ولعنه.....

أيها الحكام استمعوا لصوت الشعب ولا تستمعوا لأصوات جيوبكم وأصوات كراسيكم، فبدون كسب ثقة الشعب لا مال يدوم ولا حكم يقوم.

الشعب  لا ((يلعب)) ...الشعب لا يتعب ....الشعب لا يغلب

 

 

حميد الحريـزي

 

العراق

16-4-2011

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا