<%@ Language=JavaScript %> هادي جلو مرعي وهكذا فشلت ثورات العرب !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

وهكذا فشلت ثورات العرب !

 

 

   هادي جلو مرعي

 

 

من يصلح عطب الثورة ؟

 

من حين لآخر تسحب شركات صناعة السيارات ، نوعيات منها ، بعد إكتشاف عطب ما فيها يجعل منها غير صالحة للإستعمال وعرضة لهجوم المستهلكين والموردين وعزوفهم عنها وبما يهدد مستقبل تلك الشركات (تويوتا).. مثلا .

ثورات العرب تكثر عيوبها ,ويكشف عنها بعد أسابيع من نجاحها في إزاحة النظام الحاكم ,وإذا عرف مكمن الخلل صعب إصلاحه لأن الثورة ليست سيارة يمكن سحب كميات منها في حال لم تعد صالحة للعمل .. الثورة تغيير شامل في مناح حياة متعددة, في السياسة ، والإقتصاد ، وبنية المجتمع ، وأفكار الناس وسلوكياتهم وطرق الإدارة ، وإستراتيجيات الحكم ، وقد تطيح بسببها  رؤوس ، وتنجو أخرى ، وتحكم رؤوس أكثر حداثه.

من حق العرب أن يثوروا ما داموا محكومين بهذه النوعية الفاسدة من الحكام وحواشيهم وأسرهم المتنعمة ,بينما نسبة الفقراء تزداد يوما بعد آخر ,دون حلول ومعالجات لمشاكلهم ..وفي ظل الأنظمة الدكتاتورية تغيب صور الأشياء ولا يظهر منها إلا ما يريد له النظام أن يظهر وأن يسير الناس على جادته ، سوية كانت أو غير ذلك . حين يثور الشعب يسقط النظام وتظهر تلك الصور لكن بعد فوات الأوان ,ويمكن الضحك قليلا على شعار رفعه المصريون يخاطبون به مبارك بعد سقوطه -إرجع ياريس إحنا بنهرز معاك- لكن الرئيس لن يعود والثورة قامت, والذين يتربصون بالشعب سيحكمون المشهد, ويقودون البلاد الى المجهول. مصر على سبيل المثال مرشحة لإضطرابات سياسية وطائفية ,وقد تقسم الى دولتين. واحدة للمسيحيين في الجنوب ,وأخرى لمسلمي الشمال كما السودان الآن ,وكما هو منتظر في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ,عدا عن إمكانية عودة الإستبداد وليطبع المشهد السياسي في بلدان عربية أخرى كتونس أو التي هي في دائرته كالجزائر والمغرب .

الإخوان المسلمون إنقلبوا على الثورة المصرية بعد ركوبهم الموجة في أيامها الأولى, وحين تيقنوا إن المكاسب المرجوة والمنتظرة من أيام- حسن البنا- ستضيع في حال ذهبوا بعيدا مع المتظاهرين في مطالبهم ..

الإخوان نجحوا في أول إستفتاء على الدستور, ثم تحديد موعد الإنتخابات البرلمانية ,وبينما تطالب أحزاب وتجمعات مدنية بتأجيلها الى موعد آخر يصر هؤلاء على إجرائها في موعدها ,فهم أكثر تنظيما ,ولديهم قواعد شعبية في كل أنحاء مصر, وليس من وقت ملائم كالذي تمر به المحروسة لإستغلاله في تحقيق جملة مكاسب تجعل منهم حكاما فعليين لبلد كان يتطلع يوما الى التعددية ..

في مصر وتونس, كما في ليبيا واليمن والعراق . فإن عطب السيارة يمكن إصلاحه, لكن عطب الثورة أو التغيير يكون نهائيا خاصة حين يتلقف مضاره النفعيون والإنتهازيون, وأسوأ ما فيها حين يركب موجتها من كانوا في مراحلها الأولى من أشد المناوئين لها, وربما شكلوا سرايا (البلطجية، والشبيحة،) لمواجهتها ووأدها ..

كل مكاسب التغيير تتحول الى وهم ,حين يوزع الحليب الفاسد على الشعب ,وتتحول معدات صناعية الى علب لحفاظات الأطفال على أيدي أناس كانوا مهمشين زمن الدكتاتورية  لكنهم تحولوا الى فراعنة وطواغيت بعد زوالها ,وإذا كان الدكتاتور السابق يضع مناوئيه في السجون ,ويقتل منهم عددا آخر فإن من المفجع أن يتحول الضحايا الى أساليب قمع أكثر تطورا ,وأشد وطأة على الناس . الضحية الذي يتحول الى جلاد يكون أخطر بكثير لأنه يزرع الفوضى, ويخرب كل شيء ولا ينجح في إدارة  الأمور ,وهو عبء على الدولة ومؤسساتها, وضياع لكل المكتسبات وهو لا يشعر بذلك لأنه منشغل بالمكاسب..

يتحول منظرو المعارضة ومفكروها وثوار التغيير الى حفنه من اللصوص والمنتفعين ,حين يأخذون بالدولة لتكون شركة إستثمار محدودة عليهم وعوائلهم ومن يواليهم ,بينما عامة الناس ينظرون مندهشين ثم يقولون ارجع ياريس إحنا بنهزر معاك .. وقد يحلفون بعد أشهر .. والله كنا بنهزر..

الدكتاتوريات أصناف, لكن الواضح منها للعيان صنفان ,الأول هو, الدكتاتورية الحاكمة التي يراد لها أن تزول. والثاني هو, الدكتاتورية المتخفية بستار المعارضة والثورة .هذه الدكتاتورية تظهر الى العلن بمجرد زوال الأولى حيث تحكم كل شيء لكنها لا تملك قدرة الإنضباط والضبط ,وتقود الى الفوضى عدا عن إحتفاظها بعدد كبير من المستغلين والفاسدين والمرضى النفسيين, الذين يطيحون بآمال الشعب لحساب رغباتهم المنحطة فيعيشون في الأرض فسادا وينشرون الفوضى ويدفعون المجتمع الى دائرة غير التي كان يطمح إليها فيعم السلوك المنحرف دوائر ومؤسسات الدولة حتى لا يعود بالإمكان معرفة الطالح من الصالح ,ولا الفاسد من النزيه ,وتعم الرشوة وإستغلال النفوذ وإختلاس الأموال وخراب المشاريع التحتية, ويكون الناس في تيه كالذي عاشه بنو اسرائيل في سيناء وحتى لا يكون من أمل في الخلاص ..

الثورات العربية تقود بلدانها الى الهاوية (التقسيم ، الفوضى ، ضعف الدولة المركزية وإنكسار هيبتها).. لكن لا مجال للوم الشعوب الثائرة فهي قد ثارت على الظلم ,والمظلوم لا يفكر بظالم آخر سيحكم حياته اللاحقة .. المهم لديه أن ينتصر الآن . أما الغد فهو بيد الله ,أو أمريكا ، وربما حلف الناتو، وقد يكون مجلس التعاون الخليجي.وربما أنا! ولم لا,أليس الله قد جعل سره في أضعف خلقه..أنا.

 

hadeejalu@yahoo.com

 

hadee jalu maree
Iraq-Baghdad
Journalist & Writer
(JFO)

009647901645028
009647702593694

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا