إبحث في صوت اليسار العراقي

 

الصفحة الرئيسية مقالات دراسات عمال ونقابات كتابات حرّة طلبة وشباب فنون وآداب المرأة صفحة الأطفال كاريكاتير مكتبة صوت اليسار صور من العراق العراق بين السلم والحروب         بعد الطرق يتطلب الأنتظار 4 - 5 دقائق  لتحميل برنامج التشغيل   حضارة بلاد الرافدين   إتصل بنا ملفات

مجموع زائري الموقع إرسلوا آراءكم حول الموقع

 

 

ايها العراقيين... لا تجعلوا أطفالكم دروعاً بشرية

 

 

عناد عبد الصعب

 

غداً ستتوافد المئات و الآلاف من العراقيين و العراقيات الى ساحة التحرير ببغداد احتجاجاً على تردي الاوضاع المعاشية اليومية للعراقيين افراداً و جماعات.  هذا الغضب و الرفض بدأا يتصاعدان تدريجياً مع ازدياد الوعود الكاذبة و تردي الاوضاع الامنية و انفضاح نفاق المسؤلين و فسادهم.  لقد كان لنجاح الانتفاضة الشعبية في تونس ثم مثيلتها المصرية في ازاحة طاغيتين صار اسميهما رمزاً للفساد و الاستبداد. و تستمر اليوم  المظاهرات اليومية في ليبيا و تخلصت الجماهير من حكم القذافي في اجزاء واسعة من البلاد بما يشبه انتفاضة العراقيين على صدام في 1991 بُعيد طرد جيشه من الكويت.

سيتوجه الآلاف الى ساحة التحرير يحلمون بمظاهرة سلمية تسعى لايصال صوتها الى المسؤلين الفاسدين عسى ان يرتدعوا.  ان الاتفاق و التنسيق للتظاهر غداً يمثلان تجربة ثرة في مجال التنظيم الجماهيري من طراز جديد سواء أكان ذلك على مستوى طريقة الاتصال او الالتقاء أم على الصعيد الفكري.  لقد التقى الجميع على رفض الفساد و الاهمال و اتفقوا على نبذ العنف في اساليب التعبير.  المشكلة ان المتلقي يرفض سماع صوت العقل لانه لايستطيع فهم وجوده و وعيه الا بسرقة جهود الآخرين و غمط حقوقهم و من هنا تحسسه لمصدر الخطر.  غداً ستمتزج مع الجماهير المحتجة البغال المفخخة: اناس مخدرين، مختلين عقلياً، مضللين و حملة افكار شريرة ترفض الاعتراف بحق غيرهم في الوجود و الحياة.  و كلمة البغل المفخخ أصلها الوصف الاعلامي لمهربي المخدرات الذين يرسلون اناس ضعفاء تجاه  المال و فقراء لا يملكون شروى نقير فيبتلعون العبوات المخدرة لنقلها عبر مطارات العالم.   الفرق في نجاح البغل في مهمته امر مختلف تماماً.  البغال المفخخة ستشيع الدمار و تمزق الاوصال و تحطم الآمال بالخطو الى حياة افضل و أرقى.  المستفيد من ذلك حكومة المحاصصة الفاسدة و سيدها الاحتلال البغيض و كل شرير لا يريد السعادة و النجاح لغيره.

قرأت مقترحات باصطحاب الاطفال و حمل الزهور و أغصان الزيتون للتعبير عن سلمية المظاهرة و السعي لكسب الجانب الانساني لافراد الشرطة و الامن.  لا الحكومة و الاحزاب التي أقتسمت غنائمها و لا قوات الامن و لا قوات الاحتلال تأبه لصرخات الاطفال المعذبين او توسلاتهم و دموعهم.  الاطفال هم رصيد العراق للمستقبل و لا نجازف الحقيقة اذا ما عزينا سؤ اخلاق المسؤلين لضعف تربيتهم فمنهم من صار بعثياً او طائفياً او قومياً شوفينياً او منحرف الاخلاق.  ليس جيشنا وطنياً و لا شرطتنا نزيهة اما الوزراء فأقل ما يقال عنهم ان مياه العالم العذبة ستفشل في ازالة ادرانهم. 

تجربة الاعوان الثمانية المنصرمة علمتنا ان الحكومة تصر على احباط اي مسعى لنجاح مشروع وطني.  لم توفر خدمات للجماهير و حشودها في الفعاليت الأخرى و ابرزها الزيارات الدينية و ابرز مثال هو حادثة جسر الائمة التي راح ضحيتها ما يقارب الألف شخص.  في الدول التي عاش فيها وزراؤنا تعتمد المجالس البلدية مبادئ ادارة الحشود في الفعاليات العامة فتوفر لها الخدمات الضرورية: أسعاف و طوارئ، مرافق صحية و مرشدين.  عشية المظاهرة حذر رئيس الوزراء غير المنتخب و دعا الناس لمقاطعتها بلغة تشي بتحذير مبطن.  انهم يأتمرون، فلا تأخذوا أطفالكم  الى المظاهرة غداً و قلوب العالم و انظارها ستكون معكم.

أرى الافضل السعي لتشكيل سلسلة بشرية من شرق بغداد لغربها و من شمالها الى جنوبها لدرء خطر البغال المفخخة و من أجل الوصول الى الذين لم يتمكنوا من الذهاب و الالتقاء بعدد أكبر من الناس.

يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.

 

عناد عبد الصعب

enadabdulsaab@gmail.com