ألا بئس المآل مآلهم

 

 

عناد عبد الصعب

 

قبل اسابيع كتب سعدي يوسف خاطرة عن توقعه باستلام مفيد الجزائري (ابو سن الذهب) لمنصب سكرتير اللجنة المركزية لحشع في المؤتمر التاسع الذي طال انتظاره.  سعدي الفرد المتمرد على قيود المتسلطين ظل عصي على الترويض و التدجين و هو داخل الحزب الشيوعي العراقي و خارجه و هو الذي قال قبل اكثر من نصف قرن "الصوت لو ينشري ما تشتريه الناس".

خاطرته استعدت الكثير من رفاقه القدامى.  فاطمة المحسن كرست مقالها في الحياة بعنوان "سعدي يوسف ماذا فعلت بنفسك؟" لانه لم يكف عن ابداء رأيه الشخصي بهذا او تلك.  فاطمة المحسن نفسها الصقت برفاقها القدامى ابشع النعوت و أسؤها في سنة 2000 نشرتها مجلة رسالة العراق التي اصدرها حشع و حررها فائق بطي.  عادت فاطمة الى صلحها مع رفاقها القدمى مجتمعين في تيار العملية السياسية في العراق ضمن جوقة المهللين للاحتلال الامريكي باعتباره حرر العراق من ربقة صدام حسين.  لم ينظم سعدي الى جوقة الزفة (كتب سعدي مرة ان كامل شياع اتصل به يحثه  للعودة سوية الى العراق بعد الغزو و أجابه سعدي "خلي واحد من عندنا بالزفة احسن، لو آني لو انته" فذهب كامل لوحده) التي حاولت ان تغطي على جرائم الامريكان بانها تجاوزات او ان العراق مسلوب الارادة في ظل الاحتلال و تبارى رفاق الامس في الظهور الى جانب قزع الارض في واحدة من اكثر الفترات سريالية و عبثية في حياة شعبنا و الوطن.

قبل فاطمة كان هناك جواد وادي في استراليا الذي لم يدّخر سؤة الا و رمى سعدي بها.  اذا اختلفت معهم رموك بالهذيان لكبر السن و طول العمر و كأني بهم يدعون الخالق الذي لا يؤمنون به بأخذ حياتك او بالعته و السفاهة بفعل الخمر و السكر و اذا أعدموا حيلة رموك بالشذوذ و الا لماذا تختلف عنهم بآرائك؟  ثم يصدموننا بادعائهم النضال من اجل التحرر الفكري و انهاء العبودية!

لم يلفت انتباهي الا ابراهيم الحريري الذي رمى بتأريخه الطويل في التصدي للظلم و القسر لصالح مفيد الجزائري.  فمرة عتب على صديقه القديم ابو حيدر انه تطرق لمسألة نقل المنصب الى مفيد لان هذا الموضوع من اختصاص اللجنة المركزية التي سينتخبها المؤتمر التاسع (فات الحريري ان حميد انتخبته ل.م للمؤتمر الخامس الذي اعدته قيادة حشع و ان هذا التنصيب كان مقررا من ايام المؤتمر الرابع كما أشاع رفاق قدامى).  عندما تقرأ ما كتبه الحريري تستطيع ان تشعر بالالم الذي اعتصره للاختيار بين صديق قديم يحبه و رفيق يفرض منصبه الحزبي ان يدافع عنه.  ليته كف عن الموضوع و ارتاح و اراحنا لكنه عاد ليفتش في زوايا الذاكرة و يستحضر شهداء لهم المكانة السامية مثل ابو ايمان الذي كانت لديه اسنان ذهبية!!

من هو مفيد محمد جواد الجزائري؟   كان ناشطا في الحزب الشيوعي العراقي و القي القبض عليه بعد انقلاب 8 شباط 1963و اودع في سجن نقرة السلمان الشهير و بعد الافراج عنه عاد الى مزاولة النشاط السياسي و استقر في براغ عاصمة جيكوسلوفاكيا قبل الانفصال عن السلوفاك في  1991و مكث فيها حتى 2003 اذ عاد الى بغداد بعد الغزو و الاحتلال الانجلو-امريكي للعراق فشغل منصب وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية.  اشرفت وزارته على الاحتفال ليومين بالتاسع من نيسان 2004 باعتباره يوم الحرية في العراق.  كرس وقتا طويلا في وزارته يرسم علم جديد لجمهورية التمر و النفط التي خلقها الامريكان.  حضر المؤتمر الاول في العراق لفيلق بدر الذي قاتل الى جانب الايرانيين بين 1982 و 1988 كما حضر حفل افتتاح مكتب حلف الناتو في بغداد (لا ادري بأي صفة: حشع ام وزير؟)

ألم يعد لدى حشع ما يشغله سوى الدفاع عن ابو سن الذهب؟  التدافع للوقوف الى جانب مفيد يذكرني بتدافع الديناصورات امثال عبد الرزاق الصافي و عزيز محمد للوقوف الى جانب فخري كريم في عدائه لمجلة الآداب البيروتية.  فخري اعترض على جملة في تقرير الآداب لمحت الى اتهام كثير من رفاقه القدامى بالاستفادة من اموال حشع فأعتبرها قدحا و ذم.  ليذهب المؤتمر التاسع الى الجحيم فالدفاع عن ابو سن الذهب أفضل و أسبق على العراق و شعبه! ألا بئس المآلَ مآلهم.

 

عناد عبد الصعب

27 شباط 2012

Enadabdulsaab@yahoo.com

 

موضوع ذو صلة

 

ســنُّ الذهبِ

أميناً عامّاً للحزب الشيوعيّ العراقي

 سعدي يوسف

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا