<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب ملامح الريادة في أصول البلادة عن قضايا الحزب الشيوعي العراقي

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

ملامح الريادة في أصول البلادة

 

 

عناد عبد الصعب

 

في البداية يجب ان أوضح موقفي و رأيي الشخصي بان حشع ليس الحزب الشيوعي العراقي الذي اسسه يوسف سلمان فهد.  ذلك الحزب الذي كان المؤسسة السياسية العراقية الوطنية الوحيدة التي تضم في صفوفها خيرة ابناء شعبنا من مختلف المشارب و الاصول مسلمين و مسيحيين و يهود و صابئة و يزيديين و شبك و بهائيين و من مختلف المذاهب و الشيع.  حشع اليوم نتؤ على مسار تطور الحركة الانسانية في العراق.  لن يلبث ان يموت و يسقط من جسم المجتمع و يختفي من الساحة السياسية.

لم أعرف حميد مجيد موسى يوما و لا أسعى الى معرفته.  رقبت نشاطه من بعد نسبي و لكنن ظللت اتابع تصريحاته و كتاباته لانه واجهة الحزب.   

    انتخبته اللجنة المركزية بالاجماع بعد المؤتمر الخامس.  اللجنة المركزية ذاتها كلفت لجنة مصغرة لاصدار بلاغ عن المؤتمر.  اجرت الثقافة الجديدة لقاءا معه للتعريف به و لتغيير موقف الحزب من بلاغ لجنتها المركزية عن المؤتمر لانها احتوى دعوات تحذر من مخاطر الحركات الظلامية و نواياها.  حميد وصف بعض رفاقه في لجنة صياغة البلاغ بافتقارهم للخبرة و النضج الكافيين و التسرع باصدار احكام متسرعة.

نستنتج ان اللجنة المركزية تضم عناصر غير ناضجة بما فيه الكفاية و تتسرع في احكامها لكنها انتخبته سكرتيرا للجنة المركزية. 

لا ادري هل أضحك ام أبكي؟  احدهما مخطئ:  اما اعضاء لجنة صياغة البلاغ الذين صدقت تنبؤاتهم بهيمنة القوى الظلامية رغم خطأهم بانتخاب حميد أو إن حميد الذي لم يملك الحدس و النظرة الثاقبة لاستطلاع مصادر خطر القوى الظلامية و لكنه انتخب بالاجماع سكرتيرا للجنة المركزية لحزب يدعي انه شيوعي!   

بعد تبؤه كرسي السكرتير حاول ان يجرب حظه بالكتابة و التنظير و ليته لم يفعل.  لم يستطع ان يكمل جملة مفيدة.  كتب مرة في طريق الشعب في منتصف التسعينات مقالة استعمل فيها عبارات مثل: جبهة الدول المعادية لصدام  و كأن العالم برمته قد انقسم على اساس العداء او الولاء لصدام!  المقال كان هشا و غير ذي تأثير و لم يلبث ان طوته صفحات النسيان.  أحسست ان الرجل يبحث عن معطف غيره ليرتديه فأختار كتابات فهد ليستعير منها مع بعض التحويرات.

ذهب الى اجتماع القوى الاسلامية و القومية في دمشق فمنعوه من دخول القاعة ولم يدرك ان القوى السياسية الاخرى ما تزال تتآمر على بعضها البعض و لم يكف عن ابداء اسفه لعدم حضور الاجتماع.

ربما ان هوايته المفضلة حضور الاجتماعات العامة.  فعشية الغزو دعت المخابرات المركزية الامريكية مجموعات سياسية عراقية لتهأيتها لدخول العراق خلف الدبابات الامريكية.  الدعوة الى الاجتماع لم ترسل الى حشع رغم حضور صحفيين اثنين من اعضاء حشع للاجتماع في فندق بلندن.  مرة اخرى اسف حميد انه لم يستلم الدعوة لحضور الاجتماع ثم صرح ان الخلاف لا يفسد في الود قضية و هو مستعد لحضور اجتماعا آخر اذا استلم الدعوة.

لست شيعيا و الا لخرجت الى الشارع للطم صدري و اشق جيبي و احثو التراب على رأسي في غير محرم.  هل يعقل ان يكون المرء شيوعيا و يأسف لعدم استلام الدعوة لحضور اجتماع تنظمه مخابرات اجنبية تمهيدا لغزو بلاده؟   لماذا كل هذا التهالك على خدمة الاستعمار الامريكي؟  سأحاول الاجابة على ذلك في كتابة لاحقة مستقبلا.

ارتضى حميد لنفسه ان يشغل مقعد مخصص للشيعة في مجلس الخدم التابع لبول بريمر الحاكم المطلق للعراق بعد الغزو.  عندما عاب عليه البعض ارتضائه بالتقسيم الطائفي و اشتراكه فيه رد ان حشع كان ليشترك في المجلس حتى لو كان في الحصة السنية (شغل عامر عبد الله احد مقاعد السنة في مؤتمر الجلبي رغم اعتراضات الكثيرين حتى من داخل حشع و ظل لصيقا بالمقعد حتى بعد تجميد حشع لعضويته اثر انكشاف مصادر تمويل المؤتمر)  لم يفعل حميد في المجلس شيئا سوى الجلوس على الكرسي الدوار و التصاقه بالمتحدثين من اعضاء المجلس للظهور في شاشة التلفزيون حتى لو كان المتحدث احمد الجلبي.

بعد الغزو فتح حشع مقرات في انحاء العراق فلم يكن غريبا ان نسمع عن انفجار استهدف مقر حشع في بغداد الجديدة راح ضحيته اثنان من اعضاء حشع.  لم يفكر حميد قبل ان يتفوه فصرح لوكالات الانباء انهم (حشع) لم يتفاجؤا بالاستهداف لانهم (حشع) الحلقة الاضعف امنيا في تلك المنطقة!  أأشق زيقي؟ لو حدث  هذا في وطنه المتبنى لاحالوه الى المحاكمة و قضى بضعة سنوات و نيف خلف قضبان السجن لاهماله و عدم اتخاذ التدابير الامنية اللازمة لحماية الحرس و المبنى!

لايكف السيد حميد عن الادلاء بتصريحات طنانة تخلو من أي مضمون. فبعد ان استقر في مجلس خدم بريمر صرح لاحدى وكالات الانباء ان الحرس الوطني تجربة فريدة من نوعها في العالم.  سبقته الصين بالحرس الاحمر ثم البعثيون بحرسهم القومي و بعدهم الخميني بحرس ثورته.  و اذا قصد تشكيل قوة شرطة وطنية تخضع للحكومة المركزية لبسط سلطة القانون عبر البلاد فالقوة مشكلة على غرار الحرس الوطني الامريكي ناشينال غارد التي داهمت مقر ديفيد كورش في واكو بنيسان 1993.  فالتجربة ليست فريدة اذن.

ليت الرجل يكف عن التصريحات.  بعد الانتخابات الاولى حضر الى المؤتمر الصحفي ليعلن ان "الانتخابات هي الانتخابات".  تصريح يجعل الدم يغلي في العروق!

في البرلمان الاول الذي دخله على حصان اياد العلاوي الجامح غير تأريخ العراق عندما انقذ التصويت على قانون الفيدرالية.  هبت موجة غضب لان النصاب كان بحاجة الى 4 انفار فهرع حميد و مفيد و صفية و مهدي لنجدة المشروع و تم تمرير القرار.  في مسعى خائب لتبرير فعلته كتب في طريق الشعب ان مشروع القانون استحقاق دستوري ثم ان الاكراد كانوا سيحصلون على اصوات كافية لتمرير القانون بدوننا سواء أصوتنا أم لم نصوت في دورة قادمة فلماذا لانصوت؟

عندما ادرك ان الاحداث لاتجري لتوقعاته دافع عنها في لقاء صحفي و قال ان التجربة الراقية (اعتقد انه قال العراقية لكن العين سقطت سهوا) ستهز عروش ملوك و كراسي حكام في المنطقة.  لم نر ذلك يحدث.  حتى في ليبيا التي غزاها الناتو اعلن رئيس مجلسها الانتقالي ان ليبيا لن تكون مثل العراق!

عاد حميد من رحلة علاج ومن شاهد لقاءه الاخير (54 دقيقة) يعلم انه لم يزل بحاجة للراحة و النقاهة و اتمنى ان يشفى عاجلا و يمتد به العمر ليرى حرية العراق و سعادة شعبه.  و لكن لماذا هذا التصريح: حزبنا نابع من رحم الجماهير. فمن هو ابوه اذن؟

بعد ايام سيعقد حشع مؤتمره التاسع لتتويج خليفة لحميد لحالته الصحية.  من سيخلفه؟ أصبحي الجميلي الذي يتكلم كثيرا و لا يقول شيئا (هكذا وصفه احد رفاقه في منظمة حشع ببريطانيا)  أم حسان عاكف الذي سخر جهده لمدح قرار بريمر بحل القوات المسلحة و حزب البعث و هو كان من ضمن المرددين ان الاحزاب ظاهرة موضوعية تفرزها حاجات الطبقات للتعبير عن مصالحها و لا يمكن الغاؤها بقرار اداري و شن حملة (مع شقيقه عدنان) للجدال و النقاش مع الاحزاب الدينية.  لا ادري ان كان هذا بتأثير من زلماي خليل زاده حاكم العراق بعد نكروبونتي. مفيدالجزائري؟  شغل منصب اول وزير للثقافة (اقرأ سخافة) في ظل الاحتلال.  كرس جل جهوده للاحتفال بيوم الحرية 9-10 نيسان 2004 ثم قضى ما بقي من وقته باللهو بتلوين العلم العراقي لجمهورية العراق الثالثة.  أما رائد فهمي وزير التكنولوجيا و العلوم الذي كانت مهمته تحطيم القاعدة الصناعية العراقية بحجة تحويل منشآت التصنيع العسكري للانتاج السلمي فأنه لم يأت بمنتوج واحد يشفي الغليل. بعدها تشبث بكرسي رئيس لجنة المادة 140 من دستور الشؤم و الخراب جاهدا لضم كركوك الى اقليم كوردستان الانفصالي.

آن الاوان لاستعادة الشيوعيين حزبهم من مخالب التصفويين الذين يريدون جعله صالون للنقاش السياسي تحضر قيادته مجالس النخبة السياسية الفاسدة المتسلطة على رقاب شعبنا.   

 

عناد عبد الصعب

10 كانون الاول 2011

enadabdulsaab@yahoo.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا