<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

 

س – سبع ، هذا السبع يا دواب

مهداة الى مغاوير الانترنت

 

عناد عبد الصعب

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

قرب مقر حظيرة الدفاع و الواجبات لسرية مقر لواء المغاوير الاول للفيلق الثاني كانت هناك مفرزة انصات تتولى الاستماع الى المخاطبات الايرانية على الجانب الآخر من جبل سورين المهيب.  في موضع المفرزة كان هناك دعيّر من مدينة الحرية ببغداد و معه مزهر من اهالي الخالص و يساعدهما في الترجمة احد الشباب العربستانيين القاطنين في مجمع البتيرة قرب الكميت بالعمارة.

كان دعيّر دائم الشكوى و التذمر اما من البرد القارس شتاءاَ او البعوض صيفاَ بينما كان مزهر هادئاَ قلّما يختلط بافراد الحظيرة. في المرات القليلة التي التقيت فيها بمزهر اما عند ملئ جريكانات الماء و تحميلها على بغل الحظيرة او عند استلام الارزاق قرب حانوت سرية المقر كنا نتبادل السلام و بضع الكلمات القليلة عن موعد الاجازة الدورية او بعد العودة منها. 

في احدى المرات صعدنا التل على الجهة اليمنى من فتحة ويلسن قبالة مجمع شاندري القسري اشتكى مزهر من قلة نضج المترجمين و اندفاعهم الذين كادوا مرة يدفعوا اللواء للتقدم نحو المواقع الايرانية بسبب تفسيرهم لجملة من احد الايرانيين الذين كانوا ينصتون لحواراتهم.  و قال انه قص لهم القصة التالية :

في قديم الزمان كانت الحيوانات الداجنة تعيش مع اصحابها و كانت تتفاهم مع اصحابها باللغة او الاشارة و كان اصحابها يفهمون ما يجول في خاطر حيواناتهم.  كان هناك رجل كبر في العمر و لم تلد له زوجته التي توفت ولداَ يعينه في فلاحة حقله الكبير.  كان كلما عاد من حقله بعد مغيب الشمس يقص لحيواناته تعبه و مكابداته مع ازالة الضخور من التربة او قلبها و حراثتها و بذر البذور ... الخ  كانت الحيوانات تتعاطف معه و تبدي استعدادها لمساعدته.  في احد الايام بعد ان انهى نزع ملابس العمل و بث همومه و شكواه من الزمن انبرت الحيوانات تتعهد بمساعدته و لامته لعدم اخذها معه للحقل، فقال الثور "انا أدفع الصخور بعيداَ عن الحقل"

و قال الحصان"انا سأجرّ المحراث لاقلب التراب"

قالت الدجاجة "انا سأفتش عن الحشرات الضارة و انظف الحقل منها"

و قال الديك" انا سأضع البذور في التراب و سأضمن ان تكون آمنة"

و قال الكلب "انا سأنبح على الطيور التي تريد ان تأكل البذور"

لم يبق حيوان في الحظيرة التي يسكنها مع حيواناته الا و تطوع لعمل ما.

في فجر اليوم التالي ايقظ الرجل حيواناته و سار امامها لمسافة طويلة حتى وصلوا الى حافة حقله و قال لهم: "حقلي يمتد من هنا حتى قرص الشمس امامكم.  هذا السبع يا دواب... راووني همتكم"

و قال مزهر انه اخبر المترجمين الشباب ان بامكانهم العمل في الوحدات الفعالة او  التطوع في وحدات الصنوف القتالية مثل المغاوير و غيرها لاثبات نواياهم في انزال الهزيمة بالايرانيين بدلاَ من الاكثار من الكلام و النصائح.

 

في ظهيرة احد ايام آب 1984 اقترب مني مزهر و ودّعني بسبب نقله الى لواء مشاة في شرق دجلة بعد اخباره باعدام شقيقه بتهمة الانتماء لحزب الدعوة.  كان مزهر خريج الادارة و الاقتصاد.

     

عناد عبد الصعب

08 May 2011

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا