<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب عــراقيون   أبجد هّوز ح – حاضنة سياسية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

ح – حاضنة سياسية

 

 

عناد عبد الصعب

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

في صيف 1977 و بعد انتهاء لقائنا الاسبوعي في شارع "أبو نؤاس" طلب مني الرفيق المنظم (ماجد ح – لجأ الى السويد في الثمانينات و استقر فيها) ان ابقى معه بعد اللقاء.  و انتظر ماجد ابتعاد الرفاق الآخرين و قال انه سيحدّثني في موضوع خاص و سري طلب مني عدم البوح به لرفاقي في الخلية.  لم اكن قد انهيت فترة الترشيح فلم أستطع حدس الموضوع الخاص و السري.  اخبرني ماجد ان تنظيم "القوميون العرب" في العراق قرر حل نفسه و الكف عن العمل السياسي المنظم.  لم يهمني هذا الامر بأي مقدار فسألته و ما علاقتي بالموضوع؟ اخبرني المنظم ان "القوميون العرب" تعرّضوا لضغوط ومطاردات من البعث و رفضوا الضغوط للإنضمام الى حزب البعث و انهم فضلوا ان يضعوا حلقات اصدقائهم برعاية الحزب الشيوعي العراقي حتى يقرر اصدقاؤهم مصيرهم السياسي. اخبرني ان في كليتنا مجموعة من اصدقاء التنظيم القومي سأتولى متابعتهم الى حين تخرجهم. و هكذا كان.

أستلمت الاصدقاء الثلاثة بترحيلات مختلفة و جمعتهم في لقاء واحد و ظللنا نلتقي شهرياً و احياناً مرتين في الشهر حيث ناقشنا الوضع العالمي و الداخلي و الاقليمي.  لم أُكثر من النقاش الفكري و كنا نناقش وضع الكلية و العملية التدريسية. حتى اني لم ألّح عليهم بشراء الجريدة او الثقافة الجديدة.  ظللت اتابعهم حتى تخرجوا في صيف 1978 و لم اسمع منهم او عنهم شيئاً.  خلال فترة توقيفي في السنة التالية لم اسمع من جلادي الامن العامة ما يشير الى هذا الموضوع فزاد اطمئناني.  اذ كان يكفي ان توجه تهمة التنظيم السري ضد النظام لتأخذ الامور مجرى آخر.

 لا استطيع ان أتصور اي تنظيم سياسي عراقي آخر يفعل ذلك.  الطائفيون منشغلون بسرقة الانصار و مؤيديهم من التنظيمات الشقيقة و كذلك كانت تفعل الحركة القومية الكردية.  ان يتولى الحزب الشيوعي رعاية انصار تنظيم قومي عربي يتعرض للإضطهاد من تنظيم قومي عربي آخر هو امر أشبه بالحلم.  لكن ذلك ليس بالغريب على الشيوعيين العراقيين.  اذ ان حزبهم الذي اسسه يوسف سلمان فهد كان المؤسسة السياسية العراقية الوطنية الوحيدة.  اذ ضم في صفوفه خيرة ابناء شعبنا من مختلف الطوائف و الاديان و القوميات و الطبقات.  لم يضم برنامجه السياسي تفوق مجموعة على اخرى و كان برنامجه الاجتماعي بعيداً عن غوغائية البعث و زيفه.  كان القوميون العرب مؤيدين لانقلاب شباط 1963 و كان نايف حواتمة في بغداد اثناء الانقلاب و خرج من التوقيف و لكنه لم يعترض على مذابح رفاقه البعثيين.  هذا لم يمنعنا ان ننظر اليهم كضحايا قمع سياسي و ان مناصريهم طلبة شأنهم شأننا نعيش ظروف دراسية واحدة. .  اذ كان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا.

 لقد كنا أشبه بحاضنة سياسية لعناصر تحتاج الى رعاية لحين بلوغها.  لقد كانت الخدمة العسكرية الالزامية الحد الذي يفصل بين الجامعة و الحياة المدنية لذلك لم تطل فترة الحضانة

 

 

عناد عبد الصعب

4 حزيران 2011

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا