<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب عــراقيون   أبجد هّوز د – ديمقراطية الطائفيين
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

د – ديمقراطية الطائفيين

 

 

عناد عبد الصعب

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

بعد حرب الكويت في 1991 ادركت اني لا استطيع البقاء في العراق و كما يقول المثل العراقي "مو كل مرة تسلم الجرة".

 قررت مغادرة العراق و مررت ببلدان عديدة قبل ان استقر في لندن.  بعد إنقطاع طويل عن السياسة قررت ان اخطو بحذر و بطء لمعرفة ما جرى و يجري و ان استمع لوجهات النظر المختلفة.  صرت اتردد على كاليري الكوفة و احضر الندوات المفتوحة لمختلف الاتجاهات السياسية العراقية.

 

في بداية 1992 ذهبت الى الكاليري و اتخذت مكاناً قصياً عند الرواق الغربي انتظر بداية الندوة.  بجنبي كان شاب ينتظر احداً بلهفة واضحة. فجأة انتصب واقفاً و استقبل شاباً آخر بعمره و صار يناديه بلقب سيد او سيدنا.  تحدث السيد الوافد عن طهران التي قدم منها قبل بضعة ايام و كيف ان تلفزيون اذربيجان يذيع اقوال الخميني منها ان الشيوعية احتلت مكانها في متاحف التأريخ.  بعدها تحدث السيد عن العراق و ما وصله عن الزعيمين الكرديين بعد لقائهما بصدام حسين بعد قمع انتفاضة العراقيين بعد هزيمة الجيش العراقي في 1991. و لفت انتباهي قوله ان مرافقي صدام جعلوا الوفد الكردي ينتظر لأكثر من ساعة كان التلفزيون في غرفة الانتظار يعرض افلام فيديو لاحداث المحافظات المنتفظة و مشاهد من اعمال الاعتقال و الاعدام و تعليق الجثث على اعمدة الكهرباء و كانت رسالته واضحة: اذا انتصر الاسلاميون ستكون حياتكم بهذه الفظاعة.  أسف السيد لما جرى من انتهاكات و لكنه عاد و أدلج الاحداث ان العراقيين يحتاجون لسنة او اكثر من الفوضى يصفون فيها خلافاتهم بالاسلحة لينفسّوا عن آلامهم قبل ان يجلسوا للاتفاق على نظام الحكم الجديد.  لم استطع البقاء في مكاني فقررت اتخاذ مكاني في مقاعد الحضور. 

كان المتحدث عراقي عرّف نفسه د.محمد و ذكر انه غادر العراق في نهاية السبعينات و انه استقر في الكويت حيث عمل في جرائد كويتية.  و ذكر انه غادر الكويت في الطائرة الأخيرة التي اقلعت من مطار الكويت قبل غزو صدام في 2 آب 1990.  قدّم المتحدث نفسه من تنظيم كوادر حزب الدعوة العراقي.  تناول في حديثه نظرة مجموعة الكوادر في تداول السلطة بشكل سلمي و أكّد انهم يؤمنون بالقرآن دستوراً و لأن الشيعة اغلبية في العراق فانهم لا يعارضون الاحتكام لصناديق الانتخاب و يجب ان لا يعترض الاخرون اذا فازت الاحزاب الشيعية لان الديمقراطية هي حكم الاغلبية.  في تفسيره للقبول بالانتخابات و المجالس التمثيلية ان مجموعة الكوادر لا تعارض استخدام آليات الديمقراطية للوصول الى السلطة.  بعدها فُتح البا للاستفسارت و سأل احد الحاضرين لماذا لا تعلن جماعة التنظيم تبنيها للديمقراطية نهجاً في السياسة فأكد المتحدث التزامهم بالقرآن دستوراً و ان القرآن يوصي بالشورى و الحاكم غير ملزم برأي من يستشيرهم.  أحس المتحدث ان الفكرة غير واضحة فقال انهم لا يمانعون في استخدام آليات الديمقراطية و لايسمونها آليات ديمقراطية لان التزام بها ينتهي بانتهاء الانتخابات فأنت عندما تأكل بالملعقة تنتهي حاجتك اليها بعد الأكل.  نهض أحد الحاضرين وعرف نفسه بأسم طلال و سأل ان كان حزب الدعوة سيسعى لاقامة حكم الشريعة الاسلامية.  رد المتحدث ان الاحزاب تقدم برامجها و مشاريع القوانين الى البرلمان فاذا صادقت الاغلبية على هكذا مشروع فيمكن فرض حكم الشريعة الاسلامية في العراق.  سأل طلال ما حكمه اذا جهر انه لا يعتنق اي دين، هل سيكون الحكم عليه بالاعدام؟  اجاب المتحدث ان القانون في ذلك الوقت سيطبق عليه.  اذا كانت العقوبة بالسجن فسيسجن و اذا كانت غيرها فستطبق كذلك.  ساد وجوم متشائم على الحاضرين كسره سؤال احد اصدقاء المتحدث عن فترة صدام عندها بدأ الحاضرون بالانسحاب.

اكدت الندوة مخاوفي ان الاحزاب الطائفية و العقائدية لا تسعى لخدمة الشعب التي تدعي تمثيله بل تسعى الى تطبيق ما تراه الاسلوب الصحيح في الحياة و كيف يجب ان تكون عليه الامور في ظل حكمهم.  الأهم ان هذه الندوة قضت في نظري على احتمال التوصل الى تفاهم مشترك بين السياسيين العراقيين على القبول بتعدد آراء الناس و اختلافها و ان هذا الاختلاف يجب ان لا يؤدي الى الاقصاء و المطاردة و الملاحقة.  ان العلة تكمن، برأيي، في سؤ فهم الديمقراطية لانها لا تعني حكم الاغلبية بل ضمان حق الاختلاف (حماية الاقلية من الاضطهاد لكونها اقلية).  لذلك لا يمكن الركون ان هذه الاحزاب العقائدية ستحترم قواعد العملية السياسية الديمقراطية و يكفي ان ننظر الى العراق في السنوات القليلة الماضية.  

     

 

عناد عبد الصعب

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا