<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب عــراقيون   أبجد هّوز ب ط ش – بعثيون، طاهر و شريف
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

ب ط ش – بعثيون، طاهر و شريف

 

 

عناد عبد الصعب

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

بسبب رفضي التسجيل في صفوف حزب البعث المقيت عانيت سلسلة من المضايقات و التمييز لم تنته الا بمغادرتي العراق اضطراراً.  فقد حُرمتُ من بعثة دراسية عند تخرجي بتفوق من الدراسة الاعدادية و كانت سنواتي الجامعية صعبة انتهت بالتوقيف و الاعتقال و في الخدمة العسكرية نُقلت الى الخطوط الامامية في الحرب مع ايران.  حتى هناك جمعنا آمر الوحدة و خيّرنا بين التسجيل في صفوف البعث أو الذهاب الى الارض الحرام ( المنطقة المحصورة بين الخنادق المتقابلة و تملؤها الالغام).  هناك في الخطوط الامامية التقيت بعراقيين من مختلف المشارب و الاصول أغلبهم لم تتح لهم فرص التعليم الاساس.

بينهم كان حسين ع الركابي، خبّاز من الكوت.  كان عدد أول في مفرزة الدفاع الجوي لسرية المقر في لواء المغاوير الاول للفيلق الثاني في اواسط الثمانينات من القرن المنصرم.  في أحد الايام بعد ان أطمأّن ان الجنود حوله ثقة لا يخبرون قصّ علينا تلك الحادثة التي يمكن ان تكون واقعية أو من نسج خياله:

في احدى ايام التعتيم (بعد بدء الحرب مع ايران اوقفت السلطات انارة الشوارع و الطرقات عدا القصر الجمهوري و اماكن الطاغية اذ كان يخشى الناس أكثر من ايران!) حدث ان ذهب رجل كهل من الكوت الى كربلاء و النجف لزيارة مراقد الائمة طالباً شفاعتهم لحماية ابنه في الخطوط الامامية.  تأخر في العودة و مشى بعد منتصف الليل الى داره في الاطراف الاخرى من المدينة.  كانت مفارز الجيش الشعبي البعثي تجول شوارع المدينة منعاً لكتابة الشعارات المعادية لصدام او المناهضة للحرب.  بينما هو في طريقه اعترضه اثنان من افراد الجيش الشعبي و أغلضا القول له فآلمه ذلك و اخبرهم انه يعرف آمر قاطعهما و شيكوهما له.  سخر الاثنان منه و قال له أحدهما ان أسمه طاهر و الآخر قال ان أسمه شريف.

  صبيحة اليوم الثاني قص الكهل ما حدث لزوجته التي نصحته ان يستغفر الله و ينسى الموضوع لكنه ابى متحججاً انه يعرف والد آمر القاطع و لن يقبل بما حصل ان سمع ما حدث.  هيّأ نفسه و ذهب الى مقر القاطع.  استقبله الآمر بالترحاب و مازحه "خير حجّي؟ ما يكفي المحروس ابنك بالجيش جاي تتطوع؟"  أخبره الحجّي بما حصل و ما قاله فردا الجيش الشعبي .  انفجر الآمر ضاحكاً و عندما انتهى من موجة الضحك قال له"اشرب جايك حجيّ، اشرب جايك. احنه (نحن) هنا كلتنه (كلنا) بعثية و واحدنا يعرف اللاخ(الآخر)، تعال دوّرنا(فتشنا) واحد واحد، ماتلكى(تجد) بينه(بيننا) واحد طاهر أو شريف"

وجد الناس طريقتهم في ايصال رأيهم و ربما كانوا يفعلون ذلك بطريقتهم لخلق الفة مشتركة و الاستعانة المتبادلة لمواجهة ضغط البعثيين و ملاحقاتهم.  القصة ببساطتها تعبير عن ما يشعر به العراقيون و حقيقة البعثيين و واقعهم اذ استقطب البعث كل سئ و فاشل في المجتمع.

 

 

عناد عبد الصعب

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا