<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب  عــراقيون   أبجد هّوز ش – شهيد مغدور
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون - أبجد هّوز

 

ش – شهيد مغدور

 

 

عناد عبد الصعب 

 

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

 

    منذ بدأت اعي الاحداث و اتذكر الحوادث كانت تزورنا بين الحين و الآخر امرأة لم تفارقها الثياب السوداء و لم ارها يوما تتزين او تتبرج.  شعرها ابيض جيد التسريح.  في احدى ايام الجمعة من آذار 1974 زارتنا تلك المرأة و كنا جالسين في حديقة دارنا.  تحدثت في مواضيع عديدة و كانت تحسن الوصف المشوق و المناقشة في المسائل المختلفة.  بعد ان انتهت من الاحاديث العامة اخبرتنا انها تريد ان تفرج عن نفسها و تخبرنا بـ"دردها" (همها) و قالت انها ذهبت الى مقر طريق الشعب و قابلت رئيس التحرير الذي استقبلها بحفاوة في مكتبه. اعطته ورقة كتبت فيها رثائها المتأخر لزوجها الذي استشهد بالتعذيب في آذار 1963 وتعتذر فيه اليه تأخرها في كتابة الرثاء/النعي لانها كانت مسجونة و مطاردة و ان الاوضاع بدأت تختلف و قد تتحسن و عسى ان لا تروح تضحياته في سبيل الوطن هباء. 

اخبرتنا ان رئيس التحرير الشاب طوى الرثاء و اعاده اليها ليخبرها ان الوضع قد اختلف الآن ففي الحكومة وزيران شيوعيان و هناك جبهة وطنية و قومية تقدمية و الطريق امام العراق لبلوغ الاشتراكية.... وان مثل هذا الرثاء سينكأ حروحا قديمة لا تنفع احدا.  و اكد لها ان حزبه يفتخر بزوجها و استشهاده و لن ينساه.

اخبرها والدي ان رئيس التحرير غبي و كان بامكانه ان يكون اكثر دبلوماسية و يساعد في تحرير الرثاء بما يجمع بين مشاعرها و التنديد بجريمة الاغتيال و التطلع لفترة جديدة بالعلاقة بين الطرفين. 

تقفز هذه الحادثة كلما قرأت ان رئيس التحرير كتب مقالا عن وضع العراق و المخاطر التي تحيق به و ضرورة العمل الوطني الجاد لانقاذ العملية السياسية.

الحرف الاول من أسم تلك المرأة " نظيمة وهبي " زوجة الشهيد ابو سعيد، ابن البصرة الذي ارعب الجلادين بصموده.  ابو سعيد كان احد الاصوات الخمسة في الرواية التي كتبها غائب طعمة فرمان.   الشهيد كان لوحده أفضل من مئة حزب حليف كالبعث.

يقول العراقيون "اللي ما له أول ما له تالي" و يكفي ان ننظر الى الدرك الذي وصل اليه حشع بالدوس على ضحاياه و عوائلهم و التخلي عن رفاقهم حتى الشهداء منهم.

 

 

عناد عبد الصعب   

2 كانون الاول 2011

enadabdulsaab@yahoo.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا