<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب    عــراقيون   أبجد هّوز س – سيد ياسري
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

س – سيد ياسري

 

 

عناد عبد الصعب   

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

دخلت حرب صدام مع ايران عامها الثاني بدون حل واضح في الافق.  صدام كان حائرا يبحث عن سلاح او وسيلة لنصر حاسم في وقت قصير و الخميني يبحث عن اي سبب لاطالتها لانها فرصته في معاقبة المفسدين في الارض بتفويض الهي مزعوم.  بعد ان زل لسان مدير الشركة العامة للسيارات لمراسل مجلة ألف باء بقوله ان عدد السيارات التي امر صدام بتوزيعها لعوائل قتلى الحرب (الشهداء) تجاوز 25 الف سيارة (سحبت وزارة الاعلام جميع نسخ المجلة الباقية في السوق فور اكتشاف التصريح) بدأ النظام بنقل خريجي الجامعات من نسل غير العراقيين (التبعية الاجنبية) ثم كل من سبق ان اوقف او اعتقل او أُتهم بتهمة سياسية الى الخطوط الامامية.  ليس غريبا ان يبحث ذوو الخريجين عن اي شخص او وسيلة يحمون فلذات اكبادهم من خطر النقل الى جبهات القتال.

علم ابو الحسن (مدير سابق لاحدى اعداديات الفرات الاوسط) ان ولده س مرشح لنقلة الى الخطوط الامامية بسبب علاقته السابقة بالحزب الشيوعي العراقي.  بعد بحث مضن بين فروع العائلة و معارفها اهتدى الى معرفة قديمة يعمل نقيب في الاستخبارات العسكرية و عن طريق معارف آخرين وعدوه ان النقيب يستطيع ان يصحح المعلومات عن ابنه س اذا حضر الاخير تحقيق يقوم به النقيب في فرع الاستخبارات العسكرية.  بحث الاب و ابنه الموضوع جيدا و تم الاتفاق على موعد التحقيق المزعوم.  حضر س الموعد بقيافته العسكرية و التقى بالنقيب.  اجلسه الاخير في مقعد مريح و طلب استكان شاي و بدأ بالحديث الاجتماعي عن الوالد و ان كان قد تزوج او ينوي الزواج و قال "آني همين سيد ياسري" ثم بدأ بكتابة محضر التحقيق المزعوم.  بعد ان كتب المعلومات الاساس (تاريخ الولادة و محلها) التفت النقيب و قال انه سيكتب ان س لم يكن ناشطا كما تدعي التقارير الامنية او الحزبية بل ان علاقته بالاشخاص المشبوهين يأتي بسبب وجودهم في المسجد او الحسينية خلال مناسبات عاشوراء و انه لم يكن يوما ناشطا في حزب الدعوة فقاطعه س مصححا ان تهمته ليست حزب الدعوة بل الحزب الشيوعي العراقي.  امتقع وجه النقيب و بيد واحدة جمع ورقة المعلومات و مزقها اربا قبل ان يرميها في سلة النفايات.  بلهجة جافة و لكن حازمة قال" عيني اشرب شايك و روح و لخاطر الله لا تقل لاحد انك قابلتني"

منذ بدأ الحرب مع ايران نشطت الاستخبارات العسكرية في ملاحقة المتهمين بالشيوعية سواء أكانوا من الناشطين السابقين أم متهمين بالتعاطف مع الشيوعيين.  حتى عندما كانت وحدات الجيش العراقي تتراجع في مناطق المحمرة او عبادان بعثت وحدات الاستخبارات العسكرية رسائل استدعاء الى الوحدات المختلفة لارسال "المجرم المدعو ......... من اعضاء الحزب الشيوعي العراقي العميل..المنسوب الى وحدتكم لغرض التحقيق معه."

لا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان النسبة العالية من الناجين من الموت في جبهات القتال خلال الخدمة العسكرية كانت بفضل قرارات العفو التي صدرت خلال الحربين.  خلال الحرب مع ايران صدرت عدة قرارات بالعفو عن الهاربين او المتخلفين من الجنود الاكراد.  في 1983 صدر قرار بتسريح الجنود الاكراد من منطقة الحكم الذاتي كجزء من زواج المتعة بين الطالباني و صدام.  في منتصف الثمانينات القت الشرطة الفرنسية القبض على عراقيين لجأا الى فرنسا و اشترط شيراك على صدام عدم التعرض لهما.  بعدها صدر عفو عن الهاربين و المتخلفين من منتسبي حزب الدعوة.  لم يصدر يوما قرار عفو عن الجنود الهاربين او المتخلفين بسبب علاقتهم بالحزب الشيوعي العراقي.   

السبب برأيي يعود الى ان صدام و البعث يرون في الحزب الشيوعي العراقي بديلا وطنيا لحكم البعث.  برأي البعثيين يمكن شراء ذمم القادة الاكراد بالمال او بالتفاهم مع مسانديهم كالايرانيين او الامريكان وان مناطق نفوذهم محدودة بمنطقة الحكم الذاتي. ام بالنسبة لحزب الدعوة فان العلاقة معه تخضع للعلاقة مع ايران.  لذلك كان صدام مستعدا للتفاهم مع القوى الساندة في لعبة التوازانات من اجل بقائه في الحكم.  اما الحزب الشيوعي فبطبيعته الوطنية يضم في صفوفه ابناء شعبنا من مختلف الانحدارات و الاصول و بالتالي فانه البديل الوطني الشامل الذي يمكن ان ينجح في ازاحة البعث و تهميش مكانته في الخارطة السياسية العراقية.

 

      عناد عبد الصعب   

9 تشرين الثاني2011

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا