<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب  عــراقيون   أبجد هّوز ع – عفو نص ردن
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

عــراقيون

 

  أبجد هّوز

 

ع – عفو نص ردن

 

 

 

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها

 واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

عناد عبد الصعب 

 

مضت 7 اعوام عجاف و الحرب تستيقظ كل صباح لتحصد المزيد من شباب العراق و ايران.  بذل الاهالي الغالي و النفيس لتجنيب ابنائهم الموت المحتمل في جبهات القتال.  ازداد عد  الهاربين من الخدمة العسكرية الذي بات يشكل مصدر قلق امني للسلطات لان الهاربين (فرار) سينتقلون الى اماكن بعيدة عن سكنهم و عن عيون المخبرين. في شباط 1988 طافت سيارات الشرطة تذيع في الناس ان نائب القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع عدنان خير الله امر بعفو عام عن الهاربين و المتخلفين عن الخدمة الالزامية في فترة 4 اسابيع و حث المواطنين على الاستفادة من تلك الفرصة.  كنت في دائرة عملي المطلة على شارع الرشيد حين اذاعت احدى سيارات الشرطة بقاء اسبوع من مهلة العفو.  لحظت ارتياح بعض الموظفات لسماع الخبر و لم يكن خافيا ان كثير من الموظفات و الموظفين لديهم اقارب هاربين او متخلفين عن الخدمة العسكرية.  بعد انتهاء فترة العفو بث التلفزيون العراقي خبرا ظهر فيه صدام في اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة غاب عنه عدنان خير الله.  قال صدام في الاجتماع ان نائب القائد العام للقوات المسلحة تجاوز الانظمة و التعليمات و منح نفسه حق اصدار العفو عن الهاربين الذين لا يستحقون العفو الا بقرار من القائد العام للقوات المسلحة نفسه و اعلن صدام عن الغاء العفو و احالة الذين سلموا انفسهم للمحاكم العسكرية لينالوا جزاءهم حسب القانون: الاعدام.

ما حدث بعد ذلك لم نقرأ عنه الا في روايات امريكا اللاتينية و طغاتها العسكريين.  نشط سوق الوساطات و ارتفعت اسعار الرشاوى لمن استطاع اليها سبيلا.  بلغتني رواية ان مجموعة من الهاربين كانوا في ملعب الادارة المحلية بكركوك يواجهون حظيرة الاعدام عندما هبطت طائرة هليكوبتر عسكرية قفز منها ضابط يحمل اسماء فارين عفى عنهم صدام و ابعدوهم عن خط النار لتستمر حفلة الاعدام بالذين لم يحظوا بعفوه الشخصي.

كان هذا بداية الشرخ بين صدام وابن خاله.  جاءت معارك تحرير الفاو من الاحتلال الايراني لتظهر شرخا اكبر عندما امر صدام بابطاء تقدم القوات النظامية العراقية و معاقبة قادة الفرق الذين استفادوا من التقهقر الايراني و تقدموا الى ابعد من الخطط المرسومة.  كان صدام يسعى لاظهار ان القيادة العسكرية ليست حكرا على العسكريين المحترفين (المسلكيين) بل يمكن لرجل موهوب مثل حسين كامل (زوج رغد) ان يحقق افضل من العسكريين.  لذلك امر صدام بوقف تقدم الجيش النظامي ليمنح تحرير الفاو لحسين كامل.

في كل هذه الايام لم يظهر عدنان جنبا الى جنب مع صدام سواء أكان ذلك في الصحف أم في التلفزيون.  في تموز 1988 اعلن الخميني قبوله ما هو أسؤ من تجرع السم الزعاف: وقف القتال مع العراق و القبول بقرار الامم المتحدة 598. و تم ذلك في 8 آب 1988. بعدها عاد عدنان خير الله لظهور قصير في الاخبار.     

في ربيع 1989 ظهر صدام وزوجته ساجدة خير الله في زيارة قصيرة لكردستان و بعد مظاهر المشي بين الثلوج ظهر الزوجان في ضيافة عدنان خير الله. اخبرنا التلفزيون العراقي ان الرئيس و عقيلته عادا الى بغداد بعناية الله.

لم يمض يومان حتى بث التلفزيون العراقي نعي صدام لعدنان خير الله الذي قضى نحبه "بتحطم طائرته الهليكوبتر التي حطمت من فيها".  كان النعي ينضح بروح التشفي و خلا من اي تعبير متعاطف او حتى مجامل لعدنان الذي كان ابن خال صدام و شقيق زوجته ساجدة.  غاب صدام عن الجنازة و ترك لابنيه عدي و قصي تصدر موكب الجنازة.

كذاب حسين صدام محترف.  هذه الكلمات تعطينا المعنى ذاته مهما غيرنا ترتيبها.  لاعوام بعد وفاة شاه ايران في مصر ظل صدام يردد انه عندما كان في الجزائر 1975 و وافق على وساطة هواري بومدين اشترط ان يخطو عدد خطوات شاه ايران نفسها و يلتقي في منتصف المسافة الفاصلة بينهم.  يكفي ان نشاهد هذا المقطع الذي يظهر في صدام حسن يذهب بنفسه الى شاه ايران.

ليس خطأ ان يسعى رئيس دولة او رئيس وزراء لخدمة بلاده حتى لو تواضع لغيره و مثالي في ذلك كورت فالدهايم الذي زار العراق في بداية 1991 قبل ايام من الحرب ليعود الى بلاده مع جميع النمساويين الذين كانوا في العراق و أمن صدام مغادرتهم.  مهما كان النقد لذلك قاسيا فأن فالدهايم ادى واجبه بحماية ابناء شعبه في بلد غريب و في ظرف قاس.

كان صدام يخشى ازدياد نفوذ عدنان و شعبيته و لم يأمن جانبه اذا ما حاول ان يغدر به و يقود انقلاب ضد صدام.  للتخلص منه اعدم عددا غير قليل من العراقيين و ضحى بجنود في معارك الفاو لتطمين مخاوف و اوهام شخصية.

 http://www.youtube.com/watch?v=J9n4vmJXPYQصدام حسين يصافح شاه ايران في الجزائر     

 

 

عناد عبد الصعب   

24 تشرين الثاني 2011

enadabdulsaab@gmail.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا