<%@ Language=JavaScript %> عناد عبد الصعب    عــراقيون - أبجد هّوز ع – عامر عبد الله

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

عــراقيون - أبجد هّوز

 

ع – عامر عبد الله

 

 

عناد عبد الصعب   

 

هذه شهاداتي لعراقيين و احداث عراقية شهدتها و عشتها

واسعى لتدوينها و روايتها كما حدثت او كما عرفتهم.

 

    لم يحتل سياسي عراقي المكانة التي احتلها عامر عبد الله في الساحة السياسية خلال فترة الخمسينات حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي.  كان مقبولا لدى خصومه باعتباره رجل الصفقات الصعبة التي في الاكثر ترفضها غالبية الشيوعيين العراقيين و لكنه وحده يقدر على اقناع قيادته بقبولها. 

كانت لديه القدرة على ادارة الحديث او الجدال و التفاوض نحو اتفاق مشترك يمكن وصفه بارضية مشتركة غالبا ما تكون تفاصيلها غير واضحة او عرضة لتفسيرات مختلفة قد تؤدي الى خلاف لاحق.  

في السبعينات اصدر كتيبا عنوانه " كوبا جزيرة الحرية " وصف فيها التحولات الثورية التي مرت فيها كوبا و النجاحات التي حققتها و ركز على الدروس المستخلصة.  لم ينس ان يغمز من قناة صديقه القديم عبد الكريم قاسم بمحاولة افهامه ان كوبا حققت انجازاتها بالمضي قدما في التحولات الثورية لكن الزعيم لم يلتفت لذلك.  كان الكتيب فرصتي الاولى لقراءة كتاباته دون نقل او اقتباس.  تبعتها قراءات اخرى لمذكراته عن انتفاضة تشرين و ثورة 14 تموز.  امتلك عامر اسلوبا ادبيا و لغويا رصينا و مقنعا لا يمكن انكاره حتى ان احد مبغضيه قال لو كان العراق اقل عنفا و اكثر استقرارا لصار عامر عبد الله في العراق بمكانة محمد حسنين هيكل في مصر. 

ظلت معلوماتي من سماع ما يقوله الآخرون، اصدقاء ام اعداء عنه.  و لكن اسمه ظل مفردة لايخلو حديث سياسي منها لعقدين او اكثر. 

في فترة التحالف مع البعثيين في 1973 كانت لديه الفرصة في الظهور الى جنب احمد حسن البكر و صدام حسين. و كانت قيادة الحزب تعول على قدرته على التحاور معهما بما كانوا يعتقدونه تحالف استراتيجي نحو الاشتراكية. شغل منصب وزير الدولة خلال فترة التحالف حتى بداية 1979.

سمعت بخبر عن قيامه بدور وكيل وزير الداخلية 1978 اثناء غياب عزة الدوري خارج العراق ثم تكليفه بتوقيع مرسوم انزال عقوبة الاعدام بالوجبة الاولى من رفاقه المتهمين بالتنظيم داخل القوات المسلحة دون ان تتسنى الفرصة لتأكيد الخبر او نفيه فظل في طور الاشاعة.

كانت فرصتي الاولى (و الاخيرة) لرؤيته  في قاعة همرسمث بلندن في كانون الثاني 1993 في ندوة مفتوحة عن النظام العالمي الجديد. في تلك الفترة سرت اشاعات عن طرده خارج الحزب بعد المؤتمر الرابع لكنه كذّبها  ثم بدأ بعرض بضاعته كمن يسعى لاجتذاب زبائن جدد في سوق شعبي.  وصف بنغلاديش بعد حرب الكويت بانه بلد 80 مليون شحاذ "واكعين دخيل على الامبريالية تحتلهم" ثم صار يمزق كتاب رأسمال فكريا فقال تنبأ ماركس تركز الرأسمال العالمي بينما نشهد اليوم تفكك رأسمال و تعدده.  ما فات عامر ان الرأسمال المحلي في مناطق مختلفة من العالم نما ثم التصق بالرأسمال العالمي في شركات متعددة الجنسية و صرنا نشهد حركة رأسمال عبر القارات للاستثمار في مناطق فقيرة لما توفره من وفرة في الايد العاملة الرخيصة.

 انتقل الى نبؤة اضمحلال الدولة في النظام الاشتراكي و زوالها في الشيوعية بينما شهدنا ترسخها و تحولها الى قلعة شامخة.  عامر عرف ان الاتحاد السوفييتي لم يعد اشتراكيا بل رأسمالية الدولة الاحتكارية لكنه قرر ان يطلق النار على رفاقه القدامى بعد جفاف نهر الروبل الذهبي.

 و عن علاقته مع السوفييت قال في احدى المرات سألنا رفاقنا السوفيت هل انتم مسيطرون على الوضع و كانوا يجيبون لا تقلق ثم انهاروا بلمح البصر و على شاشات التلفزيون.

اما عن تصوره عن مستقبل الاشتراكية استبعد عامر قيام "ثورات اشتراكية" و لكنه بشّر بحدوث اختراقات اشتراكية في اقتصاد رأسمالي بمعنى قيام نظام رعاية اجتماعية و خدمات صحية او اسكان لكنها تتسع او تتقلص حسب قوة الرأسماليين او قوة الحركة الاشتراكية.  لم يذكر عامر اكتشافاته الفكرية هذه و هو في قيادة حشع و ظلت مطبوعات الحزب تروج لفكرة تفاقم ازمة الرأسمالية العالمية و حتمية قيام النظام الاشتراكي. 

وكشف ان السوفيت نقلوا الى قيادة حشع عرض من صدام بالعودة الى العراق في بداية الثمانينات بعد بدء الحرب العراقية الايرانية و وعده بعدم التعرض لهم لكن عامر و رفاقه رفضوا العرض و الوساطة و قال "ليدلونا على قبور شهداؤنا اولا و ينبغي الاعتراف و المحاسبة على الجرائم بحق رفاقنا"

بعد وفاته خصصت مجلة الثقافة الجديدة ملفاُ عنه ابرز ما فيه تشخيص عبد الرزاق الصافي لعامر وصفه فيه ان عامر جاء الى الحزب ليعلم و يقود لا ليتعلم و ربما كان هذا الرأي الصائب الوحيد لعبد الرزاق الصافي.

 

 

 

عناد عبد الصعب   

24 شباط 2012

enadabdulsaab@yahoo.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا