<%@ Language=JavaScript %> د. رفعت سيد أحمد المتظاهرون أمام سفارة العدو هم وحدهم " الثوار "!!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

المتظاهرون أمام سفارة العدو هم وحدهم " الثوار "!!

 

 

بقلم د. رفعت سيد أحمد

فى قول واحد إن الـ 353 مصاباً والـ 168 معتقلاً فى المظاهرات أمام سفارة الكيان الصهيونى بالقاهرة فى الذكرى الـ 63 للنكبة هم وحدهم الأكثر تجسيداً لقيم ثورة 25 يناير من أولئك المنافقين من عسكر وشرطة وصحفيين ونشطاء ، لقد فهموا الثورة بمعناها الحقيقى ، أنها ثورة كاملة ، ليست نصف ثورة ، كما فعل ويفعل البعض من (سُراق الفرح) من ائتلافات وهمية وأحزاب وسماسرة ؛ تعبت الفضائيات والصحف من كثرة ظهورهم عليها واختصارهم الوطن والثورة فيهم !! إن هؤلاء الذين تظاهروا أمام سفارة العدو الصهيونى فى خلال الأيام الماضية ، وأصيبوا بالاختناق أو بالرصاص المطاطى ، الصادر عن أجهزة (أمن كامب ديفيد) التى عادت ثانية متحالفة مع الجيش لحماية العلاقات الدافئة مع الكيان الصهيونى والولايات المتحدة وسفاراتهم فى القاهرة ، هؤلاء هم وحدهم الثوار ، وما عاداهم باطل ومنافق ، أو انتهازى يريد بعض المغانم من الحكم الانتقالى الحالى ، وأسف فى القسوة فى توصيف الحال ، لكنها الحقيقة المُرة ، التى هى عندنا أهم من المجاملات ، وبهذه المناسبة دعونا نسجل الآتى :

أولاً : لقد عرى شباب الثورة الحقيقيون ، مواقف أنصاف الرجال ، أنصاف الثوار ، حين أعلنوا بدمهم الذى نزفوه على سلالم العمارة التى تعلوها سفارة العدو الصهيونى ؛ أنه لا يستقيم أن تتحدث عن ثورة ضد نظام حسنى مبارك الذى كان كنزاً استراتيجياً ثميناً ، لإسرائيل ، دون أن تربط استبداده وفساده ، بعمالته لتل أبيب طيلة 30 عاماً ، بل إن الأصل إن أردنا الدقة فى الإنصاف والبحث عن جذور القضايا هو عمالته لإسرائيل وواشنطن والتى ترتب عليها فساده واستبداده ، ومن ثم لن تنجح أبداً عملية التطهر فى البلاد وإنشاء نظام سياسى وطنى صحيح ، دونما قطع كامل للعلاقات مع العدو الصهيونى وإعادة نظر كاملة فى العلاقات مع واشنطن وبريطانيا وفرنسا الكارهة للمسلمين وللمصريين تحديداً ، لا يستقيم ، ولن يستقيم الأمر أيها السادة (الشطار) من النشطاء والإعلاميين وأنصاف الثوار ، وستفشل ثورتكم وستتحول إلى ثورة أمريكية تافهة تستدين وتتسول من البنك الدولى ومن إسرائيل العربية (قطر والسعودية) و(وهو ما يجرى فعلياً) ، أما عندما يفك الارتباط مع تل أبيب ، وواشنطن ، ستتحول إلى ثورة حقيقية صادقة ، وليس كما هو الحال الآن .

ثانياً : سيقول (المخلفون من الناس) القاعدون عن الجهاد ، أنصاف الثوار ، أن (الظروف غير مواتية) لكى نزحف أو حتى نتظاهر ضد العدو الصهيونى ، والرد : هذه كلمة لتبرير التخاذل الوطنى يقولها لنا النظام السابق إبان الثورة ومع ذلك قمنا بالثورة ونجحت ، وعليه فإن الظروف مواتية تماماً والثوابت والشواهد تؤكد ذلك ، وبإمكان هذه المظاهرات إن تم تدعيمها إعلامياً وسياسياً ، أن تكون أداة للمناورة السياسية الواسعة مع أمريكا وإسرائيل للحصول على المزيد من المكاسب لصالح اقتصاد مصر (المديون) دون تنازلات وإذلال كما هو الآن ، ولصالح الفلسطينيين المحاصرين ، هذا طبعاً إن خلصت النوايا وأدرك حكامنا الجدد من العسكر والمدنيين الملتحقين بهم ، معنى أن فى مصر ثورة ، وليس (انقلاب عسكرى) يسانده بعض نشطاء حقوق الإنسان المتأمركين – للأسف - كما تجرى الوقائع الحقيقية على الأرض .

ثالثاً : أما القوى (من إعلاميين وساسة ونشطاء) التى اعترضت على المظاهرات ضد العدو الصهيونى ، فصدقونى هؤلاء – من الآخر – انتهازيون وهم من الأصل لم يكونوا يريدون هذه الثورة ، ولكنها عندما وقعت ، بدأوا فى ركوبها وسرقتها ، هؤلاء على اختلاف مشاربهم (من إسلاميين إلى علمانيين) لم يكونوا من الأصل – للأسف – صادقين فى ثوريتهم رغم علو صوتهم وتبنى فضائيات الـ C.I.A الناطقة بالعربية (تحديداً الجزيرة والعربية) لهم ، ولذلك تجدهم يطبطبون بحنية اليوم على سفارة إسرائيل ، والاتفاقات معها ويبررون عملية القمع غير القانونية التى قام بها أفراد من الجيش والشرطة ، رغم أن التظاهرات كانت سلمية .

* إن تبرير القمع ؛ وممارسته ، لهو سقوط أخلاقى وسياسى مدوى لهذا النوع من الثورات الأمريكية ، الثورات التى لا تصل إلى نهاياتها المنطقية ، نهاية تغيير الموازين كاملة لصالح العدل والحرية واستقلالية القرار الوطنى وقطع العلاقات مع الأعداء القتلة المتآمرين على الثورة ، وليس ثورات تنتهى بحكم العسكر كما هو حالنا الآن ، وتتسول من آل حمد وآل سعود وآل صهيون والبنك الدولى ، وهو ما يجرى للأسف اليوم لثورتنا المسروقة ، لكل هذا دعونا نعلى الصوت بالقول أنكم يا شباب المظاهرات أمام سفارة العدو ، أنتم وحدكم الثوار وما عداكم باطل ، ولذلك نطالب بالإفراج الفورى عن الـ 168 مناضلاً ثورياً شريفاً منكم ، وأن يحاكم من سجنكم من أجل عيون سفير العدو الصهيونى والأمريكى ، فلقد ارتكب عاراً ، لطخ به وجه الثورة ، أفرجوا عن الثوار الحقيقيين ، وليكف أنصاف الثوار عن الكلام فلقد كشفتهم سفارة العدو التى يخشون عليها أكثر من خشيتهم على أولادهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله .

 

E – mail : yafafr@hotmail.com

  

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا