<%@ Language=JavaScript %> د. رفعت سيد أحمد الـعـار .. لماذا يحب البعض سفارة العدو أكثر من حبه لله ؟!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الـعـار ..

 

لماذا يحب البعض سفارة العدو أكثر من حبه لله ؟!

 

 

 د. رفعت سيد أحمد

 

يسأل الناس فى بلادى أنفسهم لماذا انتفض العسكر والحكومة الانتقالية وبعض الثوار(المزيفين) للدفاع عن سفارة العدو وتأثيم من اقتحمها رغم شرعية الاقتحام (كنتيجة) لسبب قانونى سليم اسمه الاقتصاص لدم الشهداء من الضباط والجنود ؟ وتساءل الناس الشرفاء لماذا تخصص صحيفة رصينة مثل (الأهرام) – ناهيك عن صحافة أخرى أقل رصانة وأرخص قيمة - صفحاتها الأولى والداخلية من أجل فبركة أخبار وقصص وهمية و"أفلام هندى" عن رجال يدفعون أموالاً من أجل مهاجمة سفارة العدو الصهيونى ، وكأن كراهية الشعب المصرى لإسرائيل وغيرته على دماء الشهداء الذين سقطوا على الحدود ، يحتاج إلى من يدفع لكى ينتفض الشعب أو يأخذ ثأره بيده بعد أن عجزت حكومة (شرف) ومن يديرها عن ذلك ؟ .

بماذا نسمى كل هذا السيرك الإعلامى والسياسى الذى يتذكر (إسرائيل) ولا يتذكر دماء الشهداء ؟ ويدافع عن سفارتها وكأنه يدافع عن الأقصى الشريف ؟ ويحب سفيرها أكثر من محبتهم لله سبحانه وتعالى ؟ أليس هذا هو (العار بعينه) ،بل ويتجرأ وبكل وقاحة فينسب بلا خجل للبلطجية ولفلول الحزب الوطنى  هذا العمل النبيل (اقتحام سفارة العدو)  انه عار سياسى ، وإعلامى ، بل وأخلاقى بإمتياز ..

فأولاً : ليس صحيحاً ، حتى لو ادعت الأجهزة المسئولة غير ذلك ، أن شباب مصر حين أنزل العلم الصهيونى ، واقتحم سفارة العدو ، كان مدفوعاً بأوامر وإغراءات خارجية ، لقد كان مدفوعاً بشىء بسيط للغاية ، للأسف ، ينقص السادة الذين اتهموهم، اسمه (الكرامة الوطنية) ، ربما لا يفهمها أولئك الذين كالوا الاتهامات للشباب المتظاهر ، وربما لا يحبون سمعها وربما يكرهون من يقل بها بحكم أنها تنقصهم ، لكن لا أحسب أن ثمة عاقلاً ، يغفل أنها موجودة لدى هؤلاء الشباب ، بل ولدى أبناء ثورة 25 يناير المجيدة كلهم ، لقد كانت محركهم الأول ، وعندما أغفلت حكومة شرف ، ومن يحركها ، هذه (القيمة) بعد مقتل الضباط والجنود الستة، انتفض الشباب ، ليستردوها ثانية ، فهل هذا عيب ؟ وهل إذا أخطأ الشباب الوسيلة ، وهى اقتحام السفارة – وهم قانوناً وسياسة وديناً وثورة لم يخطئوا - يؤدى ذلك إلى أن نسقط عنهم نبل الهدف ، ونحولهم إلى مجرد مرتزقة يأخذون الأموال لضرب سفارة العدو ، الذى هو الأغنى والأكثر شراء للذمم والضمائر ، وخاصة ضمائر بعض الإعلاميين والسياسيـين فى بلادنا ؟ أى عار هذا يريدون لنا أن نصدقه؟ .

ثانياً : لقد كنا جميعاً – ساسة وإعلاميين – ونحن نقاوم التطبيع فى زمن حسنى مبارك ، ندرك أنه يقوم بحماية العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو بما فيها سفارته وقنصليته ، بأشفار عيونه ، لأن ذلك جزء من وظيفته كعميل رسمى لهذا العدو وللولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الآن ، ما هو عذر الحكومة الراهنة التى تدعى أنها حكومة ثورة (!!) وهل يليق بالثوار أن يتهموا رفاقهم الثوار بتهمة البلطجة وتلقى الأموال لكى يهاجموا سفارة العدو الذى قتل أبناءنا وأهان كرامتنا ؟ هل يليق بإعلامى أو صحفى محترم سواء فى (الأهرام) أو فى غيرها أن يتهم من دافع عن كرامته هو وكرامة كل صاحب فكر حر وضمير ، بأن هؤلاء الثوار حركتهم فقط (الأموال) ولم تحركهم الإرادة الوطنية والرغبة فى القصاص ؟ وإذا كانت النخوة والكرامة لدى البعض قد وصلت إلى أقل مستوياتهم ، ولديهم شعور هائل بالنقص والدونية ، وخوفهم من إسرائيل وأمريكا أشد من خوفهم من الله ، إذا كانوا هم كذلك فما ذنب من لديه كرامة ووطنية ، وشرف ، وعزة ؟ ما ذنب من (فهم ثورة يناير) على أنها ثورة للحرية والعدالة والكرامة ؟ وليس ثورة فقط من أجل الخبز والدستور وبرامج التوك شو ؟! .

إننا نؤكد مجدداً أن (العار) سيظل يلاحق من أساء للمتظاهرين أمام سفارة العدو الصهيونى ، سواء بإلقاء القبض عليهم أو التحقيق معهم أو حبسهم أو كتب عنهم أكاذيب لا تليق بصحافة محترمة ، وسيكتب التاريخ ، يوماً ما ، لعله قريب ، أن من تظاهر واقتحم سفارة الكيان الصهيونى مضطراً بعد موت الشرف لدى حكومة شرف ، هم الأنبل والأشرف ، والأنقى بين ثوار مصر ، وكتابها وساستها ، فتحية لهم ، والعار لشانيهم ! .

 

Email:yafafr@hotmail.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا