<%@ Language=JavaScript %> بسام الهلسه  تذكار من اليمن
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

تذكار من اليمن

 

 

بسام الهلسه 

 

كتبت هذه المقالة قبل سنوات، احياء لذكرى ثورة 14 / اكتوبر 1963 الوطنية التحررية في الجنوب العربي ضد الاحتلال البريطاني، وتحية لها ولعموم شعبنا في اليمن، الذي يناضل اليوم بعزيمة عالية لتحقيق الوعود التي سبق لثورتي سبتمبر / 1962 واكتوبر / 1963 وان قدمتاها للشعب اليمني الشقيق.

بسام الهلسه

 

 إذا كان يمانيو العصر الوسيط ــ نسل "يعرب بن قحطان", جد العرب العاربة, حسبما يروي النَّسَّابةُ والاخباريون العرب ــــ قد قاموا باول "تحرير وطني" في الجزيرة العربية، عندما دحروا الاحتلال الحبشي واستردوا الاستقلال في القرن السادس للميلاد، فان احفادهم المعاصرين قد حققوا اول انتصار عربي غداة هزيمة حزيران ـــ يونيوـــ 1967، بانجازهم استقلال الشطر الجنوبي من اليمن وطرد الاحتلال البريطاني في الثلاثين من تشرين الثاني ـــ نوفمبرـــ1967م.

         وإذا كان النصر اليماني الاول بقيادة "سيف بن ذي يزن" قد احدث أثره في القبائل العربية، فتجاوبت معه بارسال وفودها المهنئة، في علامة تشير إلى بواكير وعي قومي، حسبما رأى مثقف ومفكر لامع في أواخر القرن التاسع عشر: "فريدريك انجلز" في احدى رسائله، فان النصر اليماني الثاني قد انهى ثاني اطول احتلال لارض عربية (بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر)، وأزال اكبر قاعدة عسكرية بريطانية في الشرق الأوسط، بعد خسارتها لقاعدتها الرئيسة في قناة السويس اثر فشل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.

*    *    *

         جاء النصر ثمرة لحرب التحرير الشعبية الوطنية التي خاضها اليمانيون بقيادة "الجبهة القومية"، الأداة العسكرية التي انشأها فرع "حركة القوميين العرب" في اليمن، بعدما اطلقت ثورة 26 سبتمبر-ايلول-1962م في الشطر الشمالي ضد حكم اسرة "حميد الدين" الذي امتد قرابة الف سنة، قوى الشعب اليمني الحبيسة، ووفرت "القاعدة الارتكازية" لاحرار اليمن، فباشروا الكفاح المسلح انطلاقاً من جبال "ردفان" في منطقة "لحج" في الرابع عشر من تشرين اول ـــ اكتوبرـــ عام 1963م، لينهوا في غضون اربع سنوات فقط، الاحتلال الذي جثم على ارضهم طوال 128 عاماً.

*    *    *

         ففي العام (1839م) احتلت بريطانيا عــدن، لتأمين سلامة خطوطها البحرية من وإلى الهند، فجعلتها مركزاً للتموين البحري، ازدادت أهميته بعد اكتشاف النفط في الخليج، وازدادت اكثر بعدما فقدت بريطانيا قناة السويس، فجعلتها قاعدة عسكرية كبرى.

ولتوطيد وإدامة سيطرتها, عززت الانقسام الداخلي بين امراء وسلاطين وشيوخ مناطق وقبائل الجنوب الذين تجاوز عدد كياناتهم العشرين إمارة وسلطنة ومشيخة.

وأمام المد الوطني والقومي التحرري الوحدوي الذي تأجج في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حاولت بريطانيا قطع الطريق بإقامة اتحاد شكلي اسمته "اتحاد الجنوب العربي"، وهو ما جوبه برفض احرار اليمن الذين كانوا يتوقون لتحرر ووحدة حقيقيين, وهما الهدفان اللذان انجزتهما الثورة في نوفمبرـــ تشرين الثاني ـــ1967، لتشرع من بعد في تحقيق الهدف الاصعب المتمثل في بناء دولة عصرية حديثة عادلة على انقاض الإحتلال والسلطنات والمشيخات العديدة المتخلفة.

         وما زال هذا الهدف العزيز هو ما يسعى رجال ونساء اليمن، حملةُ رايات ومبادئ ثورتي سبتمبر واكتوبر وعموم ابنائها الخيِّرين لتوطيده، خصوصاً بعدما انهوا عهد "التشطير" بتوحيد شطري اليمن عام 1990م.

         واذ نهنئ اهلنا اليمنيين على ما حققوه من انجازات كبيرة بكل المعاني، في حياة جيل واحد فقط (التحرر والوحدة)، ونستذكر الدور المهم والمتميز الذي نهض به اليمانيون في التاريخ العربي والإسلامي،
فإننا نشاركهم الشوق إلى اليوم الذي تحقق فيه اليمن ما يؤهلها لاسترداد اللقب الذي استحقته قديماً بجدارة منجزات حضارات اسلافها("مَعِيْن" و"سَبَأ" و"حِمْيَر"):

"بلاد العرب السعيدة".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كُتبت هذه المقالة تكريماً لذكرى ثورة 14 اُكتوبرـــ تشرين الأول ـــ الوطنية التحررية في الجنوب العربي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــalhalaseh@gmail.com                                

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا