%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
صناعياً يأتيني من الراديو مثلاً، لئلا تتعطل الأذن وتنسى وظيفتها. كما كان يثقلني ويحاصرني اللون الكابي الكئيب (الممزوج بالرطوبة والعفن والظلمة الدائمة) للزنزانة وكل الزنازين التي مررت بها وهي كثيرة، وهذا اللون أعد خصيصاً من قبل خبراء التخريب لتدمير روح وبصر وجسد السجين مع الوقت. وقد اعتقلت بتهمة النشاط الشيوعي وأطلق سراحي لعدم ثبوت التهمة رغم إنها صحيحة وكنت انسق مع عدد كبير من المنظمات الماركسية واليسارية الشرق أوسطية.من السجن الى الكمين القاتل على طريق كويسنجق
أحمد الناصري
أوراق من التجربة والذاكرة
بعد حوالي سنة من الاعتقال في بلد شرق أوسطي، حيث وضعت في زنزانة انفرادية كان شباكها الوحيد من الأعلى في السطح، مما غير عاداتي اليومية وجعلني أتمدد على ظهري لكي أرى النور، والإنسان يكره العتمة والظلام بطبعه ويتجه نحو النور تلقائياً. بعدها نقلوني الى الزنزانة الانفرادية رقم 425، وحملت الرقم نفسه بدلاً من الاسم الحقيقي أو الوهمي، في سجن شهير ورهيب، كان يحتوي على ثلاث آلاف زنزانة انفرادية مليئة بالمعتقلين على مدار السنة، الى جانب العنابر الجماعية الكبيرة. كنت في عزلة تامة ومطبقة، وعلاقتي بالعالم والمحيط الخارجي تتم من خلال كوة الزنزانة الصغيرة التي يرمى منها طعام السجين الشحيح، بعد أن يعصب عينيه بالغمامة ويستدير نحو الحائط، كأجراء وقائي، لمنع السجين من التعرف على سجانيه وجلاديه، أو أسمع صوت جاري السجين أو (جارتي السجينة) في الزنزانة الملاصقة لزنزانتي، وهو يغسل يديه أو وجهه من خلال فتحة صنبور الماء (الحنفية) وشبكة الأنابيب المتصلة، أو أسمع صوت السعال الشديد، والأنين المكتوم للمعذبين والمرضى، أو صفير الحراس وهم يتبادلون الإشارات من غير كلام. في عزلتي التامة والموحشة تلك كنت احن وأشتاق لأي صوت، بشري أو طبيعي، أو حتى لو كان صوتاً
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|