<%@ Language=JavaScript %> أحمد الناصري الشهيد البطل الشعبي مؤيد عبد الكريم (حجي حامد)
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الشهيد البطل الشعبي مؤيد عبد الكريم (حجي حامد)

 

 

 أحمد الناصري

 

 

جواب الى الصديق العزيز عبد الرضا حمد

 

الشهيد مؤيد عبد الكريم (حجي حامد) من أهالي بغداد منطقة الطوبجي، كان مقاتلاً في صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وشارك في الثورة الفلسطينية، وحصل على دورات عسكرية في الخارج، وحاز على رتب ومواقع عسكرية في الجبهة، وقد أحبه أصدقائه ورفاقه في بيروت وتعلم لهجات وعادات وأكلات الفلسطينيين واللبنانيين، وكان صديقاً ومقرباً من الحزب الشيوعي العراقي.

بعد العدوان والاجتياح الصهيوني لبيروت في حزيران 82 وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان توجه عدد كبير من الرفاق الى دمشق ثم عبروا الى كردستان. وقد وصلت مفرزة كبيرة الى بشتآشان في شهر 11 عام 82 ووزعوا على الفصائل والقواعد، وتجمع القسم الأكبر منهم في فصيل أسميناه تندراً فصيل (تحت البطانية) لأن الفصيل جديد وصادف أن شتاء عام 82 كان قاسياً وتساقط فيه ثلج كثيف يصل الى ارتفاع مترين أحياناً والموقع جديد ولا يوجد فيه حطب للتدفئة وللطبخ (الذي يحَضر ويجمع من وقت مبكر وقبل سقوط الثلوج) ولا توجد غابة قريبة لقطع الحطب مما يجعل الرفاق يتغطون بالبطانيات ويحكون ويتناقشون ويضحكون، وكان الصديق حجي عباس سميسم يقص علينا حكاية واحدة لكل ليلة بلازمة نجفية شهيرة (أكو فد واحد...) ثم يكمل الحكاية. وقد أبعدت الى فصيل (تحت البطانية) بعد مطالبتي بالتحقيق في جريمة تسليمي الى الأمن العام في بغداد تموز 79، وقد تعرفت على المجموعة الجديدة وعشت معهم أوقاتً رائعة وحكوا لنا قصة الاحتياج الصهيوني لبيروت بالتفصيل، وفي المقر ساعدتهم على تخفيف الظروف المعيشية الصعبة، وتعرفت على الرفاق حجي حامد وجابر وعباس سميسم والشهيد أبو عباس إداري الفصيل والشهيد أبو وطفاء وعدد كبير من الرفاق.

 ما إن بدأ الربيع وفي يوم 1 أيار الدامي اجتاحت قطعان جلال الطالباني وناوشيروان مصطفي بشتآشان ونفذت مجزرتها الرهيبة بحق رفاقنا الأبطال، بالتعاون والتنسيق المباشر مع النظام الفاشي، وكان حجي حامد يقاوم في أحد المواقع، ثم بدأت المواقع بالتساقط بيد المهاجمين، وتوجه حجي حامد مع الشهيد أبو سحر والرفيق والصديق خالد أبو عبلة الى مقر المكتب العسكري لكي يتعرفوا على الموقف والوضع والتطورات ويستلموا الأوامر والتوجيهات الجديدة، وكان الظلام بدأ يحل ولا يمكن لهم تميز الأشخاص من بعيد، بسبب الظلام والصخور والأشجار والبنايات، وقد نادى عليهم من هم بالمقر بأنه من رفاق الحزب وبأن يتقدموا وما أن اقتربوا حتى فتحوا عليهم النار وكانت عناصر جلال قد وصلت الى المقر واحتلته وأستشهد على الفور الرفيقين (حجي حامد وأبو سحر) وأسر فيما بعد الرفيق خالد، وكان يمكن أن يجري أسر الجميع لأنهم داخل الكمين والطوق المحكم، لكنها الأوامر الصريحة من قبل جلال وناوشيروان والهستريا الوحشية، الفاشية والقومية، بتصفية الرفاق الأبطال، الى جانب الفوضى وانعدام الاتصالات بين مواقعنا وانسحاب المكتب العسكري قبل يوم من انتهاء المعركة الى منطقة (آمنة)!!

كان الشهيد حجي حامد قائداً عسكرياً ونموذجاً شعبياً نادراً للعمل بين الناس فهو شجاع ومحبوب ومقنع في حضوره. وهو من الطراز العملي، وكان يستوعب كل المواقف السياسية ويميز بين المواقف السليمة والخاطئة بذكاء نادر وهو النموذج الذي تحتاجه الحركات الجماهيرية الشعبية، وكان ودوداً وبسيطاً، يحب النكتة والمرح مع رفاقه وأصدقاءه، لكننا فقدناه بسهولة وبعدوانية وغدر، في ذلك الربيع الدامي في بشتآشان عام 83!!

لا أدري إن كان الصديق خالد قد سجل شهادته وفاءً لصديقه حجي حامد وللشهيد الغالي ( أبو سحر)، حيث عاش مع مؤيد في بيروت وكردستان وتعرض معه الى الكمين القاتل والغادر من قبل عناصر جلال؟؟

هذه ورقة من أوراق كثيرة دونتها في الجبل وأسميتها (على حافة الشعر) وهي رثاء للشهيد البطل مؤيد عبد الكريم (حجي حامد)

 

1-

 

زرقة العينين كالبحر

كالشذر المصفى في العيون

والرأس المشبع بالبديهة

كنت تحب رائحة الديناميت والتبغ المعتق والكحول

تحب قميصك الأول وأغنية المتاريس

وبيروت الصديقة والمخيم

روحك لا تألف الجبن لا تعرف الصفقات والتدوير

واضحاً كالمصير الأخير

دخلت في زمن لا يمنح بطاقة العودة

وأنت لا تنظر الى الخلف

لا تطلب أمانا من الأيام

في بيروت أقمت مأتماً للماء

واستذكرت بشتآشان والبصرة

وسرت إليها بهياً حاملاً شمعة

والشمعة الآن تبحث عن جسد لا يحويه قبر!!

 

2-

 

أكتب عن حامد الحاضر

حامد المنسي

حامد المتراس

حامد الميت والمتروك في الغفلة

(ماذا سيقول الإنشائيون عنك أأسطر من النسيان؟؟)

من حامد المقتول في الظل

الى حامد المتروك في الظل

نسياك!! نسيناكم!!

من كان يدري بأن الأرض تنسى من يصاحبها

ويمد جراحه جناحاً كي يغطيها؟؟

من كان يدري بأن الوقت يمسح ذاكرة الإنسان؟؟

يا حامد الخالد

يا حامد الباقي

يا حامد الحي الجميل!!

ها أنت تقيم في وحدتك

تقيم في غيمة

تقيم في العتمة

 تقيم في الضوء

ها أنت تدور في أنهار الوطن

وتقف مئذنة في بشتآشان

 

 

3-

 

لذاك الطفل أسميناه حامد

أزرق العينين جاء

أسلمناه في بيروت للبحر، شرب الملح، مسحناه باليود والزيت المقدس كي يقاوم دوار البحر

وسبحنا له بالمحبة والسلامة!!

البحر حماه من البوارج والقنابل والطائرات

والريح كللت رأسه بالموج

وطاردت الشظايا

سلم الطفل مؤيد

جاءنا كي يكمل الرحلة أو يحمل موعداً للموت

محاطاً بالشواجير

يحمل ورداً وأغاني ونكتة لاذعة

يرسم الآن نشيداً من جديد

ويشتهي وردة العطر القديمة

يلقي أقواله على أرصفة الدنيا

يلقي أسئلة كبرى ولا يطلب جوابا

يودع وصيته للريح وللقمر وللصخور

يضحك مما كان ومما صار

يعرف أنه ميت

لا يهرب من رحلته

لا يترك دقائقه الأخيرة

لا يترك موقعه الأخير ولا يلقي سلاحه!!

يزداد صوت الأسئلة قبل موته بعد موته

أنني أنتظر اليوم ذاك الطفل المقاتل

سيأتيني بسيطاً واضحاً كالحلم كالصيف العراقي

شاخصاً كالمصير

متأهباً كضابط متفجرات

بسيطاً كالكلام العراقي

طيباً مثل قلب بغداد

 

4-

 

أنت في بيروت حاصرت الحصار

وقاطعت المكاتب

حرساً في الناعمة

مقاتلاً في الدامور

لم تنس مقهى أو رصيف

لم تنس بيتاً في المخيم

لم تنس طفلاً أو صديق

 

5-

 

نم معنا في قبرنا البارد

أو لا تترك قبرك الخندق

لا تبقى بين بين

فقد متنا جميعاً يوم مت!!

 

صديقك أحمد الناصري (أمين)

 

                                                    

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا