<%@ Language=JavaScript %> أحمد الناصري بطاقة الى داخل فرهود الإنسان والشهيد والصديق
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

بطاقة الى

 

 داخل فرهود

 

 الإنسان والشهيد والصديق

 

 

 أحمد الناصري

 

الشهيد إنسان استثنائي مكلل بالغار قبل الاستشهاد وبعده، ما دام يواجه ويسير نحو هذا المصير، وما دام قد واجه مصيره وأستشهد، فله مكانه ومقامه العالي، وله الذاكرة والذكرى. والشهيد مكلل بالمجد والخلود، بينما يذهب الجلاد الى النسيان مكلل بالآثام والخزي والعار والهزيمة المؤكدة، مهما طال الزمن أو قصر.

 بعد هذه العقود الطويلة من الدم والخيبات والأمل، من يتذكر الشهيد البطل داخل فرهود الإنسان الرائع والدافئ، والشاب الواعد والحقيقي في طلوعه وفي عمره القصير والخاطف، وغيابه المأساوي المفجع، مثل (الآلاف من شبابنا) الذين راحوا في محارق الفاشية العبثية وعنجهيتها الفارغة؟؟ ومن يمنحه لحظة كي يسجل شهادته ويعاتب من نساه وتناساه؟؟ كي نعرف في أي نهار أو ليل فاشي بهيم قد قتلوا داخل ورفاقه؟؟ وكيف قتلوا؟؟ ولا نسأل لماذا قتلوا؟؟ فنحن نعرف طبيعة وديدن وعادات القتلة. وداخل فرهود واحد من الصادقين الصلبين، الذين حققوا معجزة الاستشهاد، وفدى شعبه وناسه ورفاقه وقضيته وقناعاته بأغلى ما يمكن أن يملك الإنسان، دمه ووجوده الطبيعي.

 داخل فرهود الطالب المتفوق والهادئ والبسيط، القادم من ريف الناصرية القريب من المدينة، والشخصية الطلابية الطالعة بكاريزما واضحة في العمل الطلابي اليساري والديمقراطي، الواسع والمؤثر في مدينة الناصرية.

كانوا مجاميع رائعة وكبيرة من الطلبة والشباب، يسيرون في دروب جميلة، لكنها وعرة ومجهولة، يتطلعون نحو مستقبل أفضل للطلاب وللوطن وللمجتمع، محملين بأحلام صغيرة وواسعة، أحلام وردية بلا حدود، رغم أدواتهم البسيطة بل الابتدائية والمحدودة، لكنه الطموح والحلم والأمنيات المشروعة والمفتوحة، ومحاولات تغيير الواقع المتخلف والصلب ودفعه الى أمام، في مجتمعات تقليدية ومعقدة، تحتاج الى تفكيك وتغيير تدريجي دائم ومستمر.

لم اعمل مباشرة مع الشهيد داخل فرهود، لأنه انتقل الى بغداد ليدرس في كلية الزراعة، لكنني عملت مع الشهيد صبار نعيم (زميل ورفيق داخل في العمل الطلابي وفي المصير المروع الذي تعرضا له) قبيل انتقاله الى بغداد للدراسة الجامعية أيضاً، كذلك عملت مع الزملاء والرفاق، الراحل حميد مهلهل وهيثم حميد ونعيم هندي شلخ وعباس حسن والراحل علي سعيد (علوان الدسم) وناظم زغير، وعدد كبير من الأصدقاء، وأعتقد أنهم جميعاً عملوا مع الشهيدين داخل فرهود وصبار نعيم، بل إن بعضهم أستلم العمل في سكرتارية مدينة الناصرية لاتحاد الطلبة العام، بعد انتقال الشهيد صبار للدراسة في بغداد.

كانت الحركة الطلابية الديمقراطية والسياسية في مدينة الناصرية مطلع السبعينات واسعة ونشيطة، كحركة مهنية وثقافية واجتماعية، خاصة من ناحية العدد والحضور والإمكانيات، وليس من ناحية الخيار والتوجه السياسي والأفق السياسي الوهمي، الذي كان مغلقاً ومزيفاً، وأدى الى خسائر ومتاهات مرعبة لازلنا ندفع ثمنها الباهظ الى الآن.

وقد تعرضت الحركة الطلابية وكوادرها التي واصلت النشاط والعمل الطلابي والسياسي بعد انقلاب البعث عام 68، الى حملة اعتقالات دموية شرسة، وملاحقات وممارسات قمعية قاسية بين أعوام 69 و71 على أيدي جلاوزة الأمن العام الفاشي، الذي كان يقوده ويشرف عليه المجرم القذر ناظم كزار، بإشراف مباشر من قبل الفاشي الصاعد آنئذ، الدكتاتور القادم صدام حسين. وكان صدى المجازر الدموية الرهيبة الدائرة في أقبية قصر النهاية الرهيب، يتردد في مدن وشوارع الوطن، بهمس مسموع، ويشير الى مستقبل قاتم، حيث تعرضت جميع الأطراف الوطنية والقومية والدينية وعناصر الحركة القومية الكردية ورموز وعناصر النظام السابق، الى مجازر دموية رهيبة. وقد لحقت خسائر دامية بجناح القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، بينما كانت الاغتيالات والدهس بالسيارات والخطف من نصيب العناصر الثورية في جناح اللجنة المركزية للحزب، وكان من بين الضحايا، الطالب الشيوعي الثوري أمطشر حواس، الذي اعدم في بغداد، وصفي الشاعر الجميل والصلب خالد الأمين في قصر النهاية على يد المجرم القذر كزار. وكان نصيب مدينة الناصرية كبيراً كالعادة، وفق الخطط الجديدة التي جاء بها المشروع الفاشي، وكان الجلاوزة الجدد يعرفون أبعاد وتأثير نتائج الانتخابات الطلابية عام 67، والتي حاولوا عرقلتها وتخريبها قبل استيلائهم على السلطة، وهم يعرفون أيضاً، الجذور العميقة للحركة الطلابية اليسارية وإمكانياتها في المدينة، كما يعرفون جيداً عزلتهم ومقت الناس لهم.

ثم عادت وانطلقت الحملة الإرهابية الأمنية الشاملة عام 78، بعد انتهاء خديعة التحالف والجبهة الوطنية والتحالف مع الفاشية، وكانت الخسائر هذه المرة مروعة وواسعة، وشملت كل الوطن وكل نواحيه ومجالاته. وكانت حصة الحركة الطلابية في عموم الوطن وفي مدينة الناصرية كبيرة ومخيفة ولا يمكن تعويضها. وفي حمأة الملاحقات البوليسية الفاشية، وحملات الحرس القومي الفاشي والأمن العام، في بغداد وجميع المدن العراقية، راح داخل فرهود، الذي كان متخفياً، في مواجهات غير متكافئة، وبظروف عمل سري صعب وخطير الى أبعد الحدود.

إن الذي يحزن ويحز في القلب، أن هذه الجرائم والأحداث والتجارب، لم يجر تسجيلها وتوثيقها بشكل علمي دقيق، كما لم يجر كشف ومحاسبة المجرمين والمرتكبين، على جرائمهم البشعة عبر تقديمهم للقضاء الوطني المستقل، رغم كل الوثائق والمعلومات المتعلقة بتحديد وكشف مصير الضحايا، والأساليب والأدوات والدوائر التي صفوا بها، وأماكن دفنهم ومقابرهم الجماعية والسرية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت طالبت في وقت مبكر، في مقال لي بعنوان (هذا الوزير عذبني بيديه) طاهر البكاء، الذي كان رئيس المنظمة الطلابية الفاشية للسلطة قي مدينة الناصرية، والذي أصبح وزيراً للتعليم العالي في ظل الاحتلال (على تفاهة التجربة ودلالاتها)، أن يعتذر بشكل علني من عائلة الشهيد صبار نعيم، فقد مارس اعتداءً مسلحاً على بيته الواقع في محلة الصابئة بمدينة الناصرية أواسط السبعينات، كما طالبته بكشف المعلومات المتعلقة باعتقال واختفاء الشهداء (صبار نعيم وجبار نعيم وداخل فرهود وحسن مرجان وفيصل ماضي وهدية الركابي ونجية الركابي ووائل عبد الجليل وفيصل عبد الغفار العاني وعدد كبير من شهداء الحركة الطلابية في الناصرية وبغداد) عندما كان عضواً في السكرتارية العامة للمنظمة الطلابية الإرهابية في بغداد، وكانت له علاقات واسعة مع المخابرات والأمن العام ودوائر السلطة الفاشية، ضمن مبدأ (الحقيقة والمكاشفة والاعتذار والتسامح)، كما في تجارب جنوب أفريقيا والمغرب وبعض تجارب أمريكا اللاتينية، وعدم اللجوء للصلف والعجرفة والتناسي واللفلفة واللعب على الوقت، واستغلال الظروف والفوضى الحالية، واستغلال عدم فعالية القضاء الوطني المستقل وغياب مؤسسات الدولة. كما طالبت قيادة الحزب الشيوعي، بتبني القضية والاستفسار من طاهر البكاء عن مصير الشهداء، بحكم العلاقة الجديدة التي كانت قائمة ضمن القائمة العراقية، لكن جرى إهمال كل شيء، والصمت عن هذه الجرائم والكوارث، وفق مبدأ خطير وظالم، بأن ( الجرائم الجديدة تجب ما قبلها)، لكي نستمر العيش داخل الدوامة وفي متاهات الدم، ونحن نعيش في ظل وطن مستباح من الاحتلال والإرهاب والطائفية وفرق الموت (والسرسرية الجدد) ورؤساء العشائر المأجورين والمرتزقة. لكن احذروا فإن دماء الشهداء لا تسقط بالتقادم.

لم نكتشف بعد أجداث شهداء الحركة الطلابية، داخل فرهود وصبار نعيم وستار غانم راضي وعبد المنعم ثاني والمئات غيرهم، ممن عمدوا تاريخ الحركة الطلابية وتراب الوطن بالدم الطاهر الثمين، بينما نساهم وتناساهم البعض لأسباب غير مبدأية وغير مفهومة.

المجد والخلود لداخل فرهود ولكل زملاءه ورفاقه الشهداء وكل شهداء الوطن.

وردة للشهيد.

 

 

قائمة أولية بأسماء شهداء الحركة الطلابية اليسارية في مدينة الناصرية

 

صبار نعيم

داخل فرهود

جبار نعيم

فيصل ماضي

حسن مرجان

وائل عبد الجليل

صباح طارش

سحر أمين

هدية الركابي

نجية الركابي

علي إبراهيم

صباح مشرف

قيس حميد

صلاح مشرف

مناضل عبد العال

حرية إفعيل
 خالدة إفعيل
شوقية ضايف لايذ
 إكرام عواد سعدون
 عميده عذبي حالوب
(ألشهيدة أحلام)
 زهرة ذياب سرحان

علي لفته العبيدي

جبار شهد

فيصل عبد الغفار العاني

فريد ماضي

 

* لقد دعوت في مرات عديدة لتسجيل وتوثيق الشهادات عن الشهداء، والظروف التي رافقت اعتقالهم واستشهادهم، والجهات الأمنية التي اعتقلتهم، وتاريخ الاعتقال وأساليبه، وأية معلومات مهما كانت بسيطة أو ثانوية قد توصل الى خيط أو شيء ما يفيد قضية التحقيق والمتابعة. إن بعض الشهداء لم يجر ذكرهم أو تسجيل أسمائهم أو الكتابة عنهم ولو مرة واحدة رغم مرور كل هذا الوقت الطويل. إن هذه القائمة، هي قائمة أولية تخص شهداء الحركة الطلابية اليسارية في مدينة الناصرية، أدعو لإضافة جميع أسماء الشهداء الأخرى، من الذين لم أطلع على أسمائهم. كما أدعو لتسجيل جميع المعلومات ( الذكريات الشخصية والاجتماعية) عن الشهداء، في حملة وفاء صداقية وإنسانية ومبدأية.. علينا أن لا ننساهم، وهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لهم.

 

*بعض أسماء الشهداء الواردة في هذه القائمة الأولية، كانت قد عملت في اتحاد الطلبة العام، وقسم أخر استمر يعمل في الحركة الطلابية حتى بعد التخرج من الجامعة، لذلك حسبتهم على الطلبة.

 

 

Alnassery3@hotmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا