<%@ Language=JavaScript %> د. أحمد الخميسي هرش قفا برلماني

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

مقالة الكاتب د. أحمد الخميسي

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  

 

هرش قفا برلماني

 

 

 د. أحمد الخميسي

 30 نوفمبر 2010

 

يحدث أن تكون في ضيافة شخص ما ، جالسا معه في الصالون ، وبينما أنتما تتحدثان يقوم الشخص بهرش قفاه بإظفره دون أن ينصرف عن الحديث . وبالطبع لا يمكن لأحد أن يعتبر أن مصادفة هرش القفا في تلك اللحظة بالذات " حدث قومي ديمقراطي " يؤثر في حياة الملايين أو مستقبل البلاد ، لأن هرش القفا يظل مجرد هرش قفا ، كان من الممكن أن يتم في اللحظة التي وقع فيها ، أو ألا يتم ، أو أن يؤجل ، إلي آخره. والانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر الأيام الماضية كانت أقرب ما تكون إلي هرش قفا برلماني يخص الحكومة ، فالقفا قفاها ، والبرلمان برلمانها ، ولسبب ما هرشته . ولا دخل لأحد في الشئون الشخصية . وكأنما كانت الحكومة خلال الانتخابات تقول للناس : " ومادخلكم أنتم ؟  ماذا تريدون ؟ لقد أعطيناكم الديمقراطية .. فاسكتوا إذن " ! . شعوري الشخصي ، وقد أكون مخطئا ، أن الناس لم يهتموا أصلا بما جرى ، لا بمرشحي الحكومة ، ولا بمرشحي المعارضة . فلا هؤلاء ولا أولئك كانوا على علاقة بمواقع الجماهير ومصانعها وغيطانها وموظفيها وفقرائها وطلابها وعمالها . لكن الحكومة – خلافا للمعارضة – على علاقة بأجهزة الأمن والإعلام والشرطة وكل أدوات النجاح . أما عني أنا فإنني لم أنتخب أحدا ، ولا عمري كله رأيت شكل البطاقة الانتخابية ولا حتى بالمصادفة . وفي مدينة نصر حيث أسكن ، هبط المرشحون كافة ببارشوت الدعاية لأنفسهم فجأة ، أين كانوا طوال السنوات التي سبقت الانتخابات ؟ لم يرهم أحد ، ولم تسمع بهم ولا حتى قطة من القطط الضالة . لكنهم جميعا هبطوا علينا فجأة كالمطر أو الرعد ، ليؤكدا لنا بسيارات وميكروفونات أن قلوبهم كانت دائما ومازالت على الشعب ، وأن دموعهم سالت وتسيل من حنانهم على الناس ، وأنهم لا ينامون الليالي من حب الجماهير ، وعلى الناس أن يصوتوا لهم من أجل مستقبل الأولاد ( يقصدون أولادهم هم ) . وكنا في جلسة مع مجموعة ودار الحديث بخمول ولا مبالاة عن الانتخابات إلي أن قال أحدهم " فلان الفلاني مرشح الحزب الوطني يبيع كيلو اللحم بسعر رخيص جدا عند أبواب سرادقه الانتخابي " . في هذه اللحظة فقط فنجل الجميع عيونهم يستوثقون ما إن كان الكلام صحيحا ؟ ثم سأل أحدهم عن مكان السرادق ! .

لم تتحول العملية الانتخابية إلي حلبة صراع سياسي لتيارات وحشود تقف وراءها أفكار أو برامج مختلفة ، لسبب بسيط ، أن مشروع الحكومة وحزبها واضح من زمن بعيد ، وهو المشروع القومي للتناحة والبلادة ، وترك كل شيء على حاله ، مع نهب أكبر قدر ممكن . أما المعارضة التي انقسمت لفرق فكانت جميعها بدون أي برنامج ، ولم تستطع أن تتفق على مرشح واحد . أحزاب المعارضة التي كسبت عددا من المقاعد قالت " الانتخابات حلوة وكانت نزيهة " ، الذين خسروا قالوا " الانتخابات مزورة " ، أما الحكومة فلم تقل شيئا ، لأنها حكومة أعمال لا أقوال . المعارضة التي أحزنتها نتائج الانتخابات كان ينبغي أن تحزن من قبل ، لأنها لم تبلور برنامجا جديا على مدى ثلاثين عاما من وجودها، ولم تخلق مرشحا ذا شأن ، ولم يكن لها عمليا صلة بالناس ، وظلت علاقتها الأساسية بمقراتها ، وباستثارة غضب الناس دون حفزهم على التفكير ، وتأجيج الاحتجاج دون تأجيج الأفكار .

 يقولون في الفنون العسكرية إن ما يحسم نتيجة المعركة ليس القتال لكن التدريب الذي يسبق المعركة ، والحق أن المعارضة لم تقم بأية تدريبات فكرية أو سياسية استعدادا للانتخابات ، بل وشهدت السنوات الأخيرة طوفانا من الاحتجاجات المنظمة وسط كل الفئات دون أن تتمكن المعارضة من النفاذ إلي تلك البؤر المشتعلة لا ببرامج ولا بعلاقات . ويظل تركيز الناس على قضاياهم : الخبز واللحم والتعليم والعلاج والسكن وغير ذلك ، وتظل المعارضة بحاجة للرهان على تغيير موازين القوى بعلاقات قوية بالناس ، أما هرش القفا البرلماني المعروف نتيجته سلفا فإنه لم يحرك خيالا ولا إلهاما ، خاصة أن  البرلمانات عبر التاريخ كانت شكلا يتحدد بموازين القوى الفعلية القائمة في الساحة الاجتماعية . هكذا كان الأمر منذ أن نشأ البرلمان عهد الحملة الفرنسية ، وفي حينه شرح الفرنسيون للمصريين عمل البرلمان بقولهم : لابد أن يكون هناك فريقان في البرلمان، فريق موالي للحكومة يجلس جهة اليمين ، وآخر معارض يجلس جهة اليسار . فما كان من جميع الأعيان والشيوخ إلا أن هرولوا وجلسوا في الناحية اليمنى . فقال لهم الفرنسيون : لاء .. لابد من جلوس البعض يسارا ، وإلا ما قام البرلمان ولا كانت الديمقراطية ! فجلس البعض في الناحية الأخرى على مضض متذمرين من سوء حظهم الذي جعلهم ” معارضة ” و في قلوبهم ” التأييد والموالاة ” . المغزى الحقيقي للانتخابات أنها كانت خطوة يرسخ النظام بها  مواقعه تحضيرا للمشهد الرئاسي القادم . ومادام المطرب تامر حسني يكتب مقالاته في الأهرام باعتباره مفكرا وكاتبا ، فلا بأس إذن من أن نستعين برأي مفكر آخر في الانتخابات هو المطرب شعبان عبد الرحيم  ” شعبولا ” الذي قال إنه لم ينتخب لأنه ليلة الانتخابات قرر : ” إذا صحيت بدري ح أروح أنتخب ، إذا ما صحتش يبقي خلاص ” . وأضاف ” شعبولا ” : ” وراحت على نومة ” !  

 

***

أحمد الخميسي . كاتب مصري

Ahmad_alkhamisi@yahoo.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany