حكايات فلاحية:   وشهد شاهد من أهلها !

 

 

صالح حسين

 

تحت عنوان: القيادة الوافدة والانقلاب على المؤتمر الوطني التاسع لحزبنا الشيوعي العراقي، مجموعة من الرفاق المندوبين والمنتخبين للمؤتمر الوطني التاسع لحزبنا الشيوعي العراقي، بعثوا رسالة توضيحية لكافة الرفاق والأصدقاء ومن خلالهم إلى جميع العراقيين، نشرت على موقع ( البيدر –  Beider.se  ) بتاريخ 28 / 11 / 2011، هذا نصها:

" في مسعى يهدف الى أستباق نتائج المؤتمر الوطني التاسع لحزبنا الشيوعي العراقي، أقدمت القيادة الوافدة من الخارج على تقديم مذكرة الى ما يسمى بالرئاسات الثلاث، لم تعلن فيها البرنامج السياسي المفترض إقراره في المؤتمر فحسب، بل قدمت ( مفيد الجزائري ) سكرتيراً جديداُ للحزب، فترؤسه لوفود اللجنة المركزية التي ضمت أعضاء في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، والاعلان عن مرض حميد مجيد، هو بمثابة عمل استباقي مدبر لما ينبغي ان يقرره المؤتمر اعلى سلطة في الحزب . ان تقديم المذكرة الى رئاسات المحاصصة الطائفية الاثنية، تعيد إلى الذاكرة الحزبية الحية الى خطوة قيادة (عزيز محمد) في تقديم المذكرة سيئة الصيت الى البكر وصدام، والتي ناشدت فيها النظام البعثي الفاشي، ضرورة الحفاظ على " النظام التقدمي ومكتسبات الشعب" عبر التمسك بالجبهة الوطنية، وعندما تصاعد القمع فرت هذه القيادة تاركة الكوادر والقواعد الحزبية فريسة مكشوفة للاجهزة القمعية الفاشية، ولم تسلحها سوى بشعار(  دبر نفسك رفيق ).

كما تستحضر هذه المذكرة صورة " الانتقال السلس " لسكرتارية الحزب من الاستاذ ( عزيز محمد ) الى التلميذ الامين ( حميد مجيد ) بعد اجراء عمليات تصفيات تنظيمية واسعة النطاق على مستويات القيادة والكوادر والقواعد، وها نحن نشهد عملية تسليم مماثلة مقترنة بتقديم تعهد رسمي علني الى القيادات الاقطاعية الطائفية الاثنية، من أن قيادة الحزب الشيوعي العراقي الجديدة" المنتخبة سلفا " من المؤتمر التاسع، المؤجل عقده حتى انجاز ترتيبات رتوش القيادة الوافدة، يتمسك، اي البرنامج، بأستراتيجية التعاون،  بين القوى العميلة السياسية التي ساهمت في ( العملية السياسية ) بعد عام 2003 بغض النظر عن كونها في الحكومة أم خارجها والبحث في ايجاد الحلول لمشاكل البلاد التي تراكمت بعد الخلاص من الدكتاتورية. علما ان خطوة تقديم المذكرة وترؤس (مفيد الجزائري ) لوفود الحزب الى رموز المحاصصة والفساد والاجرام، قد اقترنت بدعاية مضادة استباقية ايضاُ، حيث سربت قيادة ( حميد مجيد ) وخليفته المنتظر ( مفيد الجزائري ) موقفها من المعارضة الحزبية المتوقعة في المؤتمر، كونها لا تتعدى سواء في حجمها وتأثيرها ام في مآلها، حجم ومصير كتلة تصحيح المسار المتمردة على مقررات المؤتمر الثامن !.

ان تجاهل القيادة الوافدة، الحراك الشعبي الثوري المناهض للنظام الاقطاعي الطائفي الاثني الفاسد، واستخفافها بمدى استعداد الكوادر والقواعد الحزبية للتضحية من أجل انقاذ الوطن والشعب والحزب من كارثة الاحتلال ومخاطر التقسيم وتحطيم الحزب، ينم هذا التجاهل عن تأصل العقلية اليمينية الذيلية في بنيتها وتأريخها، وهي اذ تربط مصيرها بمصير عصابات 9 نيسان متمثلة بالقوى الرجعية المتخلفة المعادية للشعب العراقي تأريخيا وراهنياُ، تكون قد اختارت الاصطفاف في خندق الاعداء والخونة واللصوص حفاظاُ على مصالح شخصية ضيقة.

ان المسؤولية الطبقية والوطنية والحزبية، والامانة لدماء الاف الشهداء ولتأريخ الحزب الشيوعي العراقي، تلزمنا في اعلان موقفنا الرافض للانقلاب على المؤتمر الوطني التاسع، وندعوا بكل حرص جميع الرفاق والاصدقاء إلى ضرورة التصدي لمؤامرة القيادة النفعية الوافدة، كما نتعهد بصفتنا اعضاء في المؤتمر بافشال مؤامرة تحويل المؤتمر الوطني التاسع لحزبنا الشيوعي العراقي الى اجتماع شكلي مدبر لحصول هذه العناصر الانتهازية على شرعية تمثيل الحزب الشيوعي العراقي والمتاجرة باسمه وتأريخة ودماء شهدائه.

اننا نعاهد شعبنا العراقي على مواصلة خوض الكفاح الوطني التحرري حتى اسقاط عصابات 9 نيسان الارهابية كما ناضلنا ضد عصابة 17 تموز الفاشية، وصولاً لتحقيق أماني وأهداف الشعب العراقي عامة والطبقات الكادحة خاصة في وطن حر وشعب سعيد.

 مجموعة من المندوبين المنتخبين للمؤتمر الوطني التاسع بغداد - 22/11/2011 ". أنتهت الرسالة.

يقول المثل الشعبي: ( الفشل في التخطيط يقود التخطيط إلى الفشل ) وبغض النظرعن ما حملته الرسالة أعلاه من كشف المستور وحجم التآمر على مبدئية ووطنية الحزب الشيوعي العراقي... يبقى بصيص أمل لدى  الوطنيين العراقيين والعرب بنهضة الشيوعيين العراقيين من جديد.

وكنتيجة لفشلها المتكرر، فقد قدمت قيادة الحزب الشيوعي العراقي الحالية يوم 23  / 10 / 2011  مذكرة " عريضة " الى السادة: رئيس الجمهورية جلال الطالباني  ورئيس الوزراء نوري المالكي  ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس وزراء حكومة اقليم كردستان برهم صالح، جاء فيها:

 "... لا يخفى على حضراتكم ما يمر به عراقنا العزيز من أوضاع عسيرة وصعوبات كبيرة، وما يواجهه أبناء الشعب من تدهور أمني جدي، ومشاكل معيشية وحياتية واقتصادية متزايدة، ومن تفاقم المعاناة جراء سوء الخدمات، وندرة فرص العمل، وبسبب استشراء الفساد واستفحاله بصورة نادرة.

 وأستشهدت ( القيادة ) بتقارير صدرت أخيرا عن منظمات الامم المتحدة ومنظمات ومراكز بحوث دولية اخرى "...ان مستوى استياء المواطنين من الأحوال الاقتصادية وصل إلى درجة تفوق ما كان عليه على مدى ثلاث سنوات، وان 53 في المئة من سكان المدن يعيشون اليوم في ظروف بائسة، مقارنةً بنسبة منهم قدرها 17 بالمئة في عام 2000. وقفزت نسبة المواطنين الذين يعلنون افتقارهم الى المال الكافي لسداد تكاليف المأوى من 21 في المئة في أواخر عام 2010 إلى 36 في المئة حاليا. وارتفعت نسبة السكان الذين يقولون إن “من الصعب” عليهم أو “من الصعب جداً” تدبير أمورهم المعيشية بالاعتماد على دخلهم الحالي، من 39 في المئة مطلع عام 2010 إلى 65 في المئة اليوم. كما انخفضت بشكل واضح نسبة المواطنين الذين يشعرون بالرضا عن مستوى حريتهم في اختيار ما يقدمون عليه في حياتهم".  

تعليق:  العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاً، هذه ( المذكرة - العريضة ) حررت ( كتبت ) بعدما رفض جميع المسؤولين العراقيين بأستثناء رئيس البرلمان ( إسامة النجيفي ) إستقبال وفد من قيادة الحزب الحالية ( شيوعيي الأحتلال )  والذي يقرأ ( العريضة ) جيداً يرى أن أسباب الرفض لأستقبال قيادة الحزب من قبل المشار إليهم أعلاه كانت صحيحة... حيث  لافي ( العريضة ) ولا في ( برنامج ) الحزب الشيوعي العراقي من جديد يذكر... والناس كل واحد فيه شاغل، والمأساة أكثر بكثير مما ذكرته ( القيادة ) والأكثر من هذا أن ( عريضة ) الجماعة، معتمدة على تقارير منظمات الأمم المتحدة التي مراكزها خارج العراق... بما يعني إن هذه القيادة ( أطرش بالزفة ) أو كما يقولون ( نايمه ورجليها بالشمس ) لاتدري ماذا يدور في داخل العراق وربما تأخذ معلوماتها عن الأوضاع الداخلية للعراق من منظمات الحزب في الخارج، منهم على سبيل المثال: جماعة ( أبو إبراهيم -  صادق الجواهري ) الذي يعيش في السويد!.

مشيجيخة: بعد أكثر من شهر رئيس الجمهورية ( جلال الطالباني ) أستقبل، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ( مفيد الجزائري ) وهذا الأخير أي ( الجزائري ) مثل ( عتوي – بزون ) بغداد يرضى بعمة أهله يعني ( يمهـّد –  يبحث ) لما بعد ( البياتي )!

مربط الفرس: أطلب من القاريء الكريم الدراسة والمقارنة بين ( مذكرة - عريضة ) قيادة الحزب أعلاه و( مربط الفرس ) الذي خصصناه هذه المرة لموضوع كتبه المناضل  ( آرا خاجادور ) في بداية نوفمبر 2011 وهو موضوع تحليلي دقيق عن العراق ومأساة شعبه، بعد الأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، تحت عنوان: المراوحة بين الإحتلال الظاهر والمبطن "...لا يستطيع الإحتلال اليوم أن يفاخر بأنه قد حقق نصراً مشرفاً على الشعب العراقي بعد مضي كل تلك السنوات المريرة، ولا يستطيع خدم الإحتلال بكل أنواعهم ودرجاتهم التفاخر بأنهم قدموا شيئاً للشعب العراقي، لاعلى صعيد الحريات الديمقراطية، ولا على صعيد الحقوق الإجتماعية وإعادة البناء...وأضاف ( خاجادور) ...فالعراق المحتل يعاني اليوم من فقدان أو تراجع خدمات الماء الصالح للشرب والكهرباء وكل أنواع الخدمات العامة الحيوية، وتسوده البطالة والرشوة وإنعدام الأمن. وإن أقوى قوة عسكرية وإقتصادية في العالم عجزت عما يُمكن أن تنفذه دولة نامية خلال نحو تسعة أعوام على صعيد إعادة بناء الطاقة الكهربائية وخدمات المياه التي دمرتها آلة الحرب العدوانية في العراق قبل وبعد إحتلاله.

إنهم جمعياً سواء كانوا ( محليون ) أم ( مستوردون ) وقوات إحتلال سرية وعلنية كانوا لصوصاً بإمتياز ومحترفي كذب وجريمة منظمة، فالعراق اليوم فقد هيبته وبناء دولته، وتضررت بشكل مفجع وحدته الوطنية، وتوغلت الأمراض المخيفة في مفاصله بجهود المحتل والطامعين وضعاف النفوس والإرادة. إن خدم الإحتلال حققوا لأسيادهم إمكانية الظهور بمظهر المتعفف عن البقاء في العراق، وليس المطرود منه واقعياً تحت ضربات أحرار الشعب العراقي ومقاومتهم الباسلة...الخ".

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا