<%@ Language=JavaScript %> أبو سارة                 حكايات فلاحية:  مشهد "العراق الديمقراطي"  في مملكة الحيوانات!

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

حكايات فلاحية:  

مشهد "العراق الديمقراطي"  في مملكة الحيوانات!

 

 أبو سارة – 1 / 1 / 2011

قال وزير الثقافة  المصري ( فاروق حسني ) عندما عينت وزيرا للثقافة وجدت " الحرام  يطاردني : الرقص حرام، التمثيل حرام، المغنى حرام، الموسيقى حرام ، السينما حرام، كل ما أنا مسؤول عنه حرام، لدرجة أنني أطلقت على نفسي في ذلك الوقت " وزير الحرام "

 لكننا لاندري، ماذا يقول لنا وزير الثقافة العراقي ( القديم ) أو ( الجديد) في "العراق الديمقراطي الجديد" ربما يقول : " الكهرباء حرام، الموسيقى حرام، النحت حرام، الرقص حرام، صوت سعدي الحلي حرام، ( رشاقة و جمال )هيفاء وهبي، حرام، الشيوعية كفرٌ وألحاد... وهم حرام، بس باللطمية...نفوز فوزاً عظيما !! 

 للأمانة... وصلتني هذه الحكاية المرفقة في البريد الأكتروني وهي مكتوبة باللهجة العامية العراقية في الغالب... قررت أن أنشرها مع بعض الأضافات والرتوش، أي أضفت عليها بعض من ( البهارات ) التي تتلائم مع ذوق وشهية المواطن العربي والعراقي خصوصاً... مع الأعتذار للكاتب الذي لم يذكر إسمه... وكما جاء فيها:

تصدكَون عراقي قدم طلب لجوء الى مملكة الحيوانات ورفضوه !... تعالوا وشوفوا:

  كَمت من الصبح ورحت دا أغسل وجهي مثل ما تسوي كل البشر لكَيت المي مكَطوع وطبعا الكهرباء همينه مكَطوعة رحت للمطبخ وسألت أم كرار : وين الريوك ؟ كَالت ماكو .. روح أترّيك (مخلمة) بأي مطعم على طريقك  في ( ساحة الأحتلال - ساحة التحرير ) ..كَلتلها يا مرة ما ده تشوفين أشو المطاعم هم صارت مستهدفة وبالذات وكت الريوك ..كَالت اللواء( قاسم عطا )هناك...وتباوع عليه، وما حجت بس آني من عشرتي الطويلة وياها عرفت شتقصد نظراتها... تكَول : عاد أنت مو أحسن من اللي ده يموتون..! عفت البيت ومشيت، وظليت أفكر بالعيشة والظروف الصعبة ...يا ربي شلون ... وين أولي وين أروح ؟ أروح أهاجر لبـّره ! وين فلوسي وبعدين شراح أسوي بجهالي !  بس آني شنو مؤهلاتي وبالأحرى كنت ( غبي ) لأني مازورت ( شهادة دراسية ) ولا ( رتبة عسكرية ) مثل بقية المسؤولين والأكثر من هذا ما كنت أتوقع أن الحكومة تعفو عن هؤلاء الحرامية... واخيراً كَلت ما أتصور أكَو دولة راح تقبلني...الخ

قابل آني أحسن من هالناس اللي صارلهم ينتظرون سنين .. ظليت أمشي وأفكر وجان تطخ ببالي فكرة. .. فكرة تازة ولا عراقي مفكر بيها من قبل ...كَلت ليش ما أروح أقدم طلب ( لجوء- هجرة) لمملكة الحيوانات، والله الحيوانات أحسن من عدنا أحنا ( البشر – العراقيين ) أكيد راح يتعاطفون ويـّاي ويقبلون طلبي!

رحت وحتى لا أطولها عليكم، كَبل جفتت على الملك ...أقصد طبعا على الأسد ..ذبيت روحي عليه وكتله يا سيادة الملك آني عراقي من بلد" الديمقراطية والتجديد " جاي عدكم دخيل وأريد أصير واحد منكم ...آني زهكَت من حياة البشر وكرهتهم ويا ريت تتعطفون علي وتقبلون طلب لجوئي لمملكتكم!؟

جان يباوع عليّ الأسد وبكل هدوء كال : قدم طلب وراح ندرسه ونشوف ...قدمت بسرعة الطلب وشرحت ظروفي وظروف بلدي( العراق )، وأنتظرت يوم يومين، وأجاني الرد ( طلبك مرفوض ..شنو مرفوض !، ليش !، مستحيل !) صرخت وعاندت وكَلت لازم أعرف السبب

- كَال الأسد الحيوانات كلها رفضت وجودك وقررت رفض الطلب .

- كَلت ما أصدك... آني مصر أن أسمع رأي الحيوانات شخصياً حتى أكَطع الأمل نهائياً...

- كَال الأسد ماشي باجر تجي وتسمع بنفسك .

- ثاني يوم جيت وبسرعة على الملك طبيت، لكيته كَاعد ومهيأ الأجتماع والحيوانات كلها كَاعدة تنتظر دورها للكلام والأقناع ...فرحت بهاي البداية لأن الحيوانات مهتمة بيه هوايه .. وكَال الأسد هسه راح تسمع رأي الحيوانات وحضر نفسك للأجابات:

1- أجى أول الحيوانات " الحمار " وكَف كدامي ما أدري ليش أختاروا " الحمار "بالبداية يمكن لأن هو أكثر الحيوانات اللي مهضوم من عدنا أحنا العراقيين ...باوع الحمار علي وكَال لو تدري شكَد أحنا الحمير حاقدين عليكم أنتو العراقيين  لسبب هو (هسة يالة وافكَوا على تشكيل حزبنا في شمال (العراق – السليمانية) وكال: ما تكلي شنو ناقصكم حتى تظلون معتمدين علينا ...ناقصكم قيادات، نفط لو فلوس ؟.

- بالله عليكم، مو عيب عليكم تسمون أنفسكم بدولة نفطية ولحد هسه معتمدين علينا نحن الحمير ؟ كل الحمير بالبلدان تحررت من العبودية وأنتو زودتو علينا حمل العبودية، حتى في مقاومة الأحتلال الأمريكي، أتهمتونا بالأرهاب، مو كافي نجر عربانات النفط والغاز بشوارعكم وعربانات الخضرة بأسواقكم ومن خيبتكم أنوب كمنا نجر عربانات جرحاكم وقتلاكم ...ما تكولي الى متى نبقى بهالعبودية ؟

- تردون الصدك، خجلت من نفسي وما كدرت أحجي كلمة ..بس تمتمت وكلت حقك عيوني حقك .. وسكتت وكلت بيني وبين نفسي هذا الحمار هيج سوى بيه لعد الله يساعدني عالبقية.

2- راح الحمار وأجا ( الثور)  وكَف وكَال أني بس أسألك سؤال ..كتله تفضل حضرة الثور ..كال أنتو مو عدكم ( مثل ) يكَول ( أخذ الشور من راس الثور ) كتله أي عدنا .. كال لعد شبيكم ما تشوروني ..شفتو شوركم وين وصلكم من هملتوني ... بس  عدكم ثيران في ( المنطقة الخضراء)  ..من هولندا وبريطانيا وامريكا... حيل بيكم ..رديت وكلت أي والله حيل بثيرانا.

3-  وراها أجا الحصان وكَف ومثل الشاعر(!) من يلقي قصيدة كَال :  أني اللي كنت رمز القوة والفروسية وأنتو العراقيين سويتوني رمز للمنتوجات النفطية!. .. أني اللي كان يقودني النشامى، هسه يقودوني عربنجية.

-  رديت أي والله صدك.

 4 - وراها جتي مجموعة بلابل وعصافير وكَالت: بالله عليك، متى كانت أخر مرة سمعت بيها تغريدنا ؟:

كَلت والله ما أتذكر آني من زمان أنام وأصحى على:

 صوت المتفجرات وطلقات نارية، جاوبتني البلابل وكَالت: وجاي ترمي علينا هاي البلية!، أحنا ما صدكنا يرجع صوتنا بعد هذي البلية ، بالله عليك أبتعد وخلينا نغرد ونغني أحنا ما نحب النوح واللطمية.

- كَلت بحزن والله آني هم ما أحبها بس هي مفروضة عليه!

5-وراها جتني سمجة مبين حيل مقهورة من عدنا وكَالت بعصبية، آني ما كاتلني غير مثلكم اللي يكول (السمج الكبير ياكل السمج الصغير ) عاد أنتو شلونكم فدوة أبد ما عدكم شهية ...وراحت تسبح وكَلت بقلبي لا هواية حصلت على الموافقة إذا حتى السمجة اللي ما عدها كَلب شايلة بكلبها عليّ !

6-وراها جتي جم غزالة ومها عيونهن عيون (صفية ) عيني شلون رشاقة وشلون عنجهية.

-                 كَلت ويا نفسي هذني (رفيقات ) رقيقات وأكيد راح يتعاطفن وياي ... باوعت غزالة عليه بدلع، يمكن ( برلمانية ) وكَالت: بصراحة أحنا راس مالنا جمالنا...بس بالوزارة أصبحنا أفندية!

-                  رديت والنعم .

 وكَالت ، رجاءً أحنا ما نريد ثقافتكم .. جاوبتها ليش عيوني، أنت ليش زعلانة. ..شبيها ثقافتنا مو أحنا اللي غنينالج ( غزال وما يصيدونه ) مو أحنا اللي كتبنا لعيونج ( القصايد ) نسيتي قصيدة عيون المها، ونسيتي قصائد ( عريان السيد خلف -  سلمولي على ماخان كلوله خانك،        حتى الشمس تندار ونتا بمكانك!)

- شتردون بعد .. جان ترد أحنا نقصد ثقافتكم الجديدة مو القديمة أحنا ما نريد أحد يلفنا بقطعة قماش ويغطينا مثل ما تسوون أنتو بأناثكم ..جاوبتها، أناثنا هن وينهن أناثنا أشو كَاضياتها سواد بسواد ولطم ونواح ..هم الله يساعدهن  .

7-وراها أجا الجلب وكَف كَدامي ووجهه جان كلـّش تعبان، وكَال بصراحة: آني خايف على الأجيال مالتنا .. كَلت أجيال ..أشو كَام يحجي فصيح ومن موقع الثقة والمسؤولية... تردون الصدك، أنا كلت هذا من الوزارة الناطقة ).. الله يستر .. كَلت واضح أغاتي ...كَال أي أحنا الجلاب معروفين بالوفاء وما عدنا غدر وخيانة، وكال: البعض من العراقيين يعني بلا زعل يخونون ( أمهم وأبوهم ) وآني خايف على مستقبل وأخلاق ( الجراوة ) مالتنا تروح تنحط وتصير مثل أخلاق هذا البعض .

-      تردون الصدق..  أستحيت من نفسي كلت أيباه،  حتى الجلاب كامت تستنكف من عدنا .. شكَد عيب

8-  وراها أجا القرد وكَف كَدامي وخله أيده على حلكه وضحك وكَال :

 سلملي على اللي ساكن بالمنطقة الخضراء وكَام ( يقهقه - ههههههه ) وكبل ما أساله سؤال؟، كَمز وراح وما عرفت شنو قصته ..واضح من وكَفته عنده كرايب بـ(المنطقة الخضراء)  !!لو حبيبته ساكنة هناك لو عمه في الرئاسات الثلاث... وربما بأنتظار إستلام وزارته ( 43 ) ضمن التشكيلة الجديدة لسنة 2010، ما لحكت أعرف...!!

9 - وراها أجا البعير وكَف وكَال أشكَد آني صبور وشكَد عندي قدرة أتحمل، بس بصراحة ما أتصور راح أكَدر أتحمل شكولكم وأفعالكم أنتو العراقيين وراح وعافني ..ما عرفت أجاوبه .. تردون الصدك، شأجاوبه !! هو آني منو حتى أكَدر أجاوب ( لحد هسه ) حتى أجاوب البعير!

10- بعدين جتي الخرفان والصخول والنعاج... كلها كانت متعاطفة ويّاي وباوعوا عليه بحزن وكَالوا بس أحنا اللي حاسين بيكم أنتو العراقيين ..حالكم مثل حالنا بـ( الأفراح مذبوحين) و بـ( الأحزان مذبوحين) وبـ( العصا منساكين) ياهو اللي يجي يذبحنا ويذبحكم وبالتالي لوزير الناطقة ( الدباغ ) يودي جلدنا ...وكبل ما أفرح وأتعشم كَالوا بس أحنا ترى كلوبنا خلصانة وما بينا حيل نواسيكم.

11- وراها أجتني الفيالة والزرافات والدببة وغيرها من الحيوانات ..جان أصيح هوب على كيفكم خوب أنتو لا نعرفكم أحنا العراقيين ولا شايفيكم .. جان يردون ولهذا السبب أحنا مقهورين ..كل العالم بحدايقه مضيفنا وشعوبهم بينا معرفهه الا أنتو العراقيين زورائكم خرابة وحديقتكم فارغة .. لا، وجمالة مسميها ( رئة بغداد ) شلون رئة !! عبالك رئة واحد كاضيها (جكاير) لف .. كَلت: بكَلبي ماكو حل ما بقت غير طريقتنا أحنا العراقيين اللي متعودين عليها هي اللي راح تخلصني ..خليت أيد على راسي ورفعت أيدي اللخ وكَمت أهوس وها خوتي ها... وجم بيت شعر مدحت بيهن ( الطالباني والمالكي والنجفي والبياتي ) وبأعلى صوتي كتلهم : بأسمي وبأسم جميع العراقيين ولكن ( من رخصتكم حجيت بأسمكم لأن آني متأكد أنو أنتو تعيشون نفس الطركاعه اللي آني عايشها ) لكني طلبت من الأسد يجي ويصير ملك علينا أحنا العراقيين ..باوع عليّ الأسد وصفن وبعدين كَال : لك أبني روح آني ما أفيدكم بـ( الدجل ) ترى آني لا عندي أنتخابات ولا ديمقراطية ولا عندي أحزاب ولاميليشيات ولا فدرالية آني شعاري يد بيد ( الدكتاتورية ) و( المالكية) !!

12- وراها أجاني الذيب يضحك وبكل خبث كَال شلونك ( أستاذي، مولاي ، شيخنه، رفيقي – أنتم أصحاب التوافقية) هالمرة صحيت وجاوبت وكتله أني مو " أستاذك، ولا مولاك و...و... " أستاذك أهناك بـ(المنطقة الخضراء) أني رجال شهم ومسالم مالي علاقة بـ( الذيابة وأصحابك الواوية والحرامية ) ...الخ!

مربط الفرس: عراقي آخر... بظل هذه الظروف وفي " العراق الديمقراطي الجديد " أيضًا قال : تلبس دشداشه يقتلونك الأكراد. تلبس كردي يقتلونك العرب. تلبس عمامة ( سوده ) أو ( خضرا )  يقتلونك السنة. تلبس شماغ أحمر يقتلونك الشيعة. تلبس بنطلون يقتلونك الارهابين. ما تلبس كل شي يقتلك البرد ...هاي شلون طرقاعه...وأردف قائلا: صحت بفرح وكلت والله (شتاكينا- شتاقينا ) للدكتاتورية، والله هي اللي راح تخلصنا من هالبلية ..أحنا مو شكول أنتخابات، ولا شكول ديمقراطية، أحنا دوانا المالكية. 

وأخيراً: يواصل صاحب  الحكاية أعلاه  : كَلي الأسد لعد أخذ طلبك وروحوا عيدوا الأنتخابات وصوتوا هالمرة لديمقراطية الدكتاتورية، رجعت وآني ما كاتلني وقاهرني الى هسه غير القرد،  كام يضحك لو بس أعرف ليش!!!

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتب

صالح حسين - ابو سارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال