<%@ Language=JavaScript %> أبو سارة حكايت فلاحية: كلمات متقاطعـــة!

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

حكايت فلاحية:  كلمات متقاطعـــة!

 

 

 

أبو سارة –  16 / 11 / 2010

 

جاري وصديقي ( كَريكور ) الذي إمتهن التصوير الفوتوغرافي عن والده ( آكَوب ) رحمه الله، وهما من المصورين القدماء والمعروفين في محافظة الموصل، طلب مني قبل أيام أن اجلب له ما أستطعت من ( المجلاّت ) المتخصصة بـ( الكلمات المتقاطعة ) علماً إنه تجاوز الـ( 65 عاماً ) من العمر، إلا إنه لازال يحتفظ بشبابه وبحيويته وبنشاط نادراً ما نجده بين أقرانه ( عين الحاسود فيها عود ) ... ويتحدث دائماً عن أيام زمان، عن سينما ( الهلال التي تأسست عام  1936  وسينما الملك غازي ) في مدينة الموصل وهو كذلك يتذكر إسماء بعض الأفلام العربية التي شاهدها قبل خمسين عاما مثل : يحى الحب، ورصاصة في القلب، ويتحدث أيضاً عن الأفلام الأجنبية مثل: طرزان، وفلاش كَوردن، ويذكر التفاصيل الدقيقة والبطولة، حتى ولو كان ذلك فلما (غرامياً ) وكذلك عن ( المجلات والجرائد) مثل: مجلة الآداب اللبنانية ومجلة آخر ساعة المصرية، أما الجرائد فكانت ( الهدف وفتى العرب ) ويذكرمن المثقفين المعروفين مثل : أمير الخط العربي الأستاذ ( يوسف ذنون ) والمصور الفنان ( مراد الداغستاني )... وبين حين وآخر كان يذكرنا بالثقافة والمثقفين قائلا: الكتابة في( مصر ) والطباعة في ( لبنان ) والقراءة في ( العراق ) ... وللأسف ربما الحالة مشابهة اليوم بـ( صناعة الموت ) عن المتفجرات والمفخخات بأنواعها، بتمويل ( محلي ) وأشراف وتنفيذ ( أمريكي ) حيث تحاك وتصنع المؤامرات  خارج العراق و ( تنفذ –  تفجر) في داخله ...الخ.

لم اختلف مع صديقي واحترم مشاعره وآراءه وطروحاته... غير إنني لا أجد في تلك المجلاّت أو تلك ( الكلمات  المتقاطعة ) سوى ما نحن نعيشه  اليوم من واقع مرير مثلا:

 إسم علم يتكون من أربعة أحرف يبدأ بـ( حرف ) الـ( ن ) تماماً يشبة ( صدام حسين ) بالدكتاتوريته... فلم أجد غير ( نوري ) والمقصود هنا ( نوري المالكي ) وقطعا لا أن يكــــــــون ( نوري آخر ) وإذا عكسنا ( الكلمة ) وحذفنا الحرف قبل الأخير، تصبح أي ( الكلمة ) صفة من صفات الألــــم فنجدها ( يوّن ) من مرادفاتها ( يتألم وموجوع ) وبمجملها تنطبق على ( وطننا وأهلنا ) في " العراق الجديد " ...الخ.

وفي هذه ( المجلاّت ) وجدت حكاية أخرى تقول:

1-       إن لبنانية في عهد رئيس الوزراء سعد الحريري.

2-       وإن عراقية في عهد رئيس الوزراء المنتهية والمجددة ولايته نوري المالكي قد ألتقتا في

بيروت حيث تقول الحكاية:

 أن إمرأة عراقية زارت صديقتها اللبنانية، وبعد التحدث في شتـّى المجالات ولا سيما منها الأجتماعية وبالخصوص العائلية " بعيداً عن السياسة ومشتقاتها "، تفاجأت العراقية حين علمت من صديقتها اللبنانية أن زوجها لا يشكو أبدا ولا يتذمّر من شراء حاجياتها وخصوصاً ما يتعلق بمتطلبات المنزل ... بل على العكس تماما ، فكل ما تريده وما تطلبه منه يأتي بدون ملل أو أنزعاج وكما يقولون بكل( رحابة صدر)...الخ.

فقامت العراقية وبطريقة دبلوماسية ...واستفسرت من صديقتها اللبنانية عن سر ذلك، تماما كما يفعل المسؤولـون العراقـيون في زياراتهم المكوكية لدول الجوار فيما يتعلق ويخص تشـــــكيل

( الحكومة )...الخ.

 فقالت لها صديقتها ( اللبنانية ) أنظري كيف اكتب له الطلبات التي اريدها :  تؤبرني حبيبي أريد :

1-     جبنة بيضاء مثل قلبك،.

2-     أريد قشطة يا قشـطة.

3-      وسـُكـّر مثل دمك.

4-     ( طماطم – بندورة – طماطة ) مثل لون خدودك.

5-      شطة ( حد ) مثل مشاعرك.

6-      وعسل يا عسل عمري.

7-      زعفران مثل لون قلبك.

8-     صابون معطـّرة مثل ملمسك.

9-      وشكولاته حلوة يا حلو...الخ.

 واختتمت جملتها التي تطبقها دائما في حياتها الزوجية " كـوني له امرأة يكن لك رجلاً...الخ

فانبهرت العراقية من هذا الأسلوب الرقيق والجميل وقررت أن تأخذ بنصيحة صديقتها وتطبقه هي على زوجها أيضاً، عندما ترجع من زيارتها الخاطفة للعراق .

وحينما عادت إلى منزلها أي بعد أنتهاء زيارتها القصيرة الى لبنان، نهضت في الصباح مبكراً وكأنها على موعد وهي تردد أغنية السيدة فيروز ( أحكيلي عن بلادي ) و ( يا عاقد الحاجبين)  وأختتمت بـ( بكتب إسمك يا حبيبي )... وبين هذا وذلك أرادت ان تغسل وجهها فلم تجد ماءً، وأرادت أن تغلي فنجان من القهوة فلم تجد غازاً، وأرادت أن تسمع نشرة الأخبار فلم تجد كهرباءً... ولكنها تذكرت ( كتابة - تدوين ) طلباتها لزوجها لكي ( يحضرها – يجلبها ) لها،... ثم جلست على حافة كرسي المطبخ بأتجاه النافذة المطلة على ساحة ( التحرير – الجندي المجهول ) ...وكتبت تقول : ( عيوني – حياتي ) أبو ( عقرب ) أريد:-

1-       بصل مثل ريحة حلكك - فمك .

2-       طماطه ( بندورة ) بلون عيونك.

3-       قرنابيط ( زهرة ) مثل شعرك.

4-       بذنجان ( بكَد – بحجم ) خشمك، ولحد كبير يشبه( خشم كرزاي ) لا لا لاتروح بعيد، مثل خشم رئيس البرلمان اللأسبق ( المشهداني ) .

5-       باكَة ( شدة ) كـّراث مثل شواربك.

6-       ورق عنب( بكَد- بحجم )  أذانك.

7-        حزمة أو نصف كيلو ثوم مثل ريحتك.

8-       لا تنسى قبل العيد أن تجلب لنا ( خروف – كبش ) بيه خير تماماً يشبه مسؤولك الأداري ولاتتأخر لأن بالتأني الندامة .!!!- والمقصود بالمسؤول الأداري هو: ذلك المسؤول الذي ( زوّر أو استحوذ أو سرق أو تحايل ) على حقوق الاخرين من كبار المسؤولين العراقيين في حكومات الأحتلال.

وفي هذه الأثناء نهض زوجها، وذهب إلى دورة المياه... وأراد أن يحلق ( لحيته - ذقنه ) فلم يجد ماء،... وأراد أن يسمع الأنواء ( الجوية - الأمنية ) من اللواء ( قاسم عطة ) فلم يجد كهرباء لأشعال التلفاز...التفت يميناً وشمالا فلم يجد غير زوجته، نظر في عينيها، وتذكر أغنية المرحوم ( ناظم الغزالي ) التي يقول فيها: يم العيون السود ماجوز أنا، خدج القيمر أنا أتريك منه...الخ

مشيجيخة: أعتذر للمرأة العراقية التي عاشت وعانت الأمرّين في ظل حكومات الأحتلال  بالرغم من أن الواقع السياسي والشرعي يفرضان علينا أكثر من هذا القول، تحت مبررات فرضتها علينا الحروب ومسببيها وديمقراطية عملاء الأحتلال وما أكثرهم اليوم ...فأنك تلاحظين  الظروف المعاشية التي أصبحت لاتطاق في بلد الخيرات والنفط... أصبح الجميع في دائرة مغلقة بسبب قلة الخدمات التي تزداد الحياة معها صعوبة وبخط تنازلي  يوما بعد آخر!!

مربط الفرس: في موسوعة الكنايات العامية البغدادية وفي قصيدته تحت عنوان: أحنى من الأم – ص ( 91 ) شيخ الشعراء ( إسماعيل صبري ) أعتــــبر فيها الأرض أمّا أحنى مــن  الأم

( الوالدة ) حيث قال:

إن سئمت الحياة فارجع الى الأرض                  تنم خالياً من الأوصــــــــاب

فهي أمّ أحنى عليك مــــــــــــن الأمّ                   التي خلّفتك للأتـــــــــــــعاب

لاتخف، فالممات ليس بمــــــــــــاح                  منك إلاّ ما تشتكي من عذاب

وحياة المرء اغتراب فان مــــــــات                  فقد عاد سالمـــــــــــاً للتراب

ورغم هذا اللألم المتجدد عن الأرض والوطن...هناك قصة تتعلق بتضحية أمّ ضحت بحياتها في سبيل إعادة البصر لولدها ولاننسى المثل الشعبي ( كًلبي على كًلب ولدي...)...الخ

ولأول مرة في التاريخ ( القديم والمعاصر) يكون هناك ( العملاء والمرتزقة وبايعو الضمير ) أكثر من ( المناضلين الوطنيين ) في بلد تم غزوه وتدميره وأحتلاله من قوى أمبريالية وبدون وجه حق، وتحت مبررات واهية وكاذبة شاركت في صناعتها أياد عراقية ( عميلة وخائنة ) في المفهومين الشرعي والوطني....والشكوى لغير الله مذلة، أيتها المرأة العراقية إن كنت ( أمّا  أو أختا أو زوجة أو صديقة أو حبيبة)... والسؤال هو: هل يعترف هولاء القادة والمسؤولون بأن الأرض ( أمّ ووطن ) فكيف أباحتها!!؟؟

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتب

صالح حسين - ابو سارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال