<%@ Language=JavaScript %> أبو سارة  حكايات فلاحية: كنيسة سيدة النجاة... لم تنج!

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

حكايات فلاحية: كنيسة سيدة النجاة... لم تنج!

 

أبو سارة

إبتداءً اقدم التعازي للشعب العراقي وخصوصاً للأخوة والأصدقاء المسيحيين على هذا المصاب الأليم،... هكذا زرع الأمريكان وأعوانهم من العملاء والمرتزقة وهكذا يتم حصد العراقيون دون أستثناء...لم تنج لا ( سيدة النجاة ) ولا ( الحسين العسكري  ) في سامراء ولا ( الشيخ الكيلاني )... من جريمة الأحتلال الأمريكي ومرتزقته، لا اليوم ولا غداً ولا على المدى القريب والبعيد أيضاً، بسبب ذلك الدمار الذي طال كل مرافق الدولة بما فيها الأنسان العراقي نفسه..

 أستشهد ثلاثة وخمسون مواطنا عراقياً بريئا وجرح اكثر من سبعة وسبعين آخرين من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، من أخوتنا وأصدقائنا المسيحيين وهم يحضرون قداس يوم الاحد 31 / 10 / 2010 في كنيسة ( سيدة النجاة ) في منطقة الكرادة ببغداد.

حينما غادرت ( ليلى توما بطي ) في ذلك اليوم إلى كنيسة (سيدة النجاة ) وكان مساء الأحد، بصحبة زوجها وولديها فادي وبطرس، لم تتخيل أنها ستعود وحيدة إلى المنزل وهي مثقلة بجراح نفسية نتيجة قتل أسرتها أمام ناظريها، وأخرى جسدية أصيبت بها لحظة اقتحام الكنيسة من قبل المسلحين والقوات الأمنية.

أما ( ليليان سعيد ) فتحدثت بألم عن فقدانها شقيقها الأكبر وزوجته داخل الكنيسة، فيما أصيبت هي بجراح في ساقيها ويدها نقلت على أثرها إلى المستشفى.

وتقول : "كان احد المسلحين يتحدث اللهجة العراقية أما البقية فتحدثوا بلغة عربية فصحى، وكانوا ينوون تفخيخ الكنيسة وتفجيرها في حال اقتحام القوات الأمنية للمكان، أما نحن فلم يكن أمامنا سوى الطاعة والاستسلام للقدر.

وتقول أيضاً :  إن احد الآباء نصح المسلحين بالتوبة إلى الرب فتلقى بضع رصاصات أنهت حياته وحياة بعض المحتجزين  وتضيف : لم أتوقع أن أبقى على قيد الحياة بعد كل ما حصل، فالموت كان قريبا مني لكن رحمة الرب أدركتني... إلا إنها تؤكد أن لحظة اقتحام الكنيسة كانت صعبة للغاية فالرهائن كانوا مستسلمين لنيران الطرفين سواء كانوا مسلحي القاعدة أم القوات الأمنية العراقية والأميركية التي اقتحمت المكان، فالساقطون لحظة الاقتحام من الضحايا أكثر من الذين سقطوا في بداية الاقتحام".

لكن عملية " تحرير " الرهان تماماً تشبه عملية " تحرير " العراق عندما أخذ الكونغرس الأمريكي قراره سيىء الصيت... فعملية " تحرير " رهائن كنيسة النجاة  لم تكن إلا استخفافاً بأرواح الرهائن أنفسهم حيث أدت تلك العملية  إلى مقتل وجرح الكثير من المحتجزين داخل الكنيسة، إذ قامت القوات العراقية بالتعاون مع القوات الأمريكية بتنفيذ العملية على الرغم من تهديدات المسلحين بأنهم سيقتلون كافة الرهائن لو نفذت هذه القوات عملية إقتحام الكنيسة... فيما ندد البيت الأبيض الأمريكي بالهجوم على كنسية ( سيدة النجاة ) والتفجيرات، معلناً عن دعمه للديمقراطية المتفجرة في العراق الجديد!!!

مشيجيخة: ربما يتذكر البعض من قراء ( حكايات فلاحية ) قصة ( الرفيق ) الذي منحه سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى ) درجة نائب ضابط بفصيل مقاومة الطائرات، والذي تجاوز من العمر الـ( 75 ) عاماً حينها، وهو ( كريم العين ) وكان معفيا من خدمة العلم لهذا السبب، فقد كان ذلك قبل إجراء انتخابات عام 2005 بأشهر قليلة، ليرفع أصبعه البنفسجي تأييداً للأحتلال الأمريكي ولكسب صوته ومعارفه... وإنه من معارفي أنا ( ابو سارة ) أو بالأحرى ( خالي ) .

هذا( الخال ) قبل ( 40 ) عاما حدثني عن قصة تحت عنوان: كذبة إلحيمية، حيث قال هناك أثنان من الكذابين قد تباريا بالكذب.

قال الأول: والدي مشهور بزراعة ( اليقطين الأصفر ) وفي سنة ما وصل وزن اليقطينة الواحدة إلى ( ثلاثة أطنان )!

وقال الثاني: إن والدي حداد مشهور أيضاً وكان صديق لوالدك حيث عمل له ( جدر – قزان ) يسع حجم يقطينة والدك.

فقال الأول: هاي وين لكَــــــــيتها.

 فأجابه الثاني: في مزرعـة أبوك.

أما اليوم وبعد ( 40 ) عاما أتذكر  "حتوتة – قصة " نائب الضابط ( الخال ) مقارنة بما يجري اليوم.

 فقد كشف وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني ( شيروان الوائلي )، عن قيامه في وقت سابق بتزويد القوات الأمنية في بغداد بمعلومات تشير إلى نية تنظيم القاعدة شن هجمات على الكنائس في بغداد، وبين أن تلك القوات لم تتعامل مع المعلومات بجدية... في وقت أكدت قيادة عمليات بغداد ( اللواء قاسم عطا ) استلامها لتلك المعلومات، مبينا أن قيادة عمليات بغداد تحركت لتأمين الكنائس.

فيما أعلن مصدر مطلع مساء الثلاثاء 2 / 11 / 2010، أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ( نوري المالكي ) أمر بإحالة بعض المسؤولين في قيادة عمليات بغداد إلى التحقيق على خلفية مصاب كنيسة ( سيدة النجاة ) والتفجيرات الدموية بواسطة السيارات المخففة التي أعقبتها وشهدتها مناطق العاصمة بغداد.

مربط الفرس: الحكومة والمسؤولون يتبارون بالكذب وقد برعوا به وبالنفاق والدجل أيضاً وأصبحوا يجيدون بمهارة أدوار هذا الصنف من الكّذابين في نقل الأحداث للمواطن العراقي سيما ليست هنا لا خدمات ولا أمن ولا سيادة ... فالكل يكذبون وقد أصبحت الأمور كلها  كذب بكذب ...والغريب في الأمر أن المسؤولين العراقيين من أصغرهم إلى أكبرهم ( أحزابا  وكيانات و وشخصيات ) وكأن الشأن ( الأمني الداخلي ) لا يعنيهم، أهتماماتهم تحدد بتشكيل وتقسيم مناصب الحكومة فقط... يقول المثل الشعبي: بين الحانة والمانة ... يالربع ضاعت لحانا !!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

مقالات الكاتب

صالح حسين - ابو سارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال