عادل رؤوف "المرجعية النجفية» و"معدان» الانتفاضة الشعبانية 3 / 2

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

جهاد السيد البغدادي

دراسة حوارية نقدية وثائقية خـلال نصف قرن

لمسيرة الامام المجاهد السيد محمد الحسني البغدادي

الحلقة الثانية عشر

 

وثيقة رقم (26)

 

هذا نص البيان الذي يدعو الى تأكيد الاخوة بين المسلمين العراقيين الذي وجهه سماحة الامام المجاهد السيد البغدادي والذي حذفت بعض كلماته بعد نشره عبر الاثير من الاذاعة العراقية ونشرته الصحف المحلية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين المنعم المتفضل الذي بتفضله وانعامه بعث الينا سيد المرسلين، وخاتم النبيين محمد (ص) فأخرجنا به من الظلمات الى النور، وهدانا به الصراط المستقيم، وأذهب عنا به عنت الجاهلية العمياء، وأنزل عليه القرآن الكريم، وجعله معجزته الخالدة ما دامت السماوات والارض وحثنا على التمسك به تدبر في آياته وحكمه، اللهم صلي على محمد، وآله الطيبين الابرار، وصحبه النجباء الاخيار..

 وبعد يا ايها المسلمون ويا علماء الاسلام الله الله في الاسلام فانه لم يبق منه الا صبابة كصبابة الاناء يتربص به اعداؤه، ويكيدون لاهله يدأبون على ذلك ليلهم ونهارهم في سرهم وعلانيتهم، ونحن عن ذلك لاهون قد شغلنا انفسنا بما يكون عونا لهم على هدم قواعد الاسلام، وذلك بتأخرنا وتقاطعنا وتباغضنا وتفرقنا.

 ايها المسلمون ان الالفة من جنود العقل والفرقة من جنود الجهل والكتاب الكريم يحثنا على الاتحاد، وعدم الفرقة، قال عز من قال ((واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم، اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته اخوانا، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)).

وهذه اقوال نبينا الاقدس (ص) ((المسلم اخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه، ولا يخدعه، ولا يظلمه، ولا يكذبه، ولا يغتابه))، وقال ايضا (ص) يحث على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمؤاساة لاهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى يكونوا كما امر الله عز وجل رحماء بينهم)) فبعد هذا كله هل يجوز لمسلم ان يخرج على هذه التعاليم المقدسة، ويفرق بين المسلمين، ويهتف بالطائفية البغيضة التي هي المعول الهدام لاسس الاسلام، واكبر مفرق لجماعة المسلمين.

 اللهم انزل نقمتك وسخطك على مؤسس الطائفية وباعث شراراتها ((سواء كان مرجعاً دينياً.. أم زعيماً سياسياً في العراق)) (17)، (فالواجب على كل مسلم ان يجعل نصب عينيه تعاليم نبيه، ويتمسك بأحكام كتابه.. وعلى علماء المسلمين - رفع الله شأنهم - ان ينبهوا الناس عن غفلتهم،ويخرجوهم عن حيرتهم.. اللهم اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا انك رؤوف رحيم، والسلام على كافة اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

                                               محمد الحسني البغدادي

                                              22 / رمضان/ 1385

 

وثيقة رقم (27)

استنكارحول تحريف بيان الامام المجاهد السيد البغدادي ضد الطائفية في العراق 1385هـ.

بسم الله الرحمن الرحيم

(بيان)

قال جدنا الامام المجاهد السيد البغدادي - مد ظله -

لايجوز التفرقة بين المسلمين، ويجب الاتحاد بينهم بضرورة الدين، هذه كلمتي يجب تعزيزها واحترامها ونشرها بين كافة المسلمين أحياء للدين، وطرداً للمشركين.. فالويل كل الويل لمن حذف منها !.. ما لا يناسب مقامها وأثرها من أفراد قرنوا أنفسهم بمقامي، ولغو كلامهم بكلامي !!.. كان ذلك منهم تضييعاً لشأننا، وقضاءاً على الاسلام ووطننا.

((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)).

                               أحمد حفيد الامام المجاهد السيد البغدادي

                                       23 رمضان المبارك 1385 هـ

 

وثيقة رقم (28)

 

بيان سماحة الشيخ علي كاشف الغطاء حول الفتنة الطائفية في العراق

قال سماحته: بعد ان افتتح الحديث بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على النبي والسلام عليه، وعلى اله وصحبه والطيبين الطاهرين قال:

 ان الخصام المذهبي، والتناحر الطائفي الذي لاكته بعض الالسن، وسالت به الاقلام المستأجرة بعبارات شعرية، وكلمات نثرية موشاة ببليغ الخطاب، وبديع البيان، قد انفجر به بركان هائل يقذف المسلمين بحميم كأنها جمالة صفر يتطاير شريرها من هنا وهناك، وانساب ثعبانه ينهش بأنيابه بهم المسلمين، وفرسان العرب، وغلت به مراجل الجدل الديني، وأحدث حرباً شعواء بين فريقين استفاد منه الخصم، واساغت اللقمة للاسد المفترس، واجرضها في اشدات الاسلام والعروبة.

ايها المسلمون: ايم الله قسماً باراً، لا تأويل فيه، ولا تحريف.. ان هذه الصيحة التي اغضبت ملائكة السماء، وهذه التفرقة التي كدرت صفوة الحياة.. لا تسمع من وراء حدودكم حتى تستحيل الى ترنيمة عذبة يطرب لها العدو ويرقص على نغمتها الطامع الجشع.

ايها المؤمنون: هذا الاسلام بأنظمته المقدسة، وآياته الكريمة، وتعاليمه القيمة، وارشاداته الروحية.. قد جاء لجمع شمل المسلمين، وتوحيد كلمتهم وحدة متراصة لاتمسها لفحة الانحلال، ولا تنفك عراها مشكلات الاحوال التي قد قهرت الدهر بقوتها، وجابهت الاحداث بعظمتها، وانتصرت على الاعداء ببطولتها، وصانت المقدسات الدينية، والحرمات الاهلية من الغارات، والغزوات وعاشت قرونا عديدة نحتال بمشيتها الاحقاب والاعقاب فوق جميع الميول والاعتبارات قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((اما والذي نفس محمد بيده انكم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تجتمعوا، ولن تجتمعوا حتى تتحابوا)).

وقال امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب اسد الله الغالب (ع) ((ان يد الله مع الجماعة، واياكم والفرقة، وان الشاذ من الناس للشيطان، كما ان الشاذ من الغنم للذئب، الا ومن دعى الى هذا الشعار (شعار التفرقة) فاقتلوه، ولو كان تحت عمامتي)).

وقال: عليه السلام ((ان ربنا واحد، ونبينا واحد ودعوتنا للاسلام واحدة)) ثم قال:((تعالوا نداوي ما لا يدرك اليوم الا بأطفاء النائرة، وتسكين العامة حتى يشتد الامر، ويستجمع فنقوى على وضع الحق في مواضعه)).

فعليكم  بكلمة الجمع وجمع الكلمة، فأن يد الله مع الجماعة، وانا لضمين لكم على الله النصر المبين والفوز العظيم.

 

                                            الشيخ علي كاشف الغطاء

                                               مجلة العدل النجفية

                                         العدد: 13، التاريخ 1385هـ

 

 

وثيقة رقم (29)

 

برقية استنكارية ضد الطائفية موجهة الى

الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد رئيس الجمهورية المشير الركن عبد السلام محمد عارف المحترم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد العربي خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وآله الطيبين، وصحبه الغر الميامين.. لقد ارتفعت في الاونة الاخيرة اصوات بعض المتسترين تجار الطائفية البغيضة، والعاملين على بث الفرقة بين المسلمين، والكيد لشريعة سيد المرسلين، وان الهيئة الادارية لجمعيتنا (جمعية التوجيه الديني) في النجف الاشرف وكافة منتسبيها اذ يستنكرون اشد الاستنكار لتلك الفرقة ويدعون المسلمين كافة الى جمع الكلمة، ووحدة الصف تباعاً لقوله تعالى ((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) وقوله تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)).

سائلين الله العلي القدير النصر الحاسم، والفوز المبين على اعداء الدين، وان يوفقنا لما يحب ويرضى انه سميع مجيب.

 

                                     السيد ابراهيم السيد أحمد الفاضلي

                           رئيس جمعية التوجيه الديني في النجف الاشرف

                  مجلة العدل، الجزء الثالث عشر 1966م، النجف الاشرف

وثيقة رقم (30)

 

قيادة تحفظية ازاء السلطة

الشكل الثالث: ما بين هذين الشكلين للعلاقة مع السلطة كان هنالك شكل ثالث ربما يكون أقل مرارة منهما، الا انه اكثر تعبيراً عن حالة المحنة التي عاناها اقطاب المؤسسة التجديديين في ظل الواقع السائد الاول للمؤسسة والمرجعية العليا، فهذا الواقع تحول الى خناق على الاخرين الذين وعوا الازمة بكل جوانبها، وربما لديهم تصورات جوهرية للخروج من هذه الازمة، الا انهم كانوا حذرين متحفظين خائفين من نتائج أي مبادرة باتجاه تطبيق تصوراتهم، ولذلك اسمينا هذا الشكل من اشكال العلاقة او التعاطي مع السلطة بالشكل التحفظي - التخوفي الحذر، ويمكن ان تندرج اسماء بعض الرموز التجديدية الفقهية التي يلخص دورها التاريخ الحيوي للعمل الاسلامي كالعراق في اطار هذا الشكل من العلاقة، لا بل ان أهم رموز هذا العمل في العراق الحديث يمكن ان يشملهم هذا الشكل من التعاطي مع السلطة.. اذ رغم تجديد كل من محمد حسين كاشف الغطاء، وعبد الكريم الجزائري، ومحمد الحسني البغدادي، ومحمد باقر الصدر، ومحمد الخالصي، وعبد الكريم الزنجاني.. الا ان هؤلاء جميعا، واخرين غيرهم، لم يستطيعوا، ولم يجرؤا على الخروج على الشكل الاول لعلاقة الفقيه مع السلطة الذي اسميناه الشكل الخضوعي - الاصل - فهم لم يفتحوا هذا الملف بشكل علني، ولم يتحدثوا به كاشكالية امام الامة، ولم يطرحوا موضوعا للتفكير الحر خارج حيز اللغة الفقهية، ولم يبادروا مبادرات جزئية باتجاهه رغم انهم كانوا رواداً تأسيسيين لكل حصيلة العمل الاسلامي في العراق، رغم انهم يختصرون اسماءهم معظم مفاصل تراث هذا العمل في جانبه التأسيسي، رغم ذلك الا انه لم يجرؤا جميعا ان يفتحوا ملف هذا الموضوع علنا، بما يخرج العمل الاسلامي في العراق من دوامته، او ان يعطيه مرونة سياسية، وربما بما يخرج العراق كل العراق من محنته، ولا شك ان كلا من هؤلاء له ملفه الخاص في هذا الجانب بما يتضمنه هذا الملف من فهم ومعطيات ووقائع وظروف للمرحلة التي عاشها.. الا انهم يشتركون في المبدأ في هذا الشكل من العلاقة، ويقعون تحت سقف عنوانه، رغم ان بعضهم قد يتضمن ملفه اشكالاً اخرى للنظرة الى السلطة وخيارات التعامل معها، فعبد الكريم الجزائري يرفض عرض حقيبة وزارة المعارف عليه، ويرتضي دور التنسيق مع آية الله ابو الحسن الاصفهاني متى ما استدعت ظروف هذا الاخير دور الجزائري المؤثر على السلطة، وكاشف الغطاء يرفض اكثر من عرض، ومحمد باقر الصدر هو الاخر رفض عروض السلطة، وكذلك محمد الحسني البغدادي، ومحمد الخالصي، وليس الهدف ان ندخل هنا في طبيعة هذه العروض، او خطأ وصحة هذه المواقف..ما نريد ان نشير الى ان هذا الموقف الرافض ينطلق في اساسه، او على الاقل في احد ابعاده الاكثر اهمية من سلطة رموز (المرجعية العليا) التي رسمت شكلها التعاملي الخاص مع السلطة، وبات كل من يبادر او يقترح او يقتحم شكل اخر عرضة للتشهير والتسقيط.

رغم ان بعض اقطاب هذه المرجعية العليا يعطون لانفسهم الحق في الاتصال مع السلطة، او لقاء مع ملوكها ورؤسائها في بعض الاحيان، كما فعل السيد محسن الحكيم مع الحكم الملكي، وكما فعل غيره !!..

وربما ان هذا (التخوف) المفرط لدى رموز الاصلاح دفع ببعض ابنائهم الى الافراط في نفي بعض اللقاءات، او الزيارات التي حصلت لبعض رؤساء العراق اليهم، او التكتم والتستر عليها، وانما يثير الدهشة في هذا الاطار وفي سياق التحري عن دقة المعلومات يتطلبها هذا البحث رفض آية الله السيد أحمد الحسني البغدادي بقوة في بداية الامر ان يستجيب لشرح كيفية لقاء جده آية الله محمد الحسني البغدادي مع عبد السلام عارف، وذلك بعد حوالي ما يقارب اربعة عقود على هذا اللقاء، الا انه بعد ذلك استجاب قائلاً:

((الاسباب التي دفعت باجتماع السيد البغدادي مع الرئيس عارف هي:

1 - الحكيم كان يؤكد ان المراجع والحوزة الدينية كانوا يأتمرون بأمره.

 الرئيس عارف قبل زيارته للنجف بعث وفداً الى السيد البغدادي برئاسة الدكتور محمد بديع شريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، وكان بصحبته الشيخ عبد الوهاب الاعظمي الامين العام للمؤتمر الاسلامي المنعقد في بغداد العام،1965 والدكتور عبد الرزاق محي الدين ممثل القيادة السياسية الموحدة بين العراق والجمهورية العربية المتحدة، وكان الاجتماع بعد منتصف الليل (والرئيس عارف سيصل صباحا لزيارة النجف) وكان مفاد حديث ممثل الرئيس بان شاه ايران يتدخل في شؤون العراق ويطالب بحقوق الشيعة.. ويحرك من هنا (الشيخ) محسن الحكيم، ومن هناك ملا مصطفى البارزاني، والسيد الرئيس له رغبة بلقاء سماحتكم بوصفه يدعو الى الوحدة والاتحاد بين ابناء الشعب العراقي، وهذه الحملات ضده بانه يثير الطائفية بين الشيعة والسنة ليست صحيحة، لذا يرغب بلقاء سماحتكم من اجل تحقيق الوحدة الوطنية.

 والجدير بالذكر: ان السيد البغدادي اصدر بياناً يدين كل من يثير الطائفية في العراق، كان هذا البيان شديد اللهجة، ويفهم منه انه يستهدف الحكم العارفي، كما ان هذا البيان اذيع مع بيانات رجال الدين الموالين للحكم، الذين يؤيدون فيها علانية الرئيس عارف.. مع ان هذا البيان الذي اصدره البغدادي لم يذكر فيه شخص الرئيس عارف.. (وهناك وثيقة تثبت ذلك) الامر الذي دفع حفيده السيد أحمد الحسني البغدادي الى اصدار بيان ضد هذا التلاعب بالالفاظ واشراك اسم البغدادي مع بعض رجال الدين الموالين للسلطة. (هناك وثيقة تثبت ذلك).

وفي اثناء هذا الاجتماع مع السيد البغدادي، وممثل الرئيس عارف.. كان حديث السيد البغدادي وحدويا، وقال لهم ما معناه: نحن نريد ان ينشر اسم محمد (ص)، ونبتعد عن الخلافات التاريخية والمذهبية، ونكرس العناصر المشتركة بيننا وبين اخواننا أهل السنة، لأن العدو الكافر يريد الوقيعة بنا، ونحن بحاجة الى حكم وطني اسلامي ظاهري في هذا الزمان، وقد أكد ممثل الرئيس ان المشير الركن عبد السلام عارف مشترك معكم في هذا الهدف، لذا يريد اللقاء مع سماحتكم، لأن الحكيم يأتمر بأمر الشاه، ولا يريد الاستقرار لهذا البلد الامين، ولكن السيد البغدادي لم يعط لهم جوابا، ولم يبد رأيا بالاجتماع، وبعد خروج الوفد من الجلسة المغلقة.. بادر جهاز السيد البغدادي باقناع سماحته بالشكل الاتي:

أتتذكر يا سماحة السيد ان محمد حسن الصوري صاحب جريدة (الحضارة) نشر تحت عنوان بارز (الحمار الحكيم) وكان يقصد بها المرجع الحكيم وليس مذكرات قصة (كاريكاتورية)  لتوفيق الحكيم باسم: ((حمار الحكيم)) عندما كان قاضيا في مصر فأصبحت ضجة مفتعلة ضد قاسم، وضد الشيوعية بوصفهم يؤيدون الجمهورية العراقية الفتية، وعلى اساس ذلك تحركت جماعة العلماء، وبادروا بزيارتكم، وقالوا لقد أساء الصوري، ومن ورائه الشيوعيين لمقام المرجعية الدينية، ونرجو من سماحتكم الاضراب عن اداء صلاة الجماعة، وقد استجبت الى ذلك، ولكن فوجئنا بالسيد يوسف الحكيم (الابن) يصلي جماعة في مكان والده... وبيت القصيد ان الحكيم يتظاهر بعدم استعداده للقاء الرئيس عارف الا ان هذا الامر غير مؤكد، ويحتمل ان يجتمع مع عبد السلام، لأن سياسته قلقة، كما اجتمع مع الملك ونوري السعيد في مقام الامام علي (ع)، وانت رفضت الاجتماع في حينها مع الملك وحاشيته، وانت تعلم علم اليقين ان الحكيم يأتمر بأمر عملاء الشاه في النجف، وانت العدو اللدود للشاه.

بعد هذا الحوار اقتنع السيد البغدادي بزيارة السيد الرئيس له، وبعد حصول اللقاء تلخص حديث السيد مع الرئيس بعدم اثارة الطائفية، واعطاء تكافؤ الفرص لكافة شرائح المجتمع العراقي، وتطبيق احكام الاسلام، وكان الرئيس متجاوبا الى ابعد الحدود مع هذه التوصيات.

لنا عودة في اطار هذه الفقرة الى اشكالية عبد السلام عارف، الا انه في هذا الاطار شعرت وكأن أحمد الحسني البغدادي يحاول الهروب من الاعتراف بحصول اللقاء بين جده، وبين عبد السلام عارف.

كما ان نصه المتقدم يحاول أن يسهب في شرح الاسباب التي دفعت جده الى لقاء عارف، وكأن اللقاء بحد ذاته دون تقديم الاسباب (جريمة).

هذا نموذج يوضح الى حد بعيد هذا الشكل التخوفي - التحفظي، الحذر من العلاقة مع السلطة، لماذا؟ (خوفاً) من (المرجعية العليا) كما يوضح جواب البغدادي ضمناً، وخوفاً من التهم التي يمكن ان تطلقها حواشيها، مع ان الامام البغدادي الكبير وغيره يدركون علاقة الحكيم مع شاه ايران من جهة، وعلاقته بالحكم الملكي من جهة اخرى، واستقباله لعبد الكريم قاسم، ومع ان الواجب في هذه الحالة ان يقدم البغدادي على استقواء داخلي مضاد، وهو استقواء مشروع بسلطة عراقية عندما تكون القضية على هذه الدرجة من الخطورة على المؤسسة الدينية، وعلى شيعة العراق، وعلى المسلمين جميعا ً.

اذن لماذا في ظل هكذا واقع ان يصبح الارتباط بنظام خارجي أمراً طبيعياً ولا يشكل (تهمة)؟!.. في حين ان اللقاء بحاكم البلد سيتحول فوراً الى تهمة يتهرب منها أولاده وأحفاده  حتى بعد ما يقارب الـ (40) عاما على هذا اللقاء !!..

انها معادلة مقلوبة تماماً سارت عليها معادلة الفقيه مع السلطة في العراق.. معادلة ضاعت في ظلها فرص كبيرة لتصحيح واقع العمل الاسلامي ومسيرته.

كما انها معادلة لم تدرس بما فيه الكفاية من قبل آية الله السيد البغدادي وغيره من الرموز الذين أبعدوا في ميدان الفقه، وساحات الجهاد، الا انهم لم يقتحموا هذا الواقع السياسي بشجاعة.. اما (خوفاً) من التهم والتشهير، واما (حرصاً) على (وحدة) المؤسسة الدينية الوهمية، واما تأثراً بثقافة فقه المقاطعة الشيعي الموروث، واما شعوراً بالعجز عن مواجهة الخط الاخر في المؤسسة ادراكاً لقوته.

                                      عراق بلا قيادة، عادل رؤوف

                               ص: 180، وما بعدها ط: الثانية، 1424هـ

 


 

([1]) حول هذه الحادثة راجع كتابنا (محمد محمد صادق الصدر، مرجعية الميدان، مشروعه التغيري ووقائع الاغتبال)، مصدر سابق.

([2]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (16).

([3]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (17).

([4]) انظر صورة الملحق نفسه.

([5]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (18).

([6]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (19).

([7]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (20).

([8]) انظر نص وصورة الصحيفة والمجلة في الملاحق، ملحق رقم (21).

([9]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (22).

([10]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (23).

([11]) انظر نص وصورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (24).

([12]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (25).

([13]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (26).

([14]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (27).

([15]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (28).

([16]) انظر نص وصورة صحيفة الرأي التي جاء فيها موضوع بعنوان «ماذا تضمنت وصية السيد بحر العلوم» في الملاحق، ملحق رقم (29).

([17]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (30).

([18]) انظر صورة الصحيفة في الملاحق، ملحق رقم (31).

([19]) انظر نص وصورة مقال نشرته مجلة «الف باء» بتاريخ 11/ تشرين الاول/1995م حول موقف بعض الرموز العمائمية النجفية من نظام صدام حسين في الملاحق، ملحق رقم (32).

([20]) يمكن العودة الى تاريخ الترجمات «الشيعية» للاطلاع على علاقة «الفقيه» بالسلطان، ويمكن الوقوف على العلامة الحلي كنموذج تعايشي مع السلطان المغولي في كتاب (روضات الجنات في احوال العلماء والسادات)، تأليف العلامة محمد باقر الموسوي الخونساري الاصبهاني، الدار الاسلامية، بيروت ـ لبنان، ط 1، 1991م حيث جاء فيه: «ومن سوانح سنة سبع وسبع مئة اظهار خدا بنده شعار التشيع باضلال ابن المطهر، وانت خبير بأن مثل هذا الكلام المنطوق صدر من أي قلب محروق والحمد لله. ثم ان العلامة ـ اعلى الله مقامه ـ اخذ من بعد ذلك بمعونة هذا السلطان المستبصر الرؤوف في تشييد اساس الحق، وترويج المذهب على حسب ما يشتهيه، ويريد، وكتب باسم السلطان الموصوف كتابه المسمى بـ (منهاج الكرامة) في الامامة وكتاب (اليقين) المتقدم، ومسائل شتى وغيرهما، وبلغ ايضا من المنزلة والقرب لديه بما لا مزيد عليه، وفاق في ذلك على سائر علماء حضرة السلطان المذكور مثل القاضي ناصر الدين البيضاوي، والقاضي عضد الدين الايجبي، ومحمد بن محمود الآملي صاحب كتاب (نفائس الفنون) و(شرح المختصر) وغيره، والشيخ نظام الدين عبد الملك المراغي من افاضل الشافعية، والمولى بدر الدين الشوشتري، والمولى عز الدين الايجبي، والسيد برهان الدين العبري، وغيرهم. وكان ـ رحمه الله ـ في القرب والمنزلة عند السلطان المذكور بحيث كان لا يرضى بعد ذلك ان يفارقه في حضر ولا سفر بل نقل انه امر لجنابه المقدس، وطلاب مجلسه الاقدس بترتيب مدرسة سيارة ذات حجرات ومدارس من الخيام الكرباسية وكانت تحمل مع الموكب الميمون اينما يصير، وتضرب بأمره الانفذ الاعلى في كل منزل ومصير. ونقل انه وجد في أواخر بعض الكتب وقوع الفراغ منه في المدرسة السيارة السلطانية في كرمانشاهان، ومثل ذلك غير بعيد عن السلطان المعظم اليه المذكور مع ما هو المشهور انه ـ رحمه الله ـ كان يعتني بالعلماء والصلحاء كثيرا، ويحبهم حبا شديدا، وانه قد حصل للعلم والفضل في زمان دولته العالية رونق تام ورواج كثير، ومن العجيب ان وفاته ـ رحمه الله ـ اتفقت في سنة وفاة السلطان المذكور كما في (الرياض) وغيره».

([21]) عمار البغدادي، (لمحات من حياة الامام السيستاني، فقيه عصر ورجل سياسة)، ص 39 ـ 42، قمر العشيرة للطباعة والنشر.

 

 

"المرجعية النجفية»

و"معدان» الانتفاضة الشعبانية

 

بقلم المفكر العراقي عادل رؤوف

 

مساكين هؤلاء «الغوغاء» ـ ثوار الانتفاضة ـ التي تعد أكبر حدث ثوري في العراق خلال القرن الماضي، إذ إن غير الله سبحانه وتعالى، لا يعلم الكثير من تفاصيل هذا الحدث، رغم كل ما دون عنه حتى هذه اللحظة، و«مساكين» هؤلاء الثوار الشجعان، الذين استشهدوا دفاعا عن «بيت الخوئي» حتى اللحظة الأخيرة، رغم اندحار الانتفاضة في النجف الاشرف، ورغم الأوامر، التي صدرت لهم من «بيت الخوئي»، بأن عليهم أن ينسحبوا من ساحة المواجهة، علما أن مهمتهم كانت هي حماية هذا البيت، إلا أن غيرتهم «الدينية» ورسوخها الفطري في داخلهم أبت إلا أن يواصلوا مشوار المواجهة مع أزلام السلطة، وأن يرفضوا أوامر الانسحاب التي صدرت إليهم من أحد أولاد الخوئي آنذاك ـ الراحل محمد تقي ـ، واستشهدوا جميعا، وكان عددهم لا يقل عن الأربعة عشر ثائرا، ويتزعمهم الرائد حميد من أهالي مدينة الرميثة، التي رأت «حاشية الخوئي» بأن حمايته وحمايتهم ينبغي أن يكونوا من هذه المدينة، فالرائد حميد وزملائه لا يعرف نظافتهم وفطرتهم الدينية السليمة إلا من عايشهم.

على أية حال: ـ زارني ذات مرة، وبعد مرور أكثر من ثماني سنوات على مرور الانتفاضة الشعبانية، السيد «ساﭽت الشرع» في دمشق، عندما كنت مديرا لـ «المركز العراقي للإعلام والدراسات»، وعرض علي الذهاب معه إلى السيد مجيد الخوئي، الذي كان حينها في زيارة إلى سوريا قادما من لندن، والسبب، والكلام ـ للسيد ساﭽت ـ انك تعرف يا أخي عادل بأن عددا من العوائل تعاني الآن من الجوع المدقع لأن معيليها كانوا من حماية السيد الخوئي أيام الانتفاضة، واستشهدوا جميعا، لذا ما دام السيد مجيد الخوئي موجوداً هنا في دمشق، فأنا أرى أن نذهب أنا وإياك إليه لإيجاد حل لمشكلة هؤلاء العوائل ـ انتهى كلام السيد ساﭽت ـ بقيت صامتاً للوهلة الأولى، وقفزت ذاكرتي إلى أيام الطفولة مع الشهيد الرائد حميد ـ الذي عرف بطولته كل أبناء مدينة النجف الثوار الذين شاركوا في الانتفاضة ـ وزملائه، وسرح ذهني بعدها بقصة الانتفاضة وضحايا العراق الثوار «الدوريين» ـ أي كلما توفر لهذا العراق منعطف ثوري، أبيد جيله بقسوة لا نظير لها، بسبب غياب الزعامة دائما، بعدها انتقل ذهني إلى ما قاله ضيفي، وكان السيد مجيد الخوئي حينها رئيساً لـ «مؤسسة الخوئي» في لندن، التي ورثها وورث معها الكثير من مئات ملايين دولارات «والده»، وكان حينها غارقا في هموم الزعامة بالتنسيق مع الأميركان، وأحد زعماء المال الكبار لـ «المعارضة العراقية» السابقة، وعندما كان يأتي بزيارة إلى سوريا، يقصده كثير من العراقيين الجياع، وبعض المرتزقة، وتجار المشاريع «النصابين المحتالين»، على أية حال: وجهت كلامي إلى ضيفي قائلا له: «أنا لم ولن أذهب إلى هذا الرجل»، حاول معي كثيراً، فلم أجبه إلا الإجابة ذاتها، وقلت له: «إذهب أنت، وتحدث معه حول الموضوع وجرب»، وفعلا ذهب إليه بعد ما أسمعني كلمات مفادها، بأنه إن لم يستجب لطلبه الخوئي فسوف لن يسكت، ذهب إليه، ثم التقينا بعدها، وإذا به يكاد ينفجر من الألم، قائلا لي: «أتعرف ماذا قال لي ابن الخوئي؟» قلت: «لا، لا أعرف»، قال: «بعد أن شرحت له قصة هؤلاء العوائل، نطق، أول ما نطق، هل هؤلاء نجفيون؟» على القارئ بعدها، أن يتصور كم من الملفات المؤلمة، التي طويت مع الانتفاضة باسم «المرجعية» ودورها في هذا الحدث ـ المنعطف في تاريخ العراق المعاصر ـ!!! وما هو دور الأولاد ـ أولاد «المراجع» ـ الذين كانوا ولا زالوا يتلاعبون بدماء الأبرياء من العراقيين الثوار الشرفاء، فبالأمس كان ابن الخوئي وأولاد المراجع الآخرين، الذين كانوا يطلقون اسم «المعدان» عليهم، كما فعل ذلك السيد عبد العزيز الحكيم من خلال كراسه المشهور، الذي وزع في جنوب العراق ضد ظاهرة الشهيد الصدر الثاني قبل استشهاده، والذي أوردناه بالكامل ـ الكراس ـ في ملاحق كتابنا «مرجعية الميدان»، واليوم، وفي ظل الاحتلال الأميركي، عمار الحكيم ووالده الذي استدرك ما قاله ذات مرة، رفيقه عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، صدر الدين القبانجي في إحدى خطبه في صلاة الجمعة في النجف الاشرف، حيث جاء فيها ما يشير إلى «الزامية» إخراج الوافدين إلى النجف منها، وكان يعني بهم جمهور الصدر الثاني، فاستدرك عبد العزيز الحكيم الموقف «مؤنبا» القبانجي على ما قاله، ومحذرا إياه من تكراره، بحكم تغير الظروف، التي ما عاد في ظلها مثل هذا الكلام يخدم مصالح الظاهرة الحكيمية، التي أبدلت معظم ثوار «فيلق بدر»، بأبناء العشائر الجنوبية، الذين انخرطوا معه بسبب منظومة من العوامل «البطالة، الغيرة على الدين، عدم معرفتهم بتاريخ ما جرى لهذا العراق»، وهم لا يعلمون بأن مَنْ أدخلهم ضمن «فيلق بدر»، كان يطلق عليهم اسم «المعدان»، وبأنهم سيكونون مشروعا مؤجلا للمتاجرة، وربما الموت في دورة من دوراته اللاحقة، التي «اعتادها» العراق، ووضعهم من حيث لا يشعرون بوجه أبناء الصدر الثاني، ربما انتقاما منهم ومن الصدر الثاني ومن كل أبناء العراق الشرفاء، لان حادثة «مسجد أعظم»([1]) تحولت حقدا دفينا على العراقيين.

على أية حال: وعودة إلى ملف صدام حسين مع «المرجعية»، وتوظيفه لها حسب ما يريد، نطل على مثال آخر نشرته صحيفة «القادسية» بتاريخ 4/ ايلول/1991م، تحت عنوان «القادسية تلتقي العلماء أعضاء الحوزة الدينية الكبرى في النجف ـ تثمين اهتمام القائد صدام حسين بالمراقد المقدسة في النجف وكربلاء» جاء ما يلي:

 « النجف / من عبد الحسن الجنابي: عبر السادة العلماء الأجلاء أعضاء الحوزة العلمية الدينية الكبرى في محافظة النجف عن عظيم اعتزازهم بالدور الرائد، الذي اضطلع به القائد المجاهد صدام حسين في إعادة تعمير وتجميل المراقد المقدسة في محافظتي النجف وكربلاء رغم الظروف الصعبة، التي يمر بها العراق جراء الحصار الاقتصادي الظالم المفروض عليه من قبل الدول الاستعمارية والامبريالية.

جاء ذلك في لقاءات أجراها مراسل القادسية في محافظة النجف خلال حضورهم الاحتفال الديني الكبير، الذي أقيم في الصحن الحيدري المقدس برعاية السيد الرئيس القائد بمناسبة بدء مراسيم الزيارة للمرقد.

فقد قال العلامة المجتهد حسين محمد تقي بحر العلوم لقد سعدت كثيرا وأنا ادعى لحضور هذا الاحتفال الكبير، الذي اقيم بمناسبة إكمال مراحل مهمة من عمليات التعمير والتجميل وبدء مراسيم الزيارة التي انتظرها المواطنون بلهفة كبيرة، وإنني على ثقة بأن الفضل الأول في هذا الانجاز يعود لدعم القائد صدام حسين واهتمامه بالمراقد المقدسة.. فتحية كريمة لسيادته بهذه المناسبة ودعوانا إلى الباري عز وجل أن يحقق الآمن والأمان والسلام الدائم في ربوع الوطن والأمة العربية والإسلامية ويوحد الكلمة والصف لما فيه خير العرب والمسلمين وكل الخيرين في العالم.

وقال العلامة المجتهد محمد كلنتر إن ما رأيناه هذا اليوم من جهد كبير بذلته الجهات المختصة من اجل إعادة اعمار مرقد الإمام العظيم علي بن أبي طالب (ع) يؤكد لنا الاهتمام الكبير، الذي يوليه الرئيس القائد صدام حسين لمراقد الأئمة الأطهار والقادة العظام وكل دور العلم والعبادة، وحتى في الحالات الطارئة كالحالة التي نعيشها الآن نتيجة العدوان الثلاثي.. وإننا في الوقت الذي نعبر فيه عن اعتزازنا ببدء أداء مراسيم الزيارة، نعبر عن أسفنا بل استنكارنا للأعمال التخريبية التي مارسها المجرمون في المراقد المقدسة والتي لاتزال آثارها واضحة في كل مكان من المرقد المقدس الشريف.

أما العلامة المجتهد محمد سلطان مصطفى فقد قال ونحن نحضر هذا الاحتفال الديني المهيب وفي رحاب الحظرة الحيدرية المقدسة وبمناسبة مهمة هي بدء الزيارة لمرقد الإمام علي بن ابي طالب (ع) والتي توقفت لفترة نتيجة الأضرار البالغة التي أصابت المرقد والصحن خلال الأحداث التي نفذها العملاء والمأجورون.. ندعو الباري عز وجل ونتذرع اليه أن تتعزز حالة الأمن والسلام في بلادنا وأن يلم شمل المسلمين على الخير والعمل الصالح من اجل رقي امتنا وبما يجعلها أكثر قوة بوجه تحديات الكفار والمستعمرين كما نود أن نشكر القائد صدام حسين على ما بذله من جهد كبير من اجل تعمير وتطوير مراقد الأئمة الأطهار متمنين لسيادته التوفيق في سعيه الخير من اجل رفعة العراقيين والعرب والمسلمين.

وحدثنا العلامة المجتهد محمد الصدر قائلا: نحمد الله ونشكره على أن المحنة التي مر بها بلدنا قد ولت وها نحن نعيش حالة الأمن والاستقرار وها هي مراقدنا تفتح أبوابها للزائرين بفضل جهد الحكومة وعلى رأسها السيد الرئيس القائد صدام حسين الذي وفر كل مستلزمات إكمال عمليات ترميم المراقد خاصة مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع).. فتحية احترام وتقدير لسيادته داعين الباري عز وجل أن يأخذ بيده ويعينه في خدمة الوطن والأمة. والتقينا أيضاً بالعلامة المجتهد محمد علي الحكيم الذي عبر عن سعادته وسروره بهذه المناسبة داعيا الجميع إلى التكاتف وعمل الخير والسير على نهج القادة العظام ونبذ الفرقة والحرص على المقدسات معبرا عن شكره لمبادرة الرئيس القائد صدام حسين بفتح أبواب المراقد الحيدرية المقدسة للزائرين رغم استمرار العمل على آثار التخريب. كما أكد عدد من السادة رجال الدين وهم محمد جعفر الكرباسي ومهدي الخرسان ومحسن الحمامي ونوري الموسوي وجمعة الموسوي عن فرحتهم الكبيرة بهذا الحدث المهم واعتزازهم برعاية السيد الرئيس القائد لهذا الاحتفال ودعمه الكبير للجهات المختصة من اجل انجاز عمليات اعمار مرقد الكرار العظيم وكل المراقد المقدسة في المحافظة.»([2]).

وكذلك نشرت «الجمهورية» التي كان يرأس تحريرها آنذاك سعد البزاز، مقالاً بعنوان «علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف يحرمون الاستعانة بالقوة الكافرة على المسلمين المجاهدين في العراق» وكان ذلك بتاريخ 27/ كانون الثاني/1991م. جاء فيه ما يلي: «إثر العدوان الكافر الفاجر على العراق المسلم المجاهد الصابر وتعرض المقدسات الإسلامية عامة ومراقد آل البيت في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة خاصة للقصف الوحشي الغادر تنادى علماء الحوزة العلمية في النجف الاشرف إلى اجتماع ديني كبير في الروضة الحيدرية المطهرة في السنة 11/رجب/1411ﮬ استشعارا منهم بالجريمة الكبرى التي يقترفها الكفرة بحق العراق وبلد المقدسات وما يتعين عليهم شرعاً من دور جهادي لاستنهاض همم المسلمين وطاقاتهم لرد عدوان الكافرين عن هذا البلد الأمين. فصدروا النداء الإسلامي الجهادي الآتي نصه:

(بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، يتعرض الشعب المسلم في العراق هذه الأيام إلى الملحمة الشرسة الضالة المضلة من قبل جيوش الكافرين المعتدين وعملائهم المنافقين وحلفائهم الخاسئين مستهدفة احتلال أرضنا المقدسة واهانة حرماتنا وهدم تقاليدنا. والحوزة العلمية الإسلامية في النجف الاشرف إذ تعين وعلى أي شعب حسم موقفه (........) حيث كان، اعتداء على المسلمين جميعاً واهانته للدين الحنيف، نهيب بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا يتقاعسوا أو يتماهلوا في رد عادية الكافرين وحماية الحرمات المقدسة، التي انتهكت في العراق عامة وفي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة خاصة، فان الذي يتقاعس عن هذه المهمة المقدسة انما هو إهمال للدين وإعراض عن شريعة سيد المرسلين، وأنه قد يؤدي ـ لا سامح الله ـ إلى انتشار هذا العدوان إلى مجتمعات إسلامية أخرى ويجدر بالمسلمين عموما أن يجمعوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويتصدوا لإنقاذ الدين في هذا البلد الأمين، ويستنكروا الاستعانة بالقوى الكافرة من اجل اللذات الرخيصة و(.........) المسلحة العاجلة، فإن ذلك من المحرمات الكبيرة في الإسلام. قال الله سبحانه وتعالى: (بَشّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً، الّذِينَ يَتّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزّةَ فإن العِزّةَ للهِ جَمِيعاً). ونتضرع إلى الله عز وجل أن يجمع شمل المسلمين على الهدى والإصلاح وأن يجنبهم عاديات البلاء ويوفقهم لرد كيد الكافرين ويوحد كلمتهم العليا انه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين. 7 / رجب /1411. عز الدين آل بحر العلوم، السيد علاء الدين بحر العلوم، ومحمد الخرسان، السيد محمد الصدر، على الموسوي السبزواري، محمد الطباطبائي الحكيم، احمد كاظم البهادلي، محمد حسين السيد موسى بحر العلوم، علي الغروي، هادي فياض، محي الدين الغريفي.»([3]).

ويمكن أن نقرأ في الصحيفة ذاتها بيان لآية الله الخوئي حول الأمر ذاته، ومما جاء في هذه البيان: «بسم الله الرحمن الرحيم

(الّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ) صدق الله العظيم. تمر بالأمة الإسلامية في هذه الأيام وبسبب تفرق كلمتهم ظروف قاسية وفجائع مؤلمة ومحن تحز في نفس كل غيور. مما أدى إلى اعتداء الكفار عليهم وإراقة الدماء البريئة وانتهاك الحرمات والاعتداء على المقدسات.

ومما يزيد في النفس ألماً يكون ذلك بفعل الأجنبي الكافر الذي ما انفك يوما عن التآمر جاهدا للوقيعة بين المسلمين وتحطيم مبائدهم وطمس حضارتهم»([4]).

لقد شكلت محطة وفاة الخوئي لصحافة النظام آنذاك، بعد اشكال الممارسة الاستغلالية، التي مارسها النظام لـ «مرجعيته» باتجاه توظيفها إزاء سياسته الخارجية، وإزاء الرأي العام الداخلي، وفي أخطر مرحلة ثورية شهدها العراق خلال القرن الماضي، شكلت هذه المحطة مادة للتغطية من قبل صحف النظام وبالأخص صحيفة «العراق» الصادرة في 10 / آب / 1992([5]). وصحيفة «الثورة» الصادرة بالتاريخ ذاته([6]). وكذلك صحيفة «القادسية» بتاريخ 11 / آب / 1992([7]). وكذلك صحيفة «بابل» ومجلة «ألف باء» في 2 / أيلول/ 1992([8]). و«الجمهورية» بتاريخ 28 / أيلول / 1992م([9]). و«القادسية» الصادرة بتاريخ 8 / تشرين الأول /1992م([10]). و«القادسية» في 2 / آب / 1994م([11]).

لم يكن لنثقل القارئ بهذه النصوص الصحفية لولا الأهمية القصوى لإعادة قراءتها، والوقوف عند دلالاتها، في إطار المبحث، الذي نحن بصدده، فقد أكدنا سابقا أن هذه «الحوزة» النجفية، التي وظفها صدام حسين بهذا الشكل، الذي يصب في اتجاه سياساته الخارجية والإقليمية والمحلية، برموزها وأسمائها التي أوردتها تلك الصحف، إنما استجابت لذلك مكرهة... إلا أن الثابت في الأمر الذي لا يستطيع أن ينكره أحد، هو مبدأ الاستجابة، الذي عبرنا عنه في ما مضى، بأنه يعبر عن «حوزة مهزومة ذاتياً»... وما يمكن أن يثار بهذا الصدد هو هل أن الواقع ما كان يسمح لكل هؤلاء ـ باستثناء محمد الصدر الذي كان يخبئ مشروعه واحمد الحسني البغدادي الذي كان لديه تنظيم سري يعمل ضد النظام ـ بأن يضعوا أنفسهم في موقع الذل تحت عنوان «التقية»، لو اخلصت النوايا فعلا؟ وهل مبدأ «التقية» يبرر إذلال الأمة من خلال عملهم به الذي قلنا عنه إنه إذلال لا بعده إذلال؟ إننا نعتقد انه إذا توقف الأمر على هذا الإذلال لهم وللأمة، وعلى خيارات أخرى كانت متاحة، فلا يمكن لعاقل أو متدين أن يرجح هذا الإذلال على خيار الهجرة خارج العراق، أو على خيار ترك «الحوزة» وجلوسهم في بيوتهم، إذا ما كانوا لا يملكون جرأة وشجاعة الصدرين الأول والثاني... وإذا كانت الذريعة ـ السيمفونية ـ المعتادة التي ستقال إزاء مثل هذا الكلام بأن أمر بقائهم يرتبط بـ «حفظ الكيان الحوزوي»... فأي كيان هذا الذي نحافظ عليه بالذل؟ وما فائدة «حوزة» ذليلة تنفذ إرادة السلطان وستكون مساهمة في قتل الناس الأبرياء؟ وما الذي ستخسره الأمة من هكذا «حوزة ذليلة» تؤدي إلى إذلالها بالكامل؟ وأي منجز معرفي لهذه «الحوزة» يبرر ذبح الأمة وإذلالها؟ إنه لأمر غريب أن تدعو هذه «الحوزة» للجهاد «مكرهة» من قبل صدام حسين ضد الأميركان... فيما هي تتخلف عن الجهاد، الذي خاضه الشهيدان الصدران الأول والثاني، وتوجا جهادهما بالاستشهاد... وإن لأمر غريب أن الشعب العراقي يكون ضحية «نخبه» الفكرية والثقافية والسياسية، التي لم توضح له الفرق بين هذين «الجهادين».. «الجهاد الإكراهي» تحت راية صدام حسين.. و«الجهاد الميداني» للصدرين.. وإنه لأمر غريب أن هذه «النخبة» تصالح بين هذين «الجهادين» لـ «حوزة» النجف، ولا تفصل بشكل واضح بين الصدرين ورموز العراق الجهادية الأخرى.. وبين «حوزة» النجف بزعامة «مرجعها» الأعلى.

على أية حال ولكي تتضح الصورة بشكل أدق، لابد من الرجوع إلى صحافة النظام قبل سقوطه بسنوات قليلة لمواكبة عملية توظيفه لهذه «الحوزة» إذ ذهب عهد الخوئي، وجاء عهد السيستاني والباكستاني ومحمد سعيد الحكيم وبحر العلوم و«حوزتهم»، فقد أوردت صحيفة «الجمهورية» الصادرة بتاريخ 19/كانون الأول/1998م، ما يلي: «علماء النجف الاشرف: الدفاع عن العراق واجب مقدس

ـ من النجف الاشرف / الجمهورية: اصدر عالمان دينيان من علماء مدينة النجف الاشرف فتوى اعتبرا فيها أن الدفاع عن العراق المسلم وكيان المسلمين واجب مقدس، وأهاب الإمام محمد سعيد الحكيم الطباطبائي والسيد الحسين التقي آل بحر العلوم المسلمين، أن يوحدوا كلمتهم في وجه العدو الغاشم، ويتمسكوا بتعاليم دينهم، ودعا السيد الحسين التقي آل بحر العلوم المسلمين إلى رد الاعتداءات الظالمة بوجه واحد وإيمان صامد، معتمدين على الله. واعتبر أن الدفاع عن الوطن المسلم وكيان المسلمين من الواجب المقدس على كل من استطاع إليه سبيلا»([12]). وقد جاء في الصحيفة ذاتها بعد يومين من النص المتقدم، ما يلي:

«بغداد / واع: أصدر سماحة السيد آية الله العظمى المرجع الديني الكبير علي السيستاني فتوى دعا فيها المسلمين إلى الجهاد من أجل الدفاع عن العراق وإفشال العدوان الأميركي البريطاني البغيض الذي يتعرض له شعبه الصابر. وجاء نص الفتوى. (بسم الله الرحمن الرحيم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ قَالُوَاْ إِنّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، إلا إِنّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـَكِن لاّ يَشْعُرُونَ) صدق الله العظيم

نستنكر ما يتعرض إليه العراق العزيز من عدوان غربي سافر وندعو إلى وقفة بجميع اشكالها سائلين الله العلي القدير أن يوحد كلمة المسلمين في مواجهة المعتدين ويدفع عن هذا البلد المسلم شر الأشرار وكيد الكفار وينعم عليه بالأمان والرخاء (رَبّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ) صدق الله العظيم

 

                              سماحة السيد آية الله العظمى المرجع الديني الكبير

                                         علي الحسيني السيستاني)

 

ـ بغداد/ واع: وجه سماحة آية الله السيد حسين الصدر إمام الروضة الكاظمية المقدسة نداء إلى المسلمين عامة والى الشعب العراقي خاصة دعا فيه إلى الوقوف صفا واحدا خلف قيادة السيد الرئيس المجاهد صدام حسين حفظه الله ورعاه وفي ما ياتي نص النداء:

(بسم الله ارحمن الرحيم قال تعالى (وَمَا النّصْرُ إلا مِنْ عِندِ اللهِ) وقال تعالى (إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ). صدق الله العظيم

ونحن بمقدار ما نستنكر العدوان الجائر على وطننا الحبيب العراق العظيم من قبل الكفرة الملحدين والصهاينة المجرمين ومن اتبعهم ووالاهم ممن يدعون العروبة والإسلام، نهيب بشعبنا الصامد المجاهد الوقوف صفا واحداً بقيادة السيد الرئيس القائد صدام حسين متكاتفين متضامنين كالبنيان المرصوص أمام الأعداء الحاقدين الطامعين بأرضنا ووطننا وعزتنا وكرامتنا لنكون قد قمنا بالمسؤولية الشرعية وادينا الأمانة والله من وراء القصد إنه ارحم الراحمين.

 

                                     الكاظمية المقدسة السيد حسين الصدر)

 

ـ بغداد/ واع: وجه المرجع الديني السيد محمد كلنتر الموسوي والمؤرخ الكبير الشيخ باقر شريف القرشي نداءين إلى جميع المسلمين وأبناء العراق دعوا فيهما إلى الاستبسال للدفاع عن العراق وترابه المقدس وفي ما يأتي نص النداءين:

(بسم الله الرحمن الرحيم قال عز من قائل: (لَتَجِدَنّ أَشَدّ النّاسِ عَدَاوَةً لّلّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالّذِينَ أَشْرَكُواْ) وقال عز من قائل: (أَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللهِ وَعَدُوّكُمْ) وقال عز من قائل: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تَنصُرُواْ اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ). صدق الله العظيم

إن الدفاع عن الوطن والبلاد الإسلامية العراقية وكيان المسلمين ومقدساتهم واجب شرعي على كل من استطاع إليه سبيلا.. أخذ الله بيد المسلمين اتجاه هؤلاء اليهود عليهم لعائن الله الذين يتربصون للمسلمين عليهم دائرة السوء.

 

                                             السيد محمد كلنتر الموسوي

 

(بسم الله الرحمن الرحيم إن الاعتداء الصاروخي على وطننا العزيز من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض الحصار الغادر علينا وضرب منشآتنا الحيوية والاقتصادية وإزهاق الأنفس البريئة بصواريخهم وقنابلهم المدمرة الذي ينم عن حقدهم البالغ على هذا الوطن العظيم الذي هو القلعة الحصينة للعروبة والإسلام.. إنا نهيب بأحرار العالم أن يهبوا لإدانة هذا الاعتداء الذي هو اعتداء على العالم الإسلامي والعربي، وإنا نسأل من الله تعالى أن يمزق شمل المعتدين ويجعل عليهم غضبهم وأن يتغمد أرواح الشهداء بالرحمة والرضوان إنه تعالى ولي ذلك والقادر عليه.

 

                                                  باقر شريف القرشي

                                                  النجف الاشرف»([13])

وجاء في صحيفة (الثورة) بتاريخ 11/2/1999م ما يلي:

«نداء من آية الله السيد بحر العلوم إلى شعب العراق

صدر عن مكتب آية الله الحسين بن التقي آل بحر العلوم نداء موجه إلى شعب العراق في ما يأتي نصه: بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المجيد: (وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفّةً). (وَأَعِدّواْ لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ وَمِن رّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوّ اللهِ وَعَدُوّكُمْ)، (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ) صدق الله العظيم

يا أبناءنا العراقيين الغيارى على إسلامهم وكرامتهم ووطنهم الحبيب يا أبناء (ثورة العشرين) المنتصرة بالإيمان الأعزل في وجه الكفر المدجج بالسلاح.

نهيب بكم يا أبناء العراق المسلم أن تقفوا صفا واحداً كالبنيان المرصوص في وجه الاستعمار الكافر بثالوثه الخبيث (الأنكلو أميركي الصهيوني) وبالضالع وراء ركابه الأهوج من بعض الدول القريبة المحسوبة على الإسلام وهو من نفاقها براء. نهيب بكم يا أبناء العراق اليوم أن تقفوا كما وقف آباءكم بالأمس في وجه الاستعمار الكافر بذاته وذاتياته لتردوا الغارات الصاروخية الموجهة إلى عامة محافظات القطر وبالأخص على النجف الاشرف مثوى الإمام العظيم رائد الإنسانية والإسلام علي بن أبي طالب (ع). دافعوا أيها العراقيون النشامى عن وطنكم وإسلامكم وكرامتكم وممتلكاتكم الحيوية ومن الواجب المقدس على كل من استطاع إليه سبيلا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

                                       الحسين بن التقي آل بحر العلوم

                                      صدر عن مكتب السيد بحر العلوم

                         النجف ـ جامع الطوسي 18 / شوال لسنة 1419ﮬ»([14])

 

وقبل ذلك بتاريخ 2/كانون الثاني/1999 نشرت صحيفة «العراق» التالي:

«المراجع الدينية في الحوزة العلمية في النجف الاشرف / العدوان الهمجي الذي شنته أميركا وبريطانيا ضد العراق.

استنكر عدد من المراجع الدينية في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف العدوان الهمجي الذي شنته أميركا وبريطانيا ضد العراق. وأكدوا في فتاوى أصدروها حول العدوان الغاشم أن هذا العدوان الذي يتناقض مع كل القيم السماوية لا يستهدف العراق حسب بل الأمة الإسلامية جمعاء.. مطالبين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بإدانة هذا العدوان السافر الذي يهدف إلى إطالة أمد الحصار الجائر المفروض على الشعب العراقي. فقد اصدر الفتاوى كل من السيد علي الحسيني البهشتي، والسيد محمد مهدي سيد حسن الموسوي الخرسان، والشيخ بشير حسين (الباكستاني) النجفي، والشيخ احمد البهادلي، والسيد عدنان البكاء»([15]).

وبعد وفاة السيد بحر العلوم، الذي كان مرشح النظام لـ «المرجعية العربية» بعد صراعات مريرة خاضها جميع «المراجع» ضد «مرجعية» الشهيد محمد محمد صادق الصدر، أعطى النظام أهمية بارزة له([16]). وقبل ذلك جاء في «القادسية» الصادرة بتاريخ 4/آذار/2001م، استنكار مجموعة من المراجع للعدوان الأميركي، إذ «اصدر عدد من رجال الدين في العراق فتاوى دانوا فيها عدوان الرجعة الرابعة الأخيرة على العراق.. اصدر السادة العلماء الشيخ بشير حسين (الباكستاني) النجفي الفتاوى التي شجبوا واستنكروا فيها العدوان الأميركي البريطاني الصهيوني على قطرنا المجاهد وننشر في ما يلي يا صوراً لفتاوى السادة العلماء»([17]).

وقبل ذلك بتاريخ 12/تشرين الأول/2000 نشرت صحيفة «العراق» ما يلي:

«رجال الدين الأفاضل في النجف الاشرف يدعون للجهاد ومقاتلة الصهاينة اليهود المفسدين: (وجه علماء الدين في النجف الاشرف نداء إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية للجهاد ومقاتلة الصهاينة اليهود المعتدين على أرض المقدسات في القدس الشريف موضحين في نداءات.. أن وحدة العرب والمسلمين في مواجهة العدو الصهيوني كفيلة بالتصدي لمخططاتهم الخبيثة التي تستهدف قيم ومبادئ أمتنا العربية والإسلامية، وأهاب العلامة السيد حسين بحر العلوم بالغيارى على عروبتهم وإسلامهم في كل مكان أن يقفوا باسم الإسلام موقف الجهاد المقدس بوجه الصهاينة المتمردين مشيرا إلى أن إسرائيل اللقيطة لن تتجرأ بعدوانها الشرير ضد العرب والمسلمين إلا بدافع ودعم من الاستعمار الغربي الكافر، ودعا العلامة السيد علي السيستاني أبناء الأمة الإسلامية إلى رص صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويستجيبوا لأمر الله عز وجل بقوله (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ) وأن يكونوا يدا واحدة على من تكالب عليهم من قوى الشر والكفر. وأكد العلامة السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم أن الكيان الصهيوني فئة ملعونة مغضوب عليها بالجريمة والعدوان ما زالت تمارسها في تاريخها الطويل مستنكراً بمرارة وأسى ما قامت به العصابات الصهيونية من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى أولى القبلتين والاعتداء على الشعب العربي في فلسطين.

وقال العلامة الشيخ بشير النجفي إن من المحزن أن تتمكن زمرة من الصهاينة مليئة بالحقد والكراهية على العدالة والإنسانية من زرع كيانها في قلب البلاد الإسلامية.. مباركا انتفاضة الأقصى والدور الفاعل لأطفال وشبان فلسطين الواعي المتحمس لمواجهة العدو الصهيوني المدجج بأحدث الأسلحة وافتك آليات الحرب المدمرة المبيدة وشفاههم تبتسم للموت على الحق دفاعا عن أنفسهم وأعراضهم ومقدساتهم»([18])

 

<< الجزء الثالث  

         الجزء الاول >>

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 
 

 

لا

للأحتلال