قال
محللون ان نشر الولايات المتحدة انظمة مضادة للصواريخ قبالة السواحل الايرانية
وفي عدد من الدول الخليجية يعزز التوتر في هذه المنطقة التي تؤمن ثلث احتياجات
العالم من النفط.
وقال مصطفى العاني رئيس قسم الامن الوطني ودراسات الارهاب في
مركز الخليج للابحاث ومقره دبي "ان ذلك سيزيد من توتر ايران".
واعلنت واشنطن انها تقوم بنشر انظمة مضادة للصواريخ في منطقة
الخليج لمواجهة الخطر المحتمل ازاء اندلاع اي نزاع مسلح في المنطقة على خلفية
البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.
ومن المتوقع ان تثير هذه الخطوة غضب ايران التي سبق ان حذرت
جيرانها العرب في الخليج من المشاركة في اي تحركات اميركية مناهضة للجمهورية
الاسلامية.
الا ان ايران ستشعر بالارتياح من دون شك ازاء اعلان واشنطن عن
فشل تجربة عسكرية اميركية كانت تسعى الى اسقاط صاروخ بالستي يفترض انه يمثل
صواريخ تطلقها ايران او كوريا الشمالية.
وقد اشارت تقارير الى قيام الادارة الاميركية بنشر سفن متخصصة
تتمتع بانظمة لتعقب واصابة الصواريخ قبالة السواحل الايرانية، فضلا عن نشر
بطاريات مضادة للصواريخ في اربع دول خليجية هي البحرين والكويت وقطر الامارات
العربية المتحدة.
وتملك السعودية منذ سنوات نظام باتريوت المضاد للصواريخ بينما
تقدمت الامارات في 2008 بطلب لشراء هذا النظام.
اما البحرين فهي مقر الاسطول الاميركي الخامس، بينما تستضيف
قطر على ارضها مقر قيادة القوات الاميركية الوسطى.
وتحظى واشنطن ايضا بقاعدة كبيرة في الكويت.
وقال الخبير في شؤون الخليج وايران والاستاذ في جامعة درم
البريطانية انوش احتشامي "ان الايرانيين سيرون في هذه الخطوة انطلاقة لتعزيز
الأجندة العسكرية الاميركية".
وذكر احتشامي ان "ايران ستعتبر ان اميركا تمارس ضغوطا غير
مباشرة عليها عبر توسيع المظلة الامنية فوق جيرانها" في الخليج، مؤكدا ان طهران
"لن تنظر لذلك من زاوية ايجابية".
ولم توضح الادارة الاميركية علنا اسباب نشر هذه الصواريخ.
الا ان صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤول رفيع في الادارة
قوله ان الخطوة تهدف الى ردع ايران وطمأنة اسرائيل.
وقال هذا المسؤول ان من اهداف هذه الخطوة ايضا "طمأنة الدول
العربية لكي لا تشعر بانها مضطرة الى الحصول بدورها على السلاح النووي".
وكان رئيس مجلس النواب الايراني علي لاريجاني زار الكويت
الاسبوع الماضي وحذر الدول العربية في الخليج من مغبة السماح للقوات الاميركية
بشن عمليات ضد ايران انطلاقا من اراضيها.
وقال ان ايران "لا ترغب بالحاق اي اذى بدول مجلس التعاون
الخليجي".
وتأتي خطوة نشر الصواريخ الاميركية بعد فشل المحادثات النووية
بين ايران والدول الكبرى الست.
وكانت ايران رفضت الشهر الماضي اي وقف لعمليات تخصيب
اليورانيوم التي تجريها، ما فتح الباب امام فرض المزيد من العقوبات الدولية
عليها.
وتؤكد طهران ان برنامجها النووي سلمي الا ان الدول الغربية
تشتبه بان طهران تسعى الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها المدني.
وقال العاني ان "دول مجلس التعاون الخليجي موجودة بين مطرقة
ايران وسندان الاميركيين".
من جهته، وافق رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج
للتحليل العسكري، ومقره دبي، على ان نشر الصواريخ الاميركية يزيد من التوتر في
المنطقة.
وقال ان ذلك "يذكر الجميع بان خيار الحرب ما زال قائما".
وتسعى واشنطن الى اقناع حلفائها بفرض رزمة رابعة من العقوبات
الدولية على ايران على ان تستهدف هذه العقوبات الحرس الثوري الذي تعتقد انه
يدير البرنامج النووي العسكري.
واعتبر العاني ان واشنطن تسعى الى احتواء التهديد الايراني
عبر الحد من قدرات الصاروخية الايرانية في حال اندلاع نزاع عسكري.
وقال "ان القدرة الاستراتيجية الوحيدة لايران هي صواريخ شهاب
(البالستية) وقد اتخذ الاميركيون قرارا بشل هذه القدرة عبر نشر انظمة مضادة
للصواريخ في المنطقة".
وقال قائد القوات الاميركية الوسطى التي تدير عمليات عسكرية
تمتد بين الخليج واسيا الوسطى ان تسريع عملية نشر البطاريات المضادة للصواريخ
يشمل نشر ثماني بطاريات بمعدل اثنتين في كل من البحرين والكويت وقطر والامارات.
وذكر ايضا ان بلاده تنشر صواريخ ايجيس الموجهة والمزودة بنظام
رادار مضاد للصواريخ والتي يمكن ان تستهدف الصواريخ المتوسطة المدى، وذلك على
مركبات متحركة.