Untitled Document

أسس اللينينية


جوزيف ستالين

 

- 8 - الحزب


في العهد الذي سبق المرحلة الثورية، عهد التطور السلمي نسبياً، أيام كانت أحزاب الأممية الثانية هي القوة السائدة في حركة العمال، وكانت الأشكال البرلمانية في النضال معتبرة كأنها الأشكال الرئيسية – في تلك الظروف، لم تكن للحزب، ولا كان من الممكن أن تكون له الأهمية الجدية والفاصلة التي اكتسبها فيما بعد، خلال المعارك الثورية المكشوفة. يقول كاوتسكي، في دفاعه عن الأممية الثانية ضد الهجمات التي تعرضت لها، أن أحزاب الأممية الثانية هي أداة سلم، لا أداة حرب، وأنها، لهذا السبب عينه، لم تستطع القيام بأي شيء جدي خلال الحرب، أبان مرحلة الأعمال الثورية التي قامت بها البروليتاريا. وهذا صحيح تماماً. ولكن ما معنى هذا؟ معناه أن أحزاب الأممية الثانية ليست صالحة لنضال البروليتاريا الثوري، ولا هي أحزاب كفاح للبروليتاريا، تقود العمال إلى الاستيلاء على الحكم، بل هي جهاز انتخابي، مكيف وفقاً للانتخابات البرلمانية والنضال البرلماني. وهذا ما يفسر، على الوجه الصحيح، الواقع التالي، وهو أن المنظمة السياسية الأساسية للبروليتاريا، في المرحلة التي ساد فيها انتهازيو الأممية الثانية، لم تكن الحزب بل الكتلة البرلمانية. فمن المعروف أن الحزب، في ذلك العهد، كان ذيلاً للكتلة البرلمانية وعنصراً معداً لخدمتها. وغني عن البيان، في أحوال كهذه، أن مجرد البحث في تهيئة البروليتاريا للثورة، لم يكن له مجال، مع وجود مثل هذا الحزب على رأسها.
غير أن الوضع تبدل من أساسه، مع قدوم المرحلة الجديدة. والمرحلة الجديدة هي مرحلة الاصطدامات المكشوفة بين الطبقات، مرحلة الأعمال الثورية للبروليتاريا، مرحلة الثورية البروليتارية واعداد القوى بصورة مباشرة للقضاء على الاستعمار، ولاستيلاء البروليتاريا على الحكم. وتضع هذه المرحلة مهمات جديدة أمام البروليتاريا، هي: اعادة تنظيم كل عمل الحزب وفق أسلوب جديد، ثوري، لتثقيف العمال بروح النضال الثوري في سبيل الحكم، اعداد القوى الاحتياطية وحشدها؛ التحالف مع عمال الأقطار المجاورة؛ اقامة روابط متينة مع حركة التحرر في المستعمرات والبلدان التابعة، الخ.. الخ.. فالاعتقاد بأن هذه المهمات الجديدة يمكن انجازها بقوى الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية القديمة التي تربت في الظروف السلمية للحياة البرلمانية، هو استسلام ليأس لا قرار له، وإخلاد لهزيمة محتومة. والبقاء، بمثل هذه المهمات على الأكتاف، تحت قيادة الأحزاب القديمة، معناه البقاء في حالة تجرد تام من كل سلاح. ولا حاجة إلى القول أن البروليتاريا لم تكن تستطيع القبول بمثل هذه الحالة.
ومن هنا كانت الضرورة لإيجاد حزب جديد، حزب مكافح، حزب ثوري، لديه الشجاعة الكافية لقيادة البروليتاريين إلى النضال في سبيل الحكم، والتجارب الكافية للاهتداء إلى طريقه وسط أوضاع ثورية كثيرة التعقيد، ولديه المرونة الكافية لاجتناب الاصطدام بالصخور القائمة، من كل نوع، في طريقه إلى هدفه.
بدون حزب كهذا، لا يمكن التفكير بالقضاء على الاستعمار، والوصول إلى ديكتاتورية البروليتاريا.
إن هذا الحزب الجديد، هو حزب اللينينية. فما هي خصائص هذا الحزب الجديد؟

1 – الحزب من حيث هو فصيلة الطليعة من الطبقة العاملة
يجب أن يكون الحزب، قبل كل شيء، فصيلة الطليعة من الطبقة العاملة. يجب أن يستوعب الحزب من الطبقة العاملة، أحسن عناصرها جميعاً، وتجارب هذه العناصر، وروحها الثورية، وتفانيها المتناهي لقضية البروليتاريا. ولكن، لأجل أن يكون الحزب فصيلة طليعية حقاً، يجب أن يكون مسلحاً بالنظرية الثورية، بمعرفة قوانين الحركة، بمعرفة قوانين الثورة. وإلا فلا يكون في طاقته قيادة نضال البروليتاريا، ولا اجتذابها إلى السير وراءه. إن الحزب لا يستطيع أن يكون حزباً حقيقياً، إذا اقتصر همه على تسجيل ما يشعر به ويفكر به جمهور الطبقة العاملة، وإذا استسلم للسير في ذيل الحركة العفوية، ولم يستطع التغلب على ما في الحركة العفوية من اللامبالاة السياسية والجمود، وإذا لم يستطع الارتفاع فوق مصالح البروليتاريا الوقتية، ولم يستطع رفع الجماهير إلى المستوى الذي تدرك فيه المصالح الطبقية للبروليتاريا. ينبغي أن يكون الحزب على رأس الطبقة العاملة، وأن ينظر إلى ابعد مما تنظر الطبقة العاملة، وعليه أن يقود البروليتاريا، لا أن يخلد إلى السير في ذيل الحركة العفوية. إن أحزاب الأممية الثانية التي تعظ بالاتباعية (34)، إنما هي عميلة للسياسة البرجوازية التي تقضي بجعل البروليتاريا أداة في يد البرجوازية. ولا يستطيع أن يصرف الطبقة العاملة عن طريق الترادنيونية ، ويحولها إلى قوة سياسية مستقلة، سوى حزب ينظر إلى نفسه كفصيلة الطليعة للبروليتاريا، ويستطيع رفع الجماهير إلى المستوى الذي تدرك فيه المصالح الطبقية للبروليتاريا.
إن الحزب هو القائد السياسي للطبقة العاملة.
لقد تحدثت، فيما تقدم، عن صعوبات نضال الطبقة العاملة، وعن ظروف هذا النضال المعقدة، وتحدثت عن الستراتيجية والتكتيك، وعن القوى الاحتياطية والمناورات، وعن الهجوم والتراجع. إن هذه الظروف معقدة كظروف الحرب، إن لم تكن أشد تعقيداً. فمن ذا الذي يستطيع الاهتداء إلى سواء السبيل وسط هذه الظروف؟ ومن إذن يستطيع أن يعطي ملايين البروليتاريين توجيهاً صحيحاً؟ ما من جيش يخوض حرباً، في وسعه الاستغناء عن هيئة أركان مجربة، إذا كان لا يريد نذر نفسه للهزيمة. أفليس واضحاً، بالأحرى، أن البروليتاريا لا يمكنها الاستغناء عن أركان حرب من هذا النوع إذا كانت لا تريد أن تقدم نفسها لقمة سائغة لأعدائها الألداء؟ ولكن أين يمكن وجود هذه الأركان؟ إن حزب البروليتاريا الثوري هو الوحيد الذي يمكن أن يكون هذه الأركان. فالطبقة العاملة، بدون حزب ثوري، هي جيش بدون أركان حرب.
إن الحزب هو أركان الحرب لكفاح البروليتاريا.
ولكن لا ينبغي أن يكون الحزب فصيلة الطليعة وحسب. بل ينبغي أن يكون، في الوقت نفسه، فصيلة من الطبقة، جزءاً من الطبقة، مرتبطاً بها بجميع جذور كيانه، أوثق ارتباط. إن الفارق بين فصيلة الطليعة وبقية جمهور الطبقة العاملة، بين أعضاء الحزب وغير الحزبيين، لا يمكن أن يزول مادامت الطبقات لم تزل، ومادامت البروليتاريا تكمل صفوفها باستمرار بعناصر متحدرة من الطبقات الأخرى، وما دامت الطبقة العاملة لا تستطيع بمجموعها الارتفاع إلى مستوى الطليعة. غير أن الحزب لا يظل هو الحزب، إذا انقلب هذا الفارق إلى قطيعة، وإذا انطوى الحزب على نفسه وانقطع عن الجماهير غير الحزبية. ولا يستطيع الحزب قيادة الطبقة، إذا لم يكن متصلاً بالجماهير غير الحزبية، إذا لم يكن بينه وبين الجماهير اللاحزبية تماسّ، وإذا لم تقبل هذه الجماهير قيادته، وإذا لم تكن له عندها مكانة معنوية وسياسية.
إن مائتي ألف منتسب جديد من العمال، قلبوا مؤخراً في حزبنا. ومما تجدر الإشارة إليه أن انتساب هؤلاء الناس كلهم إلى الحزب بدافع من أنفسهم، بمقدار ما كان يدافع من سواد اللاحزبيين الذين أرسلوهم إلى الحزب. فإن سواد اللاحزبيين قد ساهموا بصورة فعلية في قبول الأعضاء الجدد، الذين ما كانوا ليقبلوا في الحزب، لولا موافقة سود اللاحزبيين. ويدل هذا الحادث على أن كل جمهور العمال غير الحزبيين يعتقدون أن حزبنا هو حزب لهم، حزب قريب منهم وعزيز عليهم، ولهم في تطوره وتوطيده مصلحة حيوية، وفي يدي قيادته يضعون مصيرهم بملء اختيارهم. ونكاد نكون في غير حاجة إلى البرهان على أن الحزب، ما كان في وسعه أن يصبح القوة الفاصلة لطبقته، لولا هذه الصلات المعنوية التي لا تقع تحت اللمس، والتي تربط الحزب بجماهير الفلاحين اللاحزبيين.
إن الحزب هو جزء لا ينفصل من الطبقة العاملة.
يقول لينين:
نحن حزب الطبقة، ولذلك فالطبقة كلها على وجه التقريب (أما في وقت الحرب، أي في عهد الحرب الأهلية، فالطبقة كلها على الإطلاق) يجب أن تعمل تحت قيادة حزبنا وأن تتراص حوله أكثر ما يمكن. أما أن تصبح الطبقة كلها تقريباً، أو الطبقة بأسرها يوماً ما، وفي عهد الرأسمالية، في حالة تستطيع معها أن ترتفع حتى تبلغ درجة من الوعي والنشاط، مثل فصيلتها الطليعية، أي مثل حزبها الاشتراكي الديمقراطي، فإن التفكير في مثل ذلك هو ضرب من المانيلوفيه(35) وشكل من السير في ذيل الحركة. وأن المنظمة النقابية نفسها (وهي منظمة ابتدائية أكثر من الحزب، وأقرب تناولاً إلى أدراك الجماعات غير المتقدمة) لا تستطيع في عهد الرأسمالية أن تشمل الطبقة العاملة كلها تقريباً، أو الطبقة العاملة بأسرها تماماً. وليس هناك اشتراكي ديمقراطي واحد سليم التفكير، داخله الشك يوماً في ذلك. فنحن إنما نخدع أنفسنا ونغمض عيوننا عن أعظم مهماتنا وواجباتنا، بل إننا نضيق نطاق هذه المهمات والواجبات، إذا نسينا الفرق بين فصيلة الطليعة وبين كل الجماهير التي تلتف حولها، وإذا نسينا أن على فصيلة الطليعة واجباً دائماً هو رفع جماعات أوسع فأوسع إلى هذا المستوى المتقدم الراقي . (لينين خطوة إلى أمام، خطوتان إلى وراء ، المجلد 6، الصفحة 205 – 206).

2 – الحزب من حيث هو فصيلة منظمة من الطبقة العاملة
ليس الحزب فصيلة الطليعة من الطبقة العاملة وحسب. بل عليه، إذا أراد فعلاً قيادة الطبقة العاملة، أن يكون أيضاً الفصيلة المنظمة من طبقته. إن مهمات الحزب، في ظروف الرأسمالية، عظيمة الأتساع والتنوع. فعليه أن يقود نضال البروليتاريا في ظروف التطور الداخلي والخارجي البالغة أقصى درجات الصعوبة. وعليه أن يسير بالبروليتاريا إلى الهجوم حين تفرض الحالة الهجوم، وعليه أن يجنب البروليتاريا ضربات عدوها البطّاش، حين تفرض الحالة التراجع، وأن يدخل في أذهان سواد العمال غير الحزبيين وغير المنظمين الذين لا يحصى لهم عدد، روح الانضباط والنظام في النضال، وأن يلقنهم روح التنظيم والصلابة. ولكن لن يستطيع الحزب تأدية هذه المهمات، إلا إذا كان هو نفسه فصيلة منظمة من البروليتاريا. وبدون هذه الشروط لا يمكن حتى البحث في مسألة قيادة الحزب الحقيقية للجماهير الغفيرة من البروليتاريا.
إن الحزب هو الفصيلة المنظمة من الطبقة العاملة.
إن الفكرة القائلة بأن الحزب هو كل منظم، قد حددت في الصيغة المشهورة التي أعطاها لينين في النقطة الأولى من نظام حزبنا الداخلي، تلك الصيغة التي تعتبر أن الحزب هو مجموعة منظماته، وأن أعضاءه هم أعضاء إحدى منظمات الحزب. أما المنشفيك الذين أعلنوا، منذ عام 1903 معارضتهم لهذه الصيغة، فكانوا يقترحون استبدالها بنظام من القبول الذاتي في الحزب، نظام يوسع صفة عضو الحزب، حتى تشمل كل أستاذ مدرسة أو تلميذ وكل محبذ أو مضرب يؤيد الحزب بشكل من الأشكال، دون أن يكون منضماً أو راغباً في الانضمام إلى أية منظمة من منظماته. ونكاد نكون في غير حاجة إلى التدليل على أن هذا النظام الفريد، لو تأصل في حزبنا، لأدى حتماً إلى ملء الحزب، حتى الحد الأقصى، بأساتذة وتلاميذ، وتحويله إلى تشكيلة غامضة عديمة الشكل، عديمة التنظيم، ضائعة في خضم من المحبذين، تمحو كل خط فاصل بين الحزب والطبقة، وتقلب رأساً على عقب مهمة الحزب التي هي رفع الجماهير غير المنظمة إلى مستوى فصيلة الطليعة. وغني عن القول أن حزبنا، لو اخذ بهذا النظام الانتهازي، لما استطاع أن يقوم بدوره كنواة منظمة للطبقة العاملة في ثورتنا.
يقول لينين:
إن وجهة نظر الرفيق مارتوف هي أن تظل حدود الحزب بدون تعيين على الإطلاق، إذ أن كل مضرب بإمكانه أن يعلن نفسه عضواً في الحزب . فما هي الفائدة من هذا الإبهام؟ إنها نشر التسمية على نطاق واسع. ووجه الضرر في ذلك هو أن هذا الإبهام ينطوي على فكرة هدم التنظيم، وخلق الالتباس بين الطبقة والحزب . (المصدر نفسه، الصفحة 211).
ولكن الحزب ليس مجموع منظماته وحسب، بل هو في الوقت نفسه النظام الأوحد لهذه المنظمات، هو اتحادها الشكلي في كل قوامه هيئات قيادية عليا ودنيا، وخضوع الأقلية للأكثرية، على أساس قرارات عملية إلزامية لجميع أعضاء الحزب. وبدون هذه الشروط لا يستطيع الحزب أن يؤلف كلا موحداً ومنظماً، في وسعه أن يؤمن، لنضال الطبقة العاملة، قيادة مستمرة ومنظمة.
يقول لينين:
قديماً، لم يكن حزبنا، من حيث الشكل، كلاً منظماً، بل كان فقط مجموع فرق خاصة، ولذلك لم يكن من الممكن أن يكون بين هذا الفرق من صلة سوى العمل الفكري. أما الآن، فقد أصبحنا حزباً منظماً، وهذا يعني انشاء سلطة، وجعل هيئة الأفكار هيبة للسلطة. وتأمين تبعية الهيئات الدنيا في الحزب للهيئات العليا . (المرجع نفسه، ص 291).
إن مبدأ خضوع الأقلية للأكثرية، مبدأ قيادة عمل الحزب من قبل هيئة مركزية، يثير غالباً هجمات من العناصر غير الثابتة، واتهامات بالبيروقراطية و التمسك بالشكليات الخ... ولا حاجة إلى البرهان على أن من المستحيل القيام بعمل الحزب بصورة مستمرة منظمة من حيث هو كل موحد، وقيادة نضال الطبقة العاملة، بدون تطبيق هذه المبادئ اللينينية، في ميدان التنظيم هي تطبيق هذه المبادئ بمنتهى الدقة. إن لينين ينعت النضال ضد هذه المبادىء بالنهيلية الروسية(36) و بالفوضوية المتعالية المتكبرة التي تستحق السخرية والنبذ.
وإليكم ما يقوله لينين عن هذه العناصر غير الثابتة، في كتابه: خطوة إلى الأمام :
إن هذه الفوضوية المتعالية المتكبرة هي، بصورة خاصة، من صفات النهيليستي الروسي. فأن منظمة الحزب تتراءى له ك فبركة مخيفة، أما خضوع الجزء للكل والأقلية للأكثرية فهو في نظره ضرب من العبودية ، أما تقسيم العمل، تحت قيادة مركز واحد، فأمر يدفعه إلى إرسال صيحات مبكيات مضحكات، احتجاجاً على تحويل الناس إلى دواليب ونوابض(37) .. وما أن تذكر أمامه قوانين تنظيم الحزب حتى ترتسم على وجهه تكشيرة احتقار، ويتفضل بملاحظة كلها ازدراء واستخفاف مؤداها أن من الممكن الاستغناء عن هذه القوانين بأجمعها...
ومن الواضح، فيما أعتقد أن هذه الاحتجاجات ضد البيروقراطية الشهيرة هدفها الوحيد إخفاء الاستياء من كيفية تركيب الهيئات المركزية، فهي ليست سوى ورقة التين... فأنت بيروقراطي لأنك عينت من قبل المؤتمر، لا وفقاً لإرادتي، بل ضد إرادتي، وأنت متمسك بالشكليات لأنك تستند إلى قرارات شكلية من المؤتمر، لا إلى موافقتي، وأنت تتصرف تصرفاً ميكانيكاً فظاً. لأنك تعتمد على أكثرية مؤتمر الحزب الميكانيكية ، ولا تأخذ بعين الاعتبار رغبتي في أن أعين عن طريق الضم، وأنت أوتوقراطي لأنك لا تريد تسليم السلطة إلى كتلة الأصحاب الطيبين القدماء . (38) (لينين – المؤلفات الكاملة، الجزء 6




وأنت تتصرف تصرفاً ميكانيكاً فظاً. لأنك تعتمد على أكثرية مؤتمر الحزب الميكانيكية ، ولا تأخذ بعين الاعتبار رغبتي في أن أعين عن طريق الضم، وأنت أوتوقراطي لأنك لا تريد تسليم السلطة إلى كتلة الأصحاب الطيبين القدماء . (38) (لينين – المؤلفات الكاملة، الجزء 6 ص 310 و 287).

3 – الحزب من حيث هو أعلى أشكال تنظيم البروليتاريا الطبقي
الحزب هو الفصيلة المنظمة من الطبقة العاملة. ولكنه ليس المنظمة الوحيدة للطبقة العاملة. فللبروليتاريا أيضاً سلسلة من المنظمات الأخرى التي لا تستطيع البروليتاريا بدونها أن تناضل بنجاح ضد الرأسمال، وهي: النقابات، التعاونيات، منظمات المعمل، الكتل البرلمانية، اتحاد النساء غير الحزبيات، الصحافة، المنظمات الثقافية والتعليمية، اتحادات الشباب، المنظمات الثورية للكفاح (أثناء الأعمال الثورية المكشوفة)، المجالس السوفياتية للنواب كشكل من أشكال تنظيم الدولة (إذا كانت البروليتاريا في الحكم)، الخ.. أن الأكثرية الكبرى من هذه المنظمات هي منظمات غير حزبية، وبعضها فقط مرتبط بالحزب مباشرة، أو متفرع عنه. وجميع هذه المنظمات هي، في بعض الأحوال، ضرورية جداً للطبقة العاملة، لأن من المستحيل بدونها، توطيد مواقع البروليتاريا الطبقية في مختلف ميادين النضال، وتقوية مراسها في الكفاح، من حيث هي قوة مدعوة إلى تبديل النظام البرجوازي بالنظام الاشتراكي. ولكن كيف السبيل إلى تحقيق وحدة القيادة مع وجود هذا العدد الكبير من المنظمات؟ وماذا يضمن أن لا يؤدي تعددها إلى عدم الانسجام في القيادة؟ قد يقول قائل: إن هذه المنظمات تقوم كل منها بأعمالها، في نطاقها الخاص، فلا يمكن، إذن، أن تزعج أحداها الأخرى. وهذا صحيح طبعاً. ولكن الصحيح أيضاً هو أن من واجب هذه المنظمات جميعاً أن توجه عملها في اتجاه واحد، لأنها تخدم طبقة واحدة هي طبقة البروليتاريين. وهنا يبرز هذا السؤال: ومن يعين هذه الخطة، وهذا الاتجاه العام الذي ينبغي على جميع المنظمات إتباعه في عملها؟ ومن هي المنظمة المركزية التي بفضل ما عندها من التجارب اللازمة، تستطيع لا وضع الخطة العامة فقط، بل في وسعها أيضاً، بفضل ما لها من هيبة كافية لهذا الغرض، أن تدفع جميع هذه المنظمات إلى تطبيق هذه الخطة، فتحقق بذلك وحدة القيادة، وتقضي على احتمال ما يمكن أن يحدث من عثرات؟
هذه المنظمة هي حزب البروليتاريا.
فلدى الحزب تتوفر جميع المعطيات الضرورية لذلك، لأن الحزب هو، أولاً مركز التجمع لأحسن عناصر الطبقة العاملة، هذه العناصر المرتبطة مباشرة بالمنظمات اللاحزبية للبروليتاريا، وهي في الكثير الغالب، تقود هذه المنظمات، وثانياً بما أن الحزب هو مركز التجمع لنخبة الطبقة العاملة، فهو لذلك خير مدرسة لتكوين زعماء للطبقة العاملة قادرين أن يقودوا جميع أشكال التنظيم لطبقتهم. وبما أن الحزب، ثالثاً هو خير مدرسة لتكوين زعماء للطبقة العاملة، فهو بفضل ما عنده من تجربة وما له من نفوذ، المنظمة الوحيدة التي تستطيع أن تمركز في يديها قيادة نضال البروليتاريا، وبذلك تجعل من مختلف المنظمات اللاحزبية للطبقة العاملة، أجهزة مساعدة وأسلاكاً موصلة تربط الحزب بالطبقة.
إن الحزب هو أعلى شكل لتنظيم البروليتاريا الطبقي.
ومن المؤكد أن هذا لا يعني أبداً أن المنظمات غير الحزبية، كالنقابات والتعاونيات، الخ... يجب أن تكون خاضعة شكلياً لقيادة الحزب المنتمين إلى هذه المنظمات والذين يتمتعون فيها بنفوذ لا جدال فيه، أن يستخدموا جميع طرق الأقناع، حتى تقترب المنظمات غير الحزبية، في عملها من حزب البروليتاريا، وتقبل قيادته السياسية بملء اختيارها.
لهذا يقول لينين أن الحزب هو الشكل الأعلى لاتحاد البروليتاريين الطبقي ، ويجب أن تشمل قيادته السياسية جميع أشكال التنظيم الأخرى للبروليتاريا. (لينين – مرض الطفولة في الشيوعية – الجزء 25 من المؤلفات الكاملة – ص 194).
ولذلك، فالنظرية الانتهازية عن استقلال المنظمات اللاحزبية و حيادها تلك النظرية التي تؤدي إلى تكاثر عدد البرلمانيين المستقلين والكتاب غير المرتبطين بالحزب، والنقابيين الضيقي الأفق، ورجال التعاونيات المتبرجزين، تتنافى على خط مستقيم، مع نظرية اللينينية وتطبيقها العملي.

4 – الحزب من حيث هو أداة ديكتاتورية البروليتاريا
إن الحزب هو أعلى شكل تنظيمي للبروليتاريا. فهو العامل القيادي الأساسي في داخل طبقة البروليتاريين، وبين منظمات هذه الطبقة. ولكن لا ينتج عن ذلك قطعاً أن الحزب غاية لذاته، وقوة تكفي نفسها بنفسها. فليس الحزب أعلى شكل لاتحاد البروليتاريين الطبقي وحسب، بل هو، في الوقت نفسه، أداة في يد البروليتاريا لأجل الوصول إلى الديكتاتورية، قبل أن يتم الوصول إليها، ولأجل توطيد الديكتاتورية وتوسيع مداها، بعد الوصول إليها. وما كان الحزب ليستطيع أن يرفع أهميته إلى هذه الدرجة ويفوق جميع أشكال التنظيم الأخرى للبروليتاريا، لو لم تجابه البروليتاريا قضية الحكم ولو لم تتطلب الأحوال التي خلقها الاستعمار، والحروب الحتمية، ووجود الأزمة، تركيز جميع قوى البروليتاريا على نقطة واحدة، وجمع كل خيوط الحركة الثورية في مكان واحد، لقلب حكم البرجوازية والوصول إلى ديكتاتورية البروليتاريا. إن الحزب ضروري للبروليتاريا، قبل كل شيء، كهيئة أركان للكفاح لا غنى عنها للاستيلاء الظافر على الحكم. ونكاد لا نحتاج إلى التدليل على أنه لولا وجود حزب قادر على حشد المنظمات الجماهيرية للبروليتاريا حوله، وعلى تركيز قيادة مجموع الحركة بيديه، في سياق النضال، لما استطاعت البروليتاريا تحقيق ديكتاتوريتها الثورية في روسيا.
ولكن الحزب ليس ضرورياً للبروليتاريا للاستيلاء على الحكم وحسب، بل هو أشد ضرورة أيضاً، للاحتفاظ بالديكتاتورية وتوطيدها، وتوسيع مداها، لأجل تأمين انتصار الاشتراكية التام.
يقول لينين:
من المؤكد أن جميع الناس، على وجه التقريب، يرون اليوم، أن البلاشفة ما كانوا ليستطيعوا البقاء في الحكم، لا أقول سنتين ونصف سنة، بل شهرين ونصف شهر، لولا الانضباط الصارم، لولا الانضباط الحديدي حقاً، في حزبنا، ولولا التأييد الكلي المتين الذي بذل للحزب سواد الطبقة العاملة، أي كل ما فيها من مفكر وشريف ومتفان إلى حد إنكار الذات، وكل ما فيها من ذي نفوذ ومن كفؤ لقيادة الفئات المتأخرة وراءه، واجتذابها معه . (المرجع نفسه ص 173).
ولكن ما معنى المحافظة على الديكتاتورية، و توسيع مداها ؟ ذلك معناه تلقين ملايين البروليتاريين روح النظام والتنظيم، معناه خلق التماسك بين الجماهير البروليتارية وإقامة حاجز يقيها التأثير الهدام الذي يبثه العنصر البرجوازي الصغير، والعادات البرجوازية الصغيرة، ذلك معناه تقوية عمل البروليتاريين التنظيمي في سبيل إعادة تثقيف الفئات البرجوازية الصغيرة وتغييرها، معناه مساعدة الجماهير البروليتارية على القيام بتثقيف نفسها حتى تصبح قوة قادرة على محو الطبقات وتهيئة الشروط الضرورية لتنظيم الإنتاج الاشتراكي. وهذا كله غير ممكن تحقيقه بدون حزب قوي بتماسكه ونظامه.
يقول لينين:
إن ديكتاتورية البروليتاريا هي نضال عنيد، دام وغير دام، عنيف سلمي، عسكري واقتصادي، تربوي وأداري، ضد قوى المجتمع القديم وتقاليده. إن قوة العادة عند الملايين وعشرات الملايين من الناس هي أفظع قوة. فبدون حزب حديدي متمرس بالنضال، ومتمتع بثقة كل من هو شريف في الطبقة المعنية، حزب يعرف أن يلاحظ حالة الجماهير الفكرية وأن يؤثر في حالتها، تستحيل قيادة هذا النضال بنجاح . (المرجع نفسه، ص 190).
إن البروليتاريا بحاجة إلى الحزب لاجل الاستيلاء على ديكتاتوريتها والمحافظة عليها، فالحزب هو أداة ديكتاتورية البروليتاريا.
فينتج إذن، أن زوال الطبقات وتلاشي ديكتاتورية البروليتاريا، ينبغي أن يجر معهما أيضاً تلاشي الحزب.

5 – الحزب من حيث هو وحدة في الإرادة لا تقبل وجود التكتلات الانقسامية
إن الفوز بديكتاتورية البروليتاريا والمحافظة عليها أمر غير ممكن، بدون حزب قوي بتجانسه وبانضباطه الحديدي. ولكن الانضباط الحديدي في الحزب لا يمكن تصوره بدون وحدة الإرادة، وبدون وحدة العمل التامة والمطلقة بين جميع أعضاء الحزب. على أن هذا لا يعني طبعاً انتفاء وقوع نضال في الآراء في داخل الحزب، بل على العكس من ذلك، فإن الانضباط الحديدي لا ينفي، بل يفترض مقدماً، وجود الانتقاد ونضال الآراء في داخل الحزب، وليس يعني ذلك، بالأحرى، أن الانضباط ينبغي أن يكون أعمى بل على العكس، فالانضباط الحديدي لا ينفي بل يفترض مقدماً الخضوع الواعي القائم على ملء الاختيار الحر، لأن الانضباط الواعي هو الذي يمكن أن يكون حقاً نظاماً حديدياً. ولكن عند انتهاء نضال الآراء، واستنفاد الانتقاد، واتخاذ القرار، تكون وحدة الإرادة ووحدة العمل بين جميع أعضاء الحزب، الشرط الذي لا غنى عنه، والذي بدونه لا يمكن تصور حزب موحد، ولا انضباط حديدي في الحزب.
يقول لينين:
في هذا العهد من الحرب الأهلية الحادة، لن يتمكن الحزب الشيوعي من أداء واجبه إلا إذا كان منظماً على أقصى درجات المركزية، ويسوده انضباط حديدي، يقرب من الانضباط العسكري، وإلا إذا كان مركز الحزب هيئة تتمتع بهيبة رفيعة، وذات سلطات واسعة، وحائزة على ثقة أعضاء الحزب العامة . (شروط قبول الأحزاب في الأممية الشيوعية، المؤلفات الكاملة، الجزء 25 – صفحة 282 – 283).
هذا ما ينبغي أن يكون عليه الانضباط في الحزب في ظروف النضال قبل الاستيلاء على الديكتاتورية.
والشيء نفسه ينبغي أن يقال، ولكن على نطاق أوسع، عن الانضباط في الحزب، بعد الاستيلاء على الديكتاتورية.
يقول لينين:
إن من يضعف لو قليلا جداً، الانضباط الحديدي في حزب البروليتاريا (خصوصاً في عهد ديكتاتوريتها) يساعد البرجوازية، في الواقع، ضد البروليتاريا . (مرض الطفولة، المؤلفات الكاملة، الجزء 25، صفحة 190).
فينتج عن ذلك، إذن، أن وجود تكتلات انقسامية في الحزب لا يتفق مع وحدة الحزب، ومع الانضباط الحديدي فيه. ولا حاجة إلى التدليل على أن وجود التكتلات يجر معه إلى تأليف عدة مراكز، ووجود عدة مراكز معناه انعدام مركز واحد مشترك في الحزب، معناه انقسام الإرادة الواحدة وتراخي الانضباط وتفككه، وتراخي الديكتاتورية وتفككها.
إن أحزاب الأممية الثانية التي تحارب ديكتاتورية البروليتاريا ولا تريد أن تقود البروليتاريين إلى الاستيلاء على الحكم، يمكنها طبعاً أن تسمح لنفسها بمثل هذه الليبرالية من حرية وجود التكتلات الانقسامية، لأن هذه الأحزاب لا تحتاج، بوجه من الوجوه، إلى انضباط حديدي. ولكن أحزاب الأممية الشيوعية، وهي التي تنظم عملها على أساس المهمة التالية، – مهمة الفوز بدكتاتورية البروليتاريا وتوطيدها – لا يمكنها أن تقبل لا بالليبرالية ولا بحرية التكتلات الانقسامية.
إن الحزب هو وحدة في الإرادة تنفي كل عمل انقسامي وكل تجزئة للسلطة في الحزب.
لذلك يبين لينين خطر العمل الانقسامي من ناحية وحدة الحزب وتحقيق وحدة الإرادة لدى طليعة البروليتاريا، هذه الوحدة التي هي شرط أساسي لنجاح ديكتاتورية البروليتاريا ، وهو ما جرى تثبيته في قرار خاص، وافق عليه المؤتمر العاشر لحزبنا، تحت عنوان حول عنوان وحدة الحزب .
ولذلك يطالب لينين بمحو كل عمل انقسامي محواً تاماً ، و حل جميع الكتل فوراً، وبلا استثناء، مهما يكن البرنامج الذي تألفت على أساسه تلك الكتل ، تحت طائلة الطرد من الحزب، بصورة مؤكدة مباشرة . (قرار حول وحدة الحزب ).

6 – الحزب يقوى بتطهير نفسه من العناصر الانتهازية
إن ينبوع العمل الانقسامي(39) في الحزب، هو العناصر الانتهازية فيه. فالبروليتاريا ليست طبقة مقفلة، بل تتدفق إليها، بغير انقطاع، عناصر أصلها من الفلاحين، والبرجوازية الصغيرة، وعناصر من المثقفين الذين استحالوا، بفعل تطور الرأسمالية، إلى بروليتاريين. وفي نفس الوقت، تجري عملية تفسخ في الفئات العليا من البروليتاريا، ولاسيما بين القادة النقابيين والبرلمانيين الذين تنفق عليهم البرجوازية من الربح الزائد الذي تبتزه من المستعمرات.
يقول لينين:
إن هذه الفئة من العمال المتبرجزين، أو من أريستوقراطية العمال ، الذين هم برجوازيون صغار تماماً، من حيث طراز معيشتهم، ومن حيث نسبة أجورهم ومن حيث كل مفهومهم للعالم، لأن هذه الفئة هي السند الرئيسي للأممية الثانية، وهي في أيامنا هذه، السند الاجتماعي الرئيسي (غير العسكري) للبرجوازية. ذلك لأنهم عملاء حقيقيون للبرجوازية في حركة العمال، ووكلاء من بين العمال لطبقة الرأسماليين، ودعاة حقيقيون للفكرة الإصلاحية و الشوفينية (40). (الاستعمار، المجلد 19، ص 77).
إن كل هذه الجماعات البرجوازية الصغيرة تتسرب إلى الحزب، بهذه الطريقة أو بتلك، حاملة إليه روح التردد والانتهازية، روح إفساد المعنويات وعدم اليقين. هؤلاء هم الذين يؤلفون، بصورة رئيسية، منبع العمل الانقسامي والتفكك، منبع تخريب الحزب وتفكيك تنظيمه وهدم الحزب من الداخل. إن القيام بالحرب ضد الاستعمار، مع وجود مثل هؤلاء الحلفاء في المؤخرة، معناه التعرض إلى النار من جهتين: من الجبهة ومن المؤخرة. ولذلك، فالنضال بلا رحمة ضد مثل هذه العناصر وطردها من الحزب هما الشرط الأولي للنضال الناجح ضد الاستعمار.
إن النظرية القائلة بأن من الممكن التغلب على العناصر الانتهازية، عن طريق النضال الفكري داخل الحزب، النظرية القائلة بأن من الواجب التغلب على هذه العناصر في نطاق حزب واحد، هي نظرية عفنة وخطرة، تهدد الحزب بالشلل، وبالوقوع في حالة مرض مزمن، أنها تهدد بجعل الحزب مرتعاً للانتهازية، وبترك البروليتاريا بدون حزب ثوري، وبحرمانها سلاحها الرئيسي في النضال ضد الاستعمار. إن حزبنا ما كان ليستطيع أن يسير على الطريق الكبرى، وأن يستولي على الحكم، وأن ينظم ديكتاتورية البروليتاريا، وأن يخرج ظافراً من الحرب الأهلية، لو كان في صفوفه أمثال مارتوف ودان، وبوتريسوف واكسيلرود(41) . وإذا كان حزبنا قد نجح في تكوين وحدته الداخلية وتكوين التماسك الذي يسود صفوفه، بصورة لم يسبق لها مثيل، فذلك يعود، قبل كل شيء، إلى أنه استطاع أن يطهر نفسه، في الوقت المناسب، من دنس الانتهازية، ولأنه استطاع أن يطرد من صفوفه دعاة التصفية(42) والمنشفيك. إن الطريق إلى تطوير الأحزاب البروليتارية وتقويتها تمر عبر تطهير هذه الأحزاب من الانتهازيين والإصلاحيين، ومن الاشتراكيين الاستعماريين والاشتراكيين الشوفينيين، ومن الاشتراكيين الوطنيين والاشتراكيين السلميين.
إن الحزب يقوى بتطهير نفسه من العناصر الانتهازية.
يقول لينين:
إذا كان صفوفنا إصلاحيون ومنشفيك، فلا يمكن الانتصار في الثورة البروليتارية، ولا يمكن صونها. هذا مبدأ بديهي. وقد أكدته بجلاء تجربة روسيا والمجر.. ففي روسيا نشأت مراراً أحوال صعبة. كان من شأنها أن تؤدي بكل تأكيد إلى قلب النظام السوفياتي، لو أن المنشفيك والإصلاحيين والديمقراطيين البرجوازيين الصغار، بقوا في داخل حزبنا.. كذلك الأمر في ايطاليا حيث يسود الرأي بوجه عام. بأن البروليتاريا تسير نحو خوض معارك فاصلة ضد البرجوازية، في سبيل الاستيلاء على سلطة الدولة. ففي فترة كهذه، ليس من الضروري فقط، بصورة مطلقة، إبعاد المنشفيك، والإصلاحيين والتوراتيين(43) عن الحزب، بل قد يكون من المفيد أيضاً حتى إبعاد شيوعيين ممتازين، من الذين يمكن أن يترددوا ومن الذين يظهرون تردداً في جانب الوحدة مع الإصلاحيين، من المفيد أبعادهم عن جميع المراكز الهامة.. إن أقل تردد في قلب الحزب، على أعتاب الثورة، وفي لحظات النضال الشديد الحامي في سبيل انتصارها، يمكن أن يؤدي إلى ضياع كل شيء، وأن يحبط الثورة وأن ينتزع الحكم من أيدي البروليتاريا، لأنه يكون حكماً غير وطيد بعد، ولأن الهجمات عليه ما تزال قوية جداً؛ فإذا انسحب الزعماء المترددون في مثل هذا الوقت، فذلك لن يضعف بل يقوي الحزب وحركة العمال والثورة جميعاً . (لينين الخطب المرئية عن الحرية المؤلفات الكاملة، المجلد 25، الصفحات 462 – 463 – 464).


(34) الاتباعية Suivisme هي السير في مؤخرة الحركة بدلاً من السير في طليعتها – هيئة التعريب.
(35) Manilovisme99 غباوة، أحلام الفارغين من الأعمال. ومانيلوف هو أحد أشخاص قصة غوغول الأرواح الميتة هيئة التعريب.
(36) Nihilisme: أو العدمية، والنهليستي هو العدمي. وكان يسمى بذلك فريق من المثقفين الروس الذين يتميزون بشدة ميولهم الفردية. واحتقارهم كل القيم الفكرية، وازدرائهم للشعب، وتقديسهم للفوضى. وقد أدى ذلك بالكثيرين منهم إلى استعمال أساليب الإرهاب الفردي ضد أفراد الطبقات الحاكمة في روسيا القيصرية – هيئة التعريب.
(37) النوابض: الزنبركات.
(38) المقصود هنا بكلمة الأصحاب : أكسيلرود ومارتوف وبوتريسوف وغيرهم، الذين كانوا يرفضون الانصياع لقرارات المؤتمر الثاني ويتهمون لينين بالبيروقراطية. (ستالين).
(39) Fractionuisme :العمل الانقسامي، ضد – هيئة التعريب.
(40) راجع الشرح في الهامش رقم 27.
(41) زعماء منشفيك، انتهازيون – هيئة التعريب.
(42) Liquidateurs: دعاة "التصفية" تيار انتهازي انهزامي ظهر في الحزب البلشفي، بعد فشل ثورة 1905 في روسيا. وكانت خطة أصحابه تلخص بالدعوة إلى وقف نضال الحزب السري، والاقتصار على الأشكال العلنية في النشاط الذي "تسمح" به الحكومة القيصرية. وهذا كان معناه تصفية الحزب وحله – هيئة التعريب.
(43) أتباع توراتي، وهو أحد الزعماء الإصلاحيين في حركة العمال في ايطاليا – هيئة التعريب.

 

التالي

- 9 -الأسلوب في العمل


الشروط الخارجية والداخلية لثورة أكتوبر

 

 

مواضيع متنوعة

يا صبر أيوب

إحدى روائع
الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد

إلى جوقة المنطقة الخضراء

     تمهلوا

 قصيدة بقلم شاعرها

حوار بين طفل فلسطيني و آخر يهودي

يحصل على جائزة أفضل كاريكاتير في أمريكا

مجرم الحرب دونالد رمسفيلد في

زيارة الى أحد الفنادق في واشنطن

مقطع من فيلم فيديو

____

كاريكاتير

 

ماهو رأيكم بالوضع السياسي ؟

 

__

فتى عراقي يفك رموز معادلة

 برنولي الرياضية

______

حول تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئه

 لتقييم المناطق الملوثة في العراق 2005

لمصلحة من يتم تجاهل التلوث

 الاشعاعي في العراق؟؟

الجزء الأول

إعداد عزام محمد مكي

حول تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئه

 لتقييم المناطق الملوثة في العراق 2005

لمصلحة من يتم تجاهل التلوث الاشعاعي

 في العراق؟؟

الجزء الثاني

إعداد عزام محمد مكي

________

كاريكاتير

ديمقراطية وحرية وسلام

 

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 
من الصدف الجميلة ان يدق لي عود المشنقة في نفس المكان الذي كنت اثير منه المظاهرات الوطنية

الشهيد حسين محمد الشبيبي