<%@ Language=JavaScript %> فتحى فريد  الليلة الثانية عشر من الثورة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الليلة الثانية عشر من الثورة

 

  بقلم / فتحى فريد 

 

أحد الثوار المصابين وأخر يحاول إسعافه

 

فى اليوم الثاني عشر على التوالى من بدء الثورة الشعبية بمصر ومازالت عمليات القهر والبلطجة والتعتيم الإعلامى يمارس ضدنا بكل أشكال الفجر والخنوع وفى حوالى الساعة 6 مساءً بتوقيت القاهرة وكنت فى هذا الوقت من ضمن مجموعات الشباب التى تؤمن مداخل ميدان التحرير من جهة ميدان طلعت حرب بوسط العاصمة وكأننا على خط النار نواجه بطش الخارجون على القانون ومأجورى الحزب الوطنى الذين تم حشدهم للفتك بالمتظاهرين بميدان التحرير ومن بينهم قيادات أمنية وأفراد بجهاز الشرطة متنكرين يقومون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على المعتصمين العزل.

هنا أوقفتنى الإعلامية القديرة / بثينة كامل طالبة منى السير معها حتى نهاية شارع طلعت حرب حيث تلتقى بإحدى الزميلات التى لا تستطيع أن تعبر الشارع خشية الفتك بها وسرت معها متجها إلى شارع طلعت حرب فى محاولة مني لتأمينها وفى منتصف الشارع خرج علينا مالايقل عن 50 فرد من البلطجية والمأجورين محاولين التحرش اللفظى بنا والتعدى على بثينة كامل هنا طلبت منها أن تسير بلا هوادة ووقفت أنا متحدثاً معهم لأشغلهم حتى تبعتد هى عن المكان الغير آمن هنا هلل هؤلاء المارقون بعبارة خادشة للحياء مصيحين بالنيل منها هنا كانت الطامة الكبرى إشتبكت معهم فسقط منهم واحد وسقطت أنا بين أيديهم فأخذت قسطاً كبيراً وقدراً وفيراً من اللكمات والضرب والسباب التى إستمرت حوالى 15 دقيقة متواصلة وحين هم بعض المارة لتخليصى من بين إيديهم كانوا يهتفون ( إسرائيلى خائن عميل) فما كان من المارة سوا مساعدتهم على الفتك بذاك الداعر الماكر الإسرائيلى.

وبعدها تم تجريدى من كافه المتعلقات الشخصية من أموال وحلى وكاميرا وموبايل وأوراق خاصة وقاموا بتسليمى إلى إحدى حاملات الجنود التابعة للقوات المسلحه المصرية مهللين بأنهم قاموا بالإمساك بهذا الأجنبى الماكر يشوه سمعه البلاد والعباد.

ركبت حاملة الجنود وتم وضع الأصفاد بيدى من الخلف ومكثت على ركبتى بشكل مهين حتى إمتلأت عيناى بالدمع مابين الحسره والألم والهوان وضعف النفس وبعد حوالى أكثر من ساعه تجوب بى هذه المركبه شوارع العاصمه مكثت أمام سنترال رمسيس بشارع رمسيس وتم إنزالى منها مقيداً بنهر الطريق والأغلال فى يدى والمارة يرمقوننى بنظرات فاتكه وجلست على ركبتى مره أخرى ولكن هنا كنى بالشارع وقام الضابط المسؤول بأمر جنوده بتفتيشى تفتيشاً ذاتياً متكامل بكافه أنحاء جسدى وملابسى أمام أعين العابرين بالطريق مما ذاد الأمر والمراره اضعافاً متضاعفه وبعد الإنتهاء من التفتيش قام الضابط بقطع الأصفاد عن يدى وحاورنى قرابه النصف ساعه حول اسباب تواجدى بميدان التحرير وأسباب التعدى على وبعدها تركنى أرحل دون أن يحمنى أحد أو دون أن يحاول أحد إعادة حقوقى المسلوبه ومتعلقاتى المنهوبه أو حتى كرامتى التى تبعثرت مره على أيدى الخارجون وأخرى على أيدى المارة وأخيرا على ايدى الجيش الذى نحمل له كل التقديروالعرفان.

وعدت مره أخرى إلى ميدان التحرير حيث الرفقاء والزملاء لاكمل معهم ما قد بداناه سويا كل هذه الأحداث لم تستغرق سوى 4 ساعات فقط ولكن كل دقيقة فيهم كانت تحمل الحزن والدمع والموت والحياة فى كل ثانيه لم أكن أتخيل ابداً أن يصل الفجر بهؤلاء المأجورين بالمحاوله أو حتى التفكير بالتعدى على النساء بنهر الطريق وكأن الشهامه والمروئه لم تمر بجوار منازلهم كأننا فى بلاد لاتعرف أى شىء عن الحياء.

لم أعد أعرف ما يكتب ومالا يكتب ربما لإختلاط المشاعر وتخبط الأفكار ولكننى أطمئنكم على بأننى فى أفضل حال لم أكسر ولكن ربما حزنت كثيراً على حالى وألمتنى نفسى ولكن مازلنا رجال.

وختاماً سأظل بالشارع ساظل متوجداً رغب بطش الباطشين ومكر الماكرين سأظل أحلم وأحيا بوطنى كما يحلوا لى ،،، ومهما حدث لى أو لغيرى فلست أذكر بجوار الثوار الذين قدموا حياتهم وأنفسهم فداء للوطن وتخليداً للثورة.

 

 

المضدر : مدونة المجنون

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا