<%@ Language=JavaScript %> بسام أبوغزالة المفاوضات العبثية ليست عبثية

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

المفاوضات العبثية ليست عبثية

 

 بسام أبوغزالة

 

         ليس في السياسةِ ما هو عبثيّ، خاصةً ما يتعلقُ بالقضيةِ الفلسطينية، التي نظنُّها أخطرَ قضيةٍ واجهها العالمُ في تاريخه. ذلك أنه، حتى في التاريخ القديم، بالرغم من كثرة الغزو، ووحشية القتل، واستعباد القويِّ للضعيف، وغيابِ فكرةِ حقوق الإنسان، لم نسمعْ بأنَّ غزاةً احتلوا بلدا وهجّروا أهله منه ليَحلّوا هم محلَّهم. ربما حلّ أولئك الغزاةُ في البلدِ الذي غزوه، لكنَّ العادةَ أن يبقى السكانُ الأصليون في بلدِهم يتعايشون مع المنتصرين حتى لو عوملوا معاملةَ الضعفاء. وحين جاء الفرنجةُ الصليبيون واحتلوا الساحلََ الشرقيَّ للبحرِ الأبيضِ المتوسط، لم يُهجِّروا سكانََ البلادِ العربَ، لا المسلمين "الكفار" ولا المسيحيين "المارقين" المنتمين للكنيسة الشرقية. لذلك نرى، أمام خطر القضية الفلسطينية، وهي التي كان التهجيرُ القسريُّ عمادَها، أنْ لا شيءَ يُمكنُ أنْ يكونَ عبثيا فيما يفعلُه الإمبرياليون، الذين أقاموا الدولةَ الصهيونيةَ بالقوةِ ولا يزالون يمدونها بأسباب الحياة، ولا فيما يفعلُه الصهاينةُ أنفسُهم، لأنّ من شأنِ العبثِ أنْ يُعرِّضَ تلك الدولة للخطر. كذلك لا مكان للعبث في التخطيط الإداري الحديث؛ والسياسةُ، في نهاية المطاف، عمليةٌ إدارية.

بناء على ذلك، نرى في المفاوضات الأخيرة، سواءٌ منها ما عُدَّت مباشِرةً أو غيرَ مباشِرة، محاولةً جادّةً وخطيرةً لإدارة الرئيس الأمريكيِّ باراك أوباما، لتصفية القضية الفلسطينية تصفيةً نهائيةً لن تكون، بطبيعة الحال وبالشواهد المرئية، لصالح العرب، فلسطينيين كانوا أم غير فلسطينيين. وهناك أسبابٌ تستند إليها هذه المحاولة:

         أولا، يريد الرئيس أوباما أن يُحقِّق إنجازاً يُساعده في الانتخابات القادمة، خاصّةً أنه وحزبَه الديمقراطيَّ يعانيان من انخفاضٍ في الشعبية قد لا يُبقي أوباما في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثانية، وقد يُُقلِّصُ عددَ مقاعدِ حزبه في الكنغرس.

         ثانيا، إنْ نجح المسعى الأمريكيُّ في تصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ، تخلّصت الولاياتُ المتحدةُ من هذا العبء الثقيل، واستطاعت الانصرافَ إلى بسط هيمنتها الإمبراطورية في العالم الثالث، خاصّةً في الوطن العربي، حيث تبقى هذه القضية، على وهن حال العرب، قضيتَه الأولى التي تحركُ جماهيرَه فيما لا يُرضي الولاياتِ المتحدةَ ولا الحكامَ العربَ المستخذين لها.

         ثالثا، يجب ألا ننسى أنّ الإمبرياليةَ البريطانيةَ، منذ انتصارها في الحرب العالمية الأولى واحتلالها جنوبَ بلاد الشام بموجب معاهدة سايكس-بيكو مع فرنسا عام 1916، هي التي أقامت الدولةَ الصهيونيةَ واستَبَقَتْ إقامتَها بتشجيع هجرةِ يهود أوربا إلى فلسطين. والمهمتان المخطَّطُ لهذه الدولةِ المختلَقةِ أن تحملاهما هما: أن تكونَ الدولةُ الصهيونيةُ كتيبةً متقدمةً للإمبريالية الغربية في المشرق العربي، وأنْ تكونَ مصدرَ اضطرابٍ في الوطن العربي يحول دون توحده وتحوُّله إلى دولةٍ كُبرى، كما كانت حاله في التاريخ. وإقامةُ هذه الدولة في خاصرة الوطن العربي، فاصلةً مصرَ عن بلاد الشام، وآسيا العربيةَ عموماً عن أفريقيا العربية، عملٌ جغراسيٌّ تفتيتيٌّ خطير. وحين غربت شمسُ الإمبراطورية البريطانية، حلّتْ محلَّها الإمبراطوريةُ الأمريكيةُ، وحملتْ إرثها في الحفاظ على الدولة الصهيونية حيةً وقوية. فلا عجبَ، وإنْ كان عيباً (إن كان في السياسة عيب)، أنْ  يُصرّ الرئيسُ أوباما على تزوير التاريخ في زعمه أنّ لليهودِ جذوراً تاريخيةً في بلادنا، وهو ما ينفيه اليوم المؤرخون وعلماءُ الآثار، بل حتى المؤرخون الإسرائيليون الجدد.[[1]] وهذا الرئيسُ، الذي احتفى به الحكامُ العربُ وكهنةُ جائزة نوبل، يخرجُ عن حدِّه مؤكِّداً أن إسرائيل "دولةٌ يهودية"،[[2]] متجاهلاً أنها أقيمت بالقوة على أرضٍ عربية، ومتجاهلاً الحقَّ الإنسانيّ للفلسطينيين المسلمين والمسيحيين الذين نجَوا من التهجير في عام النكبة وبقوا يعيشون في وطنهم ضمن حدود هذه الدولة الطارئة، وهم اليوم يُشكِّلون خُمس سكانها. كذلك يتجاهلُ الرئيسُ الأمريكيُّ حقَّ اللاجئين الفلسطينيين الذين اقتُلعوا من أرضهم عام 1948 في العودة إلى وطنهم، وهو حقٌّ أقره القرارُ الأمميُّ 194 ولا يسقطُ بالتقادم. نتساءل هنا إن كان هذا الرئيسُ يجرؤ على وصفِ بلاده بأنها دولةٌ مسيحية، أو أنها دولةُ المهاجرين الأوربيين وحدهم. لكنّ مقتضياتِ بناء الإمبراطورية الأمريكية على أسسٍ إمبريالية يبدو أنها تستلزمُ ليَّ عنق الحقيقة والتغاضي عن حقوق الإنسان وعن القيم التي يُصرُّ الأمريكيون على أن الولايات المتحدة قامت عليها ولا تزال تُقدِّسُها. ولن يفوتَ المتتبعَ للسياسة الأمريكية مدى التلفيق والكيل بمكيالين في السياسة الأمريكية.

         بيد أنّ المؤسفَ أنه ما كان للرئيسِ الأمريكيِّ أنْ يُجاهرَ بما جاهر به لو وجد احتجاجاً جادّاً لدى الزعماء العرب. وإن سمعنا شيئاً منه، فإنما هو للاستهلاكِ المحليِّ الذي يُدركُ ضرورتَه الأمريكان والأوربيون. والأشدُّ أسفاً أن هؤلاء الزعماء مستضعِفون أنفسَهم خشيةَ تحوُّلَ الولايات المتحدة عن حمايتهم، بل إنهم في هذا يتعدَّون الحدَّ المطلوبَ منهم. ولأنهم مستبدون، فإنهم لا يخشون من انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ محرَّمةٍ على شعوبهم، ولو وُجدت لهزّت كراسيَّ حكمِهم حين لا يتصدّون لهذا العبث بمقدرات أمتهم. ولو أبدى هؤلاء الزعماءُ اعتراضاً على السياسةِ الأمريكية، لاستطاعوا لجمَها إن لم يستطيعوا تغييرها. ذلك أن كثيرا من هذه السياسة قائم على فرضية خنوع المسؤولين العرب.[[3]]

         أما تصرُّف السلطة الفلسطينية في المفاوضات وغيرها، فحدّث ولا حرج. وإنْ هي إلا مثالٌ لانعدام مرجعيةٍ حقيقيةٍ تسألُ أهلَ السلطةِ عما يفعلون. كان نبيل شعث ذكر في بعض جلساته الخاصة أن الجنرال شاحاك قال له، وهما يحتسيان القهوة في فترة استراحةٍ في إحدى جولات المفاوضات، إنكم [أيها المفاوضون الفلسطينيون] محظوظون، لأنكم تقررون في المفاوضات ما تريدون. أما أنا، فإن ارتكبتُ أقلَّ خطأ، فسوف يقلع عينيَّ أعضاءُ الكنيست! بلى، حتى الفلسطينيون، وهم من كانوا يُحبون أنْ يظنوا أن منظمتهم مثالٌ للعرب في الديمقراطية، هاهم يسقطون في الدرك الأسفل من الاستبداد والفساد حين اصطنع بعضُهم هذه السلطةَ الفاقدةَ للشرعية منذ قيامها. تقرر ثلة صغيرة منهم ما تريد، خاضعةً خانعةً للعدوِّ الذي كانت يوماً "نذرت" نفسها لمقاتلته،[[4]] لأن مرجعيتها اليومَ مصالحُها الماديةُ الخاصة، لا مصلحةُ شعبها أو أمتها. لكم يحبُّ الفلسطينيون أن يكونوا متفوقين على أخوانهم العرب، وها هم حقاً تفوقوا عليهم في الفساد والاستبداد. هذا ما جاءت به مفاوضاتُ أوسلو، وكان أذهل فيها المفاوضون الفلسطينيون نظراءهم الصهاينةَ في حجم التنازل الذي قدّموه لغاية واحدة: ألا يسحبَ مؤتمرُ مدريد البساطَ من تحت أرجل كهنة منظمة "التحرير". لا نزال نذكر قول شيمون بيريز تعليقا على تلك التنازلات: كنا نظنُّ أننا نفاوضُ أنفسنا!

على أن هذه المفاوضات "العبثية" ليست سوى قمة جبل الجليد. فالولايات المتحدة تريد إعادةَ تفتيت المنطقة وإعادةَ تشكيل خريطتها، والإبقاءَ على الدولة الصهيونية كتيبةً متقدمةً لها، أقوى من العرب مجتمعين. فلا بد أولا وقبل كل شيء من القضاء على المقاومة، خاصةً المتمثلةَ بمقاومة حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في غزة والضفة الغربية. ونحن نعلم أن حرب تموز 2006 التي شنتها الدولة الصهيونية بقصد القضاء على حزب الله لم تحقق شيئاً من أهدافها، بل عرّت الجيش الصهيونيَّ الذي كان "لا يُهزَم"، فانهزم حقيقةً أمام المقاومين. وقد كانت المرةَ الأولى في تاريخ هذا الجيش أن تطلب منه الولايات المتحدة الصمود، ويصرَّ هو على إنهاء الحرب. قد لا يكون الوضعُ الآن مؤاتياً لشن حرب أخرى على لبنان بسبب توازن الرعب الذي خلقه حزبُ الله مع الجيش الصهيوني. لكنّ العمل ماضٍ على قدم وساق للوصول إلى اللحظة المناسبة للحرب القادمة. من ذلك ما نراه من توتر مفتعل في لبنان، ومن إغراق البلد بالرشاوى لتغيير خريطة الولاء، ولتأكيد التنافر الطائفيّ، لعل حرباً أهليةً ثانية تُغرق المقاومة في مستنقعها، فتبعد شرّها عن العدو الصهيوني.

في الوقت عينِه يُستثار توترٌ طائفيٌّ في الخليج بين السنة والشيعة، لم نكن نسمع به من قبل. ألا يقودنا هذا إلى البحث عن من يقف وراء هذا التوتر؟ صحيحٌ أن المتطرفين من الجانبين هم من يُثيرونه، لكنّ السؤال الذي يفرضُ نفسه علينا هو: من يُسيِّرُ هؤلاء المتطرفين من حيث يدرون أو لا يدرون؟ أما بعض علماء السنة ممن يستنكرُ أن تستخدم إيران مالها النفطيَّ في نشر المذهب الشيعي، فنسألهم عما يُعجزُ المالَ النفطيَّ "السنّيَّ" عن نشر مذهب أهله. نسأل هذا ولا نجد متسعا في هذا المقال للخوض في ما تفعله وسائل إعلام أهل النفط "السنيّ" في تغريب عقل الشباب العربي وتتفيهه. ثم نسأل: أيُصدِّق عاقل أن هذا الحماس لدى السلفية السنية الجديدة في وصف الشيعة بالروافض (لفظة قديمة لا ندري كيف استخرجت من تحت ركام التاريخ) قد جاء عفوَ الخاطر، لا وحياً أوحته جهاتٌ خارجية؟ كذلك نسألُ: أيُصدِّق عاقلٌ أنْ ليس هناك جهةٌ أجنبيةٌ أوحت بهذا الحماس لدى ذلك "العالِم" الشيعيِّ الذي لم يجد عند المسلمين اليوم من مشكلة سوى تبيان "حقيقة" عمرها خمسةَ عشر قرنا عن السيدة عائشة زوجة الرسول، فيقوده حماسُه إلى شتمها ووصف عذابها "الآن" في جهنم وصفاً لا يصدر إلا عن مختلٍّ في عقلِه، لا عن عالِم معمَّم؟ بلى، ليس في شيء من السياسة أو فيما يتعلق بها عبثٌ لا طائل تحته.

في هذا الوقت العبثيِّ نسمع أيضاً بعملية "عبثية" أخرى، ألا وهي شراء أسلحةٍ بمليارات الدولارات استعدادا لحرب قادمةٍ مع إيران! أهذه مشترياتٌ "عبثية" حقا، حين نعلمُ بتهافتِ الاقتصاد الأمريكيِّ وبحاجته الماسة إلى مثل هذه الصفقة،[[5]] وحين نرى إصرارَ الولايات المتحدة على شيطنة إيران و"خطرها الشيعي" لمجرد أنها لا تخضع للسلطان الأمريكيّ؟ قد يهاجمون إيران وقد تردعهم تبعات الهجوم. لكنهم يريدون المالَ العربيَّ على أي حال: لتمويل الحرب، إن وقعت، أو لإعادة ضخ مال النفط في الولايات المتحدة بهذه الصفقة. لكنّ دول الخليج المتسابقة على شراء السلاح الأمريكيّ تؤكد لنا ضرورته في لجم إيران التي تضمر الشرَّ للعرب. هنا نسأل: لمَ لا تخافُ هذه الدولُ من السلاحِ النوويِّ الإسرائيليّ، بينما ترتعدُ خوفا من المفاعل النووي الإيراني أن يكون مقدمةً لسلاح نووي قد يكون وقد لا يكون؟ وعلى افتراضِ غيابِ العقل في إيران ورغبةٍ مجنونةٍ تمسُّها في غزوِ جيرانها العرب، ما حاجتُها إلى إخضاعِهم بسلاح نووي؟ وهنا نسأل أيضا: لماذا لم يتذكّرْ زعماءُ العربِ السنّةُ مروقَ الشيعة، ممَثَّلين بإيران، إلا حين قضت الثورةُ الإيرانيةُ على الشاه، صديقِ الولايات المتحدة وإسرائيل؟

تلك صورةٌ كليةٌ غيرُ عبثية للأجواء التي تقع فيها المفاوضات "العبثية" الفلسطينية. وفذلكة القول هنا: إنّ رأسَ المقاومة والممانعة هو المطلوب إسرائيليا وأمريكيا، بل وأوربيا أيضا. لا مكان في عالمهم لمن لا يستخذي لهم. لكنّ الأخطرَ من كلِّ هذا أنْ تكونَ السلطةُ "الفلسطينية" أداةً للولايات المتحدة وإسرائيل في مقاومة المقاومة، وسدّاً حاجزاً أمام العرب جميعاً في سعيهم لاسترداد كامل التراب الفلسطيني. رحم اللهُ عبد الله الريماوي يوم حذّر من الإتيانِ بفلسطينيٍّ لتوقيع صكِّ الاستسلام، في إشارةٍ إلى منظمة التحرير الفلسطينية؟ ورحم الله فايز الصايغ يوم قال إنْ لم يكن جيلنا قادرا على استرداد فلسطين، فليس له أن يُغلق باب التحرير على الأجيال القادمة.

لكنهم يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

 

بسام أبوغزالة

تشرين الأول 2010


 

[1] ظهر في دولة الاغتصاب الصهيونية مجموعة مؤرخين من أمثال بني موريس اكتشفوا في أبحاثهم أن الرواية الصهيونية محض تلفيق. لكن المؤرخ شلومو ساند زاد بأنْ أكد في كتابه، إعادة اختراع الشعب اليهودي، على أن اليهود الحاليين لا علاقة لهم ببني إسرائيل المذكورين في الكتب المقدسة، بل ينتمون لأقوام شتى اعتنقوا اليهودية. فالسكناج (يهود أوربا الذين أسسوا الحركة الصهيونية وعلى عاتقهم قامت الدولة الصهيونية) أصلهم من مملكة الخزر التي كانت وثنية قبل اعتناقها الديانة اليهودية في القرن الثامن الميلادي، ويهود اليمن عربٌ أقحاحٌ اعتنقوا هذه الديانة في القرن الرابع الميلادي، وهكذا.

[2] راجع خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 23 أيلول 2010، على الرابط: (http://www.guardian.co.uk/world/2009/sep/23/barack-obama-un-speech)، وكان أيضا قال الكلام عينه في خطابه أمام مؤسسة آيباك الصهيونية في 4 حزيران 2008، في أثناء حملته الانتخابية لاجتذاب أصوات اليهود. راجع الرابط: (http://www.npr.org/templates/story/story.php?storyId=91150432)

[3] يُروى عن هنري كِسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنه كان في علاقته مع العرب يتبع ما أسماها نظرية الخيمة والسوق. فالخيمةُ تُمثِّلُ الحاكم العربي المطلق، أي شيخ القبيلة الذي يملك وحده قرار سياسة بلاده، والسوق تمثل ولعَ العرب (والشرقيين عموما) بالمساومة – حسبَ ما كان يقول. فكان يعرض على "الشيخ" الفكرة وينتظر جدل المساومة حتى يستقر الرأي على قبول ما تريده الولايات المتحدة. 

[4] في علم النفس، جوهر الإنسان لا يتغير منذ طفولته، وإن كان للظروف أثر في مسلكه. لذلك لا يصدق المرءُ أن أصحاب هذه السلطة الفاسدة كانوا يوما يقاتلون صدقاً لاسترداد فلسطين، ثم ينقلبون اليوم خدما للعدو.

[5] يقول الكاتب الأمريكي جون بيركنز إن الولايات المتحدة صممت منذ عام 1973 على "إعادة ضخِّ دولارات النفط في الولايات المتحدة." راجع كتابه، اعترافات قاتل اقتصادي، ترجمة بسام أبوغزالة، (عمان، دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، 2010) ص. 115. كذلك لا بد من التذكير بأن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بنزع الأجزاء الخطيرة من تلك الأسلحة كيلا تكون مؤذية لإسرائيل إن صُوِّبت عليها – وهي إمكانية تكاد تكون مستحيلة.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

 

 

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال