Untitled Document

    | المرأة | فنون وآداب |   إتصل بنا | الأطفال |  إرشيف الأخبار | الصفحة الرئيسية |  مقالات | دراسات

 

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 

 

 إفترض أن جمال مبارك استقبل قافلة" شريان الحياة "!

بقلم :عادل الجوجري

رئيس تحرير صحيفة الانوار

القاهرة

يوما على صدر يوم يثبت النظام المصري ،الرئيس وولداه أنهم لايعملون فحسب ضد مصلحة شعب مصر بل يعملون ضد مصلحة انفسهم ،وقد فقدوا الاهلية في اتخاذ قرارات تحسن من صورة النظام أمام الرأي العام في مصر وخارجها..كيف؟

تعالى نفترض أن جمال مبارك وهو رجل مسؤول عن لجنة السياسات التي هي أهم لجان الحزب الحاكم او هي القيادة الفعلية للحزب،تعالوا نفترض أن جمال أو حتى أخيه علاء تكرم الواحد منهم أو كلاهما باستقبال قافلة "شريان 3" في ميناء العقبة ووفرا للمشاركين كل سبل الراحة واقنعا والديهما بأن يفرج عن القافلة ويدعها تمر من الاراضي المصرية بدلا من السبع دوخات والعودة الى الاردن ثم سوريا والابحار الى ميناء العريش وكأن النظام المصري يريد ان يقدمهم عظة لكل من يفكر في تقديم العون لشعب غزة.

 افترض أن جمال اعطى لكل من شارك في القافلة ولكل ناشط أوروبي وردة او قلم جاف من فئة نصف جنيه او قدم علاء بيه لكل ناشط قطعة حلوى لمناسبة مولد النبي او العيد الهجري او العيد الميلادي ...ألم يكن ذلك اجدى للنظام لتحسين صورة النظام السيئة "وكلمة سيئة هي المهذبة التي عثرت عليها" في الداخل والخارج ومابينهما.؟

تعالوا نفترض ان علاء وجمال قاما باستقبال  الناشطين الأوربيين الذين تجاوز عددهم حوالي 1400 ناشطا من 43 دولة والذين حضروا الى القاهرة لتقديم العون والمساعدة الى شعب غزة المحاصر،وقاما بالحوار مع الناشطين  في اطار حوار الحضارات...أليس هذا أجدى للنظام من الحوار مع الحاخام الاعظم او الحوار مع الاستاذ نتنياهو؟

لو كان هناك عقل لهذا النظام لهرول واخترع قافلة شريان الحياة لكنها جاءته على طبق من فضة فغا به يرفضها ويتعامل معها على أنها بنت الجارية لأن الاستاذ نتنياهو سوف يشرف القصر الجمهوري  متبعا الآليات التي صدعنا بها ابو الغيط.

              ان هذا النظام لايفتقد الى الرشد فحسب ناهيك عن انه لايعترف بالعروبة ولا القومية العربية ويستفز ممن يروجها او حتى ينطقها،وانما ايضا ليس لديه بوصلة تحدد له مصلحته،ولا رجال يرسمون له سياسات تنقذه من عذاب الدنيا والاخرة،لذلك نعتذر للقارئ عن الافتراضين المستحيلين  ..للأسباب التالية:

أولا:لأن جمال واخوه علاء مهمومان بكرة القدم ومشغولان بالكلام الفاضي،ولاتحتل قضية فلسطين أي مكانة لديهما وقد صرح علاء في أحد

 البرامج الرياضية بأن "سيبونا من القومية العربية" ولم يعرف عن احدهما أو كليهما أي اهتمام بالمقاومة في العراق مثلا ولاانتصار حزب الله على العدو الصهيوني، ولايعرفان عن حركة حماس الا مايعرفه مفكر فذ من وزن أسامة سرايا الذي القت به الظروف على نفس المكتب الذي يجلس عليه الهرم الخامس الاستاذ هيكل باعتبار ان عبد الناصر هو الهرم الخامس.

سبحان الله.

فالمعروف عن الشقيقين انهما  يهرولان خلف مباريات كرة القدم ليس فقط المباريات التي يشارك فيها المنتخب فحسب ،وانما المباريات المحلية ايضا فقد تولى السيد علاء مؤخرا ماسمي مبادرة حب بين فريقي الاسماعيلي والاهلي ونزل علاء الى ارض استاد الاسماعيلية وكأنه ذاهب لتحرير غزة او لكي يفتح عكا في حين ان القصة كلها هي استغلال الفرصة للظهور على شاشات  التليفزيون في محاولة لمسح غبار الهزيمة المدوية في الخرطوم امام فريق الجزائر والتي تم تصويرها على انها  كارثة الكوارث.

ثانيا: ان جمال مبارك تحديدا لم يلتق في حياته -ولو على سبيل السهو والخطأ - أحد قادة المقاومة العربية في العراق او فلسطين أو لبنان، ولم يحدث مرة ان زار دمشق أو بغداد لكن رجليه تعرفان السكة جيدا الى البيت الابيض وواشنطن وباريس ولندن وهو حامل الجنسية البريطانية،وحريص على ان يستخدم اللغة الانجليزية عندما يتعثر في ايجاد مفردة من القاموس العربي يمكن أن تطاوعه ليعبر عن فكرة ما،لذلك لايتوقع اطلاقا ولاحتى في الخيال ان يقوم جمال مبارك باستقبال المتطوعين من العالم كله من اجل فلسطين لكنه على استعداد للذهاب الى الخرطوم وابعد من ذلك لتشجيع منتخب كرة القدم،وهو بمكن ان يستيقظ مبكرا لكي يذهب الى معسكر النتخب الكروي ليشد من أزر المقاتلين وراء الكرة اما المقاتلون من اجل تحرير فلسطين او على الاقل رفع المعاناة عن شعب غزة ،فليس لهم إلا جورج جالاوي ورامزي كلارك،واولئك الناشطين الذين يبددون اوقاتهم في قضايا تثير النكد من نوع فلسطين والعراق والجولان وهلم جرا.

ثالثا: ان الغرور ملأ رأس رجالات النظام،وتحول الغرور الى عند ثم صار العند كفرا بفلسطين واهلها ومثلما شعرت العصابات الصهيونية يوما ان غزة عبئ عليها يشعر النظام الحاكم في القاهرة ان غزة وفيها حماس صارت ثقيلة على قلبه، ويتمنى ان يستيقظ فلايجدهما على الخارطة ابدا..مع أن أمن مصر الحقيقي يبدأ من الشام ويمر من غزة،ونحن لم نهزم الصليبيين ولا التتار الا من هذا المحور البري،ونصيحة التاريخ لنا تتمثل في تقوية حماس والمقاومة لأن العدو الصهيوني لايمكن ان يكون صديقا لمصر في يوم من الايام ،والرئيس مبارك نفسه يفترض فيه أنه يدرك أكثر من غيره طبيعة العدو وحليفته واشنطن.

واذا كان بسبب تقدم العمر قد نسي فقد ذكره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الي ارسل مندبا الى العقبة في محاولة مننه لاقناع

القنصل المصري بالموافقة على مرور القافلة لكن القنصل المسكين محكوم بقرارات الباب العالي .رابعا:ان الثقافة التي تحصل عليها السيدان جمال وعلاء ليست ثقافة عروبية ولانهضوية ولا مقاومية بل هي سياسة الحكمة والاعتدال واعتبار المقاومة مغامرة، والنضال توريط والكفاح المسلح سخيف،والصواريخ بعيدة المدى من طراز سكود هي"بمب أطفال"...ألم تكن تلك مصطلحات فخامة الرئيس الاب المعلم لأولاده وهو يصف المقاومات العربية من العراق الى فلسطين؟

لهذا نقول من شابه أباه فماظلم.

ولاداعي لأن يفترض أحد ماإفترضناه في هذا المقال لأن بعض الفرض إثم.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم