|
|
---|
|
صوت اليسار العراقي
تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين webmaster@saotaliassar.org للمراسلة |
---|
اعمال مؤتمر دعم المقاومة العربية
بيروت/ اعلام
افتتح الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة بعد ظهر امس في قصر الاونيسكو، اعمال مؤتمره بعنوان "مع المقاومة" في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزير الدولة الدكتور عدنان السيد حسين، رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بوزير التربية الدكتور حسن منيمنة، كما حضر عدد كبير من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين من لبنان وغالبية البرلمانات العربية والعالمية، وممثلي الاحزاب الوطنية والفصائيل الفلسطينية وشخصيات سياسية ومحلية وعالمية
بدأ المؤتمر بتلاوة آية من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد عساف، ثم النشيد الوطني، فكلمة عريف الاحتفال عضو المجلس الوطني للاعلام غالب قنديل، تلاه رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى خالد سفياني فوجه تحية "الى الذين اتو من كل اصقاع العالم من القارات الست من اميركا اللاتينية واميركا الشمالية، ودول العالم الاسلامي، والاقطار العربية ومن خلالكم لاقول لشهدائنا الابرار وللمقاومين والمقاومات الصامدين ولاسرانا الاحباء الذين نعتبرهم هم الاحرار ونحن الاسرى انكم انتم زرعتم فينا معنى الحياة وزرعتم فينا معنى الكرامة واعطيتمونا الامل وقتلتم بمقاومتكم كل محاولات زرع ثقافة الهزيمة، انتم الذين رفضتم ان تركعوا ونرفض برفضكم ان نركع، ورفضتم الخضوع للاملاءات الصهيونية والاستعمار وانتم الذين اوقفتم كل محاولات احتلال باقي اقطار امتنا، انتم الذين استخدمت ضدكم كل محاولات التدجين ولم تنفع".
وتابع: "انتم ايها الاحرار في العراق وفلسطين ولبنان الذين من اجلكم تقاطر الالاف من ابناء امتنا ومن اقطار العالم لكي يقولو لكم بانكم لستم وحدكم وان المقاومة محتضنة من كل احرار العالم وكل ابناء امتنا العربية والاسلامية".
اضاف: "ان كل محاولات الوصاية لم تنفع ولن تنفع. واكد ان فلسطين المحتلة ستتحرر من البحر الى النهر وان العراق المحتل لن تنفع كل المحاولات السياسية الا بتحريره من الاحتلال". وختم: "ان كل من يحاصركم انما هو يحاصر نفسه يوما بعد يوم اما انتم ايها المقاومون في فلسطين ولبنان والعراق فأنتم احرار ومصممون على النصر".
السيد نصرالله: كما كنت اعدكم دائما في كل مواجهة سنفشل اهداف العدوان وسنهزمه
وألقى السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله كلمة قال فيها: "أرحب بكم جميعا في مدينة بيروت، عاصمة الثقافة والحرية والعروبة والنضال والمقاومة، وأهلا بكم في لبنان القوي الذي تخلى عن أعجوبة قوة لبنان في ضعفه إلى حقيقة قوة لبنان في تضامن جيشه وشعبه ومقاومته. أهلا بكم في لبنان المنتصر الذي استطاع بدماء أبنائه وتضحيات شهدائه ومقاومته الباسلة أن يطرد المحتل من أرضه وأن يستعيد أسراه من السجون وأن يقف شامخا عزيزا في مواجهة الأخطار والتحديات والتهديدات الصهيونية، صانعا لشعبه وأمته موقعا جديدا ومتقدما على طريق النصر الحاسم إن شاء الله. والشكر لكم بعد الترحيب والشكر لكم على حضوركم الكبير والصادق لدعم المقاومة، لدعم مشروعها وحركاتها وشعوبها وثقافاتها، لإحتضانها ومساندتها في زمن التحدي وزمن الصعاب، واعلموا أيها الإخوة والأخوات أن لحضورِكم المبارك وما ستقدمونه من رؤى ومواقف عظيم الأثر على وعي شعوبنا وإرادتها وعزمها وهمتها وثقتها بالمستقبل".
أضاف: "في الوقت المتاح الضيق الذي ألجأني إلى الكتابة، أود أن أتحدث عن الجانب المضيء في الصراع القائم. أما الجانب المظلم فيتحدث عنه الكثيرون للاسف في هذا العالم، منذ أن قامت قوى الهيمنة والاستكبار بإيجاد إسرائيل ككيان غاصب لفلسطين وثكنة عسكرية متقدمة للاستكبار كانت تطمح هذه القوى وعملاؤها الصهاينة إلى إقامة كيان قوي إستيطاني توسعي يشكل الضمانة الدائمة لمصالحهم في منطقتنا في ما عرف بمشروع إسرائيل الكبرى، كان الإنتصار الإسرائيلي في عام 48 تأسيسيا وفي ال67 توسعيا، واعتقد الصهاينة واسيادهم أنهم على مقربة من إنجاز مشروع إسرائيل الكبرى، ثم كانت حرب رمضان تشرين عام 1973. واليوم، سأتحدث عن حقائق من دون مجاملات كانت مفصلا تاريخيا ومهما في الصراع مع العدو الإسرائيلي، لقد سطر بحق الجيشين العربيين المصري والسوري ملاحم بطولية وتاريخية لا تنسى ووضعا حدا للأمل والطموح الصهيوني بالتوسع ولكن من دون الإجهاز على هذا الطموح، بعدها بسنوات اخرج النظام المصري مصر من معادلة الصراع مع إسرائيل عبر كمب ديفيد، وكان هذا اخطر تحول في تاريخ الصراع، ولكن شاء الله المنان ان يدخل الإمام الخميني إيران إلى معادلة الصراع عبر الثورة الإسلامية المظفرة وإسقاط نظام الشاه العميل للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وكان هذا ايضا أخطر تحول في تاريخ الصراع".
وتابع: "عام 82 اجتاحت القوات الصهيونية لبنان واحتلت العاصمة العربية بيروت، وأرادت السيطرة على لبنان وإلحاقه نهائيا بها، أحيا نجاح الإجتياح الإسرائيلي حلمها في إقامة إسرائيل الكبرى من جديد، ولكن بعد سنوات قليلة من مقاومة اللبنانيين وتضحياتهم ودمائهم الزكية وصمودهم الأسطوري خرجت إسرائيل من لبنان ذليلة مهزومة تجر ذيلها بين رجليها، كما قال الصهاينة انفسهم في 25 أيار 2000، كان هذا إعلانا صارخا بالسقوط النهائي لمشروع إسرائيل الكبرى، وبدأ التنظير لإسرائيل العظمى المتفوقة في القوة في مقابل المشروع السابق إسرائيل الكبرى الممتدة في الجغرافيا".
وقال: "بعد أشهر قليلة من الانتصار اللبناني كانت انتفاضة الاقصى في فلسطين التي تحولت إلى مقاومة جهادية رائعة متصاعدة، وبدأت إسرائيل العظمى تشعر بالإرتباك والضعف والقلق وتتحدث عن معركة الوجود والإستقلال الثاني من جديد وحتى البقاء في فلسطين التاريخية بات متعذرا، فغزة المقاومة تخرج الإحتلال بالمقاومة ويتمنى الصهاينة من غيظهم وحقدهم لغزة ان تغرق في البحر ولن تغرق في البحر، بل ستغرقهم إن شاء الله، وأقيمت الجدران في الضفة كأنها محاولة لترسيم حدود جديدة يختبىء فيها الصهاينة خلف الجدران من بأس المجاهدين والاستشهاديين الفلسطينيين، شنت إسرائيل بعد ذلك حربها العدوانية على لبنان في تموز 2006 لسحق المقاومة، فبقيت المقاومة في لبنان وقويت وتعاظمت، وشنت الحرب لإستعادة هيبة الردع الضائعة فضاع ما بقي من هيبة ردع واعترفت كل إسرائيل بهزيمتها في تموز وتداعت احلام إسرائيل العظمى في مارون الرأس وعيتا الشعب وبنت جبيل ليختم على مشروع إسرائيل العظمى بالدم الاحمر الذي قاتل حتى الشهادة والانتصار في غزة 2008".
أضاف: "خرجت إسرائيل من حروبها مع المقاومة في فلسطين ولبنان تدرس عند "فينوغرادها" وتستخلص عبرها وتحاول ترميم جيشها ومعنوياتها، إسرائيل اليوم أيها الإخوة والأخوات وبصدق ومن دون مبالغة تعيش مأزقا حقيقيا يتحدث عنه قادتها وخبراؤها وصحفها ونخبها واحزابها واستطلاعات الرأي العام فيها، مأزق المشروع والحلم، مأزق الزعامة والقيادة، مأزق الجيش الذي كان لا يقهر فقهرته فئة قليلة من المقاومين والمجاهدين، مأزق الثقة بالنظام والمؤسسات والمستقبل، وهي تحاول اليوم ان ترمم ذلك كله عبر صليل السلاح وقرع طبول الحرب والتهديدات المنبرية اليومية للبنان وغزة ولسورية وإيران، هذه التهديدات التي ما عادت تخيف إلا الجبناء والمهزومين، أما الذين خبروا ساحات الجهاد وذاقوا طعم النصر الإلهي فإنهم مشتاقون إلى اللقاء والمواجهة ليصنعوا لأمتهم عزا جديدا ونصرا كبيرا ان شاء الله".
وتابع: "ها هي إسرائيل المهزومة تستعين على حركات المقاومة وشعوب المقاومة بالمجتمع الدولي وبمجلس الامن الدولي وبالمؤسسات الدولية وببعض الأنظمة العربية والمخابرات العربية وبإقامة الجدران الفولاذية وبحملات الترهيب والتشويه والحصار، ولكنها في الوقت نفسه تحسب للمواجهة العسكرية المباشرة كل حساب للمرة الأولى. ايها الإخوة والأخوات، تبحث إسرائيل عن ضمانات النجاح والنصر في أي حرب مقبلة، اما على صعيد مواجهة مشروع الهيمنة الاميركي في المنطقة أستطيع القول ايضا، اننا تجاوزنا مرحلة من اخطر المراحل في تاريخ منطقتنا وأمتنا حيث كانت القوة الاميركية العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية قد وصلت إلى القمة في العقدين الاخيرين وشجعها إستفرادها في العالم ان تذهب في مشروعها وفي هجومها على منطقتنا ودولنا وشعوبنا إلى النهاية، مقتنصة ما اعتبرته فرصة تاريخية لحسم صراعها مع أمتنا فكان الإحتلال الاميركي لافغانستان وللعراق وكان التهديد الدائم لنظام الجمهورية الإسلامية في إيران ولسورية الاسد ومحاولة السيطرة على لبنان والدعم والرعاية المطلقة للحروب الإسرائيلية على لبنان وغزة، وكان المطلوب تحقيقه تصفية حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان وتجفيف كل منابع الدعم والمساندة المختلفة لهذه الحركات في العالم، إسقاط الانظمة الممانعة لمشروع الهيمنة والداعمة للمقاومة خصوصا في إيران وسورية والسودان، فرض ثقافة الإستسلام والعجز على شعوبنا وحكوماتنا، انجاز تسوية للقضية الفلسطينية بالشروط الاميركية الإسرائيلية، إدخال المنطقة نهائيا في العصر الاميركي الصهيوني وكان عنوان المشروع والهجوم والمعركة هو الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عن مخاض ولادته كونداليزا رايس في بداية حرب تموز 2006".
وقال: "مجددا إستطاع مشروع المقاومة والممانعة والصمود، إستطاع اهل المقاومة والممانعة والصمود وانتم منهم ان يحققوا انجازات تاريخية كبيرة، صمدت حركات المقاومة في كل الساحات امام الحروب ومحاولات التصفية الجسدية والمعنوية، وصمدت حكومات الممانعة امام الضغوط والعزل والعقوبات، وتمسكت شعوبنا بثقافة الكرامة والحرية والجهاد فباتت اكثر إباء للضيم ورفضا للذل وللاستسلام ودخلت مفاوضات التسوية في حالة "كوما" ويعمل العديد من الأطباء الفاشلين لانعاشها من جديد، وانهار مشروع الشرق الاوسط الجديد امام قبضات المجاهدين ووعي الخواص وتضحيات العامة ودماء الاطفال والنساء والعجزة والدمار الهائل الذي صنع بالصمود وبالمقاومة انتصارات هائلة".
اضاف: "إن لم نتحدث اليوم عن سقوط المشروع الاميركي في منطقتنا نهائيا، فيمكننا في الحد الأدنى أن نتحدث عن الفشل الأميركي والإخفاق والتراجع والإحساس بالعجز وانعدام الخيارات، وكل هذه مقدمات السقوط النهائي لهذا المشروع وهذه الحرب على أمتنا إن شاء الله، هذا توصيف سريع لعظيم انتصارات وإنجازات المقاومة في أمتنا وفي منطقتنا، والتي تحققت أيضا - يعني مما يزيد في عظمتها وأهميتها وتاريخيتها وروعتها - أنها تحققت في أسوأ الظروف العربية في تاريخ أمتنا العربية، في أسوأ الظروف العربية والدولية التي تعرفونها، حركات المقاومة أنجزت هذه الإنتصارات الكبرى في أسوأ ظروف عاشت فيها الغربة والوحدة والحصار والترهيب والتخويف والتآمر والتواطؤ والطعن في الظهر حتى من ذوي القربى، ولكنها انتصرت بإخلاصها وصدقها وعزمها وتضحيات مقاوميها ودماء شهدائها الأطهار. نقول هذا كله لنؤكد لشعوبنا ومن خلال مؤتمركم الكريم أن خيار المقاومة هو خيار حقيقي واقعي عقلائي منطقي منتصر وله آفاق كبيرة وآمال عظيمة، ليس مجرد انفعال عابر أو نزوة غضب ثائرة".
وتابع: "أيها الإخوة والأخوات، إن مشروع المقاومة وإن حركات المقاومة وشعوبها بحاجة إلى كل أشكال الدعم والمساندة والإحتضان السياسي والإعلامي والمعنوي والقانوني والمادي وغير ذلك وخصوصا في مواجهة الحرب النفسية، إن هناك أخطارا عديدة ما زالت تواجه حركات المقاومة وأهمها وأخطرها، باعتقادي وهذا أملي في نهاية الخطاب أطلب من هذا المؤتمر بمن يضم المساعدة الحقيقية في مواجهة هذا النوع من الحرب، حرب التشويه للمس بوعيها وإرادتها ومصداقيتها وثقة أهلها بها في كل وطن وثقة أمتها بها على المستوى العام، كيف، من النقاش بجدواها وتبعاتها - الذي جرى في لبنان وغزة من حديث عن الشهداء والدمار - من النقاش بجدوها وتبعاتها مع انتصاراتها الواضحة، إلى اتهامها بارتكاب جرائم لا علاقة لها بالمقاومة بها بل هي تدينها في كل مناسبة إلى اتهامها بالمفاسد الأخلاقية من ترويج المخدرات وغير ذلك، على الطعن برموزها وقياداتها وفصائلها وأطرها، إلى وصمها بالطائفة والمذهبية، إلى اتهامها بالإرتهان إلى الدول الإقليمية وخصوصا بالإرتهان لإيران وسوريا المشكورتين دائما وأبدا على الدعم اللامحدود واللامشروط الذي تقدمه للمقاومة، مع أن حركات المقاومة في بلادنا هي اليوم من أشرف الحركات الوطنية في التاريخ ومن أشرف الحركات الوطنية في العالم، إلى وصمها بالإرهاب واتهامها بالترويج لثقافة الموت التي تعني ثقافة الجهاد والشهادة في مقابل ثقافة الإستسلام التي يسمونها ثقافة الحياة، إلى حشرها وجرها لصراعات داخلية تأبى المقاومة الدخول فيها، إلى الضغط عليها لتبديل أولوياتها، إلى تضليل الأمة لاستبدال العدو بصديق من العداء لسوريا إلى العداء لإيران، على محاصرة المقاومة محاصرة صوتها وخطابها القانوني العقلائي المنطقي الإنساني الإيماني الشريف الواضح من خلال منعها من الحضور في المؤتمرات ومن خلال القانون الذي تعمل الإدارة الأميركية على إصداره لكم الأفواه والذي يستهدف بالدرجة الأولى قناتي "المنار" و"الأقصى" وغيرها من الفضائيات العربية التي تحاول أن تقول الحقيقة".
وقال: "وللأسف الشديد أيها الإخوة والأخوات، فإن الكثير من وسائل الإعلام العربي والأقلام التي تسمى عربية، وفي ظل إمكانات مالية وتقنية هائلة تستخدم في خدمة هذ الحرب على حركات المقاومة".
اضاف: "إن كان لي في نهاية الكلمة من دعوة أو مناشدة لمؤتمركم الكريم الذي يضم هذه النخب السياسية والفكرية والدينية والثقافية والجهادية من أنحاء العالم، إن كان لي من دعوة أو مناشدة، هي: أن تساندوا المقاومة بالدرجة الأولى في مواجهة هذه الحرب النفسية الهائلة التي يسمونها اليوم بالحرب الناعمة والتي استطاعت أن تكون من أهم وسائل الحرب التي أدت إلى انهيار الإتحاد السوفياتي والمعسكر الإشتراكي كما اعترف بذلك وزير الحرب الأميركي غيتس شخصيا. وأنا أؤكد لكم أيها الإخوة والأخوات لتكونوا مطمئنين وأنا أعرف بقية حركات المقاومة، أنا أؤكد لكم لن تهزنا هذه الحرب ولا أي شكل من أشكال الحرب وسنواجهها بالإيمان والصبر والوعي والعزم واليقين، ونحن أبناء ذلك الكتاب الإلهي الذي يخاطبنا منذ مئات السنين إلى الأزل: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل"، في كل حروبنا الماضية قلنا "حسبنا الله ونعم الوكيل" وانتصرنا، وفي المستقبل واليوم "حسبنا الله ونعم الوكيل" وسننتصر".
وختم: "وأنتم، أحباء لبنان وفلسطين والعراق والأمة والمقاومة، أود أيضا أن أعدكم أمام كل التهويلات والتهديدات للبنان التي تسمعونها يوميا، أن أعدكم كما كنت أعدكم دائما، في أي مواجهة مقبلة مع الصهاينة سنفشل أهداف العدوان، سنهزم العدو، سنصنع النصر التاريخي الكبير وسنغير وجه المنطقة إن شاء الله. أؤكد لكم أيها السادة المستقبل في هذه المنطقة هو مستقبل المقاومة والعزة والكرامة والحرية، وإسرائيل والإحتلال والهيمنة والإستكبار إلى زوال إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
مشعل: لم نختر الحرب الماضية ولن نختار المقبلة لكن اذا فرضت علينا سنصمد
ثم القى رئيس حركة حماس خالد مشعل كلمة شكر فيها "للحضور الكريم وقد قدمتم من قارات الدنيا شكرا للعرب والمسلمين وللعرب وغير العرب، الذين اشعرونا ان الضمير الانساني ما زال حيا". اضاف: "ان المقاومة ليست حربا بين جيشين ينتظر الجميع نتائجها فالمقاومة دفاع عن الانسان وعن حرية الشعوب وحقها في حياة كريمة". وقال: "نحن لا نحتفل بذكرى حرب خسرناها ولكن بحرب فرضت علينا وصديناها. لقد قدمت غزة نموذجا للدفاع عن الارض والوطن لذلك نحن نحذر قادة العدو اننا لم نختر الحرب الماضية ولن نختار الحرب القادمة ولكن اذا فرضت علينا فسنختار الصمود والقتال الضاري. لا شيء سيهزم غزة لا الحرب ولا الحصار ولا بناء الجدار ولن تهزم المقاومة لا في لبنان ولا في غزة ولا في العراق".
وخاطب الحضور قائلا: "ندعوكم لمواصلة جهودكم لمحاربة قادة اسرائيل ولا تجعلوهم يهربون من العقاب. اما الجدار الفولاذي فلا يمكن ان يكون الامن الوطني او القومي سببا لبناء هذا الجدار. فالامن القومي الحقيقي لمصر والعرب يقتضي، ونرجو ان لا تكون الحسابات وتبدل الاولويات هي الدافع الاساسي لبعض تصرفاتهم في مصر، لان التجييش يجب ان يكون في الاتجاه الصحيح، فالدم المصري كالدم العربي غال وعزيز علينا ونحن نأسف لسقوط اي ضحية من امتنا كما نأسف لضحايا غزة. سنبقى نحب مصر وشعبها سيظل بنظرنا الشعب الاصيل اما غزة فما كانت يوما ولن تكون مصدر خطر على مصر".
وخاطب القادة العرب والمسلمين قائلا: "لو لم تكن في فلسطين مقاومة لوجب عليكم ان توجدوا مقاومة من اجل امنكم. تعاملوا مع المقاومة كسند لكم وقوة، خوفوا اسرائيل بالمقاومة العربية والاسلامية، وقولوا للاميركيين والعالم ان المقاومة الفلسطينية جزء من المقاومة العربية والاسلامية".
ودعا القيادة المصرية الى "وقف بناء الجدار الفولاذي مع حدودها مع غزة لان الجدار لا يكون بين الاخوة". واعتبر ان "المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة حتمية"، متسائلا "ما هو الذنب الذي ارتكبته حماس حين قالت للاشقاء في مصر نريد الورقة النهائية لتدقيقها مع المسودة". واضاف: "ادعو الاخ ابو مازن الى لقاء ثنائي وبعدها الى لقاء مع جميع الفصائل وأنا اعرف انه عندما نلتقي سنتفق ونعالج الفروق البسيطة، وبعدها نذهب الى القاهرة وانا على ثقة اننا لا نحتاج سوى الى ساعات قليلة لكي نتفق". ونصح ابو مازن "بعدم الذهاب الى المفاوضات التي يجري الترويج لها حاليا ودعاه الى التمسك بموقفه".
الضاري: المقاومة العراقية بخير وتواصل سعيها للتحرير وحققت انجازات
كلمة المقاومة العراقية ألقاها الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق، وجاء فيها: "نقدم لحضراتكم تعريفا موجزا عن المقاومة العراقية، وتطورها، وأهدافها، ومنجزاتها، والضغوط التي تعرضت لها، والاتهامات الباطلة التي وجهت إليها، وما وصلت إليه اليوم، وغير ذلك مما يسمح الظرف بالحديث عنه وعلى النحو الآتي: أولا: بداية المقاومة وتطورها: بدأت المقاومة العراقية بمواجهة عربات وأرتال جنود الاحتلال في الأسبوع الأول من احتلال بغداد، وبالتحديد في كثير من المدن والقرى والأرياف العراقية، وبشكل فردي في الغالب لم يعلن عنه ولم تتناوله وسائل الإعلام في حينها، وكان أول ظهور بارز وكبير في أواخر نيسان من عام 2003؛ حينما استولت قوات الاحتلال على إحدى المدارس في مدينة الفلوجة، وتجاوزت على المواطنين القاطنين بجوارها؛ فخرجت تظاهرة كبيرة من أهالي الفلوجة تندد بالاحتلال، فتصدت لها قوات الاحتلال بكل وحشية وإجرام، وقتلت 17 شخصا وجرحت ما يزيد على سبعين بينهم عدد كبير من طلبة المدرسة نفسها؛ بعد اشتباك بين الطرفين، فألهبت هذه الحادثة مشاعر الغضب ضد الاحتلال الأجنبي للعراق، وحفزت الكثيرين لمقاومته، وكانت حادثة مهمة لظهور نشاط المقاومة وتصاعده، حيث بدأ الإعلام منذ ذلك اليوم يتابع نشاطها، الذي ازداد مع الأيام بزيادة المنضمين إليها، وبدأت تتشكل المجموعات الجهادية ومن ثم الفصائل الأولى منها التي كانت لها ادوار بارزة في الإيقاع بقوات الاحتلال الغاشمة، مما دفعها إلى الإيغال في البطش والإيذاء، بكل ما تملك من وسائل الفتك والدمار الحديثة البرية منها والجوية. على الرغم من ذلك كله لم تستطع القوات الغازية من أن تخفف من وقع المقاومة عليها حيث أخذت تزداد ضرباتها وتتسع دائرة عملياتها يوما بعد آخر حتى نهاية العام الأول للاحتلال الذي شهد قيام قوات الاحتلال في أوائل الشهر الرابع (نيسان) من عام 2004 بعدوان ظالم على مدينة الفلوجة حشدت فيه نحو فرقة من قواتها البرية مدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات لاجتياح المدينة ولكنها على مدى ما يقرب من أسبوع لم تستطع تحقيق ذلك، بل قطعت طرق إمداداتها خارج الفلوجة من أهالي المناطق المحيطة بالفلوجة ومقاومتها، واشترك في هذا الجهد الجهادي الجميع: الكبار والصغار الرجال والنساء. فجعلوا آليات العدو المختلفة أجزاء ممزقة على طرق المواصلات المؤدية إلى الفلوجة، مما اضطر قيادة قوات الاحتلال إلى التفاوض مع أهالي المدينة ومقاومتها.
وقد انتهت المفاوضات إلى وقف إطلاق النار، ثم الانسحاب فيما بعد. وقد خسرت قوات الاحتلال في هذا العدوان ما يزيد على (1000) من ضباطها وجنودها بين قتيل وجريح وعشرات الآليات العسكرية والشاحنات ونحو عشرين طائرة عسكرية ما بين مروحية ومقاتلة. وكان هذا العدوان الفاشل، نقطة تحول في مسار الحرب، بالنسبة لقوات الاحتلال وللمقاومة على حد سواء، أما قوات الاحتلال، فقد غيرت بعض خططها وتكتيكاتها العسكرية وأعادت النظر في مجمل إستراتيجيتها في العراق والمنطقة، التي تنوي توسيعها حتى تتجاوز العراق بعد استكمال احتلاله إلى بعض الدول المجاورة كما صرحت بذلك مصادر الاحتلال نفسها؛ وأما المقاومة فارتفعت معنوياتها إلى أعلى معدلاتها وازداد التأييد والدعم الشعبي لها، واتسعت مساحة عملياتها أكثر من ذي قبل، فشملت محافظات بغداد والأنبار وديالى والنجف وبابل وصلاح الدين والموصل وكركوك ومناطق أخرى في العراق. وقد استمرت العمليات النوعية للمقاومة وازدادت ضرباتها الموجعة مع الأيام حتى انهارت معنويات قوات الاحتلال، واخذ قادته يستنجدون بحلفائهم وأصدقائهم في الخارج وفي المنطقة للخروج من ورطتهم في العراق، ولا أدل على ذلك من قول أحد قادة الاحتلال: "كنا في عام 2006 على وشك الهزيمة أو الانسحاب". وقول رئيسهم السابق مؤجج الحروب العدوانية بوش الابن في بداية عام 2007: "كنا في سنة 2006 نروج لمزاعم النصر خشية أن تستولي روح الهزيمة على أبناء شعبنا".
ثانيا:أولويات المقاومة وأهدافها حددت المقاومة العراقية، ومنذ بداية الصراع مع قوات الاحتلال أولوياتها في هذا الصراع المتمثلة في هدفها الأسمى ألا وهو تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي واستعادة سيادته كاملة غير منقوصة، ولم تفقد بوصلة مسيرتها في هذا الاتجاه، ولم تنجر إلى أي صراع آخر على الرغم من كل المحاولات لجرها إلى صراعات افتعلها الاحتلال وحلفاؤه لإشغالها عنه، وأما أهدفها فهي إضافة إلى ذلك تعمل من اجل المحافظة على وحدة العراق وهويته التي عرف بها على مدى التاريخ، ووحدته وأمنه واستقراره وعلى ثرواته، وأن يكون بعد رحيل الاحتلال عنه لكل أبنائه بكل أديانهم وأعراقهم ومذاهبهم وفئاتهم السياسية والفكرية، وأن يكون عامل أمن واستقرار في المنطقة".
ثالثا: هوية المقاومة هوية المقاومة العراقية: هي عراقية المنشأ والأهداف، وهي لكل العراقيين، فهي ليست لفئة من العراقيين من دون أخرى، أو لطائفة من دون أخرى، كما يردد بعض ممن في قلوبهم مرض أو يتوهم ممن لا يعلم عن حالها الكثير، لأنها تعمل لتحقيق الأهداف التي يعمل من أجل تحقيقها كل عراقي حر وشريف من شمال العراق إلى جنوبه بتجرد وبدون منة من أحد، ولا انتظار لمثوبة إلا من الله تعالى.
رابعا: الضغوط والاتهامات التي تعرضت لها تعرضت المقاومة العراقية لشتى الضغوط والمضايقات النفسية والإعلامية والأمنية والمادية الهائلة التي ربما لم تتعرض لها الكثير من المقاومات في العصر الحديث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: محاولات التخويف والتثبيط للمقاومين بتضخيم قوة الأعداء وتفوقها عليهم، وأنهم لا يساوون أمامها شيئا يذكر. وقام بهذه المحاولات الخائبة: المنهزمون والمأجورون وغيرهم، ممن لا يؤمنون بقدرة الله تعالى، ولا إرادة الشعوب الأصيلة، كقول بعضهم: انتم حالمون.. انتم عابثون.. كيف تقاتلون القوة الأعظم في العالم بأسلحتكم البسيطة وإمكاناتكم المتواضعة. وقال آخرون قريبا من ذلك، ولكن لم يلتفت إليهم المقاومون المؤمنون بقوة الله ووعده بالنصر لعباده المؤمنين الصادقين وهم يرددون قول له تعالى، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. (آل عمران: 173(.
ومن هذه الضغوط والمضايقات: افتعال الفتن الفئوية والطائفية، لإشغال المقاومة بها وإلهائها عن واجبها الأساسي، وهو قتال الاحتلال وتحرير العراق من رجسه، ومنها: القيام بأعمال إرهابية ضد أبناء شعبنا، من اغتيالات، واعتقالات، واختطافات، وتفجيرات في الأسواق والمؤسسات والأماكن العامة، ودور العبادة وغيرها، واتهام المقاومة بها لتشويه سمعتها وتقليل التأييد لها في الداخل والخارج بعد اشتداد وطأتها عليهم وتعاظم التأييد الشعبي العراقي لها، والذين قاموا وما زالوا يقومون بهذه الأعمال الإرهابية ضد أبناء شعبنا بلا رحمة، هم: من تكلمنا عنهم بكل صراحة ووضوح منذ خمس سنين تقريبا في 8/4/2005 وسميناهم بمصادر الإرهاب الحقيقية، وهي: الاحتلال ومخابراته وشركاته الأمنية، ومخابرات الدول الأجنبية العاملة في العراق الدولية والإقليمية وعلى رأسها المخابرات الصهيونية، والأحزاب المشاركة في ما يسمى بالعملية السياسية وميليشياتها، وبعض من ينسبون للمقاومة وهم ليسوا بمقاومة في الواقع وحقيقة الأمر. وهؤلاء جميعا يكرهون المقاومة ويسعون إلى إنهائها والقضاء عليها بأي شكل، لأنها تمثل الخطر الحقيقي على مصالحهم ومشاريعهم الخطيرة غير المشروعة في العراق، وقد جندوا الكثير من وسائل الإعلام المعادي والمأجور والمنافق لأغراضهم الخبيثة هذه.
ومن وسائل الضغط والمضايقات الأخرى: حصار المقاومة ماديا وأمنيا وإعلاميا والتضييق عليها وعلى مناصريها في كل المجالات وبشكل يفوق التصور ويشعر بخطورة المخطط المعد للعراق والمنطقة كلها، وقد أسهم في ذلك للأسف، من لا وعي لهم بخطورة هذا المخطط عليهم وعلى الأمة جمعاء.
خامسا: انجازات المقاومة استطاعت المقاومة العراقية في جهادها ومقاومتها لقوى الاحتلال الأميركي وحلفائه خلال السنوات الأخيرة أن تحقق عددا من المنجزات المهمة والواضحة، التي أقر ببعضها الأعداء قبل الأصدقاء، ومنها المنجزات الآتية:
1- وقوفها أمام اكبر قوة عسكرية وتكنولوجية في العالم، وهي التي توصف بأنها القوة الأعظم في العالم -والعظمة لله وحده- على الرغم من التفاوت الهائل بينهما في ميزان القوى، وإرغامها هذه القوة الطاغية على تبديل خططها وإستراتيجيتها في العراق أكثر من مرة، كما هو معلوم ومعروف لكل متابع وهو ما صرح به بعض قادة الاحتلال أنفسهم. 2- إفشال المشروع الأميركي للهيمنة على العراق والمنطقة بالشكل الذي كانوا يخططون له، وإيقاف زخم ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد الساعي إلى تقسيم العراق ودول المنطقة. وعلى دول المنطقة أن تستفيد مما قدمته المقاومة العراقية في هذا المجال لتدفع عن نفسها مخاطر الفتن والتقسيم. 3- دفعها لشر العدوان عن بعض دول المنطقة، لإشغالها لقوات الاحتلال عنها، وتكبيدها الكثير من الخسائر التي لم تكن تتوقعها والتي أجبرتها على تغيير كثير من مهام أعمالها.. بل دفعها لشر العولمة الأميركية عن مناطق أخرى في العالم كما يقر بذلك الكثيرون. 4- أثبتت المقاومة العراقية: أن الشعب العراقي لم يستقبل المحتلين بالورود والأزهار كما كانوا يتوقعون، أو كما كان يروج لهم عملاؤهم، وإنما استقبلهم، بالغضب والنار، كما استقبل آباؤهم وأجداد المحتلين الانكليز في عشرينات القرن الماضي، بالسيف والفالة والمكوار. 5- سعيها المتواصل إلى تحقيق هدفها الأول، وهو تحرير العراق واستعادة سيادته الكاملة بعون الله تعالى، الذي وقف وحده إلى جانبها، يوم تخلى عنها القريب والبعيد، وادعى أبوتها أو العلاقة بها كل متاجر ومريب، وهون من أمرها كل حاقد وحاسد.
سادسا: حال المقاومة ومعنوياتها اليوم نؤكد لأبناء شعبنا وأمتنا، بأن المقاومة العراقية اليوم بخير بفضل الله تعالى وتأييده لها على الرغم من كل ما مرت به، فهي بعد أن تجاوزت الكثير من الفخاخ والألغام التي وضعها الاحتلال وعملاؤه في طريقها كالصحوات وغيرها، قد أعادت تنظيم صفوفها، وبدأت تستقبل الجيل الثالث من أبناء شعبنا، وهي اليوم أكثر عزما من أي وقت مضى على الاستمرار إلى النهاية في عملها المقاوم وبمعنويات عالية، وهي توقع في قوات الاحتلال الخسائر المؤلمة يوميا اعترف بذلك هو وأعوانه أو لم يعترف.. وما يعلن عن هذه الخسائر أقل بكثير مما لم يعلن عنه.. والحمد لله ولي المتقين وناصر المؤمنين.
سابعا: المقاومة ومشروع تحرير العراق أثبتت الوقائع والأحداث المؤلمة التي جرت وتجري في العراق في ظل الاحتلال: أن خيار المقاومة كان خيارا صائبا، فهو إلى جانب كونه خيارا شرعيا، فهو الخيار الصحيح والوحيد لتحرير العراق وإنقاذه مما يعاني من احتلال ودمار وفوضى لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا، وبعد أن انكشفت أهداف الاحتلال ونواياه وجرائمه التي فاقت كل تصور حتى لمن كانت على أبصارهم غشاوة.
وانكشفت أيضا فضائح عملائه، وفساد عمليته السياسية، أو مشروعه السياسي للفوضى والنهب والسلب والتدمير، وهو ما يجعل لزاما على كل عراقي غيور ومخلص لدينه ووطنه أن لا يعول بعد اليوم على ما يسمى بالعملية السياسية، بعد أن أخذت فرصتها وأثبتت فشلها وتسببها في كل الكوارث والمصائب التي ألمت بالعراق والعراقيين. وأن يعول فقط على الله تعالى أولا، ثم على المقاومة، فهي المشروع الوحيد والطريق الصحيح، لتحرير العراق، والخلاص من نير الاحتلال الذي جلب لنا المشاكل والشرور التي تجتاح العراق من أقصاه إلى أقصاه.. وأن يدعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة والمشروعة حتى تحقيق هذا الهدف بعون الله تعالى. وعلى أبناء الأمة: قادة وشعوبا أن يتخلوا عن فكرة جدوى العملية السياسية في العراق أو المؤامرة السياسية على العراق والأمة التي يروج لها الاحتلال وعملاؤه بعد ما بان منها ما ذكرنا، وإلا فسنبقى نسير في الطريق المظلم الذي لا يعلم له نهاية، حتى يتم أكل العراق كاملا، ومن ثم تدور الدائرة على الجميع لا قدر الله.
ثامنا- ما تشكو منه المقاومة العراقية: تشكو المقاومة العراقية من عقوق أبناء أمتها لها قادة وشعوبا وعلماء ومثقفين مع كل ما قدمت من جهود وتضحيات، وما حققت من انجازات رفعت بها رأس الأمة عاليا، وأعادت لها الأمل في القدرة على الوقوف أمام أعدائها واستعادة ما اغتصب منها من حقوق وما هدر منها من كرامة، وتخليهم عنها في وقت هي أحوج ما تكون إلى وقوفهم إلى جانبها، وتقديم ما تحتاج إليه من دعم سياسي ومعنوي ومادي وإعلامي لتواصل جهادها ودفاعها عن العراق وعن الأمة؛ لأن الدفاع عن العراق هو دفاع عن الأمة وعن كرامتها ومقدساتها ومستقبلها في الحياة وفي الوجود.. كما تشكو من ظلم كثير من أبناء هذه الأمة لها لأخذهم أخبارها من أفواه أعدائها ووسائل إعلامهم المغرضة.. فيتجنون بذلك عليها ويتهمونها بالإرهاب وغير ذلك من الاتهامات الباطلة بدل أن يدافعوا عنها أو على الأقل أن يتأكدوا من صحة ما ينسب إليها، وهذا هو أقل مالها عليهم".
رسالة الرئيس الإيراني: الكيان الصهيوني يعيش مرحلة الهزيمة والانهيار
والمقاومة في فلسطين ولبنان غيرت المعادلات وأثبتت أن العدو عاجز عن التوسع
وتلا السيد نائب الرئيس الإيراني السيد محمد رضا مير تاج الديني رسالة وجهها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى المنطقة وجاء فيها: "الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين. اللهم عجل لوليك الفرج، والعافية والنصر، واجعلنا من خير أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه. أود في البداية أن أتوجه بإسم الجمهورية الاسلامية الايرانية حكومة وشعبا بأصدق التحيات والتمنيات الى الاخوة الأعزاء في اللجنة المنظمة والى ضيوف الملتقى الدولي العربي لدعم المقاومة المحترمين والى جميع حماة المقاومة والمتبنين ثقافتها.
إن مقاومة الشعب اللبناني البطلة واستقامته إبان حرب تموز 2006 التي منحت الشعب اللبناني المجاهد والمقاوم العزة وأثبتت ذل واندحار الكيان الصهيوني الغاصب واللاشرعي، شكلت واقعة من الوقائع الكبرى المليئة بالفخر في منطقة الشرق الأوسط، وسطرت العزة والرفعة لجميع أحرار العالم. ان هذه المقاومة التي انبثقت من الايمان والايثار والاستشهاد قد أيقظت العالم الاسلامي، ومنحت المسلمين والشعوب الحرة العزة والكرامة والسؤدد، وشكلت تباشير النصر الكبير في المستقبل الكبير.
أيها الحضور الكريم... يا حماة المقاومة وأتباعها الأعزاء، في هذه الأيام نعيش ذكرى مرور عام على العدوان العسكري والهجوم الوحشي للكيان الصهيوني الغاصب، وارتكابه لأفظع الجرائم البشرية ضد غزة، والذي شكل مسلسلا متكاملا من المجازر وجرائم الحرب ضد الانسانية. ان هذا الكيان العنصري لم يكتف بارتكاب الجرائم المذكورة، بل وجه سهامه نحو الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني ولجميع الموحدين في العالم. فها هو خلال سنوات طوال يقوم بتغيير التركيبة السكانية لمدينة بيت المقدس، وبتدمير المسجد الأقصى عبر الحفريات، ويسعى لبناء جدار فاصل بين المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، بهدف منع المسلمين من الوصول الى المسجد الأقصى. وملف الكيان المحتل للقدس حافل بمثل هذه الأعمال المتناقضة لحقوق الانسان وللقرارات الدولية، ومليء بالجرائم الدامية الجبانة.
ان تقرير غولدستون حول جرائم الكيان الصهيوني الغاصب ضد غزة شكل فرصة لاستعراض الوجه الحقيقي للحكام المتسلطين على فلسطين المحتلة، ومهد الأرضية لمحاكمة الزعماء السياسيين والعسكريين المجرمين في الكيان الغاصب والمعتدي، مما يلقي على عاتق جميع الدول وخصوصا المنظمات الدولية مهمة خطيرة تتطلب منهم التحرك لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني المحقة، ومعاقبة المجرمين المحتلين. ان انتصارات المقاومة في تموز 2006 وحرب غزة أفهمت الصهيانة المحتلين والغاصبين انهم عاجزون عن الوقوف في وجه عزم وارادة الشعوب المقاومة والحرة، وقد اثبتت مجددا بطلان اسطورة الكيان المجرم الاسرائيلي الذي لا يقهر.
ان مقاومة المجاهدين الفلسطينيين وخصوصا حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله" في لبنان اثبتت ان الكيان الغاصب عاجز عن التوسع.
ان مقاومة الشعبين الفلسطيني واللبناني البطلة وصمودهما، والهزيمة الكبرى للصهاينة المعتدين في تموز 2006 ضد ابطال المقاومة الاسلامية والوطنية اللبنانية، ومقاومة اهالي غزة الغيارى والصامدين خلال العدوان على غزة غيرت اليوم كل المعادلات واضحى الكيان الصهيوني الغاصب يعيش مرحلة الهزيمة والانهيار، من خلال استمرار المقاومة ودعم كل الدول الاسلامية والعربية والحرة في العالم ورفدها للمقاومة الشعبية ضد المعتدين والمحتلين يحدونا الامل ان نشهد في المستقبل انتصارات اكبر واعظم للمجاهدين في سبيل الله، وان تتذوق كل الشعوب التي تعاني من احتلال المجرمين قريبا طعم الحرية والاستقلال السائغ والطيب.
وعليه فإن على مثل هذه المؤتمرات واللقاءات ان تبحث في الجذور الاساسية للازمة، وفي اسباب استمرار جرائم الكيان الصهيوني وعجز المنظمات الدولية عن مواجهة جرائم هذا الكيان. ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، واستنادا الى واجبها الانساني والالهي تدعم دوما كل المطالب المحقة للشعوب المظلومة وخصوصا الشعبين اللبناني والفلسطيني، وستستمر بدعمها هذا حتى تحقيق النصر النهائي.
في هذا المجال ومن اجل تكريم وتقدير دماء شهداء غزة وتقديرا للصمود البطولي لسكان غزة، قرر مجلس الشورى الاسلامي في ايران اعتبار يوم التاسع عشر من كانون الثاني يوما للمقاومة. كما قررت حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبار يوم الرابع عشر من آب يوما للمقاومة الاسلامية، تيمنا بمقاومة لبنان طوال حرب تموز 2006.
وفي الختام، اجدد التهنئة بالانتصارات القيمة للمقاومة، واؤكد مجددا ان التجربة الثمينة للجهاد المحقق اثبتت ان السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق العادلة والمشروعة هو الصمود والمقاومة في وجه الظلم والتوسع الذي يمارسه المتجبرون والمستكبرون، وذلك بالاستعانة بالله العلي القدير وتأييده. وكما قال الله تعالى في الآية الشريفة: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين". اعلموا ان الاستقامة والصمود والصبر تستنزل السكينة والطمأنينة الالهية إلى قلوبكم. وكما قال امير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: "لا يحمل هذا العلم الا اهل البصر والصبر".
ختاما، اوجه شكري لجميع الاعزاء المحترمين الذين بذلبوا الجهد في اقامة هذا الملتقى، واسأل الله المنان النصر والعزة والكرامة لجميع المجاهدين في سبيل الحق".
كلمة سوريا : المقاومة اليوم ثقافة وطنية وقومية لا حياد عنها
وألقت كلمة سوريا عضو القيادة القطرية في حزب "البعث" شهناز فاكوش، فنقلت تحيات الرئيس بشار الاسد الى المشاركين في المؤتمر، وقالت: "ان امتنا العربية عبرت عن رغبتها بالسلام وكان رد اسرائيل الاستمرار في العدوان والغطرسة. ان السلام لا يمكن ان يتحقق في المنطقة الا بانسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي العربية المحتلة وعودة الجولان كاملة، ولا تنازل عن شبر او حق وان رهانهم على الامن لانتفاء الحقوق بالتقادم والنسيان غير مجدي، لان الزمن انتج اجيالا اكثر تمسكا بالارض والتزاما بالمقاومة"، واكدت "ان العروبة هي العرين الذي يحمينا من كل الافات التي تحاصرنا"، ورأت "ان ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بفعل الارهاب المنظم الذي تمارسة اسرائيل هو اكثر اشكال الارهاب فظاعة".
واكدت "ان المقاومة هي البوصلة التي تضعنا على طريق تحقيق النصر وتحرير الارض وعودة الحقوق، وان اسرائيل شريك وهمي والدليل ازدياد التطرف الاسرائيلي منذ ما بعد 1967 واخره طرح الدولة اليهودية التي لا تقبل لا مسيحيا ولا مسلما يعيش بينها"، واذا دعت الى "ان يكون لنا قرارنا العربي المستقل بما لا يتناقض مع دول الجوار، فنحن نتمسك بقوة بالدور التركي في وساطة السلام لانه اثبت الثقة، وبالدور الايراني الداعم للمقاومة".
واشارت الى "ان حكومات اسرائيل ضعيفة ومناورون من الطراز الاول. يطلبون منا التخلي عن ايران وحماس وحزب الله ويطلبون الراعي الاميركي الذي لا نرفضه على ان يكون نزيها، لكنه يواصل محاصرتنا، مما يجعله طرفا لا وسيطا، لان اللوبي الاسرائيلي ما زال مسيطرا على الادارة الاميركية و (الرئيس الاميركي باراك) اوباما، لم يستطع ان يحكم سيطرته على المؤسسات العربية"، ورأت "ان الاستعمار الجديد يحاول ادخال الفتن في الوطن العربي ولكن المقاومة في لبنان اثبتت جدارتها، وهو ما سيجعل المقاومة في العراق وغزة منتصرتان".
وختمت مؤكدة "ان المقاومة اصبحت جزءا من حياة شبابنا وثقافتهم، انها العزة والفخر العربي في العصر الحديث. المقاومة اليوم ثقافة وطنية وقومية لا حياد عنها لانها الطريق الذي نسلكه عن يقين لتحرير ارضنا واسترداد حقوقنا ورسم خارطة الشرق الاوسط الجديد، كما نراها نحن لا كما يشاؤها عدونا".
الرئيس الحص: الجوهر حق العودة بموجب ال194 والغاء المستوطنات واستعادة القدس
ألقى الرئيس الدكتور سليم الحص كلمة في افتتاح "الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة"، في قصر الأونيسكو بعنوان "القضية والحق العربي"، جاء فيها: "إذا كان لنا أن نختصر معنى المقاومة بكلمة لقلنا: إنها الإرادة. إن إجتمعت إرادة شعب على هدف محدد، فإن تحقيقه يغدو من قبيل تحصيل الحاصل، ولو أن تحقيق الهدف قد يكون مسارا نضاليا قد يطول أو يقصر وفق ما يحيطه من ظروف وما ينتصب في طريقه من عقبات. علمتنا التجارب العصيبة أن الموقف هو أمضى سلاح يمكن شعبا أن يشهره في وجه أعدائه. والموقف لا يكون سلاحا ماضيا ما لم يكن واضحا جليا وموحدا. كثيرا ما نتعرض في مجتمعاتنا لطروح إنهزامية إذ نسمع مقولات تركز على عبثية مجابهة مشيئة دولة عظمى أو دولة ذات إمكانات متفوقة على الصعيد العسكري أو المالي أو الإقتصادي. يراد لنا أن نرى السلامة في الإنصياع للمشيئة العليا كيفما كان إرتدادها على واقعنا ومصيرنا. لا تكون مشيئة الأكبر والأعتى والأقوى أمرا مقضيا إلا في حال غياب الإرادة لدى شعب مستهدف. أما في حال وجدت الإرادة الواحدة والواضحة عند الشعب فلا قوة يمكن أن تملى عليه. فما من معتد في التاريخ إلا وانتهى مهزوما إن عاجلا أو آجلا أمام شعب يرفض العدوان أو الإحتلال أو القهر. قد يتمكن المعتدي من تأخير هزيمته بإستخدام ما في ترسانته من مال وقوة إقتصادية وأسلحة حربية فتاكة. إلا أن إرادة الشعب، أي الإرادة الوطنية، مكتوب لها أن تصمد في وجه العدوان مهما كان عاتيا. فالتمسك بالحرية الوطنية يبقى أقوى من كل الإمكانات التي قد تعبأ للسيطرة عليها".
وقال: "إن وجدت الإرادة الوطنية وجدت المقاومة. وليس من قوة، مهما بلغ شأوها، تستطيع أن تصمد في وجه هذه المقاومة. بالطبع، لا يكون ذلك إلا في حال كانت الإرادة الوطنية واضحة جلية وموحدة.لا بد من التركيز على هذه النقطة في معرض الحديث عن حالنا نحن العرب في النضال من أجل قضية عنوانها فلسطين. لقد تعددت مفاهيم القضية بيننا فكادت أن تضيع. بات يصور لنا وكأن القضية كل القضية هي في وقف الإستيطان الصهيوني. والمطلوب حقا إلغاء كل المستوطنات. ومشروع الحل جاهز: إقامة دولتين يفصل بينهما خط العام 1967 فتكون الدولة الشرقية للفلسطينيين والغربية للصهاينة. إن حل الدولتين يكاد يكون من المسلمات في المجتمع العربي. ويجب ألا يكون كذلك. هذا المشروع للتسوية لا يمكن أن تتوحد الإرادة العربية حوله. سيبقى بين العرب من يدعو إلى إسترداد كل الأراضي الفلسطينية المحتلة بإعتبارها عربية، وسلبها من جانب الصهاينة لا يغير هويتها. وهناك من يختصر قضية فلسطين، وبحق، بالمطالبة بحق العودة لكل اللاجئين الفلسطينيين إلى كل فلسطين. وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عنوة يبقى حقا بديهيا من حقوق الإنسان في وطنه، فإذا ما أقر بهذا الحق فإن الخط الفاصل بين الدولتين المقترحتين لا يعود له معنى على أرض الواقع".
واضاف: "إن كان لنا أن نوحد إرادة الفلسطينيين، ومن ثم إرادة العرب أجمعين، فلا سبيل إلى ذلك إلا بالتركيز على حق العودة، عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى كل فلسطين. وكل ما عدا ذلك يغدو من التفاصيل. هذا ما ندعو إليه. فلتكن قضيتنا هي العودة. وليس في العالم من يستطيع أن ينكرعلى اللاجئ الذي اغتصبت أرضه وطرد من بيته حقه في العودة إلى دياره. الإرادة العربية يجب أن تتوحد حول مطلب العودة. إنه مطلب إنساني في مواجهة الرأي العام الدولي، وهو مطلب قومي في الجانب العربي. وهذا لا يعني بالضرورة طرد اليهود من أرض فلسطين. فليس من دولة في العالم لا تحتضن بين ظهرانيها جاليات أجنبية، وبعضها عربية. هذه هي الحال في أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ناهيك بالبرازيل والأرجنتين وسواها. إن المشروع الإسرائيلي - الأميركي يسعى إلى جرنا إلى محادثات لا تنتهي، حول الخط الفاصل فتحتدم الخلافات حول الشارع والقرية والمدينة عند كل نقطة. هذا الجدال العقيم نحن في غنى عنه. قضيتنا ما كانت ولن تكون قضية حدود، بل هي قضية وجود، وجود أصحاب الأرض على أرضهم. هكذا تتوحد الإرادة العربية حول قضية واضحة جلية، فتغدو الإرادة الوطنية القومية الموحدة سلاحا لا يقاوم، ولا بد أن تترجم هذه الإرادة بموقف مقاوم يتجسد في حركة مقاومة تتنامى وتتعاظم مع الزمن حتى تحقيق الهدف القومي المشروع، الذي نرى فيه عودة اللاجئين الفلسطينيين، كل اللاجئين، إلى فلسطين كل فلسطين، وعاصمتها القدس. إننا نرى القضية كل القضية في وحدة الإرادة القومية. وهذا في وقت نرى الرؤى والمواقف والمشاريع تتفاوت على وجه فاضح بين شتى القوى الفلسطينية والعربية، وهذا يعني عمليا، والعياذ بالله، أن لا وجود لقضية ولا وجود لهدف محدد".
وتابع: "الموقف الرسمي في العالم العربي يكاد يجمع على تبني تسوية معينة تسمى المبادرة العربية المقرة في قمة بيروت عام 2002. أصلح ما في هذه المبادرة أنها تطالب بحق العودة. في ما عدا ذلك فالمبادرة ترسو على تسوية، والتسوية هي عمليا نصف حل. والعرب يرتكبون خطأ جسيما إذ هم يطرحون نصف حل عند بدء المحادثات. فمن المنتظر أن تجرنا إسرائيل عبر المحادثات إلى تسوية على التسوية، أي إلى ربع الحل. وربع الحل لن يكون مرضيا لأحد.
وختم: "فلنصرف النظر عن التفاصيل ونركز على الجوهر، والجوهر هو حق العودة، بموجب قرار مجلس الأمن 194، وإلغاء كل المستوطنات واستعادة القدس بهية مشرقة. وإذا كان هناك من محادثات فهذا كل ما يجب أن نطالب به. ولنذكر دوما أن إسرائيل لا يمكن محاربتها بجيوش نظامية. فبفضل الدعم الأميركي غير المحدود فإن الجيش الإسرائيلي يبقى هو المتفوق. وقد برهنت المقاومة في لبنان وفلسطين أن الجيش الإسرائيلي، مهما إمتلك من أسلحة وتكنولوجيا متطورة، فإنه لن يكون قادرا على قهر مقاومة مدعومة بإرادة وطنية موحدة".
وبعدها تحدث ممثلون لاحزاب وحركات سياسية من بينهم:
الحزب السوري القومي الإجتماعي وقال رئيسه: "ان الأنظمة التي راهنت على التسوية مع العدو الصهيوني أو على القرارات الدولية وصلت إلى الطريق المسدود، أما خيار المقاومة الذي آمنا به وجسدناه فقد ثبت بالدليل القاطع أنه الطريق الوحيد لاسترداد الأرض مقرونة بالسيادة والكرامة".
اضاف : "لم يقارب حزبنا في اي ظرف الخطر الصهيوني من منظور كياني، او يسلم بإمكانية أي تسوية مع كيان الاغتصاب بل بقي مشدودا إلى ثوابت نظرته وعقيدته ومبادئه التي أكدت مراحل صراعنا الطويل إستحالة نهج التفاوض وعدم جدواه لأن طبيعة هذا العدو وجوهر مشروعه يقومان على عقيدة الغلبة والإلغاء والتهجير والترحيل والتصفية والتهويد دون حدود".
وتابع : "وثبت أن من راهن تاريخيا من الانظمة على التسوية مع العدو او على القرارات الدولية ولجأ الى التخلي والتنكر لخيار المقاومة قد وصل الى الحائط المسدود.اما خيار المقاومة الذي آمنا به وجسدناه في مسيرة حزبنا النضالية الطويلة على أرض فلسطين ولبنان والجولان والعراق كما آمنا بارادة شعبنا المقاوم وبمخزونه من القوة التي تغير وجه التاريخ، فقد ثبت بالدليل القاطع ان ذلك هو الطريق الوحيد لاسترداد الأرض مقرونة بالسيادة والكرامة".
وختم: "اننا نثق ان ما تصنعه المقاومة والشعوب تعجز عن ابطال نتائجه اية قوة او غطرسة او مؤامرة...اذ يحيي حزبنا صمود شعبنا وشهدائنا الأبرار وأسرانا، يجد في هذا الملتقى جسر تواصل يوحد القدرات حول الخيارات الصحيحة، ويحفز على ان ترتقي أشكال التعاون والتنسيق بين قوى المقاومة في منطقتنا وأرضنا القومية الى أعلى المستويات ويدعو الى مزيد من توطيد العلاقات مع الجمهورية العربية السورية التي جسدت بقيادة الرئيس الدكتور بشار الاسد ارادة قومية واستراتيجية ناجحة تعيد صياغة المنطقة وفق مصالح المشروع القومي التحرري لأن المقاومة هي جوهر هذا المشرق العربي".
ثم تلى توصيات الحزب الى "الملتقى" وتضمنت : "-أولا: تشكيل لجنة من مرجعيات سياسية وقانونية واكبت انطلاقة المقاومة ومسيرتها من أجل كتابة تاريخ المقاومة في كل الساحات . - ثانيا:اعتماد تاريخ المقاومة مادة أساسية في المنهاج التربوي لتنشئة الأجيال على ثقافة المقاومة وانجازاتها وانتصاراتها . - ثالثا:اعلان ان المقاومة باتت رأسمالا سياسيا في المنطقة واقعيا وفاعلا، والدعوة الى تشكيل لجنة تنسيق تضم المقاومات في الأمة . - رابعا: تفعيل لجان مقاومة التطبيع وتعميم ثقافة المقاطعة للعدو . - خامسا: مواجهة الافتراءات التي تحاول وصم المقاومة بالارهاب وكشف إرهاب الدولة المنظم، وجرائم الحرب المرتكبة بحق الشعوب وخاصة في لبنان وفلسطين والعراق. - سادسا: العمل على توثيق جرائم الحرب الأميركية - الصهيونية وتقديمها إلى المحاكم الدولية باعتبارها جرائم حرب ضد الانسانية . - سابعا: تشكيل لجان دعم للمقاومة وتحصين نهجها في مقاومة الاحتلال اينما وجد . - ثامنا: دعوة جميع الأحزاب والحركات والمنظمات والهيئات إلى القيام بأوسع حملة لفك الحصار عن غزة وحماية القدس من خطر الاستيطان والتهويد".
كما القيت في المناسبة العديد من الكلمات لممثلي الوفود المشاركة حيث توالى على الكلام ممثلون عن وفود من بلجيكا وكوبا وتركيا وهولندا وباكستان وإسبانيا وإيطاليا وروسيا وإندونيسيا وجنوب أفريقيا، إضافةً إلى قوى وأحزاب لبنانية وفلسطينية وشخصيات اجنبية.
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي