%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
هل من هزة لكبير الطغاة؟
مما
لاشك فيه ان الثورات الشعبية التي باتت تنتشر في ساحات الدول العربية
بكثافة ، لها اسبابها الموضوعية وعواملها الذاتية المحلية التي تحكم
حركتها، فعلى الرغم من تشابه غالبية المطالب السياسية لها، كالمطالبة
بالديمقراطية والمشاركة في صنع اتخاذ القرار وانهاء حالة التفرد، ووضع
حدا للفساد والاستبداد، فأنها تحمل خصوصية محددة لكل بلد عربي بشكل
منفرد، وبما يفرقه عن غيره، تبعا للتفاوت الحاصل في مستوى التطور
السياسي والاقتصادي الذي وصل اليه كل بلد ، ولذلك يتوجب علينا البحث عن
عمل جماهيري مشترك من شأنه صنع حالة من التكامل النضالي تربط بشكل خلاق
بين مختلف برامج الحركات الاحتجاجية الداعية الى الاصلاح والديمقراطية،
وتنقل التنسيق والتضامن فيما بينها الى مستويات اكثر فاعلية وجدوى،
لتسهم في سرعة تحقيق النتائج ، لاسيما وان الطرف الاخر المستبد بالسلطة
يظهر موحدا في مواجهة الاحتجاجات السلمية، ويتمتع بدرجة عالية من
التعاون والتنسيق الامني.
فغياب التنسيق الاقليمي بين الفاعلين في الحركات الشعبية، وتعذر وجود
التضامن الفاعل المؤثر بينها، يعقد الامور بعض الشيء، ويحد من القدرة
على تحقيق الاهداف المبتغاة، وخاصة في اليمن والبحرين وعمان والعراق
والاردن ،وان نجحت بعضها فانها لن تستطيع بناء انظمة ديمقراطية حقيقية
من دون ان يهتز عرش كبير الطغاة العرب (النظام السعودي). فلهذا النظام
القمعي المستبد سجل وتاريخ اسود في ذاكرة الشعوب، فقد شكل على الدوام
قاعدة متينة لكل الثورات المضادة في المنطقة، والان شاهدناه كيف بادر
على وجه السرعة الى توجيه ضربات استباقية مؤثرة لافشال طموحات الشعوب،
متسلحا بكل ما يستطيع من انتاج لفتاوى الدجل والتخلف، وقوات عسكرية
مدججة باحدث الاسلحة والمعدات، عمل على ارسالها على وجه السرعة لنجدة
طاغية البحرين الذي اوشك على التوقيع مكرها على تنازلات سياسية لصالح
تبني اصلاحات ديمقراطية تخفف من سطوة التفرد والاستبداد التي ينتهجها
منذ استقلال البلاد بما يزيد على اربعين عاما.
ولم يتوان ايضا كبير الطغاة عن ارسال بواخر محملة بمختلف الاسلحة
الفتاكة لضرب جموع المحتشدين في ساحات التغيير اليمنية لنجدة مستبد
اخر، بعد ان تخلى عنه جميع ابناء اليمن، ولم يبق معه الا لفيف من
مرتزقة، يتكسبون من فتات اموال طغاة الخليج، هذا بالاضافة الى عمله على
الزام بقية دول الخليج على الانضمام اليه في ارسال قوات قمع عسكرية لفض
حركة الشعوب في البلدان المجاورة له.
ان وجود هذه العقبة الكبيرة التي تتوسط هذه الدول، ستحد من قدرة شعوبها
على تحقيق انجازات ملموسة في الديمقراطية والتمتع بها في ظل بقاء مركز
الاستبداد هذا خارج التحركات والهزات الشعبية، سيما وانه يتمتع
بامكانات مادية وروحية هائلة، يستخدمها بسخاء لتمويل الثورات المضادة
وافشال حركة الشعوب. فنحن نتحدث عن قدرات لنظام عمره قارب المائة عام
من الخبرة في فرض الاستبداد، ويتمتع بعلاقات تعاون ودية ورعاية مميزة
من دول العالم الرأسمالي التي تدعي مناصرتها حقوق الشعوب بالديمقراطية،
ولكن الامر يختلف لديها عندما يصل الامر الى اتخاذ موقف ناقد تجاه دول
الخليج النفطية المستبدة بالسلطة، فنلحظ بشكل واضح تلكؤ وتردد في
المواقف، وتقلب في الرؤى يختفي خلاله الايمان بالمبادئ السامية لحقوق
الانسان والحماس في الدفاع عنها.
لعلنا ندرك حجم صعوبة المهمة المطلوبة لهزة هكذا نظام، اذا ما علمنا عن
حجم ما كشفت عنه انتفاضة شعب مصر من ثروة جمعها الطاغية مبارك خلال
ثلاثين سنة من الحكم في بلد فقير، وقد تجاوزت اربعمائة مليار دولار،
فكم نحتاج من الجهود لننجح امام فعل وتأثير ثروة عائلة نظام الطغاة في
السعودية،التي جمعتها خلال فترة حكمها الاستبدادي الطويل ، في بلد يعد
من اكثر البلدان استخراجا وتصديرا للموارد الطبيعية الثمينة، يقينا
انها تفوق مرات ومرات ديون الدول العربية كافة، بالاضافة الى توفير ما
يكفي لتمويل مشاريع تنموية تسهم في القضاء نهائيا على آفة الفقر، وتنقل
الدول الفقيرة الى مصاف دول الاكتفاء الذاتي، ولكن من اجل ان تكون
النتائج واقعية وواضحة المعالم، لابد من عمل مشترك كبير غير مسبوق، يهز
عرش كبير الطغاة في الجزيرة العربية، ويخلص شعوبها من هذا الكابوس
الكبير الجاثم على صدورها لتنطلق بثقة نحو الحرية والتقدم والمستقبل.
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|