قبل أيام
نشرت مقال بعنوان "فؤاد
معصوم والإستخفاف برأي
الشعب العراقي
والدستور".. وقد أثار
ردوداً عدة.. وتلقينا
تهديدات.. والمقالة
الحالية هي إكمال
للأولى..وسألخصها بالنقاط
التالية:
1- أغلبية
ساسة العراق هم ممن
يتمتعون بحاسة شم قوية
(للغف) "أي افتراس بنهم"
للسلطة اليوم.. بينما
يفتقرون إلى رؤية سياسية
للحكم ولا سياسة لتوازن
مراكز السلطة في البلاد..
2- آجلا
أم عاجلا.. الإحتلال
سيندحر مذموماً بجلالبيبه
رغم أنفه.. قتلة الشعب
العراقي من القاعدة
وأيتام صدام تطاردهم
الهزيمة والخزي والعار..
ويتساقطون كالحشرات
يومياً.. أو يختبئون
كالصراصر في المراحيض..
الأنذال من حكام وساسة
سرّاق سينالهم القضاء
ويلعنهم التاريخ..
3- لم
يبق- إذن - من خطر في
العراق سوى منح الأكراد
الفيدرالية.. وتحويل
الأكراد هذه الفيدرالية
إلى كونفدرالية أو دويلة
هو أكبر خطر داهم مدمر
ينتظر العراق..
إن القول
(إن الفيدرالية هي من حق
الأكراد، لأنهم أقلية،
ولأن إقليمهم قائم قبل
2003 .. أما العرب فهم
أكثرية ولا يحتاجون
لإقليم وبوسعهم الإكتفاء
بالحكم المحلي للمحافظات)
لهو أكبر مغالطة
تاريخية.. وجريمة بحق
الشعب العراقي..
والتركمان وغيرهم ألم
يكونوا أقليات ؟!
4- ترى
كيف كانت الحالة السياسية
في شمال العراق قبل 2003
؟..
بإختصار
شديد.. بعد عام 1990 قامت
كل من أمريكا وبريطانيا؛
زعيمتا الفتن والتدمير في
العالم، وبدون اللجوء إلى
الأمم المتحدة بإعلان
منطقتي شمالي خط 32
وجنوبي خط 37 كمناطق
محمية من قبلها ومنع
الطيران العراقي من
التحليق فوقها، لتمزيق
الوحدة الوطنية للعراق..
وهكذا انتعشت الحركة
الكردية وأصبحت كل من
أربيل والسليمانية ودهوك
مناطق خارج إدارة السلطة
المركزية، ومناطق نفوذ
لأطراف إقليمية ودولية
مختلفة..
وقد شهدت
المنطقة للفترة من 1992
وحتى عام 1996 فترات من
الإقتتال الدامي بين
بارزاني وطالباني وصلت
إلى حد الإقتتال المسلح
في شوارع أربيل.. مما دفع
مسعود البرزاني إلى طلب
المساعدة من صدام الذي
أرسل في آب 1996 القوات
المسلحة العراقية إلى
منطقة أربيل.
بعد
انسحاب القوات العراقية
وبعد فترة من الإقتتال ما
بين الحزبين تمكن الحزب
الديمقراطي الكردستاني
برئاسة البرزاني من
السيطرة على جميع المناطق
الكردية.. في حين لجأ
طالباني وأتباعه إلى
إيران.. ثم عاودوا الهجوم
واستعادوا منطقة
السليمانية واستقروا
فيها.. وهكذا فإن منطقة
كردستان ومنذ عام 1997
إلى 2003 كانت منقسمة
بينهما إلى قسمين.
إذن لم
يكن هناك في شمال العراق
إقليم قائم قبل 2003..
5- بعد
سنة 2003 استطاع الكرد
بناء الدويلة الجديدة
بخبث ودهاء.. وزراء ورئيس
وزراء ورئيس حكومة ورئيس
برلمان ورئيس إقليم
بالوراثة.. وهذا التشكيل
هو تركيبة دولة وليس
إقليماً.. وكما تقول
صحيفة "معاريف" - وهي
أدرى - "الكرد على شعرة
من الإنفصال.. إلى أن
يضمّوا كركوك".. عند ذاك
يعلنون مملكتهم.

6- في
إسبانيا- مثلا- وهي دولة
أوروبية ديمقراطية
متقدمة، يوجد 17 إقليما
ومحافظتان (سبتة ومليلة)
كلها تتمتع بحكم ذاتي..
لم يكن ولا واحد فيها
يتمتع بما يتمتع به إقليم
دويلة كردستان.. لم يُسمح
فيها وزراء ولا رئيس
وزراء.. وإنما فيها
حكومات محلية ونواب
محليون فيها.. فقط يسمح
الدستور وزراء ورئيس
وزراء في الحكومة
المركزية في مدريد تحت
علم واحد ونشيد وطني واحد
ولغة رسمية واحدة هي
الأسبانية.. علما أن
كثيراً من هذه الأقاليم
كانت مملكات معترف بها ثم
اتحدت.. فمثلا إقليم
كاتولونيا أكبر من إقليم
كردستان أربع مرات..
ولغتهم هي شبه رسمية ضمن
نطاق إقليمهم فقط.. ولا
يسمح لهم بالتفاوض في
الخارج إلا في نطاق محدود
تحت العلم الأسباني..
وليس لهم ممثلون في
الخارج إلا السفارة
الأسبانية فقط.. ولا لغة
رسمية غير الأسبانية.
7- لقد
استغل الكرد بخبث ودهاء
تحت عمامة بريمر..
التشرذم بين ضعفاء وفاقدي
الحس الوطني من اللاجئين
الحاملين لجنسيات أجنبية
الرافضين التنازل عنها..
أو المتعطشين لحكم
العراق.. أو القادمين
بقبعات أمريكية.. أو
الزاحفين على ظهور
الدبابات الغازية.. أو
المهوسين بنهب العراق..
أو فئة "النطيحة
والمتردية".. أو عشاق
السلطة..
8- كما أن
الكرد ما زالوا يلعبون
بورقة حزب العمال
الكردستاني.. ليس فقط ضد
تركيا وإيران .. وإنما
أيضاً ضد عراق موحد.. ولو
كانوا يريدون حقاً وحدة
العراق لأغلقوا باب جهنم
هذا الحزب.. مثلما فعل
صدام سنة 1975 عندما اتفق
مع إيران.. ولا ننسى
تصريح طالباني: "لن أسلم
للأتراك حتى لو هرّة
كردية"..
9- زعماء
هذه الدويلة لما أيقنوا
أن لا تركيا ولا إيران..
ولا حتى سورية الضعيفة
بعيونهم.. تسمح لهم
بتحقيق حلمهم الوردي..
لذلك منذ عام 2003 عدلوا
إلى إقامة دويلة مستقلة
داخل العراق على مراحل..
لا تسمح لبغداد التحكم
بها.. بل هي التي تتحكم
بالعراق.. وتحوّل بغداد
إلى بنك مركزي لها فقط..
وتكون دويلتهم الخمس
المعطل لدولة موحدة..
10- هذه
الدويلة يتحكم فيها
حزبان.. ولا يسمحان لأي
عراقي دخولها (إلا بكفالة
وإقامة).. والأتعس من ذلك
لا يسمحون حتى لرئيس
الوزراء؛ وهو القائد
العام للقوات المسلحة، حق
نقل أو مسّ فرد من أفراد
البيشمركة الإلهية ؟..
بينما هم يتحكمون بالعراق
من خلال برلمانه وسلطاته
التنفيذية.
11- في
نيسان 2008 اللواء 34
بيشمركة التابع للحزبين
الكرديين يحتلّ مناطق
واسعة من محافظة ديالى..
ويرفض أوامر رئيس الوزراء
والقائد العام للقوات
المسلحة.. ويمتنع هذا
اللواء من الإنسحاب..
ويقول لا نستجيب إلا
لأوامر الحكومة
الكردية..كما اتهم أهالي
منطقة حمرين اللواء 34
بالعمل على تكريد
المنطقة.. وتهجير سكانها
من العرب وإرغامهم على
النزوح..
وذكرت
صحيفة اؤينة (10/9/2008 )
التابعة لمسعود برزاني
"إن قوة من البيشمركة
الكردية جردت قوة من
الجيش العراقي من سلاحها
لأنها أرادت الدخول الى
خانقين"..
وعلى أثر
أزمة خانقين؛ وهي على
مقربة من بغداد، نشر
الإعلام الكردي بكل وقاحة
"إجتمع نيجرفان بارازاني؛
رئيس وزراء كردستان مع
رئيس وزراء العراق"..
وكأنهما دولتان مستقلتان
!.. وخرج الأثنان أمام
الصحفيين في بغداد.. وبكل
صلافة وعنجهية خرج
نيجرفان يتكلم بالكردية
في بغداد.. بينما في
الإمارات يتكلم
بالعربية..
12-
البرزاني هو من أول
المتحمسين لمقترح جو
بايدن والداعي لتقسيم
العراق الى ثلاث كيانات
معترف بها دوليا..
المطالبات المتواصلة من
قبله هي للتمهيد لخطوة ما
قبل الإنفصال والتي يستعد
لها البرزاني سياسيا
وعسكريا ودبلوماسيا
وإقتصاديا.. ويضغط كل
فترة وينذر بالتهديد
والإنفصال.. لضم كركوك
و"المناطق المتنازع
عليها" ولتمرير القانون
الجديد للنفط والغاز
وإعتماد عقود النفط التي
وقعها الإقليم، وحسم
موضوعة البيشمركة
بإعتبارهم قوات نظامية
!.. كما أن البرزاني
والكويت هما من يعترض على
تسليح الجيش العراقي !!..
كما أنه
يتسابق مع عمار الحكيم في
الجولات المراتونية.. كل
واحد يستقبل حكاماً
وروساء ويزور بلداناً
بشكل مريب ومروع.. بينما
يذبح العشرات من
العراقيين يومياً .. هو
يطالب بتطبيق المادة
140.. هذه الأحلام
المتضخمة للبرزاني ستكون
بقوة عزيمة الشعب العراقي
مجرد أضغاث أحلام..
13-
الكاكه مسعود يرفض رفع
العلم العراقي في آخر
زيارة له لتركيا قبل
أيام.. وفي فرنسا
(14/6/2010) يرفع علمه
وعلم العراق.. أي دولتان
مستقلتان.. كما نصب على
حدود دويلته مع دولة
العراق العربية 24 نقطة
تفتيش من الكونكريت..
يتوزع فيها 800 جندي
أمريكي.. وقلة من الجيش
العراقي وأغلبية من
البيشمركة.. استعدادا
للإنفصال.. لم يسمح فيها
رفع العلم العراقي وإنما
علم فيه صورة أسد أصفر
اللون على قماش أبيض..
بئس العلم.. وبئس نواب لم
يثوروا.
14- لقد
أكمل الأكراد أغلبية
مقومات هذه الدويلة
الإنفصالية.. رئيس
جمهورية العراق كردي..
ولا مانع.. ولكنه دائماً
يدافع ويمثل دويلة
كردستان.. نواب في برلمان
العراق.. نائب رئيس
الوزراء.. عدد من الوزراء
ووكلاء الوزارات والسفراء
والمدراء العامّون.. رئيس
أركان الجيش العراقي
كردي.. رئيس المخابرات
كردي.. وعدد من الضباط
الأكراد في الجيش
العراقي.. وغيرهم ممن
أحتلوا أعلى المناصب
الحكومية في الدولة
العراقية.. رئيس لجنة
حماية أموال العراق كردي
(روز نوري شاويس).. وزراء
ورئيس وزراء ورئيس حكومة
ورئيس برلمان ورئيس
إقليم.. كلها على حساب
مصالح العراقيين.. وزير
خارجية العراق كردي..
كرَّد الوزارة.. وفتح لكم
شبه سفارات في كثير من
بقاع العالم.. لم نر لها
مثيلا في بقاع العالم..
والآن يطالبون بوزارة
النفط لتحقيق مآربهم في
نفط شمال العراق.. ورئاسة
البرلمان العراقي..
15- رغم
كل هذه التنازلات من
العراقيين العرب لكنهم لم
يسلموا من تهمة
الشوفينية.. وبما أن
الأكراد ضد الشوفينية
ويؤمنون بدولة المواطنة
والمساواة ولايفرقون بين
الكردي والعربي حسب
مايزعمون في تصريحاتهم
... "هل يقبل الأكراد
بتعيين عراقي عربي رئيساً
لإقليم كردستان ؟" كما
طرحه خضير طاهر في مقاله
القيّم.. أو هل يقبل
الأكراد بتعيين شرطيّ أو
كنّاس عربي في إقليم
كردستان ؟..
16- ممنوع
على العراقي العربي دخول
المدن الكردية التي بموجب
الدستور مازالت تابعة
للدولة العراقية.. حيث
يتم وضع شروط تعجيزية..
منهاكفالة شخص كردي حكومي
في دويلة كردستان.. حتى
يسمحوا له بدخول
كردستان.. واذا سمحوا له
بالدخول وأراد المكوث
هناك يشترطون عليه
"إقامة".. ويمنع عليه حق
شراء العقارات والتملك
والعمل بشروط.. ويتم
التعامل معه بعدوانية
وعنصرية مقيتة قبيحة لا
تطاق سواء في نقاط
التفتيش على (الحدود بين
الدولتين) أو في داخل
المدن.. وصلت إلى درجة أن
الأطباء الأكراد في مدينة
كركوك يرفضون الحديث مع
المرضى العرب بلغتهم
ومعالجتهم رغم أنهم درسوا
في الجامعات العراقية
ويجيدون اللغة العربية..
17- بينما
كل يوم يدخل المدن
العراقية مئات الأكراد في
منتهى الحرية يعملون
ويشترون العقارات
ويمارسون حياتهم دون قيد
أو شرط.. تصوروا مشاعر
المواطن العراقي العربي
حينما يرى أن رئيس
الجمهورية كردي يقبض من
خزينة العراق (سبعين
مليون دينار شهريا غير
المخصصات)!!!..