%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
السهل الممتنع في لغة السياسي المسؤول
حسام طبرة
لعل أخطر ما طرحه طارق الهاشمي وهو يخوض في دوامة الأجابات على أسئلة ازدحمت في مؤتمر صحفي استضافه يوم 28/شباط وشاهده بالأمس الملايين من على شاشة فضائية الرشيد . هو ما جاء في تعقيبه على حيثيات وتداعيات تظاهرات الجماهير الغاضبة التي بلغت ذروتها في 25/شباط في بغداد ومدن العراق حين أكد ضرورة الدفاع بل تبني مطالب وحاجات متفاقمة لدى العراقيين بكافة تصنيفاتهم الطائفية أو العرقية أو الأجتماعية وهم يعبرون عن سخطهم على الكثير من مظاهر الحياة المتردية وظروفها القاسية في كل ميدان في بلد تخزن أرضه أكبر ثروات الدنيا زرعا وضرعا مما أودعه الله في باطنها وظاهرها من كنوز لاتنفد,,, ولا عجب فقد طال انتظار هذا الشعب لينعم بما حباه الله به .
حديث الهاشمي الى الصحافة كان حديث المسؤول الحريص على لملمة حبات العقد الوطني الذي يوشك أن ينفرط ويقع الكروه بسبب تفاقم الغضب الجماهيري الذي بلغ ذروته من دون أن ترى هذه الجماهير لحد الآن ما يلوح في الأفق ويبشر بفعل أو انجاز آت في القريب يغير الحال ويشفي الجروح .
طرح الهاشمي وهو يسلط الضوء على مواطن الخطأ في مسيرة العراق منذ 2003 ولغاية اليوم ربما توهم به البعض ورأى فيه طرحا تساهلت بل سهلت لغته وفترت نبرته وان أي مسؤول قيادي في هذا البلد يمكنه أن يتعامل به لكن ومن خلال نظرة متفحصة يجد المرء والصحفي الذي كان يسأل خلال ذلك المؤتمر ان لغة الهاشمي الحكيمة كانت تمتنع على غيره ويصعب على آخرين توجيهها حين اختارها لغة تستجيب لمتطلبات الظرف العصيب وبرز منها في هذا السياق ما ذهب اليه للتوفيق بين مطالب الجمهور المسحوق والزام السلطة بتشريف تعهداتها واحترامها حين اقتبس مقاطع من كلمة رئيس الوزراء التي وجهها عشية وغداة تظاهرات جمعة الغضب وهو يلزم نفسه بالأستجابة لمطالب المحتجين ,,, وفي هذا السياق أيضا كان الهاشمي ورغم مآخذه الكبيرة والكثيرة على مسيرة عمل الدولة يضع في حسابه أنها دولة ولدت للتو من رحم انتخابات حملت معها اشكاليات كبيرة ورافقتها مفارقات استنفذت زمنا طويلا من عمر الولاية الحالية للحكومة ,,, زمنا ضاع أغلبه على خلافات بين مكونات حتى الكتلة الواحدة حول تسمية رئيس الوزراء وبذلك فان ما استغرقته هذه الخلافات قد أكل كثيرا من هامش عمر الولاية المفترضة بأربع سنوات اربع لا أكثر لحكومة رئيس الوزراء وفضلا عن هذا وذاك فان السيد نوري المالكي لم ينجز الى يومنا مهمة تسمية وزراءه الأمنيين وتلك معضلة جديدة برزت وتطورت وتحتاج الى ما يساعد على حلها واذا قابلنا ذلك كله بتفاقم معاناة الجمهور في أبسط شروط الحياة لأصبحنا أمام فرضيتين تبيح الأولى منهما لساسة البلد الكبار وقادته المتنافسين أما استثمار الموقف وتفعيل الجانب الدعائي الترويجي الشخصي وهو ما ستكون له ارتدادات ضارة بالجمهور وأما العمل بروح الحكمة التي تقتضي اصلاح ذات البين بين الدولة التي قصرت بواجباتها والزامها باشتراطات والتزامات وتذكيرها بأن الأمر لن يقف عند مجرد التذكير بالواجبات بل ان الحساب سيقع في منظور زمني قريب وهو ما سيدفع باتجاه تفكيك العقد وتمهيد الطريق أمام حل المأزق الذي يطبق بخوانقه على الجماهير وهو ما التزمه الهاشمي في طرحه مستذكرا في هذا السياق أولا حقوق المعتقلين الذين لن ينسى العراقيون تفقد الهاشمي لأحوالهم وزياراته لهم في المعتقلات وتعهداته لهم بالتزام حقوقهم التي فرطت بها الدولة
,,,,, وقد كان لابد لنا قبل طرح الأفكار التي سمعها المواطن من الهاشمي خلال مؤتمره الصحفي الأخير في 28/شباط/2011... من مقدمة نقول فيها ان جدلية منطق التحول المفاجئ من نظام الى نظام في بلد من بلدان ما يطلق عليه الغرب / العالم الثالث / أمر يتطلب التمعن في مناظرة ما انطوت عليه حيثيات هذا التحول مع ما أفرزته من مخاطر كبيرة كونه وليد احتلال عسكري من أكبر بلدان العالم الأول بصفته احتلال اعتمد تدمير كل مقومات الدولة القائمة على أمل خلق دولة تولد من رحم ركام ما أسماه بعض الساسة والمنظرين الأميركان بـ / الفوضى الخلاقة / .
ولو تبنينا قسرا حسن الظن بالفوضى الخلاقة وبخلق ديمقراطية ليبرالية من فضلات تلك الفوضى وبأن المحتلين استلهموا تجربة الحرب الأهلية الأميركية التي اتحدت بعدها الولايات الأميركية وتوحدت وباتت ديمقراطية يحكمها الجمهور فان الحالة هنا في العراق هي غير الحالة هناك والأمثلة على ذلك كثيرة تملأ ذاكرة التاريخ المعاصر . فالحالة في العراق مختلفة ومعكوسة لسبب بسيط هو أننا أمام بلد هو الأعرق في تاريخ الأنسانية عرف كما هو عليه رغم حدثان العصور الى حين احتلاله عام 2003 وأريد تمزيقه طائفيا وعرقيا بحسب سيناريوهات تعج بها أدمغة واضعي الأجندات الخارجية وسيبقى يعتبر بالميراث الأصيل لا بالفوضى الخلاقة ,,, أمام مثل هذه الحالة العراقية التي تتطلب التفاعل من أجل الحفاظ على الميراث الضخم من القيم الوطنية والدينية كان لابد بل ان الواجب يحتم على الهاشمي لئم الجروح لا نكأها وهو ما بدا من خلال طروحاته في مؤتمره الصحفي حريصا على الألتزام به .
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|