نزار رهك
في الاول من ايار عام 1983
وبعملية غادرة
إرتكبت قوات الأتحاد الوطني
الكردستاني الفاشية بقيادة المجرمين جلال طالباني
ونيو شيروان مصطفى مجزرة بحق كوكبة من المناضلين
الشيوعيين العراقيين الذين أختاروا كردستان العراق
ساحة للنضال ضد النظام الديكتاتوري البائد وقد
كانت المجزرة ثمنا قدمه هؤلاء المجرمون للنظام
الديكتاتوري لتكملة الحملة التي بدئها النظام
البائد بدفع من المخابرات المركزية الأمريكية
والدوائر الصهيونية التي كانت تمهد الطريق لزج
العراق بحرب إستنزاف ضد إيران وتصفية الساحة
السياسية العراقية من المعارضين لسياسة عميلهم
صدام حسين من شيوعيين وبعثيين وإسلاميين .

عصابة الأتحاد الوطني مع عزة الدوري وعلي
حسن المجيد (كيمياوي) قبل
الهجوم على بشتاشان
إن عصابات الأتحاد الوطني الفاشية
بقيادة مجرم الحرب جلال الطالباني لم يكونوا
بعيدين عن عن الأرتباطات الصهيونية ومخططاتها في
العراق التي تكشفت بالكامل بعد إحتلال العراق
وتحول هذه العصابات الى مرتزقة للأحتلال الأمريكي
وحاضنة للمعسكرات الأسرائيلية على أراضي العراق
الشمالية وضلوعهم بالعمليات الأرهابية التي كلفت
الشعب العراقي قرابة المليون
ونصف المليون من الشهداء والضحايا .
الملفت للنظر إن حدود التحالف بين
النظام الديكتاتوري وعصابة جلال الطالباني كانت
آنذاك محددة الهدف وهو تصفية الشيوعيين العراقيين
وإنتهى هذا التحالف بعد تنفيذ المهمة , ويرتبط
طرفا هذا التحالف بروابط داخلية وخارجية مشتركة ,
داخليا كان جلال الطالباني يريد الأستحواذ على
مواقع النفوذ السياسي والعسكري في كردستان العراق
وبأي ثمن كان , كما هو حاله الآن مع قوات الأحتلال
الأمريكي , وكان الطرفان ( صدام وجلال ) من معدن
ديكتاتوري وتسلطي واحد وتتطابق رؤاهما في الغدر
والخيانة والأستعداد لأرتكاب الجرائم بحق أبناء
جلدتهم من

أجل الوصول الى غاياتهم .. كان
جلال طالباني يخوض حرب إبادة ضد شعبنا الكردي في
معارك الأخوة وحرب الكمارك في نفس الوقت الذي يصفي
فيه صدام حسين قيادات حزبه وأبناء عشيرته وضباط
جيشه بل وشعبه أيضا .. ولو توفرت نفس القدرات التي
كان يمتلكها صدام حسين بيد جلال طالباني لأرتكب من
الجرائم ما يفوق عدد ضحايا صاحبه .
هذا إضافة الى المشتركات القومية
الشوفينية والتعبئة المنظمة ضد العراقيين العرب
بمن فيهم الأنصار الشيوعيين اللذين كانوا يحملون
السلاح معهم وأيمانهم بالحقوق القومية المشروعة
للشعب الكردي .
أما المشتركات الخارجية فهي إرتباط
الطرفين بعضوية الأممية الأشتراكية الدولية والتي
تقودها المنظمات الصهيونية العالمية .وهم أولاد
السي آي أي الذين يرخصون الدم العراقي .
وكان الموقف من الثورة الأيرانية
لصدام حسين وجلال طالباني منذ إندلاعها كان موقفا
منسجما مع الموقف الأمريكي والغربي المعادي
والمساند لنظام الشاه وفي الوقت الذي خاض فيه صدام
حربه بدفع أمريكي وخليجي توجه جلال طالباني ليحارب
الثورة عبر مساندة الحزب الديمقراطي الكردستاني
الأيراني وفي نفس الوقت ليحارب الحزب البارتي
بقيادة مسعود البارزاني الذي أرتمى بالكامل
في دائرة مخططات السلطة
الأيرانية الجديدة ويحول حزبه الى مرتزقة للقوات
الأيرانية .
وبعد إن نفذت مصالح جلال من صدام
توجه للأرتزاق مع إيران للحصول على الأموال
والأسلحة وليقود الجيش الأيراني الى المناظق
الشمالية للعراق ويعرض شعبه للأبادة فهو يعتبر أحد
المتسببين في مجزرة حلبجة حيث قادت عصاباته
الفاشية ( الأتحاد الوطني الكردستاني ) الجيوش
الأيرانية الى مدينة حلبجة ومنعوا سكانها من
مغادرتها والهروب من جحيم المواجهات العسكرية التي
قد تتعرض اليها جراء الحرب بين البلدين في الوقت
الذي كان الطرفان يستخدم أبشع أسلحة الدمار
والأبادة ومنها الغازات السامة .
وقد تحولت بالفعل مدينة حلبجة الى
ساحة قتال إستخدم فيها النظام الصدامي الغازات
السامة و تسببت بأبادة العشرات من المدنيين
الأبرياء.
إن مجزرة بشتاشان هي أحدى جرائم
جلال طالباني ونيو شيروان مصطفى و بقية قيادات
عصابة الأتحاد الوطني الكردستاني الشوفينية .
وهي أبشع من جريمة الدجيل التي
إرتكبها صدام حسين وتمت محاكمته بسببها و أكثر من
جريمة قتل التجار العراقيين .
إن المجزرة أودت بحياة أكثر من
سبعين شهيدا جلهم من الكوادر العلمية والسياسية
والمهنية .. وكانوا عماد الحركة الوطنية
والديمقراطية المعادية للديكتاتورية .
وهي الجريمة التي حدثت بتدبير
ودراية وتخطيط من العديد من القوى بضمنها بعض
القيادات الحزبية الشيوعية الكردية التي كانت
تتبوء مناصب قيادية في الحزب الشيوعي العراقي ..
وهذا هو المشترك الآخر في جرائم النظام البائد
وفاشيي جلال طالباني وهو إبادة قاعدة الحزب
الشيوعي العراقي وخاصة العرب منهم وإطلاق سراح
قادتهم (الأكراد خاصة )وهو ما يطرح على طاولة
البحث العديد من الاسئلة ومنها : هل كانت قيادة
الحزب الشيوعي العراقي متواطئة في الجريمة ؟ وإن
كان الجواب بالنفي لماذا السكوت عنها ؟ وإن كان
بالأيجاب من هي هذه العناصر ؟ ولماذا الخشية من
محاكمتها ؟ هذه الأسئلة وكثير غيرها في ملف
الجريمة في بشتاشان لا حل لها ولا جواب سوى
المطالبة بمحاكمة المجرمين كأشخاص وأحزاب ومنح
الشهداء وعوائلهم حقوقهم القانونية وإنزال العقاب
بالمجرمين اللذين مازالوا يقودون عصاباتهم
ويتبوئون المناصب الحكومية في حكومة الأحتلال.