<%@ Language=JavaScript %> محمد بهلول قوانين الأبارتهيد الجديد في "إسرائيل" والرد المطلوب للشعب الفلسطيني هناك
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

قوانين الأبارتهيد الجديد في "إسرائيل"

والرد المطلوب للشعب الفلسطيني هناك

 

محمد بهلول

كاتب عربي فلسطيني ـ دمشق

 

ظاهرة التخبط والقلق التي تعيشها "إسرائيل" في ظل حالة الحراك الشعبي العربي، تبدو واضحة للعيان، والكثير من المتابعين والمحللين أفراداً وجماعات (أحزاب، فصائل، قوى سياسية) يربطون هذا القلق باتجاهات ثلاث:

الاتجاه الأول: انعكاس حالة الحراك الشعبي وبالأدق الحالة الثورية والوصول بها إلى تحريك الوضع الشعبي الفلسطيني نحو تفعيل طاقاته وتجديد مقاومته باتجاه الاحتلال عبر انتفاضة شعبية عارمة، بدأت تباشيرها تظهر للعلن، عبر الحملات الشبابية والشعبية لإنهاء الانقسام، وما تعنيه بالمعنى السياسي إزاحة وإسقاط المشاريع السياسية الخاصة الفئوية والانقسامية والعودة إلى رحاب المشروع الوطني كنقطة انطلاق وممر إجباري لمواجهة الاستيطان والاحتلال

الاتجاه الثاني: وهو ما شهدته الساحة المصرية "ذات الأهمية الفائقة إستراتيجياً وجيوسياسياً بالنسبة للمنطقة ككل"، وما تشهده الأردن والخوف لدى "إسرائيل" من انعكاس تلك التطورات على موقف الدولتين منها، وتحديداً اتفاقات السلام الموقعة (وادي عربة، كامب ديفيد) وربما لاحقاً الانتقال بهذه الدول من حالة السكون بعلاقتها مع "إسرائيل" إلى حالة العداء وتجدد الصراع معها.

الاتجاه الثالث: فهو مجمل التحركات الجارية في معظم والمتوقع عموم الدول العربية والشرق أوسطية، ونتائجها المتوقعة لقيام أنظمة تنسجم إلى حدود معينة مع تطلعات شعوبها القومية، والتي هي بفطريتها معادية "لإسرائيل" كدولة استيطان واحتلال.

بتحليل هذه الاتجاهات الثلاثة يمكننا القول بأن ما يقلق "إسرائيل" على وجه الخصوص؛ هو انتقال موقعها في الخريطة السياسية والجيوسياسية في المنطقة والعالم من موقع الدولة "الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة (1948 ـ 2011)، إلى موقع دولة مشكوك في ديمقراطيتها ومطعون في مشروعيتها ومُثبتة عنصريتها مقابل واحة من الدول المدنية ذات الدساتير الديمقراطية الجديدة، دول المواطنة والحدود المقبولة (عالمياً) من العدالة الاجتماعية.

فـ "إسرائيل" التي عاشت أكثر من ستين عاماً باعتبارها دولة القيم والديمقراطية، وأقامت علاقاتها المميزة مع شعوب ودول الغرب على هذا الأساس، باعتبارهما متشاركين في نفس القيم، وتحت هذا الستار مارست ولا زالت أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية (احتلال، تهجير السكان، استيطان ... الخ).

من المتوقع أن التغييرات في العالم العربي ستؤثر على المكانة التي تحتلها "إسرائيل"، على الأقل لدى شعوب الدول الغربية وبحدود أقل في المدى المنظور على دولها.

إن التطورات الحاصلة في "إسرائيل" وتحديداً على مدار السنوات العشر الأخيرة، ما يؤكد التخلي التدريجي عن معايير الديمقراطية على المستوى العالمي، فإجهار المطالبة بالاعتراف الدولي بيهودية الدولة وسلة القوانين المتخذة على مدار العامين الأخيرين، وصولاً إلى قانون سحب الجنسية من أي مواطن "يهودي أو عربي" يعارض عملياً سياسة "إسرائيل" وتحديداً الخارجية، أي علاقتها بالصراع العربي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي ... كل هذا يظهر أن "إسرائيل" قد بدأت فعلياً لا استشرافاً بالتحوّل إلى دولة أبارتهيد، على الأقل بوجه أكثر من عشرين بالمئة من سكانها العرب 1.5 مليون إنسان).

في هذا السياق لعبت ولا زالت السياسة العنصرية الإسرائيلية منذ عام 1948 بحق مواطنيها العرب إلى ارتفاع منسوب العداء والكراهية بين المواطنين العرب (السكان الأصليين) والمواطنين اليهود، وهذا ما يتبين جلياً في آخر دراسة شاملة استمرت لأكثر من اثنتي عشر عاماً، ونشرت مقتطفات منها مؤخراً صحيفتي "هآرتس" و "يديعوت أحرنوت"، وهذه الدراسة التي قام بها "صندوق فريدرك إبرت" الألماني بالتعاون مع مركز "ماكرو للاقتصاد السياسي"، بحيث يشير معدو الدراسة إلى أن "الميول السائدة في مواقف الشباب اليهود تشهد على تعاظم الأساس القومي اليهودي؛ مقابل ضعف في التفكير المستند إلى الأساس الديمقراطي الليبرالي".

إن ما تشهده "إسرائيل" يؤشر فعلاً إلى التخبط والقلق، وما تشهده الحياة الداخلية على وجه الخصوص، يلحظ انتقالها السريع نحو دولة أبارتهيد وإن بشكل جديد يمكن أن نسميه "أبارتهيد القرن الواحد والعشرين".

أمام كل هذه المؤشرات؛ الموقف الدولي الحائر مما يجري من تحركات على الساحة العربية، وصولاً إلى الحالة الفلسطينية والتحركات الشعبية العربية أساساً، لن يكون مستبعداً أن نتوقع قريباً وعاجلاً تحركات شعبية واسعة من الشعب الفلسطيني داخل "إسرائيل"، وبالتشارك مع اليهود الديمقراطيين والليبراليين "بمعزل عن عددهم وحجم تأثيرهم" للمطالبة بالمساواة المواطنية والقومية، الفردية والجماعية، وإلغاء القوانين العنصرية.

هذا هو الوقت الأكثر مناسبة لإحراج "إسرائيل" على المستويين الإقليمي والدولي، وهو اللحظة المؤاتية لمعرفة العالم و"إسرائيل" معاً لموقعها الفعلي والواقعي في الخارطة الجغرافية والسياسية في المنطقة والعالم.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا