<%@ Language=JavaScript %> محمد قاسم نعمان دور الأحزاب والقوى الاجتماعية لحماية ودعم ثورة التغيير
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

دور الأحزاب والقوى الاجتماعية لحماية ودعم ثورة التغيير

 

 

بقلم / محمد قاسم نعمان

 

ثورة الشباب والشعب التي تتجسد تعبيراتها الديمقراطية – السلمية في ساحات وميادين التحرير والتغيير في مختلف مدن محافظات البلاد تثبت قدرة الشباب على قيادة ثورتهم السلمية وعلى تحقيق الأهداف التي من أجلها فجروا ثورتهم المجيدة التي تتمحور في إسقاط النظام ورموز فساده من اجل توفير شروط التغيير وبناء اليمن الجديد .

منذ بدء اندلاع هذه الثورة أكد الشباب أنهم جديرين بقيادة ثورتهم  السلمية وأنـَّهم يرفضون أية وصاية عليهم وعلى ثورتهم.. لكنهم في الوقت ذاته مرحبين بكل مكونات المجتمع الانخراط بها ودعمها وإسنادها والمشاركة فيها .

رحبوا بكل مكونات المجتمع الانخراط بها معهم، ومنذ البدء أعلنت القوى السياسة والأحزاب احترامهم لثورة الشباب السلمية واحترام استقلاليتها عن الأحزاب السياسية واحترام إراداتهم .

وحددت أحزاب المعارضة وبالذات أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم في مكون لجنة الحوار الوطني أنـِّهم سيشكلون الحلقة الداعمة والمساندة لهذه الثورة وقياداتها الشبابية.

وتوالت التفاعلات الإيجابية لمكونات المجتمع اليمني مع ثورة الشباب فانخرط أفراد الشعب ومنظمات المجتمع المدني المختلفة ورجال القبائل ومشايخهم ثم التحق القادة العسكريون وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن الأحمر ليشكل زخمـًا إضافيـًا وقويـًا لثورة الشباب لتمنحهم توازنـًا عسكريـًا يمنع استخدام القوات المسلحة في مواجهة الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. وهذا ما تحقق حتى الآن وهو ما دفع النظام ورموز فساده السياسيين إلى استخدام أوراقه الأخرى في مواجهة تعاظم وقوة وانتصارات ثورة الشباب، وهي الأوراق التي كان قد بدأ استخدامها عبر توظيف بلاطجته في كل من صنعاء وتعز والحديدة والبيضاء وعدن وغيرها من مدن وساحات ثورة الشباب، وقدَّم خلالها الشباب والشعب عشرات الشهداء ومئات بل وآلاف الجرحى كانت أبشعها جريمة الجمعة الأليمة في ساحة التغيير بصنعاء، التي راح ضحيتها أكثر من (52) شهيدًا ومئات الجرحى وما سبقها في مدينة المعلا بمحافظة عدن، حيث استشهد على يد رجال الأمن في يوم واحد أكثر من (25 شهيدًا) وعشرات الجرحى، إضافة على العديد من الشهداء والجرحى في مدن محافظة عدن.

وانتقل سيناريو النظام لمواجهة مد الثورة الشبابية الكاسح إلى سيناريوهاته الأخرى، التي تتمثل باستخدام ورقة تنظيم القاعدة وخطر القاعدة الذي ظل النظام يستخدمه كفزاعة لدول الإقليم وللولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية فأعلن أنـَّه واجه جماعة القاعدة في أبين في منتصف هذا الشهر، وقتل منهم 12!! من دون أن يقول مَنْ هؤلاء الـ 12، كما أنـَّه لم يُقدِّم أي وثيقة عبر وسائل إعلامه المقروءة والمرئية تؤكد صحة ذلك، لكنه فقط أراد أن يوصل رسالة إلى الإدارة الأمريكية والأوروبيين ودول الإقليم ، وترافق مع ذلك تهديده في لقاءاته سواء في مجلس الدفاع أو في لقاءات قيادات المؤتمر بالحرب الأهلية وأنَّ اليمن سيتمزق إلى شظايا وأنَّ القاعدة والحوثيين والانفصاليين هم الذين يتربصون... الخ.

وقبل ذلك مع بداية اندلاع ثورة الشباب  كان قد أعلن أنـه من حق المواطنين أن يدافعوا عن ممتلكاتهم وأموالهم وأعراضهم.. الخ.. وكان قد سبق هذا الإعلان توزيع السلاح في محافظة عدن ومحافظات أخرى .

ثم حرَّك "النظام" عشرات من الشباب في عدن باجور مدفوعة  وطلب منهم أنْ يرفعوا شعارات الانفصال ويوحوا بأنـَّهم من الحراك الجنوبي.. ووجههم لاقتحام بعض الممتلكات الخاصة بالتواهي ومدينة كريتر.

ولم يمر أسبوعـا على هذه الأعمال إلا وبدأ بتنفيذ حلقات أخرى من هذا السيناريو في كل من محافظتي شبوة وأبين أساس هذا السيناريو أن تنسحب قوى الأمن المركزي وبعض أفراد الجيش الموجودين في هاتين المحافظتين من أجل خلق فراغ أمني يرافقه الدفع بعناصر ينضوون في أجهزته الأمنية  أطلق عليها "النظام" أنـّهم من جماعة القاعدة.

وهو السيناريو الذي أراد به أن يواصل توجيه رسالته إلى الإدارة الأمريكية وإلى الأوروبيين وإلى دول الإقليم مفادها أنَّ المحافظات الجنوبية ينتشر فهيا رجال القاعدة.. وأنتّهم ينتظرون "إسقاط النظام" ليستولوا على هذه المحافظات ويعلنوا فيها "إمارات إسلامية"، تكون مخصصة ومرتع لتنظيم القاعدة..!!

وجاء استخدام "نظام علي عبدالله صالح" لفزاعة تنظيم القاعدة بعد أن فشل في استخدام ورقة "الحراك الجنوبي والانفصال" في محافظة عدن، حيث كان الحراك الجنوبي متنبهًا وواعيـا لهذا المخطط.

من نتائج هذا السيناريو الذي قام "النظام" بتنفيذه في أبين أن راح أكثر من (150 ضحية) شهداء عمل اجرامي - لا يمكن فصله عن بقية جرائم هذا النظام - بينهم نساء وأطفال من جراء انفجار مصنع الذخيرة في مديرية الحصن بمحافظة أبين، فلقد سحب قواته وحراسته من هذا المصنع وهو يعرف طبيعته ويعرف أنّ المواطنين سيدخلون إلى المصنع طالما وقد انسحب منه أفراد الجيش وحراساته الأمنية حتى ولو من باب الفضول لمعرفة محتويات هذا المصنع.

لكن الكارثة كانت عظيمة (150) ضحية هم ضحايا جدد تـُضاف إلى جرائم هذا النظام الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك كونه أراد أن يستخدم "انسحابه" من هذا المصنع كجزء من لعبة توجيه الرسائل إلى الأمريكان والأوروبيين ودول الإقليم لمواصلة تخويفهم بفزاعة "القاعدة" وما يمكن أن يحصل إذا سقوط النظام، لكنها تحوَّلت إلى جريمة بشعة وواقعة أليمة تـُضاف إلى جرائم النظام الكثيرة.

وكل هذه الأفعال والجرائم وسيناريوهات "الفراغ الأمني وخلق الاختلالات الأمنية التي تمت حتى الآن وتلك التي يعدها للأيام القادمة، وبالذات لمدينة عدن المسالمة، تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية والأوروبيون ودول الإقليم الذين يصرون على عدم احترام إرادة الشعب والتي تتجلى في عدم تحديد موقف واضح وقوي من هذا النظام ورئيسه صالح ، ورموزه الفاسدة وجرائمه الوحشية  ، بل ومنهم من لا زال يقدِّم له الدعم والإسناد المادي والمعنوي والعسكري !!.

وتبقى كلمة مهمة هنا لابد من التأكيد عليها، وهي أنَّ الدور المناط بالقوى السياسية والقوى الاجتماعية وأحزاب المعارضة والعسكريين ورجال القبائل والمشايخ الذين أعلنوا انضمامهم لثورة الشباب والشعب من أجل أن يجسدوا التزامهم لشباب الثورة في تقديم الدعم والإسناد لثورتهم.. فإنَّ هذا الدعم والإسناد لا بد أن يتمثل اليوم في مواجهة سيناريوهات النظام التي أعدها وينفذها حاليـًا في المحافظات الجنوبية والشرقية.. وفي مواجهة بلاطجته وكل ما يستهدف من خلاله النظام إلى خلق فراغات أمنية أو إخلالات أمنية أو تهديد الممتلكات العامة والخاصة والعمل على كشف وفضح ما يدعيه النظام من وجود تنظيم القاعدة الذي يمكن أن يحيل الجنوب إلى إمارة إسلامية وغيرها من هذه الادعاءات والفزاعات  التي يفترض كشفها وفضحها ومواجهة شركاؤها، والتأكيد أنّ تنظيم القاعدة الذي يشير على وجوده الرئيس صالح ونظامه الساقط هو في حقيقة الأمر "تنظيم" يعمل تحت مظلة النظام وتوجيهاته، وأنـّه بسقوط النظام ورموزه سيذهب هؤلاء الشركاء معهم .. ولن يكون لتنظيم القاعدة وجود في اليمن.

 

رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الأنسان

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا