<%@ Language=JavaScript %> حنين نمر: الامين الاول للحزب الشيوعي السوري ( الموحد) لمجلة النداء 
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

ماذا يحدث في سوريا؟

 

حنين نمر: الامين الاول للحزب الشيوعي السوري ( الموحد) لمجلة النداء  26/9/2011:

· هناك خطآن يرتكبهما البعض..

· فريق يقول إن الأزمة داخلية وفريق آخر يقول إن مجرد مؤامرة خارجية

 

التقت مجلة "النداء" الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري (الموحد)، حنين نمر، وأجرت معه الحوار التالي حول الوضع في سوريا:

ماذا يحدث في سوريا؟

إن الوضع القائم في سورية يتصف بوجود أزمة داخلية مركبة ومعقدة، يتداخل فيها الاجتماعي مع الاقتصادي، مع السياسي الداخلي المتعلق بالحريات، ومع العنصر الخارجي المتعلق بالتآمر على الموقف الوطني.

وهذا التداخل يحمل طابعاً جدلياً، فالأزمة الاجتماعية التي استفحلت بشدة خلال السنوات الخمس الماضية مع تطبيق برنامج التحول نحو اقتصاد السوق الحر، والتي وقعت السلطة تحت أوهامه، أدى إلى تراكم الاستياء الشعبي من جراء تبعاته المؤلمة لدى الجماهير، وإلى إضعاف البنية الإنتاجية الوطنية للاقتصاد الذي بدأ بالتحول إلى اقتصاد فقاعي، يتعارض مع الدور السياسي للنظام.

ومع تزايد الاحتقان الداخلي الذي لم يجد له متنفساً بسبب غياب الديمقراطية، ومع استفحال التآمر الخارجي، تركبت عناصر الأزمة التي كان لابد لها من أن تنفجر لأقل سبب من الأسباب.

وقد لخص حزبنا هذه الأزمة بالقول أن مردها يعود إلى التناقض بين الصيغة السياسية للنظام وبين متطلبات واحتياجات سورية للتطور والتقدم الاجتماعي. وتفصيل ذلك، أن صيغة الحزب الواحد وتغييب دور الجماهير والمؤسسات في صنع القرار السياسي، قد أصبحت غير متلائمة مع رياح التطور، حيث لم يدخل عليها أي تغيير حقيقي منذ أكثر من أربعين عاماً، فاستمرت أساليب الحكم نفسها، واستمرت معها على خط متواز، نفس الإفرازات، كالفساد، والتراجع الاقتصادي، واستشراء الترهل البيروقراطي في إدارة الدولة، مما خلق وضعاً مهيئاً لكافة الاحتمالات.

لقد انفجرت حركات احتجاجية واسعة في بداية الأمر، كانت ترفع شعارات ومطالب اجتماعية محقة، لا يمكن القول أنه جرى التعامل معها بأساليب مناسبة، مما زاد من حدتها ورفع منسوبها. وهنا دخل على الخط، قوى مسلحة سعت إلى تغيير الطابع السلمي لهذه الاحتجاجات، وهي قوى ظلامية وتكفيرية اتضح فيما بعد أنها تملك إمكانيات كبيرة مستمدة من الخارج، وقد سعرت هذه القوى بممارساتها الدموية المعركة، وسممت أجواء البلاد، وأبرزت إلى الواجهة شعار إسقاط النظام دفعة واحدة، دونما تقديم أي برنامج سياسي أو اجتماعي بديل، ودونما التفكير بموازين القوى، وبأسلوب الوصول إلى تحقيق هذا الشعار، ما حمل على الاعتقاد أن الهدف لم يعد تحقيق الديمقراطية أو الإصلاح، إنما إشاعة الفوضى العامة في البلاد، وزرع بذور التقسيم على أساس طائفي.

وهناك خطآن يرتكبهما البعض، فريق يقول أن الأزمة هي داخلية، ونقطة على السطر. وفريق آخر يقول أن الأزمة هي مجرد مؤامرة خارجية، ونقطة على السطر أيضاً. إن الأزمة هي داخلية وخارجية بآن واحد.

فالتدويل الحاصل الآن للأزمة السورية، والتكالب الاستعماري والتهديدات الوقحة ضد سورية والتجييش الإعلامي الهائل والعقوبات الاقتصادية عليها، والتدخل الفظ في شؤونها الداخلية المنافي لأبسط القوانين الدولية، هي علامات تفقأ العين على أن سورية بسياستها الوطنية والقومية، المؤيدة للمقاومة العربية أينما كانت، ورفضها الممتد من "كامب ديفيد" عام 1978 حتى مشروع الشرق الأوسط في منتصف التسعينيات، تجعل من سورية بلداً مستهدفاً حقاً، ينبغي التخلص منه لكي يتحقق مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة. وهذا هو الوجه التآمري للأزمة.

أما من ينكر الأزمة الداخلية، فلا يفعل شيئاً سوى التملص من ضرورات الإصلاح الديمقراطي والاجتماعي في سورية، ولا يريد أخذ الدروس والعبر من الأحداث الجارية، ويتمسك بما لم يعد من الممكن التمسك به، بل ويعطي للقوى المسلحة المعارضة، وللدول الاستعمارية الذريعة لارتكاب حماقة التدخل العسكري الخارجي والفوضى الداخلية.

س: أين قوى اليسار مما يحدث في سوريا؟

منذ بداية الأحداث رفع حزبنا شعار الحل السياسي، ووقف العنف، والحوار الشامل مع كافة القوى الوطنية داخل الجبهة وخارجها، ووضع تصوراته لأهداف هذا الحوار والمتمثلة بالقيام بإصلاحات ديمقراطية واقتصادية واجتماعية، تستهدف إجراء تعديلات دستورية تجعل من سورية مجتمعاً ديمقراطياً تعددياً ودولة مدنية عصرية يحكمها القانون، وينتهي معه احتكار السلطة.

وبمفهومنا فإن الديمقراطية السياسية ليست غاية في حد ذاتها فقط، بل هي وسيلة لتمكين جماهير الشعب من الدفاع عن مصالحها ضد الفساد ونهب المال العام، واستغلال القطاع العام، ومن أجل استعادة الدور القيادي للدولة في عملية التنمية والاستفادة من الرساميل الوطنية المنتجة داخل البلاد.

إن هذه الأهداف تلتقي حولها قوى وطنية ويسارية عديدة قسم منها موجود في المعارضة الوطنية الداخلية التي يجب عليها أيضاً أن تضيف لمهامها الديمقراطية مهاماً اجتماعية تميزها عن باقي قوى المعارضة. ونرى أن المهمة المركزية الآن هي التخلص من المجموعات الإرهابية المسلحة وعودة الهدوء والسلام إلى ربوع البلاد، الأمر الذي يخلق مناخاً مؤاتياً للإصلاح الذي لا بديل عنه، والقطع مع الشعارات المتطرفة التي لا تجر لسورية إلا الخراب والدمار.

إن المطلوب من جميع القوى الوطنية أن تتنبه لخطر التدخل الخارجي، فهو احتمال قائم، ويجب أن يكون شعارنا الدفاع عن الوطن، مع إدراكنا أن الدفاع عن الوطن يستلزم إجراء مصالحة وطنية شاملة مع كافة القوى بما فيها المعارضة الوطنية الداخلية يستبعد منها فقط الجماعات المسلحة والقوى المرتبطة والمرتهنة للخارج، وتطبيق عمليات الإصلاح الديمقراطي بشكل حقيقي وفعال.

- إن سورية لن تهزم، وخاصة إذا سارت على دروب الديمقراطية والمجتمع التعددي، وأعادت النظر بالسياسات التي أرهقت الجماهير، وسارت في طريق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق كل ذلك يضع سورية في موقف أقوى تجاه دعم المقاومة وإسقاط سياسات الهيمنة الامبريالية الصهيونية.

 

ملاحظة: المقابلة جرت بتاريخ 30 آب2011

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا