<%@ Language=JavaScript %> حواتمة في برنامج "رحلة في الذاكرة" ــ الحلقة الثالثة 
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حواتمة في برنامج "رحلة في الذاكرة"

قضايا ثورات التحرر الوطني العربية

الحركات والأدوار في مسار النضال

 

ـــ الحلقة الثالثة  ـــ

 

حاوره: خالد الرشد

فضائية "روسيا اليوم"

 

المذيع: في الحلقة الثالثة يتحدث الأستاذ نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ عن قيام الجبهة كتنظيم يساري ديمقراطي ثوري مستقل. كما يتحدث عن التناقض الرئيسي مع الاحتلال وزحف الاستيطان في القدس والضفة، وعن التعارضات الداخلية في صف فصائل المقاومة ومنظمة التحرير، والتأسيس الثاني لائتلاف منظمة التحرير كجبهة وطنية عريضة تجمعها القواسم المشتركة.

أستاذ حواتمة كونكم في طرف، وكون فتح في طرف آخر، وأنتم جميعاً داخل منظمة التحرير الفلسطينية ... ماذا كان السبب الأساسي الذي جعلكم أنتم في طرف وفتح وتوابعها في طرف آخر ؟

لم يكن ممكناً أن يكون هناك تنظيم واحد، أي حزب واحد للحركة الفلسطينية، الحركة الفلسطينية بها تلاوين متعددة؛ إيديولوجية وسياسية بفعل حركة التطور العامة في حركة التحرر الوطنية الفلسطينية والعربية، خاصة في بلدان المشرق العربي.

المذيع: لماذا طرحت هذا السؤال ؟! ... لأنه داخل القوى الديمقراطية والتقدمية هناك عدة تنظيمات، داخل هذا التنظيم لا بُدَّ أن يكون هناك طرف لديه قاسم مشترك أو لحمة معينة تجمع فيما بينها وتجعلها في طرف مقابل لفتح، ما هي اللحمة التي وضعتها في طرف وحركة فتح في طرف آخر ؟

في حينه اللحمة الفعلية ذات النزعة الفكرية وليس ذات النزعة السياسية، ولا ذات النزعة التنظيمية، بل الفكرية والثقافية هي الإطار والمناخ الوطني والقومي العام، وتشكل ائتلاف رباعي من الجناح التقدمي الديمقراطي، الجناح القومي بشعارات عامة (الجناحين من أصول الحركة القومية)، جبهة التحرير الفلسطينية التي استقلت فيما بعد باسم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، منظمة فلسطين العربية ... يحمل تأثيرات واسعة في الإطار القومي العام، أي أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية لكل الدول العربية ولكل الشعوب العربية، وعلى هذا فإن القرار بشأن القضية الفلسطينية يجب أن يكون بيد الائتلاف الوطني الفلسطيني الشامل أي منظمة التحرير أولاً، والتجمع العربي ممثلاً بقرارات القمة العربية، وعليه يجب تصحيح العلاقة بين الوطني والقومي، التيار القومي العربي في بلدان المشرق طمس تاريخياً وحتى عام 1974 الشخصية الفلسطينية، الكيانية الفلسطينية، الحضور الفلسطيني، الحقوق الوطنية الفلسطينية، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية قومية دون دور قائم بذاته لشعبنا الفلسطيني، لذلك كان الجامع المشترك هو هذا الاتجاه القومي العام الطامس للقضية الفلسطينية في مجرى النضال والبرنامج الوطني الجديد، وهذا ما عمل له الجناح التقدمي الديمقراطي ممثلاً بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عندما وقع استقلال هذا الجناح في 22 شباط/ فبراير 1969؛ كان يدعو إلى تصحيح المعادلة بين الوطني الفلسطيني والقومي، والجمع بين الوطني والقومي، أي أن القومي لا يطمس الوطني والشخصية الوطنية، حالنا حال أي شعب من الشعوب العربية، له الحق في أن يحمل قضيته على أكتافه، يناضل في سبيلها وبذات الوقت يجمعنا مع كل الشعوب العربية، ويجمعنا مع الدول العربية، القاسم المشترك فيما بيننا بشأن القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى التي يتم الاتفاق عليها بأنها قاسم مشترك، بينما حركة فتح في ذلك السياق التاريخي تبنت رؤية وطنية انعزالية قائمة بذاتها، ولذلك كان دائماً ياسر عرفات يردد "يا وحدنا" وهذه النزعة الانعزالية انعكست وتصادمت مع النزعة القومية، وفعلاً في البداية ائتلاف فتح، وعليه أن تلاحظ ذلك جيداً مع مَنْ كانَ ؟ لم يكن مع ثورة 23 يوليو بزعامة عبد الناصر التي تقود وتمثل رأس الحربة في مجموع الحركة القومية العربية، التحالف في ذلك الوقت بين فتح وحكم البعث في سوريا ومن مواقع الصراع الذي كان مشتعلاً بين حكم البعث في سوريا وعبد الناصر وزعامة عبد الناصر (أقترح العودة لمحاضر المباحثات الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق لبناء الوحدة بين الأقطار الثلاثة ـ المباحثات بين عبد الناصر وحكم البعث العراقي والسوري). عام 1965 انطلقت فتح مِنْ أين ؟ انطلقت من على الأراضي السورية ضمن علاقة مع النظام البعثي في سوريا؛ المتصادم مع عبد الناصر حتى مجيء حركة حافظ الأسد التصحيحية عام 1970، وكان عبد الناصر قد رحل في ذلك الحين ورحل معه مشروعه النهضوي الكبير الوطني المصري والعربي القومي، بسلسلة من التحولات العظمى الفكرية والثقافية والسياسية والطبقية في مصر، وكذلك الحال في سوريا، بمساندة قوى التحرر والثورات في الأقطار العربية المتعددة وفي مقدمتها الثورة الجزائرية والثورة اليمنية، ولذلك من مواقع السياسة والمصالح المتبادلة بين النظام البعثي في سورية وفتح؛ كان هذا التحالف في البداية وموجهاً بالنتيجة ضد عبد الناصر تحت عنوان "أن عبد الناصر لا يوجد بيده خطة لتحرير فلسطين"، وأيضاً تحت عنوان "أن العلاقة متصادمة بين النظام البعثي في سورية ونظام عبد الناصر منذ الانفصال عام 1961، ثم بشكل خاص في آذار/ مارس 1963 عندما قفز البعث مع قوى حليفة له وخاصة الناصريين في الجيش السوري (الأتاسي والآخرين) بالانقلاب العسكري في آذار/ مارس 1963، وكانت الدعوات المحافظة وفي مسار حرب اليمن وتحالفات الحرب الباردة الدولية أيضاً من السعودية دعوات بذات الاتجاه المضاد لعبد الناصر، خاصة بعد أن تقدم عبد الناصر بمساندة الثورة اليمنية على جانبيها بالشمال والجنوب، لذلك علينا أن نلحظ التاريخ كما هو بوقائعه ونقرأه ونحلله كما هو بوقائعه، ولهذا منظمة فتح اتجهت بالبداية اتجاهاً انعزالياً، فالإطار الوطني دون أن تتقاطع مع الاتجاه القومي، أي اتجاه قومي لا يطمس الوطني، واتجاه وطني لا يطمس القومي، هذا الحوار وقع بين فتح، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الصاعقة، ومفاوضاتنا من أجل دخول منظمة التحرير الفلسطينية (فتح والجبهة الديمقراطية والصاعقة) مع وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وفي المقدمة الأستاذ يحيى حمودة رئيس منظمة التحرير بالوكالة، في حينها هذه المفاوضات كانت في شباط وآذار 1969، ووفد فصائل المقاومة عرفات، حواتمة، صلاح خلف، ضافي الجمعاني (اقترح العودة لكتاب حواتمة "حواتمة يتحدث ..."، "أوسلو والسلام الآخر المتوازن")، ونحن في الجبهة الديمقراطية خُضنا هذا الحوار على قاعدة الجمع، وبنينا علاقات بين الوطني والقومي، وبين القومي والوطني واليسار الثوري الديمقراطي الجديد، تشكل في ذلك الوقت الائتلاف الثلاثي من الجبهة الديمقراطية التي تمثل اليسار الفلسطيني الجديد، وفتح التي تمثل الاتجاه الوطني الذي يضم اتجاهات سياسية متنوعة، والصاعقة التي تمثل الاتجاه القومي العام، وعليه دخلنا منظمة التحرير وشكلناها بتكوينها الجديد في أيلول/ سبتمبر 1969 على أكتاف هذه القوى الثلاث وكل القوى والتشكيلات الأخرى التي انضمت إليه (أقترح العودة إلى كتاب محمد جمال باروت "حركة القوميين العرب ... النشأة والمسار ـ المصائر"، وكتاب د. ماهر الشريف "البحث عن كيان"، وكتاب "حواتمة يتحدث ...").

المذيع: لماذا تأخرت الشعبية إلى عام 1971 حتى دخلوا منظمة التحرير الفلسطينية ؟

بعام 1969 رفضوا الدخول بمنظمة التحرير تحت عنوان "إن هذه المنظمة صنعتها الدول العربية" عام 1964، وبالتالي لا مكان لهم بهكذا منظمة، لم يقع التمييز بين منظمة تحرير تم صناعتها على يد القمة العربية التي انعقدت في القاهرة عام 1964، وبين التطور الجديد؛ لأن منظمة التحرير تلك وصلت إلى الانسداد وصلت بالكامل إلى الإفلاس، ولم تتمكن أن تقوم على أساس الجمع بين السياسة والسلاح وكل أشكال النضال الجماهيرية في الممارسة العملية بين عام 1964 و 1969.

في حزيران/ يونيو 1967 وقعت هزيمة الأنظمة العربية، لم تتمكن منظمة التحرير من تحريك جندي واحد لقوات جيش التحرير الفلسطيني، لواء "عين جالوت" كان مرتبطاً بالأركان المصرية ولواء حطين مرتبط بالأركان السورية ولواء القادسية مرتبط بالأركان العراقية، ولذلك وصلت منظمة التحرير الفلسطينية إلى الجدار ... إلى الإفلاس، لأنها ولدت بدون أسنان في هذا الميدان، أما منظمة التحرير بتكوينها الجديد أي التأسيس الثاني لمنظمة التحرير؛ فتشكلت من قوى أخرى، تشكلت من فتح، الجبهة الديمقراطية، الصاعقة، فصائل فلسطينية صغيرة أخرى شاركت بحضور المجلس الوطني، وتشكلت على قواعد جديدة، وواحد من ثلاثة من مجموع عضوية المجلس الوطني؛ أي البرلمان لمنظمة التحرير إلى الفصائل الفلسطينية، وواحد من ثلاثة للاتحادات النقابية والجماهيرية، وواحد من ثلاثة للشخصيات المستقلة، وبالتالي جبهة وطنية عريضة، ولكن أخوتنا في الشعبية اعتبروا كل هذا التكوين امتداداً لعام 1964 وما تلاه حتى أيلول/ سبتمبر 1969، وعليه قاطعوا المجلس الوطني الفلسطيني، أدركوا بعد عامين من ذلك أن منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت منظمة جديدة، تشكلت من جبهة وطنية عريضة من كل الفصائل والأحزاب والقوى والنقابات والاتحادات الجماهيرية والشخصيات الوطنية، لذلك أخذوا قراراً آخراً ودخلوا منظمة التحرير الفلسطينية عام 1971. 

المذيع: أريد الآن أن انتقل من الجانب الفكري أو التنظيمي إلى الجانب العملي التطبيقي، مستعيراً بمصطلحكم "من سلاح الإيديولوجيا إلى إيديولوجيا السلاح" ... هل كان هناك خلافات وطبعاً قيل أن من أسباب استقلال الجبهة الديمقراطية عن فريق الجبهة الشعبية كانت العمليات الخارجية وطريق خوض الكفاح المسلح والثورة بشكل عام، ما هي الخلافات الأساسية سواء داخل منظمة التحرير الفلسطينية أو بين التنظيمات الموجودة داخل منظمة التحرير؟ وما هي الخلافات تحديداً بخصوص طريقة خوض الكفاح المسلح والعمليات الخارجية، والمسألة من الجزء الذي يجب أن يحرر من الأراضي الفلسطينية أما باقي الأراضي الفلسطينية كما كان قبل آنذاك ؟

بداية أقول في المحور الأول أنه كان هناك خلافات إيديولوجية عميقة تمتد في الحركة القومية في المشرق العربي إلى عام 1957 ـ 1958 (وفي المقدمة التحولات الكبرى الفكرية والطبقية الاجتماعية في مصر بعد ثورة 23 تموز/ يوليو 1952، العدوان الثلاثي وتداعياته الباهرة، الوحدة المصرية السورية، ثورة 14 تموز/ يوليو في العراق، في المشرق العربي، وثورة الجزائر في تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 ...) وفي عام 1961 ـ 1963 (الانفصال الرجعي في سوريا، ثورتي اليمن 1962 ـ 1963 والدروس الفكرية والبرنامجية الجديدة، هزيمة حزيران/ يونيو 1967 والدروس الجديدة للحركة الفلسطينية ومجموع حركة التحرر والتقدم العربية ... الخ.

الخلافات تواصلت وتطورت باتجاهين: اتجاه يساري بأفق تقدمي ديمقراطي ثوري واشتراكي، واتجاه قومي عام بدون مضمون فكري ملموس تقدمي، يقدم برامج ومبادرات وممارسات جديدة.

ثانياً: في إطار الممارسة العملية في نهاية 1967 ـ 1968 كانت هناك خلافات هو العمليات العسكرية، الجناح اليساري الثوري الجديد تبنى أن المنقذ لشعبنا هو العمل الجماهيري المنظم والجماعي والأعمال الكفاحية الجماعية، وليست الأعمال الفردية؛ التي تتسم بنزعة في ذلك الوقت "مغامرة بطولية فردية" تترك الجماهير في مقاعد المتفرجين على بطولات فردية، وكأنها هي التي سوف تحرر البلاد وتؤمن تحرير البلاد، ولذلك منذ اللحظة الأولى مع خطف أول طائرة على يد فرع العلاقات الخارجية بالجناح الآخر بالجبهة الشعبية؛ اختلفنا وأصدرنا خطاً سياسياً جديداً وبياناً واضحاً ومحدداً بأننا ضد خطف الطائرات، وقلنا أن هذا العمل مغامر ويدخل مواطنين من شعوب متعددة لا علاقة لهم "أبرياء" بالصراع القائم الفلسطيني والعربي ـ الإسرائيلي، وكذلك الحال هذه الأعمال المغامرة الفردية مع ما اكتسبت من نزعة شجاعة، إلا أنها لا يمكن أن تؤدي بالنهوض بالشعب الفلسطيني بنضالاته من أجل تحرير نفسه بنفسه، وتقرير مصيره بنفسه (تبنت الشعبية هذا الموقف عام 1974 وفصلت كل أعضاء العلاقات الخارجية المسؤولة عن خطف الطائرات)، وفي ذلك الوقت أيضاً كنا وما زلنا في إطار ائتلافي مشترك، ولكن هذا الإطار الائتلافي الرباعي المشترك لم يعد إطار يجمع المكونات الأربعة لأن "القيادة العامة" قد غادرت ومنظمة "فلسطين العربية" قد غادرت، وأصبحت المظلة من مكونين: الجناح اليساري الديمقراطي الثوري والجناح القومي بدون مضامين برنامجية ...، بدون مضامين بآليات العمل ودمقرطة العمل ودمقرطة النضال.

ثالثاً: جبهة وطنية عريضة تستوعب كل طبقات وتيارات المجتمع في الوطن وأقطار اللجوء والشتات تحت سقف برنامج القواسم المشتركة، شعبنا وحقوقه الوطنية يمر بمرحلة تحرر وطني تستدعي التعددية الفكرية والسياسية والتنظيمية وبداية مسار الائتلاف الوطني الشامل في مواجهة التناقض الرئيسي مع الاحتلال واستعمار الاستيطان، وانتزاع حق تقرير المصير والحرية والاستقلال.

 

أستاذ حواتمة شكراً جزيلاً لكم، ولنتوقف هنا اليوم ونتابع الأسبوع القادم ...

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا