<%@ Language=JavaScript %> المرجع السيد احمد الحسني البغدادي حول المصالحة الوطنية بين الفرقاء العراقيين
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الحديث الأربعون

حول المصالحة الوطنية بين الفرقاء العراقيين

 

 

 

المرجع السيد احمد الحسني البغدادي

 

مساء الثلاثاء الحادي والعشرين من جمادي الآخر 1432ه ـــــــ المصادف الرابع والعشرين من آيار (مايو) 2011م إتصل الأَخ رعد عبد المجيد (مذيع قناة الرافدين الفضائية في تغطية خاصة بشأن التغيير والتحرير في العراق المذبوح) مع سماحة الأخ المرجع القائد السيد احمد الحسني البغدادي أدام الله ظله، يستفسر من سماحته عن رأيه في العرض الذي يقدِّمه رئيس الوزراء نوري المالكي فيما يخص دعوته الى المصالحة الوطنية، بعد أن حمد الله وأثنى عليه أنشأ سماحته يقول :

إتصل بيَّ الشيخ عبد الحسن ابو صيبع شيخ مشايخ عشيرة جشعم في الفرات الاوسط، وحدثني نيابة عن النائب الحاج صادق اللبان عن ائتلاف دولة القانون وعضو البرلمان العراقي من قبل مَنْ يُسَّمي بـــــــ«رئيس الوزراء نوري المالكي» واكد عليَّ أن الأخير يرغب في عودتك الى الوطن، ويرتب أُمورك، ويساند تيار مرجعيتِكَ عبر مشروع المصالحة الوطنية، وقد اجبته صراحة :

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل عن مصالحة عراقية وطنية حقيقية صادقة، وحزبه الحاكم في ظل الاحتلال الأميركي ــــــ التوراتي الفتنوي، ووجود سفارة اميركية مِن اعظم السفارات في العالم وفي التاريخ، يقدر عدد موظفيها بالآلآف، تُعدّ قاعدة تجسسية ــــــ عسكرية ضخمة، تُعد بديلاً استراتيجياً عن القواعد العسكرية، التي أَنشأتها في بعض دول الخليج العربي .

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل تدخلات إِقليمية عنصرية طائفية يتعاظم نفوذها؟..

ايَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وهو يقمع التظاهرات والاعتصامات الشعبوية في ساحة التحرير في بغداد كما في المدن العراقية الاخرى ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وهو ينفذ دستوراً أَسودَ كُتب باملاءات اميركية ــــ صهيونية ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وهو كرَّس الفقر والبطالة وازمة الإسكان والمواصلات والتعليم والصحة والتهجير والتشريد على نحو بشع؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل تصاعد الاغتيالات الكيفية الغامضة، والسيارات المفخخة، والاحزمة والعبوات الناسفة والاجساد الممزقة والرؤوس المقطوعة؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وهو لا يعترف بالمقاومة الاسلامية الوطنية السياسية منها والعملياتية، بل لايزال ينعتها بأزلام النظام البائد والتكفريين؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل سجونه السرية، وما فيها من تعذيب لامثيل له في التأريخ قديماً وحديثاً ؟

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل دكتاتوريته التي فاقت دكتاتوريات «محمد رضا بهلوي» و«صدام حسين» و«معمر القذافي» ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل إصراره العنيد على عدم إعادة المفصولين من الجيش العراقي ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل عراق أصبح مسرحاً للموساد «الاسرائيلي»، واجهزة المخابرات الاقليمية والدولية تصول وتجول لأَداء دور تخريبي لغايات مكشوفة ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل عدم استئناف بناء الاجهزة الامنية والاستخباراتية وفق أسس مهنية ووطنية تؤطر مهامها في حدود حماية الوطن من أي اعتداء اقليمي أو دولي ؟

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل عدم اعادة هيكلية مفاصل السلطة القضائية وتنزيهها من العناصر الغريبة عن هويتنا الاسلامية العربية ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل سكوته عن مطالبة الاميركان بتعويض العراق والعراقيين عن خسائرهم الهائلة منذ بداية الاحتلال ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل دخول الميليشات المسلحة للقوى المتحالفة مع قوات الاحتلال الاميركي ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل كرامة وطنية مهدورة من تبعات الفصل السابع بمواده الثلاث عشرة ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، والتقاسم الوظيفي المذهبي والاثني ما زال سائداً ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وتشكيل الأحزاب والجمعيات ما زال بلا قانون ينظم هذا الحق ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل «انتخابات» لا تعني وحدها الديمقراطية الحقيقية الصميمية مع  وجود التقسيمات العرقية والاثنية والمذهبية والمناطقية والعشائرية ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل قبول الاحتلال أو تبريره أو تسويغ الاتفاقية الامنية العراقية ـــ الأميركية بذريعة مواجهة التحديات الخارجية ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، وهو يتواطأ مع مرتكبي جرائم الحرب والابادة من الجيش الاميركي في العراق ؟..

أيَّ حديث يتحدث هذا الرجل، في ظل حفنة من الغرباء التابعين العدوَّ المجرم، يعيشون تحت قبة برلمان ثرثري مافيوي ووعودٍ باصلاح سياسي شكلي ؟..

 ـــ اذن .. مالعمل ؟..

 انت وحدك أَيها الانسان العراقي المجاهد في التصدي للدكتاتور المستبد  .. لانه إسكات للاحتجاج والغضب والثورة ..

وأنت وحدك في إنهاء الاحتلال .. لانه كافر فاقد العواصمَ الخمسَ المشهورة ..

انت وحدك قاطعت الانتخابات ، فلم تذهب الى صناديق الاقتراع في ظل الاحتلال .. لانه يريد شرعية (صورية) تباركها دول الاقليم الجغرافي، ومن ثم الرأي العام العالمي ليثبت هيمنته ، وتحقيق مشاريعه الآنية والمستقبلية ، والانقضاض على المشروع الوطني الاسلامي العراقي عِبْرَ حكومة «منتخبة» عميلة ..

وانت وحدك تنفرد بمحاكمة هذا الرجل الجاسوس الخائن العميل ، والرتل الخامس الدخيل .. لأَنَّهُ جنَّدَ نفسَهُ مع أقوى جهاز دولي استكباري غايته تفتيت ثرى الوطن ، وتمزيق شمل الأُمة ، وسرقة ثرواتها الطبيعية ..

انت وحدك تتحدى الطاغوت الاستعماري .. لأنَّهُ اسلوب فظيع من أساليب الهموم والالام والاغتصاب والاستغلال والاستحمار .. على الرغم من  كُلّ العواصف العاتية ، والهجمات التي تتكالب على قضيتك طوال هذه الفترة الزمنية من الحصار الى الاحتلال .

سلام عليكَ .. وسلام على ظلكَ الشامخ المتألق .

 أما  مبادراتهم ، ونوايا إصلاحهم ، وذريعة بقائهم باسم المصالحة الوطنية، وباسم استحقاقات المرحلة ، والواقعية السياسية والتوفيقية .. فزبد يذهب ، ولا يبقى للحكومة «المنتخبة» العميلة الا الخزي والعار، ولا تبقى في نهاية المطاف الا الكلمة الطيبة الوطنية ، والبندقية المقاتلة تروم تحرير الارض والانسان .

يا للعجب .. لا جديد تحت الشمس .. فقط التأريخ يؤكد لنا أَنَّ الادارات المتعاقبة على البيت الابيض بدءاً من إدارة الرئيس ترومان .. وصولا الى الرئيس أُوباما لا تهتم اطلاقاً بشأن تحقيق الحرية والاصلاح والديمقراطية ، بل العكس هو الصحيح، حيث نلاحظ باللمسة التجريبية ، والرؤية الوجدانية أنظمة وحكومات شمولية تضطهد شعوبها المستضعفة وتستنزف قدراتها  على الصعد كافة .. وخاصة في قارات آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية .

إِنَّ الادارات الاميركية ساندت دكتاتوريات : بينوشيه في شيلي ، وباتيستا في كوبا ، وسوموزا في نيكاراغوا ، وموبوتو في زائير ، وحسين حبري في تشاد ، ومشرف في الباكستان ، ومحمد رضا بهلوي في ايران ، وسوهارتو في اندونيسيا ، وكثير غيرهم !!..

إِنَّ ترتيب الانقلابات العسكرية التي تحيكها (سي . آي . أي) الاميركية في سبيل تحقيق مصالحها الاستراتيجية في فترة نستطيع ان نصفها بفترة التناقض الآيديولوجي الانجلو ــ الاميركي على المنطقة برمتها ، وهذا ما طرحه : «مايلز كوبلاند» في كتابه الشهير «لعبة الامم» .

يا للعجب .. لاجديد تحت الشمس .. التأريخ وحده يؤكد لنا إتجاهاً قوياً مضاداً للحرية والاصلاح والديمقراطية في العالم كلّه ... اذا كان هذا هو تأريخ اميركا فيما يتعلق بـ «الحرية والاصلاح والديمقراطية» .. فكيف تطمئن الشعوب المستضعفة الاسلامية منها وغير الاسلامية وتصدِّقُ هذه الدعوات الديماغوغية (التضليلية) ، وهل من المعقول ان يسعى الاميركان  إلى تسليم هذه الشعوب التي لا تضمر لها محبة ومودة، القرار السياسَّي الإستراتيجي .. المؤشرات الميدانية كلُّها تؤكد لنا أَنَّ العملية السياسية في بلاد الرافدين ليس عملية تضليلية تستهدف الهيمنة على النفط بوصفه ثاني احتياطي في العالم، حتى تتحكم في القرار الدولي، وتبقى الى الابد القطب الآحادي في الارض، كُلّ الارض .

إِنَّ نظاماً امبراطورياً عولمياً رأسمالياً استكبارياً متوحشاً .. كهذا لا يدوم ، ومستحيل أن يدوم كسنة تأريخية .. لا بد أَن يزول في نهاية المطاف كما زالت الدول والحضارات السالفة، والحمد لله رب العالمين .

يستطيع القارىء الكريم ان يطلع على الحديث وغيره بالرجوع الى موقع سماحته الرسمي : 

http://www.alsaed-albaghdadi.com/

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا