%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
عدوان الناتو على ليبيا
كاريكاتير قيس عبد الله
بقلم : أحمد سالم أعمر حداد
تماما كما في حالة العراق ، يستمر قراصنة الناتو
منذ حوالي أسبوعين في قصف الشعب الليبي وتدمير البني العسكرية
والمدنية للجماهيرية الليبية، مستفيدا من عملاء ليبيين مسلحين ضدا
على شعبهم ووطنهم ، ومن ضعف الأنظمة السياسية العربية، وعجزها عن
العمل الجماعي، وقدرته على ابتزازها باستمرار، فالولايات المتحدة
تحت غطاء الناتو، تبتز الدول الاوربية، بالتذكير الدائم للاوربيين
، بانها صاحبة الفضل عليهم ، في الخروج من التخلف الاقتصادي
والسياسي، ضمن ما يعرف بمشروع مارشال الشهير، وتفرض عليها عنوة
المشاركة الفعالة في مخططاتها العسكرية، في كل انحاء العالم.
ونفس الأسلوب تستخدمه الولايات المتحدة الامريكية مع الدول
العربية، لتخترق جيوشها وتستأجرها وتستخدمها حتى ضد الجيران
والأشقاء ومن تتعاقد معهم ضمن معاهدات الشراكة والدفاع العسكري
المشترك، في إطار المشتتة العربية مثلا، فقطر لا تستطيع رفض
المشاريع العسكرية الامريكية، لان هذه الاخيرة تعتبر نفسها صاحبة
الفضل في استمرار قطر كدولة، عن طريق حمايتها بقاعدة السيلية،
وصاحبة الفضل على الكويت في تحريرها من العراق، وسوريا واليمن
والبحرين والاردن ، لا يستطيعان مناهضة العدوان على ليبيا، حتى لا
تستعمل ضدهم أسلحة التدخل الإنساني ، ومقولات حقوق الانسان
الفتاكة، في حين تعاني كل من مصر وتونس والسودان مخاطر التمزق
والتفتيت، وبذلك استطاع الناتو ان يحيل كل الجيوش العربية الى جيوش
أجيرة ملحقة بقواته الخاصة، إذ يستحيل الاعتراف بهم كشركاء ، اذ لا
شريك للناتو في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، غير اسرائيل
طبعا.
إن الحروب التي يفتعلها الناتو كل عشرية من السنين في الحزام
العربي الإسلامي، تحركها الأسباب الاقتصادية بشكل أساسي، ففضلا عن
الأزمة المالية التي يعاني منها الاقتصاد الامريكي والغربي عموما،
بات من المؤكد ان الشركات متعددة الجنسيات المتخصصة في صنع وتجارة
السلاح، دأبت على دفع الساسة الامريكيين والغربيين عموما ، على
افتعال حروب وهمية، لتفريغ مخازن السلاح، وتجريب الاسلحة المطورة
حديثا، في المنطقة العربية، واستنزاف خيرات هذه البلدان، بعد
تدميرها بالكامل،ضمن صفقات مؤتمرات اعادة البناء والاعمار، وخلق
انظمة سياسية ضعيفة وتابعة تضمن لها السيطرة على منابع النفط
وتسييرها مباشرة، في حالة الانظمة النفطية كما في الحالة الليبية
اليوم، والدليل على ذلك إعلان المجلس غير الوطني مؤخرا استعداد قطر
المحمية الأمريكية لتسويق النفط الليبي.
و يبرهن عليه كذلك عدم اكتراث الناتو بالمدنيين في كل من سوريا
واليمن وغزة، لانه لا مصالح اقتصادية هناك، ولان الانظمة السياسية
بهذه البلدان لا تمانع مصالح الغرب، كما فعل القذافي سياسيا،
واقتصاديا باتجاهه إلى إتمام صفقات بترول جديدة مع كل من
الكوريين
والصينيين ، واستمراره في الاعتماد على صفقات
التسليح الروسية. وهو ما لن تسمح به الولايات المتحدة الامريكية،
رغم ان نظام العقيد معمر ألقذافي، كان حليفا جديا للغرب ضمن مخططات
مكافحة الإرهاب.
حلف الناتو عند تأسيسه سنة 1949 هدف إلى إنشاء نظام للدفاع الأمني
بين الدول الأوربية المنتسبة إليه والولايات المتحدة ، وبسبب ضربات
11 سبتمبر الإرهابية في عقر دار الولايات المتحدة الأمريكية،
والتأكد من ثغرات نظمه الأمنية ، عمل الحلف على تطوير عقيدته
الأمنية لتشمل دول العالم اجمع واعتبر أن من حقه حفظا لمصالحه
الإستراتيجية ، شن الحروب في أي منطقة من العالم ، لإجهاض
التهديدات الأمنية المحتملة، واليوم يقوم الحلف بغزو الجماهيرية
الليبية، لأسباب خطيرة لا تندرج بالقطع ضمن التهديدات الأمنية أو
الأسباب الإنسانية أو حقوق الإنسان، بل لأسباب تحمل مخاطر حقيقية
على النظام السياسي العالمي ، وعلى امن العالم ، ومنظومة الأمم
المتحدة ككل، نظرا لتحول الحلف الأطلسي إلى منظمة استعمارية، للنهب
المالي والاقتصادي الواضح ، تحتل دولا ذات سيادة، لأسباب اقتصادية
وتسرق أموالها وتحاول السيطرة على ثرواتها الطبيعية، بهدف الخروج
من أزمة اقتصادية خانقة، والدليل على ذلك، نهب الولايات المتحدة
الأمريكية تحت يافطة مصادرة الأموال وتجميدها ، لمبلغ خيالي من
أموال الشعب الليبي، قدرته صحف عالمية وازنة ب 200 مليار دولار ،
أودعتها الدولة في المصارف الغربية، كما أن غزو ليبيا يحركه
بالأساس إعادة تسويق النفط الليبي من طرف الغرب، ذلك انه لا يعقل
أن تصرف الآلة العسكرية الأمريكية إلى حدود اليوم 500 مليون دولار
على الصواريخ والقاذفات فقط ، وسوف تنفق أكثر على تسليح متمردي
المجلس الوطني الليبي، دون احتساب فاتورة باقي الدول المشكلة
للناتو مجتمعة، لأسباب إنسانية في ليبيا، ومن اجل سواد عيون
المدنيين الليبيين، دون أن تجلب منافع اقتصادية للاقتصاد الأمريكي
والغربي المنهار بشكل عام .
أحمد سالم أعمر حداد
محلل سياسي مغربي
newsdata1@gmail.com
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|