<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 اكراد ياكلون تراب حديقة اوجلان

 

محمد نور الدين

 

ميلاد أوجلان: إنهم يأكلون التراب

 

كيفما كانت النظرة إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، فلا يختلف اثنان على انه الرمز الأقوى بعد الشيخ سعيد للحركة القومية الكردية في تركيا.
الأتراك، أو غالبيتهم، يرون فيه زعيما لمنظمة إرهابية ولا يختلف إسلامي عن علماني في ذلك. يضعون في رقبته مسؤولية مقتل 30 ألفا من الأتراك والأكراد بين العامين 1984 و1999.
أوجلان الذي يعرف أيضا باسم «آبو» بدأ يتحول من رمز للأكراد في تركيا إلى «أيقونة». ليس الأمر غريبا على من حاولت الايديولوجيا الرسمية الكمالية أن تطلق عليهم «أتراك الجبال». هؤلاء وجدوا في أوجلان ضالتهم للفكاك من نظام الإنكار والصهر الذي مورس على الأكراد في كل الجغرافيا التي وجدوا فيها في الشرق الأوسط.
لم تجهد الدولة التركية يوما لتضع مطالب الأتراك موضع التنفيذ. يستوي في ذلك كل من اعترف بوجود قضية كردية. وقال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، قبل أيام، انه أول من قال بوجود هذه القضية، متجاهلا أن سليمان ديميريل وطانسو تشيللر ومسعود يلماز سبقوه في التسعينيات إلى الاعتراف بالواقع الكردي. لكن الجميع وقفوا عند عتبة الشعارات.
حكومات حزب العدالة والتنمية حاولت اختراق الحواجز النفسية في القضية الكردية، لكنها لم تتجاوز عتبة الوعود: المطالب الأساسية في الاعتراف بالهوية الكردية مثل التعليم باللغة الأم في المدارس والجامعات وإدخال ضمانات الاعتراف بالهوية في الدستور.
أوجلان الأيقونة «تجلى» في الرابع من نيسان الحالي، في يوم ميلاده (1948)، عندما سمحت الدولة للسنة الثانية على التوالي بزيارة القرية التي ولد فيها. هي قرية عمرلي في محافظة شانلي اورفة، المنطقة التي خرج منها المطرب المشهور إبراهيم طاتليسيس الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل أسبوعين ونجا منها بأعجوبة.
هنا في قرية عمرلي تقاطر الآلاف من الأكراد، رجالا ونساء وشبانا ونوابا. جاؤوا بثيابهم التقليدية المزركشة. جاؤوا بالحافلات والسيارات وبعضهم جاء مشيا على الأقدام.
تحولت عمرلي إلى مزار. يحملون صور»القائد» وأزرارا علقوها على قمصانهم. مشوا يهتفون بحياة الزعيم السجين ومنظمة حزب العمال الكردستاني.
قبل خمسة وثمانين عاما، منذ العام 1925، والكردي يمارس ثورته. سبق الشعوب العربية في ثوراتها الراهنة. منذ خمسة وثمانين عاما كسر حاجز الخوف، فيما لم تستطع الدولة التركية بعد إنشاء جسر ثقة معه.
هناك، في قرية عمرلي، كانت عائلة عبد الله أوجلان: أخوة له وأخوات يستقبلون القادمين. هناك كانت غولتان كيشاناك، النائب الكردية، تطالب الدولة بالحوار مع أوجلان شخصيا، فهو «القائد والمخاطب لكل الشعب الكردي».
هناك في حديقة منزل «القائد»، كان الجميع كهولا قبل الشبان يهرعون إلى الحديقة، يجمعون بضع قبضات من ترابها يضعونها في قنان صغيرة أو داخل خرقة أو ورقة ليحتفظوا بها للذكرى. بعضهم كان يقبّل تراب الحديقة لكن بعضهم أيضا كان يأكل حفنات منه.
انه يوم ميلاد القائد. إنهم يأكلون تراب حديقته.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا